تاريخ القرية - عين حوض/ من قرى الهيجاء - قضاء حيفا


الحفريات في منطقة الكرمل تشير إلى أن الاستيطان البشري في المنطقة يعود إلى أكثر من 150,000 سنة. 

يقال أن هذه القرية كانت قرية واحدة من القرى «الهيجاء» التي سميت باسم الأمير حسام الدين أبو الهيجا (الجرأة) الذي كان قائدا عراقي المولد من القوات الكردية التي قاتلت إلى جانب السلطان صلاح الدين الأيوبي وكان قائدا لحاميتها في الحصار الصليبي (1189-1192).

تمتاز “عين حوض” بموقعها الجميل المطل على البحر المتوسط فهي تقع على تلة مرتفعة في سفوح جبال الكرمل، وذكر البريطانيون إنها بلد استراتيجية، كذلك امتدح الأطباء البريطانيون والفرنسيون موقعها الصحي ولذلك استغلت بعد عام 1948 لإقامة مكان للسياحة والاستجمام

كانت القرية تنتشر على سفح تل مرتفع وسط المنحدرات الغربية لجبل الكرمل, وتشرف على السهل الساحلي وعلى البحر الأبيض المتوسط. وكانت طريق فرعية, يبلغ طولها نحو كيلومتر, تربط القرية بالطريق العام الساحلي. وكان سكان القرية يعتقدون أن عين حوض أنشأها أبو الهيجا, أحد قادة السلطان صلاح الدين الأيوبي الكبار, والذي توفي بعد معركة حطين في سنة 1187.

في سنة 1596 كانت عين حوض قرية في ناحية شفا ( لواء اللجون), وفيها 44 نسمة, وكانت الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير, بالإضافة إلى عناصر أخرى من المستغلات كالماعز وخلايا النحل. في أواخر القرن التاسع عشر, كانت عين حوض قرية صغيرة تقع على طرف نتوء وكان فيها نحو 50 نسمة يزرعون ثلاثة فدادين ( الفدان= 100- 250 دونما) , كان للقرية شكل مستطيل ومنازلها منتشرة في اتجاه شرقي غربي. وكانت المنازل الواقعة وسط القرية, والمبنية في معظمها بالحجارة متقاربة بعضها من بعض. أما المنازل الواقعة بعيدا عن الوسط, فكان بعضها متباعدا عن بعض. وعندما توسعت القرية انقسمت الى حارتين: شرقية وغربية وكان في جوارها عدد من الينابيع, يقع بعضها داخل القرية ذاتها. وكان فيها أيضا مقهى, وديوان يستخدم ملتقى لسكانها, ولا سيما في الشتاء حين تقل متطلبات العمل في الزراعة.

كان سكان القرية من المسلمين لهم مسجد قائم وسطها. وكان لهم أيضا مدرسة ابتدائية للبنين أسست في سنة 1888, في العهد العثماني. وكانوا يعتاشون من تربية المواشي وزراعة الحبوب والزيتون. وكانت أشجار الزيتون تغطي مساحة 845 دونما من أراضي القرية, في سنة 1943 وكان بعض محصول الزيتون يعصر في معصرة يدوية. وكانت القرية معروفة في الجوار بخروبها الذي كانت له نكهة خاصة, ويصنع الدبس منه. وكانت أشجار الخروب تغطي مساحة واسعة من الأرض. وقد غرست أيضا أشجار الكينا والصنوبر في أراضيه