موسوعة القرى الفلسطينية: ذاكرة الوطن
مرآةُ الذاكرة الفلسطينية الحيّة في القرى الفلسطينية المهجّرة والباقية، أخذنا على أنفسنا عهدًا وشققنا الطّريق بخطواتٍ ثابتة من أجل إثبات الوجود الفلسطيني ودحض الرواية التوراتية الكاذبة
واليوم أبدعت سفيرة موسوعة القرى الفلسطينية "بلسم الصايغ" بمشاركتها في ملتقى: كلنا مريم الثاني الذي حمل عنوان: "مريميات القدس قناديل لا تنطفئ"، وعُقد في إسطنبول لمدة يومين:/ 16- 17 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث قدّمت عرضًا مميزًا عن عمل موسوعة القرى الفلسطينية، وخصّت بالحديث قرى مدينة القدس، فقدمت معلوماتٍ إحصائية عن عدد قرى القدس المهجرة، والقرى الحالية، وما ارتكبه الاحتلال الصهيوني من مجازر فيها من أجل تفريغها من أهلها وإقامة المستوطنات، كما تطرقت إلى ما يرتكبه من انتهاكات بحق المقدسيين في أحياء القدس المختلفة، مثل حي الشيخ جراح، وحي سلوان، مثل هدم البيوت، والمحال التجارية، وفرض الضرائب الباهظة، ومنعهم من البناء، وما يفرضونه من تضييقات بهدف إجبارهم على الرحيل من بيوتهم وأراضيهم. وركّزت بلسم في حديثها عن دور الموسوعة التوثيقي المهم جدًّا بوصفه شكلًا من أشكال المقاومة، إنْ لم يكن بالسلاح، فبالقلم، الذي يخط بمداده في سفر الحقيقة.
وفي الزاوية المخصصة لموسوعة القرى الفلسطينية في الملتقى، حققت تفاعلًا كبيرًا مع فكرة الموسوعة عن طريق اللوحة التفاعلية: هل تعرف اسم قرية فلسطينية؟ يخطّ عليها المشارك اسم قرية فلسطينية. وقد نالت الفكرة استحسان الكثير من الحضور الذين تفاعلوا مع اللوحة، وخطوا أسماء القرى عليها.
وعبر الحضور عن إعجابهم الشديد بعمل الموسوعة، عبر العبارات التشجيعية، والتصفيق الحار، وكان من بينهم المرابطة المقدسية خديجة خويص التي عبرت عن ابتهاجها وإعجابها الشديد بموسوعة القرى الفلسطينية، وأصرت على أن تقدم لها درع الملتقى بنفسها.
وعن الرؤية المستقبلية لموسوعة القرى الفلسطينية، ذكرت بلسم أن العمل في تطوّر مستمر، من خلال تكثيف البحث العلمي بالقرى وتوثيقها، وتزويد الموقع بالمزيد من المعلومات عنها، والصور القديمة والحديثة، وتزويد الموقع بالوثائق المختلفة، والمقالات المتنوعة، والشهادات الشفهية من المعمرين سكان القرى، وتطمح أن يكون موقع موسوعة القرى الفلسطينية موقعًا معتبرًا ومعتمدًا في خدمة البحث العلمي بكل ما يخصّ القرى.
وفي نهاية العرض، أكدت بلسم أنّ ما لاقته موسوعة القرى الفلسطينية من استحسان الناس فاق التوقّعات، وأنه يدل على إيمانهم القوي بعدالة القضية الفلسطينية، والحق الفلسطيني في الأرض، وأن ما قُدم لها من دعم معنوي من الباحثين أمثال الباحث: د. سلمان أبو ستة، كان داعمًا قويّا للموسوعة على الاستمرار والتطوّر أكثر فأكثر. فإنّ الحاجة إلى مثل هذه المشاريع الشبابية التي تصبّ في خدمة القضية الفلسطينية ضروري جدًّا لتأكيد أن الصغار لا ينسون، وأنّ الحق الفلسطيني ثابتٌ، وأنّ العودة حق.