الآثار - عَرَّابَة - قضاء جنين

 تحتضن قصور عائلة عبد الهادي، التي تُعتبر، من قلاع العائلات الفلسطينية الإقطاعية، التي ارتبطت بالتاريخ السياسي والاجتماعي، ليس فقط في فلسطين ولكن بالمنطقة ككل وبالقوى العالمية المؤثرة في فترة من الفترات الفارقة في تاريخ فلسطين، في القرن التاسع عشر، مثل الإمبراطورية العثمانية، أو مصر بقيادة محمد علي باشا الكبير وابنه إبراهيم باشا الذي قاد مغامرة والده إلى فلسطين الشام مدة عشر سنوات. وخاض صراعا مع شيوخ الجبال الذين رفضوا اصلاحاته، وقراراته فيما يتعلق بالتجنيد الاجباري، والضرائب وغيرها.

 كرسي عبد الهادي

 تعتبر عرّابة، واحدة من قرى الكراسي، التي شكلت مراكز للعائلات الاقطاعية، تقول الدكتورة سعادة العامري التي أعدت كتابا عن قرى الكراسي في فلسطين: "شكلت الناحية، وتدعى أيضا المشيخة، خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وحدة ادارية ضريبية مستقلة، وقد تمتع المشايخ، حتى منتصف القرن التاسع عشر، بقوة سياسية عالية ونفوذ وثروات وفيرة نسبيا، وذلك من خلال النظام الضرائبي المعروف باسم الالتزام".

 وحسب العامري: "كان لكل مشيخة مركز اداري يدعى قرية الناحية، أو قرية الكرسي، وهي عادة مقر ادارة لشيخ الناحية، ومكان سكنه".

 وفيما يتعلق بعرابة وعائلة عبد الهادي تذكر العامري: "ارتبط اسم وشهرة عرّابة، وآل عبد الهادي من بعدها باسم الشيخ المحنك والمناور سياسيا حسين عبد الهادي، ففي عام 1834 كان الشيخ حسين عبد الهادي من أهم وأقوى الشخصيات السياسية في المنطقة على الاطلاق، ليس فقط في جبل نابلس، بل في بلاد الشام، وبذلك تقدمت مكانة آل عبد الهادي في عرّابة على جميع العائلات الاقطاعية في المنطقة، وقد كان ذلك بسبب تحالف ومساندة الشيخ حسين لإبراهيم باشا ومحاربته شخصيا معه ضد الصف المناويء للحملة الفرنسية على فلسطين".

 مشيخة عائلة عبد الهادي انحصرت فيما يعرف بمنطقة الشعراوية الشرقية، الواقعة غرب الطريق الواصل بين نابلس وجنين ومركزها بالطبع عرّابة، وعددها 14 قرية.