معلومات عامة عن الزَبابِدَة - قضاء جنين
معلومات عامة عن قرية الزَبابِدَة
بلدة فلسطينية حالية، تأسست في منطقة سهلية مرتفعة قليلاً، على الطريق الواصل بين مدينة جنين ومحافظات نابلس- رام الله- أريحا، جنوب شرقي مدينة جنين وعلى مسافة 15 كم عنها بارتفاع يصل إلى 365 م عن مستوى سطح البحر.
تبلغ مساحة أراضي الزبابدة حوالي 5719 دونم.
احتلت الزبابدة كما قرى ومدن الضفة الغربية عشية حرب الخامس من حزيران/ يونيو 1967 ، وبقيت تحت الاحتلال حتى عام 1993 عندما تم توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الاحتلال، تم تأسيس أول مجلس محلي في القرية عام 1995 وتحول رسمياً لمجلس بلدي عام 2005 ويتبع بدوره لمركز محافظة مدينة جنين.
الحدود
تتوسط بلدة الزبابدة القرى والبلدات التالية:
سبب التسمية
اسم (زبدة) تحريف لكلمة (زبدين) السريانية بمعنى الزبدة أو مكان صنع الزبدة، وهذه القرية معروفة بإنتاج الألبان.
سبب التسمية
يرجح المؤرخ مصطفى الدباغ أنها جمع لكلمة (زبدة) مشتقة من الألبان.
وهي تختلف عن قرية زبدة الواقعة غربي جنين.
كما توجد قرية في قضاء طولكرم تحمل اسم خربة الزبابدة وهي من قراها المحتلة خلال حرب عام 1948.
السكان
عدد سكانها عام 1922م حوالي 482 نسمة ارتفع إلى 870 نسمة عام 1945م، وبلغ عدد سكانها عام 1967م حوالي 1500 نسمة، ارتفع إلى 2400 نسمة عام 1987م يعود بعض السكان بأصولهم إلى قرية رفيديا، برقة، ونصف جبيل من أعمال نابلس والطيبة من أعمال رام الله .
عائلات القرية وعشائرها
تكوين العائلات:
وتأسيس البلدة الحديث يعود إلى أكثر من قرنين كما يقول معد دراسة عن تاريخها المرحوم المربي نصار عودة دعيبس حيث كانت من الأملاك الإقطاعية لآل جرار جاء إليها سكانها الحاليون من عدة قرى أغلبيتهم من بلدة الطيبة قضاء رام الله ومنهم آل دعيبس، وال سعيد، وال خليل إبراهيم، وال سحلية وغيرهم ويرجع سبب خروجهم منها على خلفية قتل مع جيرانهم في دير جرير ولوجود مؤامرة وقت المصالحة غادروا الطيبة فنزحوا إلى قرى قضاء جنين (الكفير، رابا، المغير، أم التوت) وكانت هذه القرى غنية بالمراعي والأحراش ولاسيما خربة الزبابدة.
وأول من جاء إلى الزبابدة دعيبس بعدما استقر مدة في الكفير ورابا وجبع وزبوبا في مرج ابن عامر التجأ إلى آل جرار في صانور فذهب برفقة أمه وأخيه واخذوا معهم ذبائح تكريما للمشايخ ونزلوا عندهم وطلبوا مكانا ليرعوا فيه أغنامهم ومواشيهم وما كان من شيخهم إلا أن استجاب لطلبهم وقد كان عنده (شوماص) وهي كلمة تركية وتعني حارس اسمه (علي محمد الشرقاوي) وأمره أن يسلم دعيبس خربة الزبابدة ويستقر فيها لأنها كانت خصبة المراعي والأشجار الحرجية فنزل في المغاور الموجودة فيها ولا تزال تعرف في مغارة دعيبس حيث وضع غنمه فيها إلا أن تمكن من بناء سقائف (بيوت مبنية من حجر وطين ومسقوفة من الأخشاب الحرجية).
أما عائلات (آل خليل إبراهيم، آل سعيد، وذياب، وجواد) فقد سكنت في بلدة المغير وفي احد الأيام خرج احدهم ليرعى أبقاره في أراضي جلبون فداهمه لصوص وأثناء مقاومته أطلقوا عليه النار فاردوه قتيلا ولما لم يعود في المساء انتاب الشك أهله فخرجوا للبحث عنه فوجوده مقتولا فحملوه وأعادوه إلى المغير حيث دفن فيها وعندها فكروا بالرحيل عن المغير فالتجأوا إلى مشايخ آل جرار وساعدهم على ذلك دعيبس واتفقوا معهم على إدارة أملاكهم في الزبابدة وبذلك أصبحت كل العائلات التي خرجت من الطيبة سكان خربة الزبابدة وهم ينتسبون في الأصل إلى حمولة واحدة تربطهم القرابة العصبية والنسبية.
كما أن هناك عائلات أخرى التجؤا إلى الزبابدة لنفس السبب أو طلبا للرزق ومنهم آل الخوري وأصلهم من رفيديا قضاء نابلس وال داؤد وأصلهم من العويسات والمقاطيش سكان عجلون وعنجرة وخربة الوهادنة في الأردن. وكذلك آل العواد ويعود أصلهم من اجنسينيا قضاء نابلس ولهم أقرباء في الفحيص شرقي الأردن ولهم أيضا أقرباء في معلول قضاء الناصرة. وأيضا آل سحلية ولهم أقرباء في الطيبة قضاء رام الله نزحوا إلى الزبابدة بعد نزوح العائلات الأولى منها وكانوا أصحاب مواشي لذلك نزحوا طلبا للماء والكلأ.
آل القبلاوي من قرية سلواد ونزحوا مثل غيرهم من العائلات كذلك آل حليس من سلواد ولا يزال لهم أقرباء هناك نزحوا إلى الزبابدة والى المجيدل قضاء الناصرة ولم يبقى منهم احد عندنا.
آل الفار من فارة شرقي الأردن نزحوا إلى الزبابدة بسبب مشاكل وقعت لهم هناك وال مسلم من نص جبيل وهي عائلة كبيرة تفرع منها قسم جاءوا إلى الزبابدة وقسم بقي في نص جبيل وأقسام توجد في عكا وحيفا وغيرها. وكذلك آل غنام أصلهم من فرعون قضاء نابلس لا تزال لهم بيت وارض تحمل اسمهم في فرعون وانتقل فرع منهم إلى جفنا وفرع إلى الزبابدة وأصبحوا الآن عائلة لا بأس بها. وأخيرا آل الشرقاوي وقد جاءوا من زقازيق مصر وقد كان احدهم وهو علي محمد شرقاوي حارسا عند آل جرار وتألفت هذه العائلة من نسله.
فهذه العائلات كونت النسيج السكاني للزبابدة الحالية وسبب تجمعهم هو إما طلبا للرزق أو هروبا من ثأر أو خوفا من اعتداءات فتجمعوا ليشدوا أزر بعضهم البعض مؤلفين تجانس جميل لبدة جميلة يشهد لها في كافة التجمعات الفلسطينية.
قصص مع أهالي البلدة أثناء تكوينها:-
غزت مجموعة من عرب الصقر الزبابدة ونهبوا قسما كبيرا من مواشيها وساقوها أمام خيولهم فلحق بهم دعيبس وكان الوقت مساءا فنادى شيخهم فوقف ليرى من ناداه وقال له: تقدم لأراك إذا كنت حقا دعيبس أم لا فتقدم دعيبس ولما تعرف عليه شيخ القبيلة أمر برد الغزو لأصحابه فأقام لهم دعيبس حفلة عشاء كما هي العادة وهي عبارة عن مناسف وبعد أن تناولوا العشاء هموا أن يغزو بلدة مسلية فشفع بها دعيبس فتركوها.
وقصة أخرى حيث كان احد أبناء البلدة واسمه " ذياب العواد " وقد عاصر حرب إبراهيم باشا عندما زحف على سوريا والقدس سنة 1813 حيث أخذت هذه الرواية عن أخيه عبد الله العواد فقال: ذهب ذياب ليطحن في خربة الفارعة لان فيها طواحين مائية تدار على قوة المياه الجارية أي مياه نهر الفارعة الغزيرة وعند رجوعه تصدى به لصوص حيث كانت اللصوصية منتشرة في ذلك الزمان لان وسائل الأمن كانت ضعيفة فنهبوا طحينه ورجع إلى البلدة صفر اليدين فاخذ راعي طائفة اللاتين (حنا طراد) وهو أول خوري للاتين في الزبابدة وقد خدم الطائفة حوالي ثلاث سنوات بما حدث فقام بالاتصال بمتصرف جنين وفي الحال ساق الجنود المعتدين وزجوهم في السجن حتى لاقى احدهم حتفه فجاء أقربائه للمطالبة بديته فاستشار أهل الزبابدة أصدقاءهم وجيرانهم في القرى المجاورة فأوعزوا لهم أن يشلطوا الخيل من أرسانها ويطردوها بالحجارة وبهذه الطريقة هربت خيولهم فلحقوها فنجت البلدة من شرهم.
الثروة الزراعية
الحياة الزراعية:
كانت الزراعة ولا تزال العمدة في الحياة المعيشية فكانوا يزرعون الحبوب على أنواعها من قمح وذرة وشعير وسمسم وقطانيات كالعدس والحمص والفول والأشجار المثمرة كالزيتون واللوز والتين والخضر وزادوا عليها البطيخ والبامية والقرع بمساحات اكبر حتى صارت تدر عليهم أرباحا طائلة بعد أن تفننوا في الزراعة واخذوا من مرشدي الزراعة التعليمات الوافية وطرق تسميد الأراضي بالسماد الكيماوي غير السماد العضوي فتضاعف الإنتاج وتشجع المزارع على مزاولة زراعة أرضه بالطرق الحديثة وهي الآليات وماكينات الحرث والحصاد والرش إلى ما هناك من سهوله وراحة للمزارع العصري فنما الإنتاج وتحسنت الحياة الاقتصادية وتأمنت المعيشة للمزارعين وأسرهم وارتقت أحوالهم في الملبس والمأكل والمشرب والمسكن فبنيت العمارات الحديثة على طراز المدن مع جميع المكيفات الضرورية للحياة وبما أن أراضي الزبابدة صغيرة ومحدودة والناس في نمو وازدياد حتى اضطر الكثيرون لطرق أبواب أخرى للمعيشة كالتوظيف والصناعة والتجارة والهجرة للخارج طلبا للرزق الأوفر.
الهجرة في زمن الدولة العثمانية أما هربا من الالتحاق في الجندية أو طلبا للرزق:
هاجر الكثير إلى أمريكا اللاتينية وغيرها زمن الدولة العثمانية وفي حكم الانتداب وحلوا في الأرجنتين فلم يوفقوا كثيرا حتى يتشجع أهل الزبابدة لإرسال أولادهم إلى الهجرة واكتساب الأموال ومساعدة أهلهم أما الذين هاجروا إلى ألمانيا في زمن الحكم الأردني قبل الاحتلال الإسرائيلي فنجحوا نجاحا باهرا وساعدوا أهلهم فبنوا البنايات وعلموا أبنائهم الآخرين في عدد من الدول الأجنبية كألمانيا وغيرها علوما عالية وحصلوا على شهادات تمكنهم من بحبوحة العيش والراحة والاطمئنان كما هاجر البعض إلى الولايات المتحدة وتعلموا فيها علوما جامعية ونجحوا في أعمالهم هناك.
التعليم
البطريركية اللاتنية الثانوية: هي مدرسة خاصة بإدارة كنيسة الزيارة تتبع البطريركية اللاتينية في القدس. مختلطة من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر التوجيهي.
مدرسة الزبابدة الثانوية للبنين: من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر التوجيهي.
مدرسة الزبابدة الثانوية للبنات: من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر التوجيهي.
وقد شهدت هذة البلدة تغيرات كثيرة بعد أن أقيمت الجامعة العربية الأمريكية بالقرب منها.
المساجد والمقامات
يوجد بها مسجدين أحدهما قديم والثاني بني عام 2004 ومئذنته ثاني أعلى مئذنة في الضفة الغربية.
مسجد البلدة القديم.
مسجد البلدة الجديد.
الكنائس
فيها 4 كنائس أقدمها يعود للعام 528م حيث كانت المنطقة عبارة عن منطقة للمسيحين، وقد كانت الكنيسة حينها ديراً ثم أصبحت كنيسة عام 1921 م، أما أحدث كنائسها فقد بنيت عام 2002م.
كنيسة الزيارة للاتين.
كنيسة الرم الارثودوكس.
كنيسة الروم الكاثوليك.
الكنيسة الانجيلية.
مؤلفات عن القرية
الجُغْرَافيّا تعريبها عِلْمُ المَعالِم هي علم يدرس الأرض مَعالِمُ الأَرْض يدرس فيها وصف الأرض من مظاهر عمران بيد البشر وهي المعالم (جغرافية) البشرية وظواهر الطبيعة وهي المعالم (جغرافية) الطبيعية أو بصورة ميسرة الأرض والظواهر الطبيعية (فيزيائية) وحيل التعامل معها والمظاهر البشرية وصور العمران عليها، ويعود أصل الكلمة إلى اللغة الإغريقية، ترجمتها بالعربية «وصف الأرض».
وقد كانت كذلك في بدايتها حيث كان الرحالة يصفون ويسجلون مشاهداتهم عن البلاد والأقاليم التي يقومون بزيارتها.
وكلمة جغرافيا في اللغة العربية تعدّ حديثة بعض الشيء، حيث كان العرب والمسلمون يستعملون صورة الأرض أو قطع الأرض أو خريطة العالم والأقاليم أو المسالك والممالك أو تقويم البلدان أو علم الطرق.
اُتُّفِقَ على تقسيم علم الجغرافيا عبر العصور إلى الأقسام التالية وهي:
الجغرافيا الطبيعية وهي التي تهتم بدراسة طبيعة الأرض من حيث البنية الجيولوجية والظواهر الجوية والنبات والحيوان الطبيعي أو البري. ومنها أيضاً الجغرافيا الفلكية وتهتم بدراسة شكل الأرض وحجمها وحركتها وكرويتها وعلاقاتها بالكواكب الأخرى.
الجغرافيا البشرية وتنقسم إلى جغرافية السكان والجغرافيا الاقتصادية والجغرافيا السياسية وتبحث في أقطار الأرض وحدودها السياسية ومشكلاتها وسكانها
علم الخرائط: وهو علم يهتم بالخرائط وطرق إنشاءها
وأخيراً انضم فرع جديد هو نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد.
تاريخ القرية
يعود تاريخها إلى العصر البيزنطي، لها آثار مسيحية شهيرة من ذلك العصر دمرت في القرن السابع الميلادي بسبب الحروب الدينية، وبقيت غير مأهولة وغير مكتشفة حتى تأسست الجديدة على أراض كانت تملكها عائلة جرار خلال نظام الدولة العثمانية.
بداية النهضة:
النهضة العلمية في عهد الدولة العثمانية كانت خفيفة لأنه لم تكن هناك مدارس حكومية فدخلت المدارس الإرسالية أي الطائفية وكان يخيم على الزبابدة الجهل والفقر وكان السكان في بادىء الأمر بعد نزوحهم من الطيبة واستقرارهم في الزبابدة ذو جهل وفقر مدقعين. وكان الأهالي يعتمدون في معيشتهم على الزراعة وعلى اقتناء الأغنام والمواشي وكانوا يزرعون الحبوب على أنواعها ويحصدونها ويجمعونها مؤونة لهم وكانوا يستعينون على لحوم الأغنام وعلى ألبانها وكانت معيشتهم ساذجة بسيطة يكتفون بالموجود منها وكانوا يلبسون الألبسة البسيطة وأكثرهم يمشون حفاة وظلوا على هذا النمط من الحياة حتى بدءوا يتعلمون ويدركون بان الحياة يجب أن تتطور وتتحسن فمال البعض منهم للزراعة ومعرفة إنتاجها والبعض اخذ يطرق باب الصناعة وآخرون باب العلم وهذه التحولات في الفكر والرأي جرت مجراها بعد الحرب العالمية الأولى سنة 1914 – 1918 عندما احتل الحلفاء البلاد وطردوا الأتراك منها.
كما أن بنايات الزبابدة في بادىء الأمر كانت من سقائف من حجر وطين وبعدها غرف كبيرة تعقد بحجارة الريش ويسمونها عقود لأنها تشبه القباب في شكل سقفها وكان الناس يأوون إليها مع مواشيهم ليحرسوها خوفا من النهب والسرقات لان الفوضى كانت ضاربة وعوامل الأمن والاستقرار لم تكن متوفرة وكان الناس يعتمدون على أيديهم في الدفاع عن أنفسهم حتى تمكنوا أخيرا من الاستقرار والتوطين في هذه البقعة من الأرض.
أما من جهة العلم كما ذكرنا لم يكن متوفرا لأنه لم تكن هناك مدارس حكومية لتعلم الناس حتى ينهضوا من كبوة الجهل ويرتقوا إلى درجة العلم والمعرفة لذلك كانت حياتهم الاجتماعية بسيطة للغاية وكان الناس يجتمعون في المضافات أي قاعات الاجتماعات عندهم يتداولون الأحاديث الممتعة وكان الذكي فيهم يسيطر بحديثه ورواياته وقصصه على الحاضرين فتجعل منه زعيما لهم في جميع أمورهم ومصالحهم وكان لكل مدرسة طائفية معلم واحد يجمع التلاميذ في غرفة كبيرة واحدة ويعلمهم في كتاب المزامير وكل من كان يعرف قراءة المزمور يعلمه لمن بعده وهكذا.
فالمدارس التبشيرية أي الطائفية لعبت دورا هاما في النهضة الثقافية والعلمية ولا سيما بعد الحرب العالمية الأولى لأنه دخل في البلاد عناصر أجنبية وكل منها في نشر لغتها في البلاد لتستميل الأهالي إليها فمن أبناء الزبابدة من دخل مدارس السلزيان الصناعية ومدرسة شنلر الصناعية والثقافية ومدرسة الأمريكان ومدرسة المطران ومدارس الفرير وغيرها فاخذوا من هذه الثقافات الدخيلة كثيرا من التقاليد والعادات الأجنبية التي غيرت أطوار الحياة وبدلت نوع المعيشة فأصبحوا يقلدوهم في كثير من الأمور.
كما انخرط الشباب المتعلم في المدارس في سلك التوظيف سواء حكوميا أو وظيفيا وهذه الحركة ولدت تنافسا بين الشباب فسارعوا على دور القلم ليحصلوا على الشهادات التي تمكنهم من الاستخدام والابتعاد عن شقاء الزراعة الذي كانوا يحسبونه أعمالا شاقة وباتوا يلتمسون الحياة الأسهل والأفضل والأجدر نفعا وفائدة. وكانت المدارس في أكثرها ابتدائية فارتقت وكثرت التناوبات وازدحمت المدارس بالطلاب والطالبات وكثر الخريجون للوظائف والأعمال الحرة فنشطت الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية في الزبابدة وغيرها من البلدات وازدهرت وتقدمت تقدما محسوسا.
النهضة زمن الانتداب البريطاني:
كما ذكرنا فان المتعلمين والمتخرجين من المدارس الداخلية في القدس كانوا قلائل يعدون على الأصابع ولكن لما حل الانتداب البريطاني على فلسطين أخذت الحكومة في نشر العلم والثقافة في كل البلاد وفتحت مدارس المعارف في المدن والقرى وصار الطلاب يتواردون على مناهل العلم ليكتسبوا الفوائد الجمة ويحصلوا على الشهادات العالية التي تؤهلهم للتوظيف والاستخدام وممارسة الأشغال الحرة التي من شانها توفير المعيشة الفضلى لهم ولذويهم لذلك دبت الغيرة والحماسة عند الكثيرين من الأهالي فسارعوا في إرسال أولادهم إلى المدارس وتشجيعهم على نيل الشهادات لتأمين مستقبلهم وهكذا نهضت البلدة من كبوة الجهل وتدرجت في سلم العلم والحضارة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والزراعية فازدهرت ونمت وتقدمت البلدة تقدما ملحوظا أصبحت وكأنها مدينة تتمتع بكل مرافق الحياة من مواصلات وكهرباء فاقتنوا الثلاجات والحمامات الشمسية والغسالات والتلفزيونات وكل ما من شانه أن يخلف الراحة والرفاهية والاطمئنان للآهلين ويهون العمل على ربات البيوت في واجباتهن البيتية. كما واكتسب المتعلمون من أولادنا وبناتنا المزايا الحميدة والنشاط المتواصل في تحصيل العلم ولم يكتفوا بالعلوم الابتدائية والثانوية والتوجيهية بل ساروا قدما في تحصيل التعليم الجامعي فتخرج العديدون ونالوا شهادات البكالوريوس في اللغة والآداب العربية وفي الجغرافيا والتاريخ والتجارة والاقتصاد والسياسة وآخرون في الطب والمحاماة والدكتوراة في القانون والسياسة فأصبح عندنا نخبة راقية متعلمة في البلدة وأماكن أخرى من المعمورة.
الحياة في الزبابدة في بداية القرن العشرين:-
كان المواطنون يعيشون في مزارعهم في البلدة مثل القرويين يقتنون البقر للحراثة والحمير والجمال لنقل مزروعاتهم وللتنقل من بلدة إلى أخرى ولما كان احد يمرض يركبونه على دابة ويذهبون به إلى جنين حيث يوجد عيادة حكومية للمعالجة وكان الأطباء قلائل لكل مركز طبيب فكانوا يعانون كثيرا لذلك كانت الوفيات كثيرة ووسائل المعالجة غير متوفرة.
وفي سنة 1928م. أراد بطريرك اللاتين المرحوم "لويس برلسينا" أن يزور الزبابدة من اجل إحدى الواجبات الدينية ولم يكن يستطيع ركوب الخيل والمسافة بين جنين والزبابدة تستغرق ساعة ونصف على الأقدام فما كان من أهل البلدة إلا القيام بالتبرع لفتح الطريق للسيارات عن طريق بلدة قباطية المجاورة فجمعوا تسع جنيهات وكانت أجرة العامل عشرة قروش وفتحوا الطريق وسهلوها حتى قباطية ليتمكن البطريرك من زيارة الزبابدة والوصول إليها في السيارة.
أما في عام 1936 لما قامت الثورة ضد الإنجليز عبدت الطريق ومع الوقت زفتت وصارت طريقا عامة تصل جنين في عمان ونابلس والقدس عن طريق الفارعة ومن ثم صارت شبكة خطوط مواصلات أصبحت الزبابدة مركزا وسطا للقرى المجاورة وكثرت السيارات والباصات أصبحت لا تنقطع أبدا وتربط القرى والبلدات بعضها ببعض.
الباحث والمراجع
الباحثة : أ/ فدال شبير
المراجع :
موقع وقرى المدن الفلسطينية
الموقع الرسمي للقرية نسخة محفوظة 22 أبريل 2012 على موقع واي باك مشين.