خارطة المدن الفلسطينية
اشترك بالقائمة البريدية
معلومات عامة عن قرية البيرة
المؤسسات والخدمات - البيرة - قضاء رام الله
مؤسسات البيرة الاجتماعية والشبابية والاقتصادية
الكشاف المسلم
عيَّن المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى قائد الكشّافة اللبناني بهاء الدين الطباع مسؤولاً عن الكشاف المسلم في فلسطين، وأوكل له مهمة إحياء النشاط الكشفي فيها، وقد قام الطبّاع فعلاً بتأسيس عددٍ من الفرق الكشفية في مدن وقرى فلسطين، التي كانت منها فرقة في البيرة. وحسب تقرير قدَّمه للحاج أمين الحسيني، رئيس المجلس بتاريخ 5 محرَّم 1354هـ، الموافق 8 نيسان 1935م، فإنّ تأسيس فرقة الكشاف المسلم في البيرة جاء في نيسان 1935م. ويقول الطباع في تقريره إنَّه توجَّه للبلدة بعد أن دعاه السيد محمد علي الكيشي لزيارتها لتأسيس الفرقة، فوصلها في الساعة الخامسة بعد ظهر الأحد الرابع من محرَّم، السابع من نيسان، ووجد أعضاء الفرقة بانتظاره وهي بألبستها الكشفية، وقال إنَّها كانت تلبسها لأول مرة. وعقد الطباع بعد صلاة المغرب اجتماعاً للفرقة في ناديها المؤقت الملاصق لمسجد البيرة، حيث دعاها إلى الالتحاق بالكشاف المسلم، “فلبى الجميع النداء وعاهدوا على العمل في سبيل الإسلام وخدمة المسلمين”.
أضاف الطّباع في تقريره أنَّ عدد أعضاء الفرقة الذين اجتمع بهم بلغ الأربعين، وأنَّ هناك ما يربو عدده على العشرين يود الالتحاق بالفرقة. وحول ترتيب شؤون الفرقة قال الطباع إنَّه أجرى انتخاباً للجنة قيادية، قوامها السادة جمعة موسى قائداً للفرقة، ورشدي إبراهيم معاوناً له، ومطر فرهود أميناً للسر، وعبد الجابر علي أميناً للصندوق، وعزات عبد الفتاح مراقباً. وذكر أنّ الفرقة سُميت بـِ “فرقة الجهاد”، وأنَّ أعضاءها يعتبرون ضمن منظمة “النجادة” التي كانت تناصر الحاج أمين وجماعته، مقابل منظمة “الفتوَّة” التي أسسها نمر الهواري، وكانت تنافس منظمة “النجادة”، وقال الطباع إنَّ أعمار الأعضاء تتراوح بين الثامنة عشرة والخامسة والعشرين. وكتب أنَّه آنس منهم جميعاً همَّةً ونشاطاً، وهم عازمون على المشاركة في موسم النبي موسى، وأضاف أنّه سوف يجتمع إليهم بعد ظهر الأحد القادم لتنظيمهم وتدريبهم. ويختم الطبّاع تقريره بالتعبير عن أمله بأن يخصص المجلس الإسلامي للفرقة إعانة مالية تنشيطاً لها.
ويورد أحمد حمّاد، وكان عضواً في فرقة الجهاد للكشّافة، شيئاً من ذكرياته عن لقاء تمَّ في البيرة صيف سنة 1935م بين الفرقة ومجموعة أخرى من شباب الكشّافة المسلم قدموا مع الطبّاع، فيقول إنَّه في ذلك اليوم وقفت سيّارة باص في البيرة وهي “ملأى بالشباب المتوقد المتوثب، ثمَّ نزل منها المجاهد بهاء الدين الطبّاع معلناً لنا بأنَّه قدم ليحلَّ ضيفاً علينا”. ويقول حمّاد إنَّ الطباع رفض دعوة شباب البيرة له للنزول في بيوتهم، وجمعهم في ساحة مقام الشيخ يوسف، حيث ذبحوا وطبخوا وسهروا وتدربوا على إطلاق النار.
نادي البيرة
يذكر أحمد حمّاد أنّه تأسست في البيرة عدة أندية وجمعيات في العهد البريطاني ولكنَّها لم تعمِّر طويلاً لخلافات داخلية ولسيادة روح الأنانية، وقال إنَّ أول جمعية تأسست في البيرة كانت سنة 1920م، لكنَّها انتهت بمشاجرة ذهب ضحيتها أحد أبناء القرية. وفي سنة 1931م تمَّ تأسيس نادي شباب البيرة على يد نفرٍ من شباب عموم الحمائل والعشائر في القرية، وحسب حمّاد فقد قام النادي “بنشاطٍ واسعٍ في محو العصبية العائلية، كما أسهم إسهاماً كبيراً في تشجيع الحركة الثفاقية والعلمية إلى أن أصبح مقصداً يقصده أبناء البيرة وأبناؤهم”. ويضيف حمّاد أنَّ هذا النادي تعرَّض للأذى من بعض المفسدين الذين سعوا لإغلاقه، وسعوا لدى الحكومة بذلك، وأضاعوا مكتبته وماليته.
كتب خليل السكاكيني في رسالة كتبها لولده سري، الذي كان يدرس في الولايات المتحدة، رسالة مؤرخة في 17 آذار 1932م، يتحدث فيها عن نادي البيرة: “بالأمس ذهبت إلى رام الله باكراً، فعرجت على قهوة البيرة، وهي القهوة الجديدة بجانب بيت أنضوني عطا الله. في أول الطريق وأنت ذاهب من البيرة لرام الله، وقد اتخذ شباب البيرة القسم الأعلى من القهوة نادياً لهم، وقد أسسوه من عهدٍ قريب، كما روت جريدة فلسطين. جلست في القسم الأسفل منه، فلمّا رآني بعض أعضاء النادي، جاءوا إليّ يكلفونني أن أتكلم في ناديهم يوماً من الأيام، فأمهلتهم إلى المستقبل القريب، والمستقبل بيد الله، وكان بينهم أحد رفاقك في مدرسة الفرندز وهو عبد الحميد موسى، فسألني عنك، وقال إنّه يكاتبك، فوعدته أن أذكره لك في رسالتي هذه، وقد فهمت منه أنه مسافر بعد قليل إلى أمريكا الجنوبية ليشتغل مع أبيه هناك”.
نادي الثقافة العربي
حسب محمد حمّاد، فقد تأسس هذا النادي سنة 1942م وتفرع لعدة لجان ترعى الشؤون الثقافية كالتمثيل ومحو الأميَّة والمحاضرات، وكوَّن النادي فرقة كشفية كبيرة بعد أن كانت فرقة الكشاف المسلم قد جمَّدت نشاطها خلال الثورة الفلسطينية. ويقول حمّاد إنَّ الأهالي تبرعوا للفرقة بمبالغ طيبة لشراء الآلات الموسيقية، ولكنَّ هذه المبالغ دفعت لشراء السلاح بعد صدور قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني 1947م. وأنشأ النادي فريقاً لكرة القدم، كما أسس مكتبة لأعضاء النادي ضمَّت الآلاف من الكتب. ويعتبر حمّاد النادي الثقافي بأنَّه كان من أقوى الأندية والجمعيات التي قامت بالبيرة، ويقول إنّه قدَّم خدمات جليلة للبيرة.