احتلال القرية - الشيخ مونس/مؤنس - قضاء يافا

سقوط القرية: بعد أن أتمت عناصر العصابات الصهيونية سيطرتها على كامل المنطقة الساحلية الممتدة بين حيفا وتل أبيب، وحيث ان قرية الشيخ مونس تقع مباشرة عند تخوم تل أبيب، فقد أصبحت القرية مستهدفة من قبل القوات الصهيونية، التي قامت في يوم 30/3/1948م باحتلال القرية وتشريد أهلها البالع عددهم عام حوالي 2239 شخصاً ([1])، وذلك رغم اتفاق مسبق بين أهالي القرية وبين القيادة الصهيونية على عدم اعتداء متبادل. ورغم موافقة الطرف الفلسطيني على إخلاء قرية الجماسين، مقابل بقاء قرية الشيخ مونـّس على حالها. تم تطويق القرية من كل الجهات ما عدا الجهة الشمالية، التي أصبحت درب النزوح الوحيد لأهالي القرية. قالت غولدمائير في مركز حزب مباي: لا يمكن أن يتصرف اليهود مع سكان قرية مسالمة مثل قرية الشيخ مونس، مثلما يفعلون مع سكان قرية قاومت قواتنا ([2])

  

وهنالك رواية أخرى: في عام 1948 ، كان السكان يتألفون إلى حد كبير من الفلاحين الذين تمتعوا بعلاقات ودية مع اليهود ، على الرغم من التوتر في بعض الأحيان من حين لآخر من القرية باتجاه المناطق السكنية اليهودية في يناير وفبراير 1948 ، لم تكن

 هناك إصابات ، والتزم أبو كشك بوعدهم بإبعاد جيش الإنقاذ غير النظامي. وأبلغ مبعوث جيش الإنقاذ من قبل أبو كشك أن "عرب المنطقة سيتعاونون مع اليهود ضد أي قوة خارجية تحاول الدخول".

أشارت بعض التقارير الاستخباراتية ، التي لم يتم تأكيدها أبدًا ، إلى أنه في أوائل عام 1948 ، تم اختراق القرية ، التي تطل على كل من مطار سديه دوف ومحطة ريدينغ للطاقة ، من قبل مسلحين من العرب غير النظاميين في 7 مارس ، فرض لواء الإسكندروني التابع للهاغاناه " حجرًا صحيًا" على القرية من خلال إغلاق جميع الطرق المؤدية إليها وقريتين تابعتين صغيرتين هما جليل الشمالية وجليل القبلية وربما احتلوا منازل في المنطقة. حافة القرية حافظت عصابة شتيرن تحت الأرضعلى أحد مخيماتها في القرية ، وبعد خمسة أيام ، في 12 مارس ، قام مسلحون من مجموعتي الإرغون أو ليحي باختطاف خمسة من أعيان القرية أشارت المخابرات اليهودية إلى ذلك([3])

شهادتهم:  قال الصحفي "الإسرائيلي" مناحيم بارنباغ: جامعة تل أبيب بنيت على أراضي قرية الشيخ مونس العربية([4])

 وعن جريمة الطرد والتهجير يكتب المؤرخ اليهودي التقدمي والمحاضر في جامعة تل أبيب شلومو زاند في كتابه الصادر بالعبرية "متى وكيف اخترعت أرض إسرائيل" أنه في مطلع شهر نيسان 1948م، رحل آخر المهجرين من قرية الشيخ مونس "مشوا في دروب وعرة حفاة من كل شيء تقريبا. نساء بأيديهن ومن خلفهن أطفال يبكون. كان الشيوخ العجز يسيرون بصعوبة وهم متكئون على أكتاف الشباب، فيما تم تحميل المرضى والمقعدين على الحمير. تاركين خلفهم كل ما كانوا يملكون داخل قريتهم المحاصرة من ثلاث جهات، عدا الشمال".
 
ويستذكر المؤرخ شلومو زاند في تصريح للجزيرة نت كيف ضربت العصابات الصهيونية حصارا على القرية طيلة أسابيع، لتجويع وترهيب أهاليها حتى تمت السيطرة عليها دون أن تتدخل قوات الانتداب البريطانية!!

تجويع وترهيب
 
عن جريمة الطرد والتهجير يكتب المؤرخ اليهودي التقدمي شلومو زاند في كتابه الصادر بالعبرية "متى وكيف اخترعت أرض إسرائيل" أنه في مطلع أبريل/نيسان 1948 رحل آخر المهجرين من قرية الشيخ مونس "مشوا في دروب وعرة حفاة من كل شيء تقريبا. نساء بأيديهن ومن خلفهن أطفال يبكون. كان الشيوخ العجز يسيرون بصعوبة وهم متكئون على أكتاف الشباب، فيما تم تحميل المرضى والمقعدين على الحمير. تاركين خلفهم كل ما كانوا يملكون داخل قريتهم المحاصرة من ثلاث جهات عدا الشمال".

وينوه زاند، وهو أحد الموقعين على العريضة المذكورة، أن أهالي الشيخ مونس غادروا موطنهم مذعورين نحو طولكرم وقلقيلية، وسيطر المحتلون وهم يقهقهون بعد الظفر بقرية وادعة، وتابع "هكذا تبخر أهالي الشيخ مونس من صفحات تاريخ أرض إسرائيل وألقي بهم في وديان النسيان السحيقة".

ويستذكر المؤرخ المحاضر في جامعة تل أبيب في تصريح للجزيرة نت كيف ضربت العصابات الصهيونية حصارا على القرية طيلة أسابيع لتجويع وترهيب أهاليها حتى تمت السيطرة عليها دون أن تتدخل قوات الانتداب البريطانية.

ويقول زند إنه منذ بدأ عمله محاضرا في جامعة تل أبيب قبل ربع قرن ومشاعر الضيق تساوره، لأن الجامعة تقوم على أنقاض قرية مهجرة تمحو ذكرها مؤسسة أكاديمية رفيعة، ويضيف "أحرص في بداية كل مساق أكاديمي على التوضيح أن كل ذاكرة جماعية هي عملية هندسة ثقافية بدوافع سياسية".

وأعرب زند عن أمله بألا تتجاهل جامعة تل أبيب العريضة الجديدة كما فعلت قبل سنوات، واستذكر أن ما قامت بها سلطات الاحتلال الإسرائيلية حينما هدمت بيتا يعود لعائلة بيدس داخل نطاق الجامعة دفعه للمفاضلة بين سطور كتابه الجديد بين الكارثة اليهودية والنكبة الفلسطينية([5]).

  

([1]) طرد الفلسطينين في الفكر والممارسة الصهيونية،  سعيد جميل تمرازدار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ص 501 نقلا عن سلمان أبو سته: سجل النكبة 

([2]) من كتاب مشاريع التغيير في المنطقة العربية ومستقبلها ص161  تحرير نظام بركات، مركز الشرق الوسط 

 

([3]) https://stringfixer.com/ar/Muannis

([4]) قالوا: الكتاب يحتوي على تصريحات لزعماء إسرائيل تبيَن كيف يفكرون وماذا ينوون وتدينهم إدانة صارخة ص 225

([5])الجزيرة نت