معلومات عامة عن مَجِدُّو/ تل المُتَسَلِّم / قرى الروحة - قضاء جنين
معلومات عامة عن قرية مَجِدُّو/ تل المُتَسَلِّم / قرى الروحة
قرية فلسطينية مزالة، كانت قائمة فوق تل ذو موقع استراتيجي هام يشرف على سهل مرج ابن عامر من جهة، وسهل زرعين انتهاءً بسلسة جبال فقوعة من جهة أخرى، وهي تاريخياً من قرى قضاء جنين وتقع في جهتها الشمالية الغربية وعلى مسافة 18 كم عن مركزها، بارتفاع يصل إلى 175 م عن مستوى سطح البحر.
لاتتوفر معلومات دقيقة حول مساحتها.
اختلفت المصادر التاريخية التي وثقت معلومات قرية مجدو حول التاريخ الدقيق لتدمير القرية ورحيل أهلها عنها بشكل نهائي، ولكن المؤرخ مصطفى الدباغ يرجح أنها دمرت ورحل أهلها عنها مع نهاية الحرب العالمية الأولى وبداية الانتداب البريطاني لفلسطين أواخر سنة 1917، ولاحقاً أسس الصهاينة مستوطنة مجيدو على أراضي هذه القرية وأراضي قرية اللجون المهجرة أيضاً.
الحدود
كانت مجدو تتوسط القرى والبلدات التالية:
- قرية عين المنسي شمالاً ومن الشمال الشرقي. (قضاء جنين)
- امتداد أراضي قرية رمانة شرقاً.
- قرية اللجون وامتداد أراضيها جنوباً إلى الجنوب الغربي.
- و قرية المنسي (عرب بنيها) غرباً إلى الشمال الغربي. (قضاء حيفا)
أهمية موقع القرية
على الرغم من صغر مساحتها إلا أنها تتميز بموقع جغرافي جعلها محط أنظار الجيوش التي غزت المنطقة عبر التاريخ، ومن هذه الأسباب:
- إشرافها على سهل مرج ابن عامر من جهته الجنوبية.
- موقعها المرتفع لتشرف على ما يجاورها من بلدات وقرى، فمن مجدو يمكن مشاهدة ما يجاورها من بلدات ومناطق حيث يمكنك مشاهدة جبل الكرمل، وسلسلة جبال فقوعة وسهل زرعين.
- قربها من مدينة جنين على مسافة 18 كم عنها، ومسافة 17 كم عن مدينة الناصرة، و30 كم عن مدينة بيسان شرقاً، وحوالي 35 كم عن مدينة حيفا شمالاً، وبذلك فهي قريبة من أربع مدن فلسطينية ما منح موقعها هذه الأهمية الاستراتيجية.
- بعد احتلال المنطقة أسست سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أراضي مجدو واللجون كيبوتس سمي "مجيدو" ثم أسست لاحقاً على أراضي مجدو أيضاً مطار مدني وهو ما عزز وزاد أهمية موقع مجدو بالنسبة لسلطات الاحتلال.
سبب التسمية
تعرف القرية باسمين نوضح فيما يلي سبب كل منهما:
- مَجِدُّو: يعود هذا الاسم للكلمة الكنعانية "مچدو"، والتي تعني موضع الجيوش ومخيمها، وقد أطلقت هذه الصفة أو التسمية على هذا الموقع لكونه كان موقعاً استراتيجياً تحصنت به معظم الجيوش التي سطيرت أو احتلت بلادنا، وبحسب بعض المراجع الدينية المسيحية فإن اسم مچدو في الإنجيل بسفر الرؤيا باسم "أرمجدون".
- أما سبب تسمية القرية باسم تل المُتَسَلِّم فعلى الأرجح أنه يعود للعهد العثماني وقد أطلقت هذه التسمية على هذا الموقع لأن والي اللجون آنذاك اتخذ من مجدو مكاناً لإقامته ليتمتع بالمناظر الخلابة التي كانت تطل عليه من المروج الخضراء، فسمي التل نسبة له، وكان الناس يطلق عليه أي الوالي اسم المُتَسَلِّم ومنها بات الناس يتداولون اسم المكان "تل المتسلم".
البنية المعمارية
كتبت البعثات الأمريكية والبريطانية التي أجرت تنقيباً أثرياً في موقع تل المتسلم وصفاً دقيقاً لتاريخ الموقع في كل زمن من الأزمنة التي عايشتها القرية، نقلها عنهم عدة مؤرخين منهم المؤرخ مصطفى الدباغ، وفي وصفهم الدقيق للبنية المعمارية التي كانت في الموقع ولاتزال بعض آثاره قائمة حتى اليوم:
كانت مچدو محصنة بسور ذي بوابة مؤلفة من ثلاثة أبواب الواحد تلو الآخر تحميها أربع غرف للحرس، غرفتان من كل جانب. وكان السور مائلاً من الخارج ومبنيا بحجارة ضخمة. ووجد في داخله معبد وقصر. وكان الكنعانيون في مچدو يدفنون موتاهم في قبور منحوتة في الصخر، وكانت هذه تحتوي عادة على أكثر من مدفن.
العصر الحجري
ازدهرت المدينة في العصر الحجري النحاسي، فظهرت مساكن مستطيلة مبنية من الحجارة، وسقوفها من القصب والطين، ولها ساحات مسوّرة، كما عثر على معبد يتألف من ساحة تحيط بها المباني، ومدخلين وبئر ومذبح؛ عثر فيه على عظام حيوانية وكسر فخارية. كان يعمل سكان مچدو في الزراعة وتربية الحيوان، وصنعوا الفخار الرمادي؛ وفخارًا مطبوعًا عليه أشكال حيوانية وزخارف نباتية.
العصر البرونزي
في عصر البرونز القديم أصبحت المساكن أكبر، وبنيت المعابد التي تألفت من قاعة مستطيلة، ورفع السقف على دعائم خشبية ترتكز على قواعد حجرية. أُستعمل الفخار على نطاقٍ واسع، وصُدّرت الجرار إلى مصر، وصنعت الأدوات البرونزية، كما عثر على أدوات للزينة وقطع ذهبية مصنعة محليًا وأختام إسطوانية، وظهرت في أواخر ذلك العصر زراعة الحبوب والزيتون واللوز.
في عصر البرونز الوسيط أصبحت مچدو مدينة محصّنة، بنيت أسوارها بالحجارة، ودعمت بالأبراج، كما حصنت بواباتها الضخمة بالعضادات الحجرية، وبنيت فيها المساكن الكبيرة والقصور. وظهرت صناعة الحلي والغزل وحياكة الملابس. ازداد في ذلك العصر التدخل المصري في فلسطين، فقد عثر على جَعَارِين باسم الفرعون سنوسرت الأول (1970-1936ق.م)، كما تذكر وثيقة مصرية توجه سنوسرت الثالث إلى فلسطين للقضاء على تمرّد فيها، وكانت مچدو من تلك المناطق التي فتحها.
في العصر البرونزي الحديث تطورت مچدو كثيرًا، وبنيت فيها المساكن المنظمة وقصور الأمراء، كقصر الحاكم الذي أُكتشف قرب بوابة المدينة، وتألف من قاعة كبيرة أحاط بها عدد من الغرف. صنع السكان فخارًا مزخرفًا برسومات طيور وأسماك وأشكال هندسية، كما عثر على فخار مستورد من قبرص ومناطق بحر إيجة، وعثر تحت أنقاض أحد القصور على كميات كبيرة من الحلي من الذهب والخرز والحجر اللازوردي والزجاج الملون، وعلى مجموعة من العاجيات.
الاستيطان في القرية
أسس مجموعة صهاينة يهود هاجروا من بولندا على أراضي قريتي اللجون وجدو كيبوتس "مجدو" وهو كيبوتز يتبع للكيبوتز الوطني، وذلك سنة 1949.
مطار مجدو
أسست سلطات الانتداب البريطاني عام 1942 على أراضي مجدو مطاراً عسكرياً استخدمته خلال الحرب العالمية الثانية، وبقي قيد الاستخدام من قبلهم إلى أن بدأت حرب عام 1948 بين العرب والعصابات الصهيونية، ومع احتلال الاخيرة لمعظم الأراضي الفلسطينية خلال تلك الحرب سيطرت العصابات الصهيونية على المطار واستخدمته كمطار عسكري لبعض السنوات، ثم حولته لمطار مدني وهو اليوم من أهم المطارات بالنسبة للكيان الصهيوني.
الجدير بالذكر أن حزب الله اللبناني خلال الحرب الاخيرة مع كيان الاحتلال وجه صلية صاروخية باتجاه المطار وذلك يوم 23-9-2024.
تاريخ القرية
بحسب المؤرخ مصطفى الدباغ نقلاً عن مصادر تاريخية ذكر أن التنقيبات الأثرية التي جرت في موقع تل المتسلم خلال سنتي 1925-1935، على أنه موقع لمدينة كنعانية، وبنيت على موقع التل حوالي 20 مدينة خلال فترات ومنية متعددة ومتعاقبة ما بين سنوات 4000 إلى 400 سنة ق.م، أقدم تلك المدن كانت مع نهاية العصر الحجري الحديث، واستمر الوجود البشري فيها دون انقطاع نهاية إلى العصر الفارسي مع اختلاف الحضارات والدول التي نشأت في المنطقة واحتلت موقع مجدو وتركت طابعها في المكان.
وبحسب التنقيبات الأثرية فإن الموقع مر عليه واحتله جيوش أمم كثيرة منها: الهكسس والفلستيون والأشوريون والبابليون والمصريون واليونان والرومان والفرس حتى أخيرًا البريطانيون.
ذُكِرَتْ المدينة "مجدو" في رسائل تل العمارنة، كما أشارت إليها سجلات تحتمس الثالث عام 1468ق.م، عندما انتصر عليها في ذلك الحين وحصل منها على غنائم كثيرة وثمينة، مما يدل على الأهمية البالغة من الغنى والازدهار التي بلغتها منذ ذاك التاريخ، وهذا ممّا لا شك فيه لأن موقعها الاستراتيجي كان يخوّلها التحكّم في الطريق الرئيسي الهام بين دولة الآشوريين شرقاً والديار المصرية غرباً وكذلك طريق الشمال والجنوب الذي يشرف على أهم سلسلة جبال في فلسطين.
في عصر الحديدي الأول بقيت مچدو تحت السيطرة المصرية، حيث ورد في كتابة على إحدى بوابات معبد الكرنك أن الملك رمسيس الثالث (1184-1151ق.م) قد سجن بعض الأمراء السوريين في قلعة مچدو، كما كانت المدينة إحدى المدن الفلسطينية التي أخضعها شيشنق الأول المصري لسلطته في عام 913ق.م. منذ القرن التاسع قبل الميلاد وقعت مچدو في قبضة الملك الآشوري تغلات فلاصر (742-732ق.م)، واحتلها صارغون الآشوري (722-705ق.م.)، ثم تحالفت مچدو وبعض أمراء المدن الفلسطينية مع الفرعون طهراقا (690-666ق.م) للإفلات من السيطرة الآشورية، وجرت معركة مچدو الثانية بين المصريين والآشوريين عام 609ق.م، ثم دمرت المدينة على يد الفرعون نخاو، وهجر أهلها. أهم ما عثر عليه من ذلك العصر هو إسطبلات المدينة التي تتسع لأكثر من 450 حصانًا، واكتشفت مجموعة من القطع الفنية العاجية، كما عثر على عدد من تيجان الأعمدة، وبعض أثاث العبادة الدينية من الطين والحجر ونقود يونانية وفارسية، وهذا دليل على بقاء المدينة عامرة بالسكان في هذين العهدين.
احتلال القرية
صحيح أن مجدو هُجِرَت من سكانها مع بداية الانتداب البريطاني لفلسطين إلا أن أراضيها بقيت تعتبر من أراضي قرية اللجون، بشكل غير رسمي لأنها قبل ذلك التاريخ كانت قرية منفصلة عنها، وعندما اندلعت حرب عام 1948 مع العصابات الصهيونية احتلت تلك العصابات قرية اللجون وكذلك موقع مجدو، نظراً لأهميته التاريخية والاستراتيجية بإشرافه على مساحات واسعة من البلدات والاراضي المجاورة له.
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين-الجزء الثالث- القسم الثاني- في الديار النابلسية (2)". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 158- 159- 160- 161- 162- 163- 164- 172- 185- 188- 195- 224.
- "مجدو".. مدينة كنعانية رغم سعي الاحتلال لطمس هويتها، مصطفى عبد الرحمن، موقع عربي 21، تاريخ النشر: 29-9-2022، تاريخ المشاهدة: 30-12-2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1464675/%D9%85%D8%AC%D8%AF%D9%88-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D9%83%D9%86%D8%B9%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%B1%D8%BA%D9%85-%D8%B3%D8%B9%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%84%D8%B7%D9%85%D8%B3-%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7
- تل المتسلم مجدو (مرج بن عامر )، صفحة التراث الفلسطيني- فيسبوك، تاريخ النشر: 11-12-2017، تاريخ المشاهدة: 29-12-2024، الرابط: https://www.facebook.com/media/set/?set=a.1454427517937660&type=3