العادات والتقاليد في القرية - عين حوض/ من قرى الهيجاء - قضاء حيفا

                                                  (شهيد عين حوض عطا نجيب وزواج شقيقه بارملته)

من العادات الاجتماعية التي تمسك بها المجتمع الفلسطيني زواج الارملة من شقيق زوجها ، حيث كان يلزم الشقيق بالزواج من ارملة شقيقه ليعيلها واولادها ، ويربي ابناء شقيقه عن قرب ويرعاهم ، خاصة انه لم تكن المرأة عاملة متعلمة بالغالب ،  فبات الأمر فرضا عائليا عشائريا على الطرفين حتى صار من حكم العادة ان يقبله الطرفان حتى لو مرغمين او مرغم طرف منهما ، وروى الناس الكثير من القصص التي توثق هذه العادة ، ومن أشهرها قصة الشهيد عطا نجيب أبو الهيجاء أحد شهداء عين حوض الذي سقط شهيدا على ارض بلده عين حوض اثناء احدى المعارك مع اليهود .

والقصة التالية كما يرويها ابن الشهيد محمد عطا نجيب لمؤلف كتاب " عين حوض ستبقى تشهد " الكاتب الباحث المؤرخ السيد سمير أبو الهيجاء ، ويرويها لنا المؤلف بصوته ومن  داخل قرية عين حوض المهجرة : 

في اليوم الذي  استشهد فيه والدي سنة ١٩٤٨  كان عمري ٣ سنوات وعمر شقيقي منير سنة واحدة ، وحملتنا والدتي على ظهر دابة من اجل النزوح عن القرية للحفاظ على سلامتنا من اليهود ، فاستوقفنا والدي وقبلنا وتركنا ، ثم استوقفنا مرة ثانية وقبلنا مرة اخرى وتركنا ، ثم مرة ثالثة ، فقالت له والدتي : أجننت يا عطا ؟ فقال لها : لعلي لا أراكم بعد اليوم ، وهذا ما حدث فعلا فاستشهد في عين حوض .

ولما أحضروا الشهيد ليوارى التراب كان والده يبكي ، فقال له الذي لحده في القبر : لا تبك يا حاج فابنك الشهيد يبتسم ، والى المقبرة وصل اخوالي اثناء الدفن من قرية عين غزال ، فتقدم خالي حسين عصفور وخاطب الحضور قائلا : اشهدوا يا ناس أني قد زوجت أختي مسعدة أرملة الشهيد عطا نجيب ابو الهيجا من شقيقه رجا بعد انقضاء فترة العدة .

وفعلا تزوجت الارملة مسعدة من شقيق الشهيد رجا ليقوم بواجبه في رعاية اولاد شقيقه وامهم خير زوج وعم اقرب ما يكون بالاب .

ووفاء للوالد الشهيد شيد منير  ابن الشهيد مسجدا على نفقته الخاصة باسم مسجد الشهيد عطا نجيب في مخيم اربد .