معلومات عامة عن قرية وادي حنين

تاريخ القرية - وادي حنين - قضاء الرملة

تاريخ القرية  

في الأزمنة الحديثة، كانت منازل القرية مبنية بالطين أو الحجارة أو الأسمنت، وكانت مبعثرة في الموقع على غير نظام. وكان يتوسّط القرية مسجد وبضعة متاجر. وكان سكّانها كلهم من المسلمين.  في العقد الأول من القرن العشرين، بدأت صناعة الحمضيّات في المنطقة الساحليّة، الواقعة إلى الغرب من وادي حنين، تزدهر وتجتذب العمّال من النواحي المجاورة. وقد جاء فلسطينيون كثيرون من مناطق أُخرى للعمل في زراعة الحمضيّات، واستقرّ بعضهم في وادي حنين. كما وصل بعض المهاجرين الصهاينة إلى القرب منها واستقرّوا في مستعمرة "نيس تسيونا"؛ وهي مستعمرة أُقيمت على أراض لوادي حنين في سنة 1883. وقد أدّى تدفق العمّال الزراعيين الذين وجدوا أعمالاً لهم في بساتين الحمضيّات التي يمتلكها العرب، أو في تلك التي يمتلكها سكّان مستعمرة "نيس تسيونا"، إلى زيادة عدد سكّان وادي حنين.  في العقود الأربعة الأولى من القرن العشرين، تعرّضت السياسة "الليبراليّة" التي انتهجتها "نيس تسيونا" لانتقادات حادّة من كبار الصهيونيين، لأنّها لم تُقْصِ اليد العاملة غير اليهوديّة عن المشاريع الصهيونيّة (فأهالي المستعمرة كانوا من روّاد الهجرة اليهوديّة الأولى والذين لم يقصوا العمل العربي الفلسطيني، بل رغبوا في تشغيل العرب الفلسطينيين في أراضيهم التي حرثوها  لكن سياسة الاستبعاد العامّة كانت صعبة التطبيق في "نيس تسيونا"، لأنّه لم يكن يفصل بينها وبين وادي حنين شيء غير الطريق. فقرية وادي حنين كانت القرية الوحيدة "المختلطة" في ذلك الوقت، من باقي قرى فلسطين، والتي كان المهاجرون الصهاينة والأهالي الفلسطينيون فيها يتجاورون في عيشهم وعملهم.    كان تلامذة القرية الخمسة والستّون كلّهم يؤمّون المدرسة المحليّة القائمة في قرية صرفند الخراب، في أواسط الأربعينيات. وكانت أراضيها الزراعيّة مستوية، على وجه الإجمال، وتربتها خصبة. وكانت أهم غلالها الحمضيّات، التي كانت بساتينها تروى بالمياه المستمدّة من الآبار الارتوازيّة الكثيرة المحفورة في القرية.  وكان سكّان وادي حنين يعملون في البساتين ويسوّقون محاصيلهم في المدن، ولا سيّما في يافا التي كانت تصدّر فوق العشرة ملايين صندوق برتقال إلى خارج فلسطين عبر الميناء الذي كان عامرًا حتى نكبة عام 1948. وفي 1944 /1945، كان ما مجموعه 1827 دونماً مخصّصاً للحمضيّات والموز، و134 دونماً للحبوب، و19 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين