مدينة عسقلان الكنعانية - المَجْدَل/ المَجْدَل عَسْقَلان - قضاء غزة

هي مدينة كنعانية قديمة، كانت قائمة في منطقة السهل الساحلي عند شاطئ البحر الأبيض المتوسط شمال مدينة غزة، وهي وعلى أراضيها تأسست مدينة المجدل وكذلك قرية الجورة، وكلا البلدتين ترفق عسقلان باسميهما.

لعسقلان تاريخ حضاري هام بحكم موقعها الجغرافي، وفيما يلي لمحة موجزة عن تاريخ عسقلان:

عسقلان في عهد الكنعانيين واليونان والفراعنة والآشوريين والبابليين

تذكر معظم المراجع التاريخية أن عسقلان تأسست قرابة القرن 13 ق.م على يد الكنعانيون العرب الذين كانوا أول من نزل الديار الفلسطينية، ثم تركت الشعوب والدول المحتلة لفلسطين آثارها في مدينة عسقلان، وهذا موجز لما كتب عن عسقلان:

يذكر المؤرخ اليوناني هيرودوتس أن أول بناء أقيم للإله ديركتو كان في عسقلان، وهو إله وثني قدسه أهل البلدة في ذلك الزمن، وأن الذين أسسوا معبداً (للربة الأم) في قبرص كانوا كنعانيين من مدينة عسقلان.

وقد وجدت صور على جدران الكرنك في مصر تمثل حصار عسقلان من قبل جيوش رعمسيس الثاني في السنة التاسعة من ملكه (1301- 1224 ق.م)، كما أن ألواح تل العمارنة تفيد بأن ملكها (يادايا داجون تاكالا) كان تابعاً لأمنحوتب المصري. 

ومن أشهر حوادث عسقلان التاريخية، بعد استقرار الكريتيين فيها تدميرهم لصيدا الفنينيقية حوالي القرن 12 ق.م.

وتذكر الآثار الخاصة بـ سنحاريب الآشوري (705- 681 ق.م) أنه حوالي عام 700 ق.م كانت المدن الفلسطينية يافا وجوارها: بني براق، بيت داجون (بيت دجن)، آزورو (يازور) تابعة لملك عسقلان "زيدكا"، الذي قاد ثورة الفلسطينيين ضد الآشوريين، ولكن سنحاريب عاقب عسقلان على عصيانها.

وقرابة العام 625 ق.م هاجم السكيتيين سوريا واحتلوا عسقلان ودمروا معابدها.

وفي عسقلان ولد هيرودوس الكبير الآدومي الذي حسنها وزينها فبنى فيها أحواض المياه والحمامات والمنازل الفاخرة والمسارح والأروقة.

عسقلان والديانة المسيحية

في 604 قبل الميلاد احتلت الإمبراطورية البابلية برئاسة نبوخذ نصر المدينة من الفلسطينيين، مع احتلال عموم أراضي مملكة يهوذا وبلاد الفلسطينيين. فكان تعامل الجيش البابلي مع سكان المدينة يشابه تعامله بسكان المدينة الأخرى في المنطقة، حيث أحرق المدينة وأجلى سكانها. تم إعادة بناء المدينة في القرن الثالث قبل الميلاد، أي في العهد الهيليني، وأصبحت ميناء كبيرا. في القرن ال-1 قبل الميلاد احتل الملك اليهودي الحشموني إسكندر يناي محيط المدينة ولكن المدينة نفسها بقيت مستقلة من ناحية إدارية وثقافية.

مع انتشار الديانة المسيحية كانت عسقلان وغزة من حصون الوثنية وقاومت الدين الجديد مقاومة عنيفة ولكن أهلها التحقوا بالدين المسيحي لاحقاً وفي القرن الرابع الميلادي باتت عسقلان مركزاً لأسقفية، وبات جميع أهلها يدينون بالدين المسيحي واستمر حالهم هكذا إلى أن جاء الفتح الإسلامي لديارنا الفلسطينية فدخل أهلها بالدين الإسلامي.

عسقلان في عهد الفتح الإسلامي

وقد فتح فلسطين القائد عمرو بن العاص، وكانت مدينة عسقلان مركزها وذلك عام 23ه – 644م. وقال عبد الله ابن عمر بن الخطاب (لكل شي ذروة، وذروة الشام عسقلان). وقيل أنه تم جلب رأس الحسين بن علي إلى عسقلان. حررها صلاح الدين الأيوبي عام 1187م من الصليبيين، ولكنهم عادوا واحتلوها مرة ثانية على يد «ريتشارد قلب الأسد» عام 1192م بعد سقوط عكا بأيديهم. إلا أن صلاح الدين قبل انسحابه من المدينة أمر واليها بهدم المدينة وسورها حتى لا تكون حصناً للفرنجة يقطع الطريق بين مصر والشام. وقد كانت على مدى تاريخها الطويل ذات شأن اقتصادي بسبب مينائها البحري وموقعها الاستراتيجي القريب من الحدود المصرية ومواجهتها للقادمين من البحر تجارا وغزاة، وقد كانت منذ القدم محطة هامة من سلسلة المحطات الممتدة على طول السهل الساحلي الفلسطيني، حيث اعتادت القوافل التجارية والحملات العسكرية المرور بها للراحة والتزود بالمؤن. وبعد هذا بدأ نجم عسقلان في الأفول إلى أن دمرت نهائياً سنة 1270 م على يد السلطان الظاهر بيبرس، وتبرز بعدها أهمية مدينة المجدل.