معلومات عامة عن عرعرة - قضاء حيفا
معلومات عامة عن قرية عرعرة
قرية عربية تقع في منطقة وادي عارة في المثلث الشمالي تبعد عن حيفا حوالي 35 كم إلى الجنوب منها، تبلغ مساحتها حوالي 8,043 دونم. بلغ عدد سكانها في عام 2013 حوالي 23,000 نسمة وجميعهم من المسلمين. ترتفع حوالي 170 م عن مستوى سطح البحر. تأسس المجلس المحلي فيها عام 1970م.
اشترك العديد من سكان القرية في ثورة 1936 وكان لهم دورا كبيرا في معركة وادي عرعرة التي اندلعت بين الثوار العرب وبين الجيش البريطاني الذي قام باستدعاء العديد من الفرق العسكرية من أجل إخماد الثورة التي انتشرت بسرعة في منطقة جنين.
كان في عرعرة عام 1948م مركز عسكري للجيش العراقي، وجود الجيش العراقي في عرعرة أدى إلى العديد من اللاجئين الفلسطينين أن يختاروا القرية مكاناً آمناً من العصابات الصهيوينة. وفي عام 1949م تم تسليم القرية إلى منطقة نفوذ الكيان الصهيوني وفق اتفاقية رودوس بين المملكة الأردنية والصهاينة.
الموقع والمساحة
تقع على سفح جبل الخطّاف على الطرف الجنوبي لسهل وادي عارة الّذي يربط بين قيسارية والنّاصرة في المثلث الشّمالي ضمن لواء حيفا، تبعد عن مدينة حيفا 35 كيلومترًا إلى الجنوب منها، وأقرب قرية لها (برطعة) ، وترتفع حوالي 170 مترًا عن سطح البحر. تبلغ مساحتها حوالي 8043 دونمًا .
أهمية موقع القرية
عرعرة أسم عربي كنعاني منذ أن عَمَر الكنعانيون بلاد الشّام وقبل حوالي 3500 سنة قبل الميلاد، وهي ذات موقع استراتيجي هام يسيطر على سهل وادي عارة الممر التّاريخي لعبور الجيوش من جنوب فلسطين إلى وادي عارة ومجدو ومرج ابن عامر وبيسان والجليل وحيفا وغيرها.
سبب التسمية
سمّيت عرعرة بهذا الاسم للدلالة على موقعها العالي من جبل الخطّاف الّتي تقع عليه ، حيث ورد الاسم في المصادر العربية مقترناً بالجبل. فقد ورد في رسالة بعثها القائد المسلم يزيد بن المهلّب إلى والي العراق الحجاج بن يوسف يخبره بها أنّ الجيش الاسلامي اجبر العدو أنّ يهرب إلى عرعرة الجبل اي إلى اعلاه ، وهناك من يقول أنّ الاسم قد اشتق من شجر العرعر الّذي كان منتشر في المنطقة ، الا انّنا لا نستطيع قبول هذا التفسير لأنّ القرى العربيّة الّتي لها علاقة بشجر العرعر سميت باسم عرعر وليس عرعرة كما هو الحال في مدينة عرعر السعوديّة، ودعاها الاعداء باسم (عروعير) وهي كلمة موآبية بمعنى عاربة ، يوجد في النّقب جنوب فلسطين التّاريخيّة قرية تحمل نفس الاسم وهي عرعرة الّنقب.
الآثار
يوجد فيها العديد من الآثار الرومانيّة الّتي وجدت في عدد من الكهوف.
السكان
بلغ عدد سكّانها سنة 1961م (1860) نسمة ،وكان عدد سكّانها عام 1922م(735)نسمة ،وفي عام1931 م بلغ (971)488 ذكور و483 اناث، جميعهم من المسلمين ، ولهم 150 بيتا، وفي عام 1945 م ارتفع العدد إلى(1490).
بحسب مكتب الاحتلال الإسرائيلي للاحصاء لنهاية عام 2005 بلغ عدد سكّانها حوالي 15600 نسمة ، وبلغ عدد سكّان قرية عرعرة عام 2013 حوالي 23,000 نسمة. جلّهم من المسلمين، وينحدر نصفهم من عائلة المرزوق ونصفهم الثّاني من عائلة اليونس ، ويقدّر عددهم الآن بحوالي 35000 نسمة.
مؤلفات عن القرية
جذور وأغصان ، حكايا وتراث "نهال عبد الرحيم أبو عقل"
عائلات القرية وعشائرها
ذكرت عائلات عرعرة في السجلّات العثمانيّة في القرن السّادس عشر لاوّل مرّة ، إلّا أنّ هذه العائلات قد غادرت القرية وأستبدلت بعائلات أخرى لجنود كانوا في جيش إبراهيم باشا الّذي جاء من مصر لاحتلال بلاد الشّام في منتصف القرن الثّامن عشر تقريبًا ، والّتي ما زالت موجودة حتّى اليوم ، و كانت في بداية القرن التّاسع عشر هجرة مصرية مكثّفة إلى عرعرة نتيجة هروب الفلّاحين من منطقة الدلتا المصرية من عبء الضرائب الّتي فرضها محمد علي، ونتيجة استقرار بعض الجنود المصرييّن في عرعرة بعد انتهاء الحكم المصري في سوريا ، يعيش في عرعرة العديد من العائلات ويبلغ تعدادها أكثر من 25 عائلة ، ومن أبرزها (عيد وملحم - يونس - جهجاه - ابوهلال - أبوعقل - ضعيف - مرزوق - الوشاحي - الشّيخ عبد - أبو شحادة - الخطيب - أبو ريمة - العم - قبلان - الصيداوي - المحاميد - سيف - الرخ - ابوشيخة - الجمال - الشّيخ خليل - النّاطور - عيسى - جزماوي - العمور - العزب - زيد - زامل - أبو واصل - رزق - أبو سالم - ارشيد - مسلماني - أبو خير - الشلبي - فقها - الحاج - كبها - عسلي - الزبارقة)
التعليم
كان فيها مدرسة في العهد التركي سنة 1302هـ، وكان في المدرسة خمسة صفوف سنة 1943م. يوجد فيها الآن مدرسة ثانويّة شاملة متعدّدة المجالات ومدرسة صناعيّة ومدرسة زراعيّة ومدرسة إعداديّة شاملة و 3 مدارس ابتدائية و مركز الطفل و مدرسة المنار للتربية الخاصّة.
المؤسسات والخدمات
في عرعرة خدمات عديدة منها صناديق مرضى متنوّعة ، مراكز جماهيريّة حديثة ووجود خدمات مثل البريد .
التاريخ النضالي والفدائيون
اشترك العديد من سكّان القرية بالجيش العثماني في فترة الحرب العالميّة الأولى، وتمّ قطع العديد من غابات الأحراش الطبيعية الّتي كانت من ضمن أراضي القرية لإستغلالها لعمليّات الحرب، ممّا حوّل مناطق خضراء كثيرة إلى مناطق جرداء تبدو آثارها حتّى يومنا هذا ، واشترك العديد من سكّان القرية في ثورة 1936 .وكان لهم دوراً كبيراً في معركة وادي عرعرة الّتي اندلعت بين الثوّار العرب وبين الجيش البريطاني الّذي قام باستدعاء العديد من الفرق العسكريّة من أجل إخماد الثورة الّتي انتشرت بسرعة في منطقة جنين، وفي أثناء وجود الجيش العراقي في المثلّث أسّسوا أربعة أفواج عسكريّة من المناضلين الفلسطينييّن منها فوج الكرمل الّذي كان له مقر في القرية، ويتألّف من أهالي عرعرة وعارة والقرى المجاورة.
تاريخ القرية
كانت القرية معروفة بأهميّتها الإستراتيجيّة والعسكريّة منذ العهد الروماني وقد بنى الرومان على قمة جبلها قلاع رومانيّة لتأمين الطريق الّذي يربط بين المدينة الرومانيّة قيسارية وبين مناطق الجليل. وقد اكتشف بها العديد من الآثار الرومانيّة في عدد من الكهوف أثناء تعبيد بعض الطرق في سنوات السبعينيّات الّتي أثارت بعض التساؤلات حول الديانة الّتي كانت سائدة في عرعرة في الفترة الرومانيّة. من الممكن القول بأنّه استنادا للآثار وبالاعتماد على الجغرافي والمؤرّخ العربي المسعودي فإن سكّان عرعرة حتّى الفترة الصليبيّة كانوا ينتمون للديانة السامريّة ، في الفترة الصليبيّة تمّ ترميم القلاع الرومانيّة القديمة لصد الهجمات الاسلاميّة في منطقة وادي عارة ، في عام 1265 للميلاد وبعد خراب ارسوف استولى على القرية الظاهر بيبرس الّذي اقطع اراضي القرية نصف إلى الامير علاء الدّين ، والنّصف الثّاني إلى الامير سيف وهما من امراء الجيش المملوكي، كان في عرعرة عام 1948 م مركز عسكري للجيش العراقي ، ممّا أدى وجوده فيها إلى أنّ العديد من اللّاجئين الفلسطينين اختاروا القرية كمكان أمن من القوات الصهيونيّة.
احتلال القرية
في عام 1949م تم تسليم القرية إلى منطقة نفوذ (دولة الإحتلال) وفق اتفاقية رودوس بين المملكة الأردنية و(دولة افحتلال). ولمّا دخل الصهاينة القريتين ، قاموا بالاستيلاء على الأراضي في سهل الروحا، وبنوا في جبل الخطّاف فوق عرعرة مستعمرة كبير ومستعمرات أخرى حولها، فخسر أهالي القرية معظم أراضيهم، وقاموا بملاحقة من كان لهم نشاط بارز في محاربتهم، وعقدوا لهم محاكمات عسكريّة حكمت بطردهم من البلاد مع عائلاتهم إلى الأردن، ولحقت بهم عائلات أخرى للانضمام إلى أبنائها الّذين خرجوا من قبل ، وبالرغم من قيام الصهاينة بارهاب أهالي القريتين وممارسة أشد أنواع الحكم العسكري عليهم ، فإنّ القرية لا تزال عربيّة وازداد عدد السكّان فيها إلى حوالي 14.000 نسمة ، وقد فرضت عليهم الجنسية الصهيونيّة ، ومن الجدير بالذكر أنّ عرعرة لا تشرب الماء من شركة المياه الصهيونيّة، بل قامت بحفر بئر بينها وبين قرية عارة تديرها جمعيّة المياه من أهالي القريتين ، كما قامت ببناء مدرسة ثانوية كاملة في منتصف الطريق بينهما ، وملعباً كبيراً تقام فيه الحفلات والنشاطات الرياضيّة لعارة وعرعرة وغيرها من القرى المجاورة.
أعلام من القرية
فاضل يونس:
ولد في قرية عرعرة (قضاء حيفا) عام 1945، بعد نكبة عام 1948 التجأت عائلته إلى الدولة العربيّة ، عمل بحّاراً في شركة كويتيّة سنوات عديدة ، ثم التحق بالكليّة البحريّة الهندسيّة، فتخرّج منها عام 1968م برتبة ضابط ، في عام 1969 حينما كان يقوم بواجبه الوطني قرب شاطئ مدينة عكا الفلسطينيّة تم أسره من قبل قوات العدو الصهيوني، حكم عليه بالسّجن لمدة طويلة أمضى منها خمسة عشر عاماً ، ثم أفرج عنه عام 1985، عمل خلال اعتقاله على تنمية مواهبه الأدبيّة والفكريّة ، فقرأ مئات الكتب الأدبيّة والفكريّة ، والروايات ، ألّف مؤلّفات عديدة ، استطاع أن يهرّبها من زنزانته بصعوبة ، من أعماله :
- مازلت وحدك يا ابن أمي. دار الكرمل ، عمان 1990.
- زنزانة رقم 7: رواية تسجيليّة. 1984.
- اليد الّتي تتحدّى المخرز (قصص) 1984.
- عودة الأشبال (رواية تسجيليّة) عمّان 1986.
- عن عمليّة دلال المغربي.
- مصدر الأمل (قصص).
- الجزور العميقة (رواية).
- تحت السياط (رواية) عمان 1987
البروفيسور د.احمد عقل :
عالم أعصاب، محاضر في جامعة لوزان بسويسرا، وهو استاذ عضو ومحاضر كبير منتدب لسنوات عديدة في جامعة كالفورنيا الامريكيّة، وسينتقل قريبًا للعمل كباحث في جامعة حيفا.
الباحث والمراجع
إبراهيم منصور ابن حيفا
قائمة المراجع :
- بلادنا فلسطين - مصطفى مراد الدبّاغ.
- عرعرة وعارة جهاد وتاريخ لم يدونا من قبل-محمد محفوظ خليل يونس.
- الموسوعة الفلسطينيّة
- أصول عائلات عارة وعرعرة بحث تفصيلي للمؤرخ احمد أبو هلال.