الاستيطان في القرية - حزما - قضاء القدس

يمكن تقسيم النشاط الاستيطاني في حزما إلى ثلاثة مظاهر أساسية: 

1-  بناء المستعمرات على أراضٍ تابعة للقرية 

بالنسبة للمستعمرات المبنيّة على أراضي القرية: بدايةً، وقبل نشوء دولة الكيان الصهيوني، عام 1924، أنشأ الصهاينة مستعمرة "كفار عبري" الّتي باتت تُعرف بـ"نفيه يعكوف" لاحقاً، على أراضي بيت حنينا وحزما، والّتي صادرت من أراضيها 385 دونماً. وبعدها بدأت الحركة الصهيونية التخطيط لإقامة كتلة استيطانية شمال القدس تضم مستعمر تيّ عطروت وكفار عبري (نفيه يعكوف)، "بعد أن قرّرت بلدية القدس(الإنجليزية) مدْ خط لتزويد المستوطنتَيْن بالمياه، وتمّ وصله في منطقة أرض السمار "التلةّ الفرنسية" بخطّ المياه الرئيسيّ، القادم من عين فارة إلى القدس، وتحوّل هذا الخطّ منذ تدشينه إلى هدفٍ دائمٍ للتخريب".

لاحقاً، في بداية وأواسط ثمانينات القرن المنصرم، صادرت القوّة الاستعمارية أراضي القرية لبناء مستعمرة "جيفع بنيامين/آدم"، الّتي صادرت من أراضي حزما حوالي 500 دونم، و"بسجات زئيف، وبسجا تعمير" الّتي صادرت منها أكثر من 1600 دونم، ومستعمرة "ألمون/أناتوت" (علمون)  الّتي صادرت منها حوالي 500 دونم،  يذكر سكّان القرية أن الصهاينة أسموها علمون على اسم خربة علمون الّتي تقع بينعناتا وحزما .

وصادرت قوات الاحتلال مساحات من حزما لشقّ طريق التفافية لربط مستعمراتها ببعضها، كشارع 437، اّلذي صادر 5.4 دونمات من القرية، ويربط مستعمرتيّ  بسغات زئيف والنفيه يعكوف بمستعمر ة جيفع بنيامين (آدم).

2- جدار الضمّ والتوسّع

 صادر الاحتلال مساحات من أراضي حزما لصالح الجدار الّذي يحيط القرية من الجهة الغربية والشماليّة،  يحاط الجزء الغربيّ من القرية بجدار الضمّ والتوسع وحاجز حزما،  كما يخترق الجدارمساحات واسعة من الجزء الشمالي للقرية. وعزلت المرحلة الأولى من بناء الجدار، عام 2004، حي "شعب الحية" الّذي يسكنه أكثر من مئة فرد من عائلات القرية، وفي عام 2016 جرى عزل حي "حوض البقعان"المحاذي. 

ولم يتوقف بناء الجدار عند عام 2004، ففي عام 2016 بني جزء جديد من الجدار حول حي "حوض البقعان"،جنوب القرية (وهو مكوّن من عشرة منازل لعائلة الخطيب)، بزعم انفجار عبوة ناسفة في المكان أدّت إلى إصابة جندي. فأصبح الحي مغلقاً من ثلاث جهات بجدران عازلة ومكعّبات إسمنتيّة. في المجمل، أدىّ الجدار إلى عزل 4000 دونم، ما يشُكّل 40% من أراضي حزما، عن مركز القرية.

3- الحاجز العسكري الّذي يحول ما بينها وبين مدينة القدس:

يعزل حاجز حزما العسكريّ -الذي أقُيم عام 2006 ويتألّف من 4 مسارات للسيارات- القريةعن مدينة القدس، وأدىّ إلى تقييد حرية الحركة ومنع أهالي القرية من دخول القدس، وبالمقابل عزل المدينة عن امتدادها الريفيّ. كما أن بعض العائلات من حزما، والذين لا يزيد عددهم عن 120 شخصاً، وقعت بيوتها بعد بناء الجدار على الطرف الصهيوني من الجدار، وبالقرب من مستعمرة "بسجات زئيف"، مما يعني عزل تلك العائلات عن امتدادها المجتمعي الأساسي في مركز قرية حزما. على سبيل المثال، يقع منزل السيد خيري عسكر الآن في قلب مستعمرة  بسجات زئيف، بالإضافة إلى منزل أخيه وبعض أقربائه، الّذين بنوا منازلهم قبل بناء المستعمرة. 

وأدىّ عزل حزما عن القدس إلى آثار سلبية اجتماعية كبيرة، منها تقييد حرية الحركة والتواصل، ومنْع أهالي القرية من دخول القدس ومن الوصول إلى مرافق المدينة الصحية والتعليميّة. ومن تلك الآثار ما يعانيه العمال، هذا ويعتبر  المزارعون  أكثر القطاعات تضرّراً من بناء الجدار، من صعوبة بالغة في استصدار تصاريح للعمل في الأراضي المحتلة عام 1948، ومن هنا وصلت نسبة البطالة في حزما عام 2010 إلى ما يقارب 30%، ومن المتوقع ارتفاعها نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة واستمرار عزل القرية.

كما مثلّت سياسات العزل والتقسيم الجغرافي ضرراً يومياً لأغلبية الأهالي، الّذين يتم فصلهم سكّانيًا عن باقي محيطهم الاجتماعي، فأقاموا دعاوى قضائيّة لوقف بناء جدران جديدة تعزل أحياء أخرى في القرية.  وبالطبع لم يكن القضاء هو المسار الوحيد للتعبير عن رفض تلك الممارسات ومحاولة إيقافها، فإن مواجهات أهالي القرية مع قوات الاحتلال لم تتوقّف قط.