العادات والتقاليد في القرية - بيت نتيف / من قرى عرقوب - قضاء الخليل

القضاء العشائري 

          كانت بيت نتيف واهلها السماعنة يعتبرون من مناقع الدم في العهد العثماني يفصلون في المشاكل العشائرية حتى جرائم القتل واستمر هذا الى اوائل العهد البريطاني حيث كان يقوم بذلك الشيخ عبد الهادي منصور والشيخ عبد الفتاح اخميس وبعد تنظيم القضاء في عهد الانتداب عين مستشاراً للحاكم الانجليزي في محكمة الخليل .   

العمل الوطني قبل النكبة : ـ 

          كان لابناء السماعنة شرف المشاركة مع اخوانهم ابناء فلسطين في معاركهم مع الانكليز والصهاينه قبل عام 1948م خاصة ثورة 1936 الفلسطينية كان للسماعنه فصيل تابع لقيادة الثورة مباشرة وقاموا بالعديد من العمليات ضد جنود الانكليز .

          ولا أبالغ اذا قلت ان ابناء بيت نتيف انقذوا الثورة وقيادتها ثلاث مرات من الفناء والنهاية المحتومه وذلك لما يتمتع به ابناء السماعنة من البطولة والفداء فقد كان لتضحيتهم اكبر الاثر في استمرار الثورة .

          المرة الاولى : في معركة بني نعيم ، كان يقود المعركة عبد القادر الحسيني شخصياً وقد هزم الثوار هزيمة منكره امام ضغط الانكليز من طيران ومدفعية ودبابات وغيرها ، وقد جرح عبد القادر الحسيني في المعركة ، ومن شدة ضغط الانكليز تخلى عنه حرسه ومرافقوه واعتبروه في عداد الموتى ، لكن ابناء السماعنة ابناء بيت نتيف ببطولتهم استطاعوا انقاذ عبد القادر الحسيني وسحبه من ارض المعركة وهو ينزف دماً وحمله المرحوم ذيب عبد الله الدبس ومن حوله ابناء ابناء السماعنة   الى مكان آمن واسعفوه ثم اوصلوه الى المستشفى ومنه الى دمشق حيث تمت معالجته . وقد احتفظ ابناء السماعنة بحقيبته العسكريه الى ان عاد وهذه الحقيبة تحوي اسرار الثورة .   

المرة الثانية :

          قدم عبد القادر الحسيني قائد الثورة الى ام الروس ليأخذ حقيبته التي كانت تحوي اوراقه السريه وسلاحه واثناء وجوده طوق الانكليز ام الروس وحدثت معركة ام الروس التي استمرت من الصباح حتى المساء استبسل فيها ابناء السماعنة حتى وصلتهم النجدات من البلدان المجاورة واستطاعوا انقاذ قائد الثورة وتحقيق الانتصار في المعركة وهي المعركة التي استشهد فيها ( ابو الوليد ) .

المرة الثالثه :

          حضر الى بيت نتيف قائد الثورة عبد القادر الحسيني ومعه عدد كبير من الثوار من جميع المناطق وقد كان في اثرهم عيون الانكليز وفجأة طوق الانكليز بقيادة قائد كانب وادي الصرار البلد . ممن فيها من الثوار ، وقد طلب القائد البريطاني من المختار يوسف اخميس تفتيش البلدة ، وقد رفض الشيخ يوسف امر القائد البريطاني وحدثت مشادة بين الاثنين وزاد الجدل بينهم حتى تمادى القائد البريطاني يريد ضرب الشيخ يوسف اخميس بعصاه فما كان من الشيخ يوسف الا ان ابرز للقائد البريطاني وساماً كان يحمله في جيبه ، تراجع القائد البريطاني وحيا الشيخ يوسف بتحية عسكرية معتذراً عما بدر منه واتصل القائد البريطاني بالمندوب السامي في القدس وقال له ان الشيخ يوسف يحمل وساماً رفيعاً من الملك جورج ولا استطيع مخالفة امره فما كان من المندوب اللسامي الا ان امر بفك الحصار واعتبر القائد البريطاني نفسه هو وجنوده ضيوفاً على بيت نتيف تناول اثناءها طعام الغداء.  

          ولهذا الوسام قصة لا بد من ذكرها .

          قبل الحرب العالمية الاولى اي قبل سنة 1914 حضر الى فلسطين الجنرال النبي على شكل راهب ، وقد مر على مناطق كثيرة من فلسطين وهو يحضر لاحتلالها شخصياً ، ومن البلاد التي مر بها هذا الجنرال المتخفي بيت نتيف وبما انها تقع على مرتفع مشرف صعد الى ظهر بيت يوسف اخميس واخذ ينظر بناظوره باتجاه الساحل وكاد ان يقع لولا ان يوسف اخميس وكان شاباً صغيراً امسك به وانقذه من السقوط فأخذ الجنرال اسم يوسف اخميس واعتبر انه خدم بريطانيا بحمايته من السقوط . بعد الانتداب وصل الشيخ يوسف وسام رفيع من الملك جورج وهذا الوسام استغله الشيخ يوسف في اللحظات الحرجة وانقذ الثورة وقيادتها .

          شارك ابناء السماعنة في كثير من معارك فلسطين ضد العصابات الصهيونية سنة           1947- 1948 وكان ذلك في معركة ظهر الحجه ، كفار عصيون ، ومعركة القسطل وغيرها كثير من المعارك التي حدثت على ارض فلسطين وقدموا العديد من الشهداء من المعارك الهامة التي شاركوا فيها ايضاً معركة باب الواد ، معركة الدهيشة ، معركة بيت محسير .