معلومات عامة عن عَلْمَا - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية عَلْمَا
قرية فلسطينية مزالة، كانت قائمة فوق رقعة كستوية من الأرض في الناحية الجنوبية لوادي الحمام، شمالي مدينة صفد وعلى مسافة 10 كم عنها، بارتفاع يصل إلى 675 م عن مستوى سطح البحر.
قُدِرَتْ مساحة أراضيها بــ 19498 دونم، شغلت منازل وأبنية القرية ما مساحته 147 دونم من مجمل تلك المساحة.
كانت عَلْمَا من أواخر القرى الصفدية التي تم احتلالها، إذ احتلت في سياق عملية "حيرام" على يد وحدات من اللواء السابع لجيش الاحتلال، وكان ذلك يوم 30 تشرين الأول/ أكتوبر 1948.
الحدود
تتوسط علما القرى والبلدات التالية:
- قريتي المالكية وديشوم شمالاً.
- قرية ديشوم شرقاً.
- قرية ماروس من الجنوب الشرقي.
- قريتي الريحانية والرأس الأحمر من الجنوب والجنوب الغربي.
- قرية فارة غرباً.
- وقرية صلحة من الشمال الغربي.
أهمية موقع القرية
امتازت قرية علما بموقع جغرافي هام، وكانت واحدة من القرى الصفدية القريبة جداً من الحدود الفلسطينية- اللبنانية، وكانت تبعد عن الأراضي اللبنانية مسافة لا تزيد عن 4 كم، وهي بالتالي أقرب للأراضي اللبنانية من مدينة صفد، لذا كان أهالي القرية يقصدون البلدات اللبنانية أحياناً لشراء حاجاتهم التي لم تكن متوفرة في القرية.
مصادر المياه
كان أهالي القرية يعتمدون في الشرب وري محاصيلهم الزراعية ومواشيهم على المصادر التالية:
- نبع عوبا: يقع على مسافة قريبة من القرية، ويتفرع منه نهر يحمل الاسم ذاته، كان يتدفق في جميع أوقات السنة ولكن منسوبه كان يقل صيفاً.
- وادي فارة: ينبع من الجبال الواقعة غربي القرية ويمر بالقرية ليصب في بحيرة الحولة.
- وادي الحنداج: يمر شرقي القرية يصب في بحيرة الحولة أيضاً.
كان في القرية أياً بئرا مياه يعتمد عليهما أهالي القرية، هما:
- بئر ريحان.
- بئر الزاوية.
كما كان هناك بركتي مياه يتعمدون عليهما في ري الماشية، هما: بركة علما شرقي القرية، بركة سيار على مقربة من القرية وليس داخلها.
سبب التسمية
وفقاً لما ذكره المؤرخ مصطفى الدباغ فإن عَلما من الجذر (علم)وفي الفينيقية (علما) الفتاة والعالم، وكذلك في السريانية علما: العالم الدهر والجيل من الناس والأبد، وهناك إمكانية أن لفظ بيت محذوفاً من الاسم، بيت علما، القبر والدفن، واحتمال أن يكون الاسم مشتق من البر والخفاء.
أراضي القرية
كان لأراضي القرية تسميات عدة، فمثلاً الأراضي الواقعة شمالي البلد والتي كانت مزروعة بكروم العنب وأشجار الزيتون كانت تسمى "حمران".
الأراضي شرقي البلد كانت تسمى "المَخسَّف" و "الجورة".
أما الأراضي الواقعة غربي البلد فكانت تسمى "الغربية".
معالم القرية
من مباني القرية الخدمية والإدارية:
- مدرسة واحدة شرقي القرية.
- مسجد واحد يتوسط القرية.
- ساحة وسط القرية فيها ثلاث أشجار توت كبيرة، كان رجال وشبان القرية يجلسون عندها في أوقات الفراغ، في هذه الساحة كانت مضافة مختار القرية وبجانبها مسجد القرية.
- مطحنة حبوب واحدة جنوب القرية، وتحديداً بين علما والريحانية.
- معصرتي زيتون.
- عدة محال تجارية، ومحل لبيع الأقمشة.
الآثار
علما موقع أثري فيه "أنقاض كنيسة قديمة، قطع معمارية، وشرقي القرية هناك أنقاض محرس، ثلاثة تصاريف وناووس.
السكان
قُدِرَ عدد سكان القرية عام 1922 بـــ 632 نسمة، ارتفع هذا العدد في إحصائيات عام 1931 إلى 712 نسمة جميعهم من العرب المسلمين وكان لهم حتى تاريخه 148 منزلاً.
ارتفع هذا العدد وفقاً لإحصائيات عام 1945 إلى 950 نسمة، وفي عام 1948 بلغ 1102 نسمة وكان عدد منازل القرية حينها 229 منزلاً.
قُدِرَ عدد اللاجئين من أبناء القرية عام 1998 بــ 6767 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
وفقاً لذاكرة الحاج "أحمد عجاوي" نذكر أسماء عائلات قرية علما:
- عائلة عجاوي.
- عائلة شحرور.
- عائلة سليمان.
- عائلة طَعَّان.
- عائلة عَزّام.
- عائلة عقل.
- عائلة الحج خليل.
- عائلة الهجاج.
- عائلة نصر الدين الشايب.
- عائلة حسين.
- عائلة دعيبس.
- عائلة عباس.
- عائلة درباس.
- عائلة حسن مي (أسرة كانت تقيم في القرية).
الحياة الاقتصادية
اعتمد اقتصاد القرية على عائدات ممارسة عدة أنشطة اقتصادية، أهمها: الزراعة، وتربية الماشية وبيع منتوجاتها في أسواق مدينة صفد وبعض القرى، بالإضافة للأعمال التجارية والمهنية التي مارسها رجال وشبان القرية مثل التجارة، الحلاقة، النجارة، بيع المواد الأساسية في دكاكين القرية، وبعض الشبان عملوا في مصانع ومصفاة تكرير النفط في حيفا، ومنهم من عمل في ميناءها، كما عمل عدة شباب في قطف البرتقال في موسمه في مدينتي عكا ويافا.
الاستيطان في القرية
علماه: موشاف، يتبع العامل الشرقي، بناه الصهاينة عقب احتلالهم للقرية عام 1949، وقد أقيم في موقع مستعمرة "علما" التي بناها الصهاينة في عشرينيات القرن الماضي، وعندما بدأت الثورات العربية ضد اليهود وإلانكليز طرد العرب سكان هذه المستعمرة، وقد أقام في المستعمرة هذه يهود مهاجرين من ليبيا وإيطاليا.
الثروة الزراعية
كما هو حال غيرها من القرى الفلسطينية كانت الزراعة هي مصدر الرزق الأساسي لجميع سكان القرية، وقد تميزت أراضي القرية بتربتها الخصبة، ومياهها الوفيرة، وفقاً لإحصائيات سلطات الانتداب البريطاني عام 1945 فإن أراضي القرية كانت موزعة كالتالي:
- 8458 دونم: كانت صالحة للزراعة.
- 983 دونم: كانت مخصصة لزراعة البساتين المروية.
- 750 دونم: كانت مخصصة فقط لأشجار الزيتون.
- 7475 دونم: زُرِعَت بالحبوب.
- 147 دونم: بُنِيَتْ عليها منازل القرية.
- 10893 دونم:كانت أراضي بور (غير مزروعة).
يروي الحاج " أحمد عجاوي" أن الأراضي الزراعية كانت في محيط القرية من الجهات الأربعة، ولم تكن في جهة واحدة، أما البيادر فقد كانت شرقي القرية، ووفقاً لـ عجاوي فإن مساحة هذه البيادر تبلغ حوالي 60 دونم.
ويذكر الحاج عجاوي أهم المحاصيل التي زرعها أهالي القرية، وهي:
- الحبوب: قمح، شعير، ذرة بيضاء، بيقيا، كرسنة وهاتان الأخيرتان هما أعلاف للمواشي.
- البقوليات: الفول، الحمص، الفاصولياء، وغيرها.
- الخضراوات: البندورة، الخيار، الفقوس، الكوسا، الباذنجان، البامية، الثوم، القرنبيط، الملفوف، الفجل، وغيرها.
- الفاكهة: البطيخ بنوعيه الأحمر والأصفر وقد ازداد الاهتمام بزراعة الأخير في السنوات القليلة السابقة للنكبة، هذذا بالإضافة لكروم العنب، التين، السفرجل، وغيره.
- الزيتون: وقد اهتم أهالي القرية بزراعته اهتماماً كبيراً، فكان الزيتون والقمح من أكثر المحاصيل إنتاجاً في قرية علما.
هذه المحاصيل كانت مخصصة بالدرجة الأولى للاستهلاك المحلي، أما الفائض منها فكان يُباع في أسواق مدينة صفد، وفي أحيان كثيرة في سوق بلدة بنت جبيل اللبنانية نظراً لقربها من علما.
التعليم
كانت التعليم في القرية مقتصراً على مدرسة ابتدائية واحدة لتعليم أبناء القرية الذكور حتى الصف الخامس الابتدائي، وقد قصد هذه المدرسة أيضاً تلاميذ من قرية الريحانية.
هذه المدسة كانت تشرف على شؤونها دائرة المعارف التابعة لسلطات الانتداب البريطاني، وتشرف على نفقات المدرسة، وتعين المدراء والمدرسين فيها.
وفي وصف هذه المدرسة، يروي الحاج "أحمد عجاوي" أنها كانت واقعة شرقي البلد قرب البيادر، كانت هذه المدرسة مبنية من الحجارة والطين، وكان فيها خمسة غرف دراسية، بالإضافة لساحة للعب التلاميذ أنثاء الاستراحات، بالإضافة لأرض زراعية تبلغ مساحتها حوالي الدونم، وكان فيها بئر مياه لشرب التلاميذ، هذه الأرض كان يتم تعليم التلاميذ فيها على بعض الأعمال الزراعية.
في السنة الدراسية السابقة للنكبة درست في هذه المدرسة خمس بنات من بنات القرية.
ومن مدراء هذه المدرسة كان الأستاذ: عبد الرحيم الكرمي من طولكرم، ومن المدرسين: الأستاذ عزت قدورة.
المساجد والمقامات
كان في القرية مسجد واحد يتوسط القرية، هذا المسجد كان مبني من الحجارة، وله قبة، كان يتسع لحوالي مئة مصلي.
كان مزوداً بموضئ، وكان بداخله مقام يعرف بمقام الشيخ عيسى.
ومن الشيوخ الذين كانوا أئمة لهذا المسجد هم:
- الشيخ أحمد رفاعي.
- الشيخ سعيد رفاعي.
- الشيخ عبد الحميد وهو سوري الأصل من مدينة حوران وقد بقي إماماً للمسجد حتى احتلال القرية وتهجير سكانها منها.
تربية الحيوانات
اهتم أهالي القرية باقتناء رؤوس الماشية، التي استفادوا من منتوجاتها لتأمين حاجاتهم الاستهلاكية وبيع الفائض منها والاستفادة من ثمنه، ومن مقتنيات أهالي القرية من الماشية كانت:
الأغنام، الماعز، الأبقار، الجوانيس، الدواجن، الخيول.
احتلال القرية
كانت قرية علما من ضمن مجموعة قرى صفدية تم احتلالها في وقت متأخر من حرب عام 1948، وعلى الرغم من ارتكاب مجزرة في قرية الصفاف المجاورة يوم 29 تشرين الأول/ أكتوبر 1948، لكن أبناء علما لم يغادروها، إلى أن دخلت القرية وحدات من اللواء السابع التابع لجيش الاحتلال وأجبروا سكان القرية على مغادرتها، وكان ذلك يوم 30 تشرين الأول 1948ـ أي في اليوم التالي لمجزرة الصفصاف.
وقد نقل المؤرخ "وليد الخالدي" عن المؤرخ "الإسرائيلي" بني موريس أن وزارة شؤون الأقليات في حكومة الاحتلال أدرجت قرية علما، لاحقاً، في جملة القرى التي استسلمت في أثناء العملية ولم تعاقب، ولكن ذلك لم يحدث ودمرت القرية عقب احتلالها بالكامل وطرد أهلها منها، ولم يسمح لهم بالعودة إليها بعد ذلك التاريخ.
القرية اليوم
عقب احتلها للقرية دمرت سلطات الاحتلال منازلها بشكل كامل، واليوم بات الموقع مسيج، و فيه أنقاض منازل قريتنا العربية المدمرة تكسوها الأعشاب الشائكة، ولا يزال هناك حائط حجري مبتور، فيه باب ونافذتان.
أما عن المستعمرات التي أنشأت فوق أراضي القرية، فهي مستعمرة "علما" وقد بنيت على مسافة 500م عن موقع القرية العربية المدمرة باتجاه الشرق، أما عن باقي أراضي القرية فيستغلها المستوطنون في أعمالهم الزراعية.
أهالي القرية اليوم
عقب طردهم من قريتهم لجأ أبناء القرية إلى لبنان، لاحقاً استقر بعضاً منهم في لبنان حتى يومنا هذا، وقسم آخر انتقل إلى سورية ولازالوا يقيمون فيها حتى اليوم آملا بالعودة لقريتهم المحتلة.
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى."بلادنا فلسطين الجزء الأول- القسم الأول". دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص: 161.
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 30- 32- 36- 71- 166- 208- 209- 211- 212- 217- 218- 219- 220- 221- 223- 229- 255.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 336- 337- 338.
- عراف، شكري. "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2004. ص: 475.
- أبو مايلة، يوسف. "القرى المدمرة في فلسطين حتى عام 1952".الجمعية الجغرافية المصرية: القاهرة. 1998. ص: 26.
- "قرى صفد المدمرة". وكالة وفا للأنباء والمعلومات. ب.ت. ص: 48- 49.
- العباسي، مصطفى. "صفد في عهد الانتداب البريطاني 1917-1948". مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت: لبنان. ط2. 2019. ص: 128- 172- 220- 251.
- صايغ، أنيس. "بلدانية فلسطين المحلتة (1948-1967)". منظمة التحرير الفلسطينية- مركز الأبحاث: بيروت. 1968. ص: 213- 214.
- "Reoprt and general abstracts of the census of 1922". Compiled by J.B.Barron.O.B.E, M.C.P: 44.
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 106.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 9.
- "مقابلة تاريخ شفوي للنكبة الفلسطينية مع السيد أحمد عجاوي من قرية علما- صفد- الجزء الأول". الضيف: احمد عجاوي. المحاور: سعيد عجاوي. تاريخ المقابلة: 19-7-2007. دمشق: سورية. تمت مشاهدتها بتاريخ: 15-7-2023 من خلال الرابط التالي: https://youtu.be/_puBACQoJsQ
- "قرية علما- قضاء صفد". موقع فلسطين في الذاكرة. تمت المشاهدة بتاريخ: 16-7-2023 من خلال الرابط التالي: https://www.palestineremembered.com/Safad/Alma/ar/index.html#Statistics