معلومات عامة عن عين حوض/ من قرى الهيجاء - قضاء حيفا
معلومات عامة عن قرية عين حوض/ من قرى الهيجاء
تكرّم السلطان صلاح الدين الأيوبي إلى عائلة أبو الهيجا إكرامية تقديرًا لقائدها حسام الدين البخاري المعروف بأبي الهيجاء فمنحهم عددًا من قرى فلسطين مثل عين حوض، الرويس، حدثا، كوكب أبو الهيجاء وسيرين. وتسمى قرى" الهيجاء"
تقع قرية “عين حوض” على السفح الغربي من جبل الكرمل وعلى مسافة 18 كم إلى الجنوب من مدينة حيفا و5 كم من شاطىء البحر.
عرفت القرية باسم “EIN HOUD” في السجلات البريطانية واستخدمه الإسرائيليون أيضاً، ثم تم استبداله “كفار أومنيم” أي بلدة الفنانين.
نشأت القرية على سطح يرتفع 125م فوق سطح البحر، في القسم الغربي من جبل الكرمل. وكانت تطل على وادي أم الغنم الذي يمر بجنوبها. ويلتقي في شمال القرية وادي البستان بوادي فلاح قبل وصول الأخير إلى السهل الساحلي. ومن ينابيع القرية عين المخب الواقعة في جنوبها الشرقي.
امتدت القرية بصورة عامة من الشرق إلى الغرب، وهي من النوع المكتظ، وضمت 81 مسكناً حجرياً عام 1931، وبلغت مساحتها 50 دونماً عام 1945، ومساحة أراضيها 12.605 دونمات، لا يملك الصهيونيون منها شيئاً.
بلغ عدد سكان القرية 350 نسمة من العرب عام 1922، ارتفع عددهم إلى 459 نسمة عام 1931، وإلى 650 نسمة عام 1945.
لم يكن في القرية سوى مدرسة ابتدائية للبنين. واعتمد اقتصادها على زراعة الحبوب، والمحاصيل الحقلية، والزيتون الذي شغل مساحة 845 دونماً عام 1943 (3.8% من مساحته في القضاء) وكان فيها في ذلك العام معصرة يدوية لاستخراج زيت الزيتون. وقد عمل السكان في تربية الماشية إلى جانب الزراعة.
شرد الصهيونيون سكان القرية العرب، ودمروها عام 1948. وفي العام التالي أقاموا على أنقاضها موشاف “عين حوض” الذي تحول سنة 1953 قرية للفنانين ضمت 34 منهم عام 1970. كما أسسوا عام 1950 القرية التعاونية “نبر عتسيون” جنوب شرق عين حوض العربية.
تمتاز “عين حوض” بموقعها الجميل المطل على البحر المتوسط فهي تقع على تلة مرتفعة في سفوح جبال الكرمل، وذكر البريطانيون إنها بلد استراتيجية، كذلك امتدح الأطباء البريطانيون والفرنسيون موقعها الصحي ولذلك استغلت بعد عام 1948 لإقامة مكان للسياحة والاستجمام.
كانت “عين حوض” حتى سنة 1948 قرية عربية صرفة ويعود تأسيسها إلى محمد السمين الذي لقب “بابو الهيجا” وهو أحد القادة المشهورين الذين جاؤوا مع حملة صلاح الدين الأيوبي لاستعادة الأراضي المقدسة من أيدي الصليبيين، وبلغ عدد سكانها حسب احصائية سنة 1948 حوالي 950 نسمة يعيشون على مساحة 12.605 دونمات نصفها أراض زراعية.
عندما اندلعت الحرب في فلسطين عام 1948، وبدأت العصابات الصهيونية بتدمير القرى الفلسطينية وقتل وتهجير أهلها، أعجب أحد أفراد “الهاغاناه” – وهو رسام يدعى “يانكو” بالقرية وطبيعة بنائها وطلب إقامة قرية للفنانين اليهود فيها، وهكذا كان حيث طرد الفلسطينيون من قريتهم وتشتتوا في الأردن والكويت والعراق والأراضي المحتلة، فيما احتل بيوتها فنانون يهود وأطلق عليها اسم بلدة الفنانين.
رفض قسم صغير من أهالي “عين حوض” وهم من عائلة “أبو الهيجا” إخلاء القرية وأقاموا على قطعة أرض من الأراضي المصادرة تبلغ مساحتها 10 دونمات داخل أسلاك شائكة، وبلغ عددهم 120 نسمة يعيشون في مجمع سكاني يبعد عن “عين حوض” الأم 3 كيلومترات لا يوجد فيه كهرباء ولا ماء ولا مواصلات.
يصر أبناء “أبو الهيجا” منذ خروجهم من قريتهم الأصلية وحتى اليوم على التمسك بقريتهم والاحتفاظ باسمها الأصلي، فيما تحاول السلطات "الإسرائيلية" ثنيهم عن ذلك حيث أصدرت أوامر بهدم منازلهم التي بنوها بعد عام 1948. ولما عجزت عن مقارعتهم اشترطت عليهم التوقيع على التنازل عن “عين حوض” الأصلية مقابل ضمهم إلى التنظيم وإلغاء أوامر الهدم بحق منازلهم.
وفي عهد حكومة اسحق رابين استطاع السكان أن يحصلوا على قرار من وزير البيئة آنذاك “يوسي سريد” بضم 170 دونماً إلى القرية في إطار الاعتراف بها.
إلا أن القرار تعرض لعراقيل كثيرة في عهد حكومة نتنياهو. وتجري حالياً محاولات لإلغاء ضم وتحويل 170 دونماً من أراضي “الكرمل” إلى “عين حوض”، فيما يصر الفلسطينيون في الداخل المحتل على المطالبة بحق أبناء القرية فيها، والاعتراف بها رسمياً من قبل وزارة الداخلية.
الموقع والمساحة
تقع إلى الجنوب من مدينة حيفا على منحدرات القسم الغربي من جبل الكرمل ، وتبعد عن حيفا حوالي 14.5كم.
وترتفع 125م عن سطح البحر .
بلغت مساحة أراضيها 12605 دونمات.
الحدود
- يحد قرية عين حوض من الشمال قرية الطيرة.
- ومن جهة الجنوب قرى جبع واجزم وعين غزال.
- ومن جهة الشرق قرية دالية الكرمل.
- ومن جهة الغرب مغتصبة عتليت.
- ومن جهة الشمال الشرقي قرية عسفيا وخربة الدامون.
- ومن جهة الجنوب الغربي قرية المزار.
مصادر المياه
يوجد في القرية عدة أودية وينابيع منها:
- وادي الفلاح الي يقع بينها وبين قرية الطيرة.
-وادي حجلة والذي يقع جنوب القرية.
- وادي أم الغنم ويقع كذلك جنوب القرية.
وادي البستان ويقع شمال القرية.
- ويوجد في القرية نبع عين المخب ويقع جنوب شرق القرية.
المناخ
يتميز مناخ القرية بالاعتدال صيفا وشتاءا.
سبب التسمية
سميت قرية عين حوض بسبب وجود عيون وأحواض ماء فيها.
البنية المعمارية
- كان للقرية شكل مستطيل ومنازلها منتشرة في اتجاه شرقي غربي.
- وكانت المنازل الواقعة وسط القرية, والمبنية في معظمها بالحجارة متقاربة بعضها من بعض.
- أما المنازل الواقعة بعيدا عن الوسط, فكان بعضها متباعدا عن بعض.
العمران
كان للقرية شكل مستطيل ومنازلها منتشرة في اتجاه شرقي غربي.
وكانت المنازل الواقعة وسط القرية, والمبنية في معظمها بالحجارة متقاربة بعضها من بعض.
أما المنازل الواقعة بعيدا عن الوسط, فكان بعضها متباعدا عن بعض.
وعندما توسعت القرية انقسمت الى حارتين: شرقية وغربية وكان في جوارها عدد من الينابيع, يقع بعضها داخل القرية ذاتها.
وكان فيها أيضا مقهى, وديوان يستخدم ملتقى لسكانها, ولا سيما في الشتاء حين تقل متطلبات العمل في الزراعة
معالم القرية
- يوجد في القرية :
- مسجد يقع في وسطها.
- وكان يوجد مقهى.
- وكان يوجد فيها قلعة صليبية.
- وكذلك كان فيها معصرة للزيتون.
الآثار
- يحيط بالقرية عدة خرب أثرية أهمها (خربة حجلة)
- وتحتوي على أساسات وحجارة مدقوقة ونحت في الصخور وصهاريج منقورة في الصخر.
المختار والمخترة
-كان مختار القرية وقت حدوث النكبة هو الحاج أحمد أبو الهيجا.
السكان
قدر عدد سكانها عام 1922 حوالي (350) نسمة .
-وارتفع عددهم عام 1931 الى( 459) نسمة، وكانوا يملكون (81 )منزلا.
-وفي عام 1945 حوالي (650) نسمة .
-و في عام 1948 حوالي (745) نسمة .
عائلات القرية وعشائرها
معظم سكان القرية من عائلة واحدة وهي عائلة أبو الهيجا
من عائلات القرية وقرية صرفند، وجبع حسب السجلات العثمانية
مؤلفات عن القرية
-عين حوض للكاتب سمير أبو الهيجا.
- أنا من هناك ولي ذكريات للكاتب سمير أبو الهيجاء.
- الجامع في أنساب وأصول آل أبي الهيجاء (الأم ) وعين حوض (الجديدة) للدكتور فؤاد حسن أبو الهيجاء.
- عين حوض قرية الفلاحين الفلسطينيين التي تحولت الى قرية فنانين يهود -اعداد محمد كيال .خالد فرج
- وارث الشواهد رواية للكاتب وليد الشرفا.
الحياة الاقتصادية
كان سكان القرية يعتمدون في معيشتهم على الزراعة وتربية الحيوانات والنحل وعصر الزيتون.
- وكان أهل القرية يعملون مقالع حجارة البناء التي كانت تجلب من ثلاث مقالع ، وكذلك الكلس.
الاستيطان في القرية
أقيمت مغتصبة نيرعتسيون على أراضي القرية عام 1949م.
وفي وقت لاحق, في سنة 1954, أقيمت مستعمرة عين هود في موقع القرية ذاته
التعليم
كان التعليم في القرية من خلال الكتّاب وكان يتم التعليم في مسجد القرية.
ومن ثم تم بناء مدرسة ابتدائية في القرية عام 1888م.
التاريخ النضالي والفدائيون
دور القرية في ثورات الشعب الفلسطيني ضد الإنتداب البريطاني والصهيونية
كان للقرية دور بارز في محاربة الإنتداب البريطاني واليهود الصهاينة وفى إيواء المقاتلين وحمايتهم وتقديم الطعام والشراب وكافة أشكال الدعم وفى سنة 1936 م وأثناء نشوب الثورة أستشهد اثنان منهم في منطقة أجزم سنة 1937 م وهما مصطفى سعيد الحاج أبو الهيجاء ومسعود سعيد العبد أبو الهيجاء وقد دفنا في ( أم الدرج أجزم) مكان المعركة مع ثلاثين شهيداً من بلاد مختلفة وقد سميت المقبرة بمقبرة الشهداء ناهيك عن تعرض عدد كبير من شباب عين حوض للاعتقال والتعذيب في سجون الإنتداب .
وبعد قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني عام 1947 م رفض سكان عين حوض هذا التقسيم وحاولوا مقاومة الصهاينة بالإمكانيات المتاحة لديهم حيث أنتسب عدد كبير من شباب القرية في أرض الشتات إلى المقاومة العسكرية إما بالانخراط في الجيوش العربية أو جيش التحرير الفلسطيني أو الحركات الفدائية .
تاريخ القرية
الحفريات في منطقة الكرمل تشير إلى أن الاستيطان البشري في المنطقة يعود إلى أكثر من 150,000 سنة.
يقال أن هذه القرية كانت قرية واحدة من القرى «الهيجاء» التي سميت باسم الأمير حسام الدين أبو الهيجا (الجرأة) الذي كان قائدا عراقي المولد من القوات الكردية التي قاتلت إلى جانب السلطان صلاح الدين الأيوبي وكان قائدا لحاميتها في الحصار الصليبي (1189-1192).
تمتاز “عين حوض” بموقعها الجميل المطل على البحر المتوسط فهي تقع على تلة مرتفعة في سفوح جبال الكرمل، وذكر البريطانيون إنها بلد استراتيجية، كذلك امتدح الأطباء البريطانيون والفرنسيون موقعها الصحي ولذلك استغلت بعد عام 1948 لإقامة مكان للسياحة والاستجمام
كانت القرية تنتشر على سفح تل مرتفع وسط المنحدرات الغربية لجبل الكرمل, وتشرف على السهل الساحلي وعلى البحر الأبيض المتوسط. وكانت طريق فرعية, يبلغ طولها نحو كيلومتر, تربط القرية بالطريق العام الساحلي. وكان سكان القرية يعتقدون أن عين حوض أنشأها أبو الهيجا, أحد قادة السلطان صلاح الدين الأيوبي الكبار, والذي توفي بعد معركة حطين في سنة 1187.
في سنة 1596 كانت عين حوض قرية في ناحية شفا ( لواء اللجون), وفيها 44 نسمة, وكانت الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير, بالإضافة إلى عناصر أخرى من المستغلات كالماعز وخلايا النحل. في أواخر القرن التاسع عشر, كانت عين حوض قرية صغيرة تقع على طرف نتوء وكان فيها نحو 50 نسمة يزرعون ثلاثة فدادين ( الفدان= 100- 250 دونما) , كان للقرية شكل مستطيل ومنازلها منتشرة في اتجاه شرقي غربي. وكانت المنازل الواقعة وسط القرية, والمبنية في معظمها بالحجارة متقاربة بعضها من بعض. أما المنازل الواقعة بعيدا عن الوسط, فكان بعضها متباعدا عن بعض. وعندما توسعت القرية انقسمت الى حارتين: شرقية وغربية وكان في جوارها عدد من الينابيع, يقع بعضها داخل القرية ذاتها. وكان فيها أيضا مقهى, وديوان يستخدم ملتقى لسكانها, ولا سيما في الشتاء حين تقل متطلبات العمل في الزراعة.
كان سكان القرية من المسلمين لهم مسجد قائم وسطها. وكان لهم أيضا مدرسة ابتدائية للبنين أسست في سنة 1888, في العهد العثماني. وكانوا يعتاشون من تربية المواشي وزراعة الحبوب والزيتون. وكانت أشجار الزيتون تغطي مساحة 845 دونما من أراضي القرية, في سنة 1943 وكان بعض محصول الزيتون يعصر في معصرة يدوية. وكانت القرية معروفة في الجوار بخروبها الذي كانت له نكهة خاصة, ويصنع الدبس منه. وكانت أشجار الخروب تغطي مساحة واسعة من الأرض. وقد غرست أيضا أشجار الكينا والصنوبر في أراضيه
شهداء من القرية
1- علي مفـلح نمـر 68/69 الضـفـة الـغربـيـة
2- حسين نجيب في جـنوب لبنان .
3- عبد الرحمن نجـيب على طـريق العراق وهو مسئؤول سـياسي .
4- محـمد أحمـد عبـد السـلام أبو كـمال 1970م0
وكثير من الشهداء الذين سقطوا في مخيم جنين عام 2002 م
الشهداء في الزمن التركي:
1- مسعود عبد المالك : كان مع نفر من الجنود الأتراك في صرب البلقان حيث أستشهد كثير منهم وقد جرح في المعركة بعدة طعنات إلا أنه شفى وقد رقى إلى درجة جنرال وعولج في المستشفى الملكي التركي في إسطنبول وبعد مده توفى أثر جرح داخلي ودفن في إسطنبول .
2- سعيد إبراهيم محمد إبراهيم
3- يوسف إبراهيم محمد
4- حسنى حسين محمد إبراهيم
5- حسن سعيد عبد الكريم : هذا و قد ذهب إلى تركيا ولم يعد وليس لدينا أية معلومات عنه حتى الآن وما زالت أخته تترقبه وتقول أنه لم يمت .
الشهداء سنة 1936 م
1- مسـعود سعيد عبد المالـك في معركة أم الـدرج المشهورة .
2- مصطفى سعيد محمود .
3- عطا النجيب سنة 1948 م .
احتلال القرية
ذكرت صحيفة ( فلسطين) أن قوة مؤلفة من 150 يهوديا هاجمت عين حوض وقرية عين غزال المجاورة ليل 11 نيسان\ أبريل 1948 .
وصد الهجوم كما صد هجوم آخر أخطر منه شن في الشهر اللاحق. وقد بقي سكان عين حوض فيها بعد سقوط حيفا في أواخر نيسان\ أبريل. لكن القوات الإسرائيلية اقتحمت القرية في أواخر أيار\ مايو 1948, بعد أن قيل إن القناصة العرب أوقفوا السير على طريق تل أبيب- حيفا. وقال أحد المخبرين لمراسل وكالة إسوشييتد برس إن عين حوض وعين غزال هوجمتا في 20 أيار\ مايو. ويبدو أن سكان عين حوض مكثوا فيها بعد ذلك الهجوم.
والمرجح أن عين حوض كانت بين قرى جنوبي حيفا ( بما فيها الطيرة وكفر لام والصرفند) التي احتلت في سياق عملية محدودة شنت في فترة( الأيام العشرة) ( الفترة بين الهدنتين). وإذا كان الأمر كذلك, فإنها تكون سقطت في يد الإسرائيليين بتاريخ 15 تموز\ يوليو 1948 تقريبا, خلال عملية تميزت بمشاركة القوات البحرية الإسرائيلية. وقد ساعدت هذه الأخيرة المهاجمين من البر عن طريق توفير غطاء من النار وقصف القرى, بحسب ما ورد في( تاريخ الاستقلال). ويرجح المؤرخ (الإسرائيلي) بني موريس أن يكون سكانها لقوا من المصير ما لقي سكان الطيرة الذين طردوا جنوبا أو أرسلوا إلى معسكرات أسرى الحرب.
العادات والتقاليد في القرية
(شهيد عين حوض عطا نجيب وزواج شقيقه بارملته)
من العادات الاجتماعية التي تمسك بها المجتمع الفلسطيني زواج الارملة من شقيق زوجها ، حيث كان يلزم الشقيق بالزواج من ارملة شقيقه ليعيلها واولادها ، ويربي ابناء شقيقه عن قرب ويرعاهم ، خاصة انه لم تكن المرأة عاملة متعلمة بالغالب ، فبات الأمر فرضا عائليا عشائريا على الطرفين حتى صار من حكم العادة ان يقبله الطرفان حتى لو مرغمين او مرغم طرف منهما ، وروى الناس الكثير من القصص التي توثق هذه العادة ، ومن أشهرها قصة الشهيد عطا نجيب أبو الهيجاء أحد شهداء عين حوض الذي سقط شهيدا على ارض بلده عين حوض اثناء احدى المعارك مع اليهود .
والقصة التالية كما يرويها ابن الشهيد محمد عطا نجيب لمؤلف كتاب " عين حوض ستبقى تشهد " الكاتب الباحث المؤرخ السيد سمير أبو الهيجاء ، ويرويها لنا المؤلف بصوته ومن داخل قرية عين حوض المهجرة :
في اليوم الذي استشهد فيه والدي سنة ١٩٤٨ كان عمري ٣ سنوات وعمر شقيقي منير سنة واحدة ، وحملتنا والدتي على ظهر دابة من اجل النزوح عن القرية للحفاظ على سلامتنا من اليهود ، فاستوقفنا والدي وقبلنا وتركنا ، ثم استوقفنا مرة ثانية وقبلنا مرة اخرى وتركنا ، ثم مرة ثالثة ، فقالت له والدتي : أجننت يا عطا ؟ فقال لها : لعلي لا أراكم بعد اليوم ، وهذا ما حدث فعلا فاستشهد في عين حوض .
ولما أحضروا الشهيد ليوارى التراب كان والده يبكي ، فقال له الذي لحده في القبر : لا تبك يا حاج فابنك الشهيد يبتسم ، والى المقبرة وصل اخوالي اثناء الدفن من قرية عين غزال ، فتقدم خالي حسين عصفور وخاطب الحضور قائلا : اشهدوا يا ناس أني قد زوجت أختي مسعدة أرملة الشهيد عطا نجيب ابو الهيجا من شقيقه رجا بعد انقضاء فترة العدة .
وفعلا تزوجت الارملة مسعدة من شقيق الشهيد رجا ليقوم بواجبه في رعاية اولاد شقيقه وامهم خير زوج وعم اقرب ما يكون بالاب .
ووفاء للوالد الشهيد شيد منير ابن الشهيد مسجدا على نفقته الخاصة باسم مسجد الشهيد عطا نجيب في مخيم اربد .
روايات أهل القرية
من كتاب الى فلسطين - سمير ابو الهيجاء
ذاكرة منكوبة
الحاجة أمينة دراوشه " ام عوض" 80 سنة، تسكن في قرية الفريديس تقول: انا اسمي الاول امينة ابو الهيجاء واصلي من قرية عين حوض،واليوم انا اتبع لزوجي من عائلة دراوشة المهجرة من قرية إجزم، ام عوض لا تفارق البسمة ثغرها رغم انها تحدث عن نكبة شعب وهي تتحدث دون أن تفقد الامل بحق العودة المقدس ولو بعد حين
استهلت ام عوض حديثها عن اهالي عين حوض فقالت: كانوا يحبون بعضهم البعض، فاذا اراد احدهم ان يزوج ابنه ، يتجند اهل البلد للمهمة فهذا ياتي بالحطب وذاك بالماء وآخر بالطحين او المونة ويكون العرس بمساعدة الجميع، كذلك اذا توفي لاي انسان شخص من عائلته فكل القرية في حداد لا تنتهي فترته حتى ينهيها صاحب المصيبة ، اما في العيد كانت هناك عادة مشرفة كل الرجال يطوفون في البلد لزيارة الولايا " الأرحام" فانا كنت اشاهدهم ياتون لزيارة والدتي آمنه الحسن
تضيف الحاجة ام عوض فتقول: كان هناك شيء جميل ان كل البلد شركاء في قطف المحصول ولا يكون قسسمة الا عند جني الثمر فمثلا في موسم الزيتون كل البلد تقطف الزيتون ولا شخص ياخذ زيتون لكنه يأخذ كل حصته زيت في المعصرة وكان في القرية معصرتي زيتون وكذلك في موسم الخروب وكل المحاصيل المبدأ يكون شراكه وكان اذا عائلة انهت جني محصولها لا تعود الى البيت وتتفرج على غيرها من العائلات بل تذهب لمساعدة من بحاجة لمساعدة فكنت تشبه البلد كخلية نحل الكل يعمل، ومما يضيف على ذلك متعة ان النساء تصنع الطعام بالدور كل يوم تصنع الطعام امرأة اخرى وتحضره للعمال فيأكل الجميع بهناء.
فترة الحرب
جاء مختار عتليت الى مختار عين حوض وكان يومها أحمد ابو الهيجاء (ابو محمود) وطلب منه ان تسلم البلد لكن لم يتفق على ذلك ودخل اليهود على البلد، ونحن خرجنا الى منطقة "حجله" ووالدي كان نايم في البلد وكان شاب اسمه عطا النجيب طخوا اليهود في صدره ومات على الفور وكمان اليهود طخوا العجوز "حفيظة" كانت ضريرة .
وتضيف الحاجة ام عوض فتحدث عن حياتها بعد خروجهم من عين حوض فقالت كنا نعيش في حجله وكانت احدى قريباتي تقلي البامية للطبخ فطارت شرارة على الفراش واشتعلت النار بكل شيء بما في ذلك الفستان الذي كنت ارتدي فالنار اشتعلت في عنقي ولولا عمي ساعدني لاحترقت، وأذكر أن والدتي كانت قد خبأت نقود في احد فساتينها وأوصتني ان انتبه للفستان وادير بالي على اخوتي فاحترق الفستان والنقود، بعدها انتقلنا الى دالية الكرمل، وفي تلك الايام لم يكن معنا اموال لنعتاش فيها فطلب والدي من صديقه الذي استقبلنا في بيته ان يرافقه الى عين حوض ليحضرا ما خبأه والدي في بئر مهجورة وكان قد اسقط فراش وجالونات زيتون وامتعة كثيرة فاحضروها خلال يومين كما وكأننا سرقنا متاعنا . تنهي ام عوض حديثه بأمنية حيث تمنت ان تعود الى عين حوض لتسكن في عريش وأوصت اولادها " ديروا بالكو على بعض وعلى الوطن "
من ذاكرة التاريخ ... قرية عين حوض على الكرمل نهضت من الموت بفضل شيخها أبو حلمي
عين حوض قرية فلسطينية صغيرة على الكرمل جنوب مدينة حيفا لكن صمود أهلها وبقاءهم رغم التهجير والطرد والملاحقات تجسد قصة كبيرة وملحمية ويعود الفضل الأساس لبقاء المئات من سكانها وهم كافتهم من عائلة أبو الهيجاء للشيخ الراحل أبو حلمي الذي رحل عام 1982 لكن ذكراه بقيت وتخلدت مساهماته الكبيرة بفضل أحد أحفاده الكاتب سمير أبو الهيجاء الذي خصه ببعض كتبه وأبرزها “الشيخ الصامد”.
وقرية عين حوض احتلتها إسرائيل كالمئات من القرى الفلسطينية في النكبة، سيطرت عليها وورثت أراضيها وبيوتها وحتى اسمها (صارت تسمى عين هود) وهي اليوم مسكونة بفنانين يهود حولوا مسجدها وبعض منازلها لمعارض ومطاعم ومتاحف وملاه. غير أن بعض أهلها آثروا البقاء قريبا منها رغم القتل والترهيب وقبضوا على الجراح وبنوا بالتدريج قرية صغيرة مجاورة تحمل ذات الاسم وبقيت دون ماء ولا كهرباء معزولة ومقطوعة عن بيئتها حنى انتزع أهلها اعترافا بها بعد عقود وثبتوا بقاءهم. وعين حوض واحدة من الأجوبة الكثيرة والمتنوعة بل المركبة على السؤال الذي لم يجد جوابا شاملا كاملا لماذا بقي فلسطينيو الداخل رغم النكبة ولماذا هجرت اللد والرملة وبقيت الناصرة ولماذا بقيت سخنين وهجرت جاراتها نمرين وحطين؟
ورغم الأحداث التاريخية وحسب دراسات الكاتب أبو الهيجاء الذي اعتمد بالأساس على الرواية الشفوية كمصدر للكتابة التاريخية فقد نجح شباب قرية عين حوض بصد هجومين عليها خلال نيسان/أبريل 1948 وفي استرداد قريتهم بعد احتلالها من قبل العصابات الصهيونية لكن أهلها في المرة الأخيرة اضطروا للنزوح تحت قصف مكثف عن بعد فاستقر كثيرون منهم في بلدة دالية الكرمل المجاورة ووجدوا الترحاب لدى عائلات عربية معروفية لكنهم غادروها بعد حين إلى بلدات أخرى في الداخل وإلى الضفة الغربية.
الشيخ أبو حلمي
وبعد تهجير قرية عين حوض المشرفة على البحر المتوسط ومحاطة بغابات ومشاهد سويسرية بقي الشيخ الراحل محمد محمود أبو الهيجاء (أبو حلمي) في دالية الكرمل التي ربطته علاقات محبة واحترام مع أهاليها فأقام في بيت صديقه توفيق الناطور لكنه لم يبرح أراضيه في منطقة “الوسطاني” الممتدة على بضع مئات من الدونمات داخل الغابات شرقي قريته عين حوض فواصل رعاية كرومه فيها وفلاحتها هو وأبناؤه وأشقاؤه وأحيانا باتوا في بعض ليالي الأسبوع داخل كهوفها فيما بقيت النساء والأطفال (نحو 20 نفرا) في دالية الكرمل. وفي العام 1952 انتقل وكافة أفراد عائلته واستقر للعيش معه في “الوسطاني” التي صارت قطعة من روحه بحكم حبه للأرض وتحويلها لحديقة خضراء فيها كل أنواع الفواكه بالإضافة لكروم الزيتون. ويؤكد عدد من أبنائه وأحفاده أنه بفضل تصميمه على البقاء نجحوا في بناء قرية جديدة هناك وهي مجاورة لقريتهم الأصلية.
تحت قيادة وحكمة الشيخ محمد محمود أبو الهيجاء (أبو حلمي) المولود عام 1903 استقرت العائلة الصغيرة في منطقة “الوسطاني” حيث سكنوا الكهوف والعرش والخشش والبراكيات وعاشوا على الزراعة والرعاية وإنتاج الألبان والأجبان وسط نمط حياة اشتراكي تشارك فيه أفراد الأسرة الرغيف والحلوة والمرة كما يؤكد الأبناء والأحفاد. وأبو حلمي والد لـ14 ولدا وبنتا من سيدتين، رجل صلب وجهه متوهج البياض طويل القامة عيناه زرقاوان ولحيته كثيفة قرر منذ اليوم الأول اختراق حدود اليأس والمستحيل ليثبت نفسه وأقاربه في المكان الأقرب لمسقط الرأس وهكذا ولدت من جديد قرية عين حوض.
الشيخ الصامد
كابد أهالي عين حوض ما لا يطاق من تضييق الخناق ومصادرة أراضيهم في منطقة “الوسطاني” وحرمانهم من مزارعهم وتضييق الخناق عليهم ومحاولة مساومتهم على البقاء من قبل السلطات الإسرائيلية مقابل التنازل عن ملكيتهم في قريتهم الأم ناهيك عن اعتقاله وأبنائه الثلاثة عقب احتلال 1948 بعد اتهامه بنقل ودفن جثتي ضابط صهيوني (موشيه لازروفيتش) وزوجته برورية بعدما اتهم القيادي في الثورة الفلسطينية الكبرى يوسف أبو درة خلال مهاجمته سجن عتليت عام 1938. وصمد الباقون من عائلة أبو الهيجاء بقيادة ورعاية أبو حلمي في عين حوض الجديدة رغم الجوع والبرد والحر والحرمان من الماء والكهرباء وحبة الدواء طيلة عقود فبنوا بيوتهم من طين ثم الأسمنت وبنوا مدرسة وجامعا وثبتوا أقدامهم في المكان بالخطوة خطوة.
النهوض من الرماد
ومن ضمن عمليات توثيق الحياة اليومية في جبل الكرمل يروي سمير أبو الهيجاء أن حسين عبد الرحيم سمارة من طيبة بني صعب لعين عوض وصل عام 1962 موفدا كمعلم من وزارة المعارف الإسرائيلية التي استجابت أخيرا لطلب الأهالي بعد مداولات ومراجعات حثيثة بفتح مدرسة لأطفالهم ممن اضطر بعضهم السير على الأقدام بضع كيلومترات يوميا وسط الغابة لمدرسة دالية الكرمل.
ووفقا لهذه الرواية وفي خطوة كريمة منه أخلى الشيخ أبو حلمي غرفته ومنحها للمعلم حسين سمارة ليستقر فيها معلما وحيدا في “مدرسة” القرية أما هو فأقام داخل براكية. يستذكر ابن عين حوض سمير أبو الهيجاء ذاك اليوم بالقول “كنت طفلا برفقة جدي الذي هرع لاستقبال المعلم الجديد حسين سمارة وصاح الأولاد: “صار عنا مدرسة”. ركضنا إلى أمهاتنا نريد تحضير الحقائب لصباح اليوم التالي فأخذت كل أم تخيط لابنها “ربعة” وهي عبارة عن قطعة قماش تعلق في كتف التلميذ وفيها كتبه وقرطاسيته. في شهادة تاريخية مفصلة يعكس المعلم الأول حسين سمارة ملحمة صمود أهالي عين حوض أمام مصاعب ثقيلة مشيرا لدور الشيخ أبو حلمي بذلك بالقول: “قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة الجبل الذي يقيم فيه أبو حلمي وعائلته ووضعت حائلا من الأسلاك الشائكة لتحيط بيوت القرية وتمنع انتشارها ثم غرسوا الجبل بالأشجار الحرجية وكل ذلك لم يفت من عضد الشيخ ولم تضعف عزيمته وكان يظهر كالطود الشامخ.
كنت شاهدا
ويمضي سمارة في استرجاع هذه الضغوط ضمن سرد مطول: “كانت الضغوط على الشيخ لا تنقطع والمداهمات لا تتوقف، وفي أحد الأيام في ستينيات القرن الماضي حضرت سيارتا شرطة قبيل المساء إلى القرية ونزل أشخاص يحملون أوراقا وطلبوا من الشيخ أبو حلمي التوقيع عليها فبادرهم بالسؤال تريدونني التوقيع مصفيا أرضي؟ في هذه اللحظة انفجر متحدثا بصوت عال: هذه أرضي إذا لم آخذها أنا سيأخذها ابني وابن ابني، أنا لا أوقع على أوراق. فقال أحدهم: أنت تصرخ على قضاة محكمة مركزية. فرد الشيخ بصوت مرتفع: حتى لو كنتم قضاة محكمة عليا. بعدما غادروا المكان قال لي وهو يقسم: لو يطير رأسي عن جسدي لن أتنازل عن 500 دونم أملكها في قرية عين حوض المحتلة ويضيف “كنت شاهدا على قصص المقاومة والبقاء لدى هذا الشيخ المحب للأرض حبا متميزا”.
المعركة على الرواية
رغم حيازة الأهالي أوراقا ثبوتية لأراضيهم في “الوسطاني” صادرتها السلطات الإسرائيلية بذرائع مختلفة في ثمانينيات القرن الماضي واضطروا للتنازل عن الزراعة والانتقال لمصادر عمل أخرى. ورغم الاعتراف بها في تسعينات القرن المنصرم كقرية رسميا لا زالت عين حوض بلا مدرسة ثانوية ولذا يضطر طلابها للبحث عن فرصة للتعلم خارجها حتى اليوم لكن تجربة من تعلموا في العقود السابقة كانت تجربة مرة.
في واحدة من زيارات كاتب هذه السطور لعين حوض قبيل الاعتراف بها كان ولدا رئيس لجنة جمعية “الأربعين” محمد أبو الهيجاء (حفيد الشيخ أبو حلمي) عمار وياسمين يضطران كل يوم أن يستيقظا مبكرا جدا في الصباح من أجل السير مشيا على الأقدام من قريتهم عين حوض حتى كيبوتس “نير عتسيون” المجاور ومنه ينتظران توصيلة للشارع الرئيسي تل أبيب- حيفا وفي المحطة المركزية للحافلات في حيفا استقلا باصا داخل المدينة أقلهم لمدرستهم وهكذا في الإياب.
وبسبب قصر النهار في أيام الخريف والشتاء كان بيتهم الصغير يشهد “معركة على الضوء” بينهما فكل منهما يريد القنديل كي يعد واجباته المدرسية ولم يكن سوى قنديلين واحد لهما والثاني لبقية الأسرة في ظل عدم وجود تيار كهربائي. كبر وتخرج عمار وياسمين وصارا اليوم أخصائي حاسوب ومحاسبة وكون كل منهما أسرة.
لم يكن البقاء بمجرد التصميم على عدم الرحيل في وجه احتلال مارس الترهيب عام 1948 بل هو الاستمرار في البقاء والتطور رغم تضييق الخناق وممارسة صنوف الظلم والترحيل الصامت طيلة سنوات كثيرة بعد احتلال 1948. وبمثابرتهم المؤمنة بعدالة قضيتهم انتزع أهالي عين حوض عام 1992 اعتراف السلطات الإسرائيلية بها واليوم بات أهلها بأجيالهم الأربعة يعدون اليوم نحو 300 نسمة (كانت عين حوض الأصلية قبيل تهجيرها تعد نحو 850 نسمة) تضاف لهم بعض العائلات التي غادرت إلى قرية الفريديس ومدينة طمرة بحثا عن سكن في السنوات الماضية، بعدما كان تعداد عائلة أبو حلمي في نهاية 1948 لا يتعدى العشرين نفرا.
قصة ملحمية
وفيما سطر الشيخ الراحل أبو حلمي ملحمة كبيرة على أرض الواقع فإن حفيده الكاتب سمير أبو الهيجاء يكرس الكثير من طاقاته وأوقاته وعلى حساب احتياجات أسرته من أجل توثيق هذه التجربة الإنسانية الملهمة وحتى الآن صدرت عنه تسعة كتب آخرهما “حراس الذاكرة” و”الشيخ الصامد”، سبعة منها لتوثيق تاريخ البلدة والمنطقة والبلاد واثنان منها عن الأسرى (شموخ الأحرار وحكايات صمود).
ويوضح أبو الهيجاء أنه مستمر في إنجاز الدراسات التاريخية رغم أعبائها الثقيلة ويضيف: “يسري هذا التوثيق في عروقي وكلما أسمع أو أقرأ عن مزاعم الجهات الإسرائيلية حول قضيتنا أزداد تمسكا بالبحث عن الرواية الشفوية التاريخية الفلسطينية وهي بنظري لا تقل أبدا عن المصادر المكتوبة بل تتفوق عليها أحيانا”. ولذا لا يأبه أبو الهيجاء بالعقبات والنفقات فيبحث في البلاد وفي الشتات عن كل من يتمتع بذاكرة ويلف بين المخيمات كي يجمع تفاصيل الرواية علما أن أبناء عائلته قد تفرقوا أيدي سبأ في الوطن والشتات ومنهم من يقيم في دول عربية وفي الولايات المتحدة وكندا وغيرها.
عين حوض الجديدة
ويشير أبو الهيجاء باعتداد أن بلدة عين حوض الجديدة باتت قرية فيها 80 بيتا تعدادها بضع مئات منوها لفضل الشيخ الراحل جده أبو حلمي الذي لم يبادر أحد لتكريمه لا في حياته ولا مماته ويتابع “لذا أشعر بنوع من راحة الضمير حينما أوثق هذا المشروع الكبير في البقاء والتطور في الكرمل وهو الشيخ الأصيل الذي رفض التحدث بكلمة عبرية واحدة حتى رحل وهو صاحب ملامح عمر المختار”.
لماذا أوثق
أما مسجد عين حوض فصار ملهى ومقهى وخمارة بعدما هدموا بعض ملامحه كالمحراب والمنبر والدرج وأسموه “المضافة”. وعين حوض التي كانت تملك 14000 دونم فقد اعتاشت على الزراعة والرعاية وتحدها من الشرق القريتان دالية الكرمل وعسفيا وبعض القرى المهجرة كالمزار وعين غزال واجزم وهي مشرفة على البحر الأبيض المتوسط وهي الأخرى وجدت نصيبا لدى سمير أبو الهيجاء في توثيق ذاكرتها الشفوية لقلة أو عدم وجود يوميات ومذكرات مكتوبة لدى أهلها ولذا يخص بالقول “أنا أوثق كي تبقى الذاكرة فإن أردت شطب شعب فعليك طمس أو تشويه لغته وثقافته وروايته”.
أعلام من القرية
من أعلام القرية:
- عفيف عبد الرحمن وهو لغوي وأكاديمي.
- الكاتب سمير أبو الهيجاء
أهالي القرية اليوم
- انتهى معم سكان القرية أن أصبحوا لاجئين في مخيم جنين وفي مخيمات الأردن.
- ومنهم من ذهب الى الكويت والعراق.
القرية اليوم
لم تدمر القرية وإنما باتت منذ سنة 1954 قرية للفنانين. وهي مصنفة موقعا سياحيا. وقد تحول مسجدها الى مطعم ومقصف تحت اسم ( بونانزا). أما الأراضي المحيطة بالموقع فمزروعة, وتستخدم الغابات المجاورة متنزهات. وأما أؤلئك القليلون من سكان عين حوض الذين لم يغادروا البلاد لاجئين, فقد مكثوا في الجوار وبنوا قرية جديدة سموها عين حوض أيضا. ولم تعترف الحكومة الإسرائيلية بهذه القرية قانونيا لذا حرمت الخدمات البلدية كافة( كالماء والكهرباء والطرق). في السبعينات نصبت الحكومة الإسرائيلية سياجا حول القرية الجديدة لمنعها من التوسع, وهددت في سنة 1986 بتدمير ثلاثة من منازلها. وقد بنى سكان عين حوض الجديدة, وعددهم 130 نسمة, مسجدا وهو ابن أحد زعماء القرية القديمة.
الباحث والمراجع
إبراهيم منصور ابن حيفا
قائمة المراجع:
- الموسوعة الفلسطينية.
- بلادنا فلسطين لمصطفى مراد الدباغ.
- كي لا ننسى للدكتور وليد الخالدي.
- بلدانية فلسطين المحتلة أنيس الصايغ.
- مقابلة شفهية مع السيد عزت أبو الهيجا.
- شبكة الثبات https://athabat.net/article/250978