احتلال القرية - قطنة - قضاء القدس

احتلت معظم أراضي القرية في عام 1948 بينما احتلت القرية نفسها عام 1967.

أثار الاحتلال على بلدة قطنة

تتنوع آثار الاحتلال الصهيوني على بلدة قطنة وتكثر، فمنذ بدايات الاحال الأولى عانت بلدة قطنة كما القرى والبلدات الفلسطينية الأخرى من الاحتلال الغاشم، وما بين قتل وتشريد ومصادرة للأراضي وقطع للأرزاق عانى سكان البلدة، وفي السنوات الماضية ظهر وجه جديد للاحتلال ألا وهو جدار الفصل العنصري، كما وتعاني البلدة من نقص حاد في مياه الشرب، وتعاني البلدة من نقص كبير في البنية التحتية، ونسلط الضوء على تلك المشاكل فيما يلي:-

أولاً :- جدار الفصل العنصري :-

قامت إسرائيل ببناء مقطع من جدار الفصل العنصري في عام 2004م حول بلدة قطنة وأحاط البلدة من ثلاث جهات حيث لا يبعد في بعض المناطق سوى خمسة أمتار عن المباني السكنية، وجاء ليقضم المزيد من أراضي المواطنين في البلدة ومعظمها أراضي زراعية ورعوية وتبلغ مساحة الأراضي المصادرة من قبل الجدار حوالي 1,500دونم (1.5كم²).
 
أثر هذا كثيراً على وضع السكان وعلى الثروة الزراعية والحيوانية في البلدة ولم يتبقى من أراضي البلدة سوى 2,500 دونم لجميع الاستخدامات والأغراض الزراعية والرعوية والسكن من إجمالي مساحة البلدة البالغة 9,000دونم.
 
كذلك رغم أن البلدة خاضعة إدارياً للسلطة الفلسطينية إلا أنها تتعرض لكثير من المضايقات من قبل الاحتلال الإسرائيلي وحتى السكن غير مسموح به على جميع أراضي البلدة، بل قامت سلطات لاحتلال بفرض خناقات على السكن حيث تبلغ مساحة الخارطة الهيكلية للبلدة حوالي 1,000دونم (1كم²) وهي المساحة المسموح البناء عليها حسب اتفاقيات أوسلو بين السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي.
 
لهذا أصبحت الكثافة السكانية كبيرة جداً في البلدة ومن المتوقع أن تزداد مع الزمن والزائر للبلدة القديمة يرى الكثافة السكانية العالية التي تكاد تشبه إلى حد كبير الكثافة السكانية في المخيمات.
 
أما الوضع الاقتصادي للسكان فقد تأثر كثيراً بالوضع السياسي وذلك بسبب منع العمال الذين كانوا يعملون داخل الخط الأخضر(المناطق التي احتلت سنة1948م) من الوصول إلى أماكن عملهم من الجانب الإسرائيلي بعد إحكام الإغلاق والجدار.
 
أيضاً التضييق على المزارعين والظروف الأخرى التي أثرت على جميع جوانب الحياة ومحدودية مصادر الرزق، كل هذه العوامل أدت إلى ارتفاع نسبة البطالة في البلدة إلى ما يزيد عن 70%، أما الباقي فيعملون في التجارة والعديد من الوظائف الحكومية وغيرها.
 
كل ما سبق ذكره أدى إلى ظهور مشاكل اجتماعية ونفسية لدى المواطنين من مختلف الفئات العمرية وبالذات الأطفال المحرومين من كل أسباب اللعب والترفيه وتوفير الوسائل والبرامج التعليمية والتثقيفية وغيرها لهم بسبب الوضع الاقتصادي والسياسي.
 
أما بالنسبة لوضع البنية التحتية في البلدة فهي شبه معدومة بسبب إهمال الجانب الإسرائيلي لها طيلة مدة الاحتلال الإداري لها. أما بعد مجيء السلطة الفلسطينية تم تأسيس مجلس محلي لبلدة قطنة سنو 1997م وقام المجلس بالحصول على تمويل لبعض المشاريع حيث تم بناء مدرسة ثانوية وتعبيد بعض الطرق وبناء مقر للمجلس المحلي، ولكن رغم هذا فلا تزال البلدة بحاجة ماسة للعديد من مشاريع البنية التحتية المدمرة تقريباً في البلدة وفي مختلف القطاعات.
 
أثر جدار الفصل على البلدة :-

• آثار بيئية وصحية:
 - 
تم تدمير مكب النفايات وأصبحت البلدة بدون مكب نفايات فأصبح الناس يستعيضون عن المكب الرئيسي بمكبات صغيرة متناثرة مما حول المنطقة إلى مكرهة صحية وبيئية .
 - 
بعد أقامة الجدار تم تحديد فتحات محددة في الجدار لتصريف مياه الأمطار وهذا أدى إلى تجريف التربة والقضاء على المحاصيل الزراعية .

• آثار اقتصادية:
 - 
ارتفاع نسبة البطالة بسبب عدم قدرة العمل على الوصول إلى أماكن عملهم داخل الخط الأخضر .
 - 
مصادرة الأراضي الزراعية التي كان يعتاش عليها السكان .
 - 
عدم تمكن مربي الأغنام من رعي أغنامهم في الأراضي البور التي تم مصادرتها وبالتالي القضاء على الثروة الحيوانية.

• الآثار الاجتماعية والنفسية:
 - 
زيادة المشاكل بين المواطنين بسبب انقطاعهم عن العمل .
 - 
انتشار ظاهرة السرقات سواء من المستوطنات المجاورة أو من المواطنين أنفسهم بسبب الظروف المعيشية الصعبة وازدياد حالات الفقر .
 - 
الفساد الأخلاقي وارتفاع نسبة العنوسة والعازفين عن الزواج .
 - 
انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات وارتفاع نسبة المدمنين خاصة بين أبناء الجيل الصغير.
 - 
أصبح الجيل المراهق عرضة للسقوط الأمني.

• آثار سياسية:
   
انقضاء الحلم بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود أراضي الـ67 وبالتالي إقامة دولة فلسطينية متقطعة الأوصال وغير قادرة على الحياة .


 
ثانياً :- قطاع المياه :-
 
يعتبر موقع منطقة شمال غرب القدس موقعاً استراتيجياً وحساساً للغاية بسبب قربها من مدينة القدس والخط الأخضر وإحاطتها بالعديد من المستوطنات الإسرائيلية ولذلك فهي منطقة مستهدفة بالنسبة للإسرائيليين ويبدو ذلك واضحاً من خلال التضييق الذي يقوم عليها عن طريق مصادرة العديد من أراضيها لحساب توسيع المستوطنات والتجمعات السكانية الإسرائيلية المحيطة بها. ويبدو أيضا من خلال مسار الجدار قبل تعديله في بعض المقاطع حيث كان مساره وبشكل واضح يركز على مصادرة اكبر قدر ممكن من الأراضي الخالية الخاصة بالزراعة والرعي وكذلك في تضييق المداخل والمخارج إلى المدن المجاورة مثل مدينة رام الله وبلدة الرام من خلال صعوبة وإطالة المسارات التي يتم سلوكها ووضع الحواجز العسكرية.
 
ويبدو أن استهداف المنطقة أيضا وصل إلى استهدافها في تزويدها بالكمية الكافية من المياه التي تتناسب مع احتياجاتها.
 
تتكون منطقة شمال غرب القدس من ثماني تجمعات سكنية وهي : بدو، بيت سوريك، بيت اجزا، بيت دقو، القبيبة، قطنة، خربة ام اللحم وبيت عنان.
 
تصل مساحتها إلى حوالي 35000 دونم ويصل عدد سكانها إلى حوالي 30000 نسمة، ويعمل 70% تقريباً منهم داخل الخط الأخضر والمستوطنات المجاورة وقد انقطعوا عن العمل بالمعظم بسبب الإغلاق الإسرائيلي وجدار الفصل العنصري، وبقية السكان يعملون في قطاعات مختلفة مثل الزراعة والتجارة وموظفين وفي بعض الحرف الأخرى.

مصدر المياه في المنطقة:
 
يتم تزويد المنطقة بالمياه عن طريق شركة المياه الإسرائيلية(ميكروت) وذلك عبر سلطة المياه الفلسطينية/ دائرة مياه الضفة الغربية.
 
ويتم ذلك من خلال وجود خزان مياه على احد قمم الجبال في إحدى المستوطنات المجاورة وهي مستوطنة (هارأدار) يخرج منه خط مغذي للشبكة الرئيسية في المنطقة قطره 6إنش يتفرع منه خطوط تغذي الشبكات الداخلية للتجمعات السكانية سابقة الذكر وذلك وفق الترتيب التالي:
 
- خط قطر 4 إنش يغذي شبكة قرية بيت سوريك التي يبلغ عدد سكانها 4200نسمة 
 
- خط قطر 4 إنش يغذي شبكة بلدة بدو التي يبلغ عدد سكانها 7200نسمة
 
- خط قطر 6 إنش يصعد إلى منطقة مرتفعة تسمى جبل الشيخ ثم ينزل إلى قرية القبيبة ليتفرع منه خطان رئيسيان.

الأول: خط قطر 4 إنش يتفرع منه خط آخر قطر 4إنش يغذي قرية القبيبة التي يبلغ عدد سكانها 2300نسمة.
 
ويتفرع منه خط آخر قطر 4أنش يغذي بلدة قطنة والتي يبلغ عدد سكانها 8500نسمة ويستمر هذا الخط ليتفرع منه خط مقترح قطر 3إنش يغذي خربة ام اللحم التي يبلغ عدد سكانها 500نسمة ويستمر هذا الخط ليغذي شبكة المياه الداخلية لبلدة بيت عنان التي بلغ عدد سكانها 4700نسمة.
 
الثاني: خط قطر 3إنش يتفرع منه خط قطر 3إنش لقرية بيت اجزا التي يبلغ عدد سكانها 800نسمة. ويستمر الخط ليغذي قرية بيت دقو البالغ عدد سكانها 1800نسمة
 
تتمثل معاناة نقص المياه في البلدة كاللآتي:-
 1- 
تم تخفيض كمية المياه المعطاه لمنطقة شمال غرب القدس (قطنة وسبعة قرى أخرى) من قبل إسرائيل إلى النصف مقارنة مع العام الماضي وهذه قراءة موثقة في دائرة مياه الضفة الغربية حيث بلغت في شهر نيسان من العام 2004 ( 88590 ) متر مكعب بينما في شهر نيسان من العام 2005 بلغت ( 48360 ) متر مكعب، مع العلم بأنه وحسب اتفاقيات أوسلو من غير المسموح به حفر آبار ارتوازية في المنطقة ليبقى الإسرائيليون مسيطرون تماماً على مصادر المياه ويتم بيع المياه للسكان الفلسطينيين).

2- تلف شبكة المياه حيث أن الشبكة تم إنشاؤها منذ 25 عاما ولم يتم تحديثها حيث بلغت نسبة الفاقد 47%في العام 2004 حيث أصبح مشروع المياه بالنسبة للمجلس من المشاريع الخاسرة لأنه يتم شراء المتر المكعب من دائرة المياه ب ( 2.6 ) شيكل ويباع للمواطن ب ( 4.0 ) شيكل.
 3- 
صعوبة تضاريس البلدة واتساعها وصعوبة وصول المياه إلى المناطق المرتفعة بسبب قلة الكمية وضعف الضغط وعدم وجود محطات ضخ.

4- ضيق قطر أنابيب الشبكة الموصلة إلى العديد من الأحياء حيث وصل الأمر أن 25 منزلاً في منطقة مرتفعه يشربون من ماسورة قطرها 1/2 انش.

سوء التخطيط في توزيع شبكات المياه الرئيسية والفرعية وهذا جعل بعض البلدان تأخذ من حصص البلدان الأخرى وهذا واضح من خلال القراءات المعطاة من دائرة مياه الضفة الغربية لشهر نيسان من العام 2005.