الآثار - أبو سنان / من قرى الجليل الأعلى - قضاء عكا

الآثار في قرية أبو سنان هي قرية قديمة جداًّ حيث تشهد الآثار التي عثر عليها فيها، أنها كانت مأهولة قبل آلاف السنين، وخاصةً في عهد الكنعانيين. وظلت فيما بعد تحت حكم الإسرائيليين، وكانت على طريق القوافل بين مملكة اسرائيل والفينيقيين ، وأنه كان فيها أماكن للراحة للمسافرين. وظلت عامرة حتى الحكم الاسلامي ثم البيزنطي والصليبي والعثماني. وفي زمن الدعوة الدرزية ، كانت قرية أبو سنان في قلب منطقة توحيدية هامة في الساحل، حيث أحاطها دعاة التوحيد من كل الجهات وتعاملوا معها وركزوا فيها دعائم التوحيد، وما زالت قبور كبار الدعاة منتشرة حولها. وقد كانت ضمن إمارة الأمير فخر الدين المعني الثاني، الذي بنى فيها قصراً لولده الأمير علي فخر الدين ، عام 1617م.

وقد ذكر المؤرخ أحمد الخالدي الصفدي، أن القصر والقلعة والقرية كانت قاعدة هامة في صراع الأمير فخر الدين المعني مع غريمه أحمد بن طرباي زعيم أل طربيه، على السلطة في شمالي  فلسطين. وقد انتصر الأمير فخر الدين وثبت حكمه في البلاد، وبنى قرى درزية، وعزز القرى القائمة ومنها أبو سنان. فقد أدخل الأمير فخر الدين في المناطق التي حكمها البناء والعمران والتطوير والزراعة وبعض الصناعات، وشجع الناس على العمل في الأرض وإستصلاحها والإستفادة منها. وكان الأمير علي (1698-1634) قد تولى من والده سنجق صفد وحكمه وأدار شؤونه من موقعه في قصره في أبو سنان.

وكان لقرية أبو سنان شأن كبير في القرن التاسع عشر، إذ برزت بين قرى المنطقة كمركز له أهميته وقوته. وقد اختير الشيخ صالح يوسف خير قنصلاً لبلاد العجم عام 1864م، واستمر بعد ذلك, وإستمراراً لهذه العلاقات لجأ عام 1914م عباس أفندي البهائي ومعه ثلاثون عائلة إيرانية إلى قرية أبو سنان وعائلة خير، وأقاموا في القرية لمدة سنتين. وقد فتحوا مدرسة في القرية في تلك الفترة، أعطت للقرية أهمية كبيرة.