حي الدرج - غَزَّة- محافظة غَزَّة - قضاء غزة

يقع حي الدرج وسط مدينة غزة، وتبلغ مساحته 2432 دونمًا، أي بنسبة 8,8% من جملة مساحة المدينة؛ وتعود تسميته إلى الحقبة العثمانية؛ حيث سمي بذلك بسبب التدرج الطبوغرافي له؛ وكان يسمى سابقاً "حي بنى عامر" نسبة لقبيلة بنى عامر العربية التي سكنته مع بداية الفتح الإسلامي؛ ثم حي "البرجلية" نسبة للمحاربين المدافعين عن أبراج المدينة في العصر المملوكي.

ويضم الحي العديد من الحارات منها: السيد هاشم, والسدرة, وقرقش, والفواخير, وبني عامر. وبلغ عدد سكانه (عام 2015)، حوالي 52 ألف نسمة.

ويحتل الحي قلب المدينة التَلِّيَّة القديمة التجاري والعمراني، وتميز بأسواقه القديمة، ومنها "سوق القيسارية" الذي ما زال ماثلاً حتى اليوم، و"خان الكتان" المندثر و"سوق الغلال" الذي ما زالت أجزاء من آثاره باقية حتى اليوم. أما منازله الأثرية وأحياؤه، فما زال بعضها يحتاج إلى الترميم حتى اليوم؛ فكانت شوارعه مسقوفة يطلق عليها "السباط" مثل سباط المفتي الذي أزيل في الستينات من هذا القرن.

 وكان -وما زال إلى الغرب من هذا الحي- وبالقرب من سفحها الغربي يوجد "حارة الفواخير" التي اشتهرت بصناعة الفخار، وبهذا الحي أنشأ المسلمون العديد من المساجد والزوايا والحمامات والمدارس والمكتبات، ومن أهمها الجامع العمري الكبير، ويقع وسط المدينة بحي الدرج.

ومن مساجد هذا الحي الأثرية مسجد الشيخ خالد، ومسجد الشيخ زكريا، ومسجد الوزيري، والزاوية الأحمدية، وجامع السيد هاشم الذي يعتقد بأن السيد هاشم (جد الرسول صلى الله عليه وسلم) مدفون فيه، والراجح أن المماليك هم أول من أنشأه، وقد جدده السلطان العثماني عبد المجيد سنة 1266 هجري، وعمَّره المجلس الإسلامي الأعلى بعدما خربته قنبلة أثناء الحرب العالمية الأولى. كما كانت بهذا الحي حمامات مثل: حمام السوق، وحمام العسكر.  لكنها اندثرت.

ومن أهم بناياته الأثرية الماثلة حتى اليوم، قصر الباشا أو ما عرف بقصر "آل رضوان" والذي يطلق عليه خطأ "قلعة نابليون" بجوار مدرسة الزهراء الثانوية للبنات حالياً ذات النمط العمراني وأسلوب البناء الذي يتألف من طابقين بهما غرف ذوات شبابيك لا توحي وظيفياً بقلعة عسكرية، وقد تم بناء هذا القصر في الفترة العثمانية، يوم كان أمراء غـزة من آل رضوان يحكمون المدينة في بداية الفترة العثمانية وحتى القرن السابع عشر تقريباً؛ كما يبدو من حجارته ذات النقوش والزخارف الإسلامية النباتية والهندسية، وبعضها التي ربما نقلت من بناءات مندثرة كتلك التي نقش عليها أسود ربما تعود لأيام الظاهر بيبرس الذي اتخذ من نقش الأسد رمزاً له سنة 1260-1277م؛ أما نابليون بونابرت فقد اتخذ من هذه البناية مقراً له لعدة أيام أثناء غزوه مدينة عكا سنة 1799م.