خارطة المدن الفلسطينية
اشترك بالقائمة البريدية
معلومات عامة عن قرية لُوبِيَا/ لُوبِيَة
البنية المعمارية - لُوبِيَا/ لُوبِيَة - قضاء طبريا
بُنِيَتْ منازل لوبية على تلٍ ارتبط بطريق فرعي بالطريق العام الواصل بين مدنتي طبريّا والناصرة، هذا الطريق قسّم القرية إلى جزئين شرقي وغربي، تركزت منازل القرية في الجزء الشرقي من هذا التّل أكثر من جزئه الغربي، إذ كان الجزء الشرقي يطل على الأراضي الزّراعيّة التابعة للقرية.(1)
الـبـيــــــــوت
أوّلا ـ بيـــــــــت المـونــــــــــــة
إنّ النّمط القديم للبيوت في لوبية لا يختلف كثيرا عن نمط البيوت في معظم القرى العربية في جنوب بلاد الشام، فقد كان البيت يضم الأسرة بكاملها مع دوابها، وتقاس فخامة البيت وضخامته وعراقة أصحابه بعدد القناطر الّتي بني عليها البيت؛ كانت الجدران الخارجية من الحجارة غير المقصّبة في معظمها، أي أن الحجارة كانت غير منحوتة وغير مجمّلة، وتثبّت مداميكها بالطين، إذ لم يكن الإسمنت مستخدماً، بل ربما لم يكن معروفاً عندما بنيت تلك البيوت؛ أو تبنى من اللّبن، وهو الطوب الطيني الممزوج بالقش أو التبن الخشن المعروف بالقصل، ثم ترشق أو تطلى بالكلس الأبيض فتبدو كحمائم ضخمة راخمة؛ وكانت البيوت تنشأ على قناطر، وهي أقواس عالية من الحجارة المقصّبة، ثم يسقف البيت بوضع جسور من الخشب ـ جذوع أشجار ضخمة ـ تستند على القناطر، ثم يعمل نوع من الحصيرة فوق هذه الجسور من أعواد القصب، ثم تغطى بالقش أو أغصان الشّجر، ثم بالتراب، وأخيرا بالطين الّذي يدحل بمدحلة يدوية ثقيلة حتّى يتماسك تماما، ثم يدلك بحجارة صوانية ناعمة الملمس كي يصبح غير نفوذ للماء في الشتاء؛ أما التقسبمات الداخلية للبيت فكانت على النحو التالي ـ
أ ـ قــــاع البيـــــت ، وهو ساحة كبيرة مخصصة للحيوانات العاملة، كالخيل والحمير والبقر والبغال؛ ويوجد عند المدخل قرب الباب الخارجي للبيت خابية الماء وهي كبيرة وموضوعة في تجويف خاص مرتفع عن الأرض حوالي متر ونصف، تقوم النّسوة بملئها بالماء المجلوب من الآبار البعيدة بواسطة الجرار الفخّارية الّتي تحملها النّسوة على رؤوسهن بشكل مائل يثير الإعجاب؛
ب ـ المصـطـبـــــــة ، وترتفع عن قاع البيت بمقدار ارتفاع صدر الفرس، وتتصل بقاع البيت بشراع أو معلف يوضع فيه العلف الّذي تأكله الدواب أثناء وجودها في قاع البيت؛ ويوجد في جدران المصطبة ما يعرف بالكواير، مفردها كوارة، وهي مصنوعة من طين على شكل مكعب طويل أو أسطوانة طويلة أشبه بصوامع الحبوب المعروفة، مفتوحة من الأعلى كي تعبأ بالحبوب ـ القمح، الشعير، العدس، الحمص، الفول، الخ ـ، ولها فتحة من الأسفل ـ كوة ـ تغلق بقطعة قماش كي يكون فتحها سهلا عندما يراد استخراج الحبوب من الكوارة؛ ويوجد في إحدى زوايا المصطبة موقد فوقه ما يعرف بالداخون؛ ومن المصطبة يصعد درج داخلي إلى السدة؛
ج ـ الـســـــــدة ، وهي أشبه بما يسمى اليوم الدوبلكس، والتي يتكون جدارها المطل على المصطبة من كواير أيضا، وللسدة عادة نوافذ أو شبابيك يعرف الواحد منها بباب السر؛ والسدة عادة هي المكان المخصص للنوم والإستحمام في حين تعد المصطبة الصالون أو غرفة المعيشة التي يسهر فيها أفراد الأسرة خصوصا في فصل الشتاء حول منقل نار الحطب؛ ويعرف البيت من هذا النوع ببيت المونة؛ وكانت معظم بيوت القرية من هذا النوع متصلة ببعضها البعض لدرجة أنه كان بإمكان المرء أن يتنقل من حي إلى حي من على سطوح البيوت؛ وكان يبنى على السطح أحيانا غرفة تعرف بالعلية، وجمعها علالي؛
ثـانـيـا ـ الـعـقــــــــــــــــــد
العقد هو طراز من البيوت أكثر تقدما، وهو بيت واسع أيضا ولكنه يخلو من القناطر، وبدلا من ذلك يتكون سقفه من عقدة على هيئة قبة تصنع من حجر رقيق من الحثان، وهو حجر كلسي لين، فيصبح السقف كتلة واحدة قوية؛ وليس فيه قاع بيت أو مصطبة، بل هو غرفة واحدة واسعة أشبه بالقاعة؛ ويسمى كذلك المربع أو الأنبوب؛
ثـالـثا ـ الـبـيــــــت الـحـديــــــــــث
وهناك نوع أحدث من البيوت تبنى من الحجارة والإسمنت حسب الطراز الدارج في ذلك الوقت، غرفتان بينهما ردهة يقال لها ليوان، أو صف من الغرف أمامها شرفة عريضة على امتداد الغرف؛ وكانت العادة أن يرفع البناء عن سطح الأرض حوالي متر على الأقل ويردم هذا الإرتفاع بالتراب، أو يترك فيه فراغ كغرف صغيرة توضع فيها بعض اللوازم.
المضـــــافة أو المنــــــزول
كان لكل عشيرة مضافة عامة في بيت شيخ الحمولة، وهي صالة واسعة مفروشة بالسجاد، في وسطها نقرة يشعل فيها الحطب أو الفحم، حيث تصنع القهوة العربية السادة، وتوضع أباريق القهوة كبيرها وصغيرها، ويوجد في المضافة المحماصة وصينية فناجين نحاسية كبيرة عليها فناجين قهوة سادة كبيرة أيضا؛ وكان يوجد في المضافة منقلة يلعب بها كبار السن أثناء سهراتهم في فصل الشتاء، أو أثناء فراغهم في أي وقت؛ ويجتمع فيها رجال الحمولة، وينزل فيها أي غريب يفد إلى القرية فيحل ضيفا على الحمولة حيث يقدم في المضافة الطعام في الأوقات الثلاثة حتى ولو لم يكن هناك ضيوف؛ وكثيرا ما كان يأتي إلى المضافة عازف على الرّبابة فيعزف ويروي حكايات، وشعرا بدويا يغنّيه مع العزف على الربابة.