معلومات عامة عن بيت نبالا - قضاء الرملة
معلومات عامة عن قرية بيت نبالا
قرية فلسطينيّة عربيّة مهجّرة تقع على مسافة 10 كم تقريبًا شماليّ شرق اللد. واليوم قرب موشاف بيت نحميَه الذي بني على أراضي القرية.
الموقع والمساحة
كانت القرية القائمة على تلٍّ صخري ينحدر نحو الجنوب الغربيّ، تشرف على السهل المحيط باللد إلى الشرق من مطارها. وكانت تقع شرقي طريق عام يُفضي إلى الرملة ويافا وإلى غيرهما من المدن. وممّا عزّز صلات بيت نبالا بالمراكز المدينيّة خط فرعي لسكة الحديد التي بُنيت زمن الحكم العثمانيّ، كان يصلها بخط سكة حديد رفح - حيفا. وكانت طريق فرعيّة أخرى تربطها بالقرى المجاورة لها في الشرق والجنوب الشرقي.
الآثار
القلعه الرومانيه
تطل القلعه الرومانيه على القرية من التلة العالية التي يمكن منها رؤيه منظر طبيعي جميل بدرجة 360. تم بناء القلعه خلال فترة الصليبيين (عام 1100) ومن تحت القلعه كان هناك في العصور القديمة نفق يستخدم لإخفاء السكان في حالة الحرب.
القرية القديمة على قمة التله حيث مقر بيالارا
بالقرب من البرج الروماني ، تم بناء القرية القديمة على الطراز المعماري المنتشر في جميع أنحاء فلسطين خلال أواخر العهد العثماني. يقع فيها مقر "الهيئة الفلسطينية للإعلام وتفعيل دور الشباب "بيالارا".
وعلى حدود القريه يوجد بركه من العهد الروماني استعملت لسقي الحقول في اسفل التل.
الاستيطان في القرية
في سنة 1949، أُنشئت مستعمرة كفار ترومان (تكريماً للرئيس الأميركي هاري ترومان / Harry Truman)، غربي القرية. أما مستعمرة بيت نحميا، التي أُسست في سنة 1950، فتقع جنوبي الموقع. وكلتا المستعمرتين قائمة على أراضي القرية.
تاريخ القرية
في سنة 1596 كانت بيت نبالا قرية في ناحية الرملة (لواء غزة)، وعدد سكانها 297 نسمة فقط. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون والفاكهة، بالإضافة إلى عناصر أخرى من المستغلّات كالماعز وخلايا النحل ومعصرة كانت تستعمل لمعالجة الزيتون.
في أواخر القرن التاسع عشر، كانت القرية متوسطة الحجم وتقع في طرف سهل. وفي فترة الانتداب البريطاني ، أنشأ البريطانيون معسكرًا في الجوار. وكان للقرية، في تلك الأثناء، شبكة متعامدة الخطوط مستطيلة الشكل؛ إذ كانت شوارعها الفرعيّة تمتد في موازاة شارعين رئيسيين يتقاطعان وسطها. وكانت بضعة دكاكين ومسجد ومدرسة ابتدائيّة تتجمهر عند ذلك التقاطع.
وكانت المدرسة قد أُسست في سنة 1921، وكان يؤمها 230 تلميذًا في عام 1946 /1947. وكان سكان القرية، ومعظمهم من المسلمين، يبنون منازلهم بالحجارة والطين، ويعتاشون من الزراعة، فيزرعون الحبوب والزيتون والتين والعنب والحمضيّات. وكانت الزراعة بعليّة في معظمها، لكن بساتين الحمضيّات كانت تروى من آبار ارتوازيّة.
في 1944 /1945، كان ما مجموعه 226 دونماً مخصّصاً للحمضيّات والموز، و10197 دونماً للحبوب، و1733 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكان ثمة خربتان جنوبي القرية.
ورد ذكر بيت نبالا في الأوامر العملانيّة لعملية "داني" الصهيونيّة التي شملت احتلال قضاء اللد والرملة برمته. فقد صدرت الأوامر العصابات الصهيونية ، وفق المصادر التاريخيّة، بمهاجمة بيت نبالا التي كانت ترابط فيها - كخط دفاع ثانٍ - سرية من جيش الدفاع العربي (عددها 120-150 جندياً)، بعد الاستيلاء على اللد والرملة.
احتلال القرية
أقرّت الأمم المتحدة قرار تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية وأخرى عربيّة في 29.11.1947. رسميًّاـ أعلنت الحركة الصهيونية قبول القرار، بينما أعلن الفلسطينيون والعرب عمومًا رفضه. وفقًا لقرار التقسيم كانت منطقة اللد والرملة، بما فيها بيت نبالا، ضمن الدولة العربية المقترحة. خلال عشرة أيام من المعارك بين الهدنتين عام 1948، انطلقت عمليّة عسكرية إسرائيليّة باسم عملية داني بين 10 تموز حتى 19 تموز. سمّيت كذلك على اسم داني مس، نائب قائد كتيبة في البلماح، كان قد قتل في يناير\كانون ثان في كمين لمقاتلين فلسطينيين قرب بيت نتيف. إلا أن الاسم الأول للعملية العسكرية هذه كان "لرلر" اختصارًا للمناطق الرئيسية المطلوب احتلالها وهي لد، رملة، لطرون، رام الله. وكلها خارج حدود الدولة اليهودية المقترحة في قرار التقسيم. كانت الأهداف الرسمية للعملية هي إبعاد الخطر الكامن في اللد والرملة عن تل أبيب واحتلال اللطرون لفتح الشارع الرئيسي إلى القدس.
تمّ احتلال بيت نبالا في 13.7.1948 مباشرة بعد سقوط اللد والرملة وتهجير سكانها باتجاه بيت نبالا في ذات اليوم. صدرت الأوامر إلى القوات الإسرائيلية، وفق ما يقول المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس، بمهاجمة بيت نبالا التي كانت ترابط في المعسكر المجاور لها كخط دفاع ثانٍ سرية من الجيش العربي (قوامها 120-150 جندياً)، بعد الاستيلاء على اللد والرملة. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنّ وحدة إسرائيلية اقتحمت مشارف القرية، في 11 تموز/يوليو، من أجل إحباط محاولة عربية لاستعادة مستعمرة ويلهلما المجاورة؛ وهي مستعمرة زراعية أسسها رهبان تمبلر Templersهيكليّون ألمان. لكن جاء في نبأ عاجل، عقب ذلك، أن القوات العربية استردت القرية في 12 تموز/يوليو، من أجل إقامة مرابض مدفعية لصدّ الهجمات الإسرائيلية على اللد. وجاء في رواية الصحيفة أن مصفحات الجيش العربي دخلت القرية، إلا أنها وصلت متأخرة جداً وكانت عاجزة عن نجدة اللد. وذكرت البرقيات أن الإسرائيليّين استولوا على بيت نبالا في 13 تموز/يوليو، بعد قتال شديد، اصطدمت فيه الدبابات والمصفحات الإسرائيلية بمصفحات الجيش العربي. وفي اليوم التالي، تواردت أنباء تفيد بأن القرية غدت أرضاً محايدة، "لا تمثل أي خطر على اللد والرملة" اللتين أمستا في يد الإسرائيليين. وبعد أيام قليلة قالت صحيفة نيويورك تايمز أن القرية احتُلت قبل توقيع الهدنة الثانية في 18 تموز/يوليو.
ويزعم موريس أن سكان بيت نبالا أُخرجوا من القرية بأمر من الجيش العربي، قبل شهرين تقريباً من تاريخ احتلالها، أي في 13 أيار/مايو. لكن هذا مما لا يمكن التثبت منه. فشهادات لاجئي بيت نبالا تؤكد نزوحهم عن القرية نتيجة الخوف وعند سماع إطلاق نار وقذائف على مشارف القرية، ورؤية اللاجئين المذعورين من البلدان المجاورة مارّين من قريتهم. وقد تبقى في القرية بعض الرجال والنساء من كبار السنّ والمرضى، وانقطعت أخبارهم عن ذويهم ولم يعرف مصيرهم.
أما منازل بيت نبالا فقد هدمت بعد أن تقدم رئيس الحكومة الإسرائيلية دافيد بن غوريون في 13 أيلول/سبتمبر 1948، من اللجنة الوزارية الإسرائيلية الخاصة بالأملاك المهجورة، بطلب الإذن في تدميرها. وقد ذكر ذلك بيني موريس في كتابه "ولادة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين 1947-1949" حيث طلب بن غوريون من اللجنة الوزارية، باسم القائد العسكري للمنطقة الوسطى، ما يلي: "بسبب نقص في القوى البشرية للتحكم في الحيّز والتحصّن في العمق
أشعار قيلت في القرية
الحاجة نعمة شقديح من مواليد القرية، والتي تهجّرت مع أهلها حينما كانت في السادسة من العمر عام 1948، وصلت في زيارة إلى موقع القرية فتذكّرت العديد من التفاصيل مثل معالم القرية والبئر والبيوت المهدومة وغيرها، وحينما صادفت شجرة الدوم، قطفت من ثمارها وابتدأت تغنّي أغنية محليّة... وكلماتها ما يلي:
عالدوم خيا عالدوم .. شو جاب امبارح لليوم
امبارح باقت شاريد .. واليوم مطر وغيوم
عالدوم خيا عالدوم .. عالدوم دمي ودمك يجمع شملي مع شملك
تمنيت عمري وعمرك قصر عليّ دايم دوم
خيّال وين مغرّب .. ميّل وإتريّح عندي
لعملك كاسه شراب .. سكر مع تمر هندي
عالدوم خيا عالدوم .. شو جاب إمبارح لليوم
القرية اليوم
غلبت على الموقع الحشائش والنباتات الشائكة الملتفة وشجر السرو والتين والسدر (طعامير). ويقع الموقع نفسه في الجانب الشماليّ من مستعمرة بيت نحميَه، على خط مستقيم شرقي شارع رقم 444 المؤدي إلى اللد وغربي الشارع السريع رقم 6. وتقع على تخومه بقايا مقالع حجارة، وبعض المنازل المتهاوية. وتتناثر حجارة المنازل المدمّرة في كل أنحاء التل. مقبرة القرية لا تزال موجودة وتبرز فيها بعض القبور المرتفعة ويبدو أحدثها وأبرزها – كما تعرّف عليه أهل البلد- قبر السيد أحمد سليمان قطيفان، إلا أن المقبرة مهملة ومنتهكة. وفي مدخل البلد، عند بوابة موشاڤ بيت نحميَه، لا يزال مبنى مدرسة بيت نبالا موجودًا، وهو مبنى مستطيل الشكل من طابق واحد مبنيّ من حجر مقصوص، ويستعمل المبنى اليوم كمكتب للصندوق القومي اليهودي (كيرن كييمت). أما الأراضي الزراعية المحيطة بالقرية فيزرعها الإسرائيليون. قسم من أراضي القرية يقع في متنزّه غابة شوهم، كما ويمرّ داخل القرية المدمّرة مسار مشي منظم وهو جزء من "سبيل إسرائيل".
أقام الاحتلال على أراضي القرية مستعمرتين زراعيّتين. في عام 1949، أُنشئ موشاڤ كفار ترومان على اسم الرئيس الأميركي هاري ترومان غربي القرية، وموشاڤ بيت نحميَه، في سنة 1950، جنوبي الموقع، وقد سمّي بدايةً بيت نبالا ب، ثم نڤلاط ثمّ بيت نحميه.
الوصول إلى موقع القرية يتمّ من خلال طريق ترابي يبدأ بعد بوابة بيت نحميَه مباشرة على اليسار، بعد موقف للسيارات خلف مدرسة بيت نبالا.
الباحث والمراجع
1- موقع ذاكروت
2- بلادنا فلسطين ، مصطفى الدباغ رحمه الله