أراضي القرية - المنشية - قضاء عكا

أسماء أراضي المنشية

بالنسبة لأراضي المنشية كات مساحتها 16 الف دونم, كانت مستغلة للزراعة, فقد كانت فيها محطة تجارب زراعية منذ زمن الأتراك تسمى "الدبوية" (الآن كلية الجليل الغربي) وتعني محطة مخازن للجيش التركي ومقر لقائد الجيش التركي لمنطقة عكا. وأيضًا كان هناك بستان للأشجار المثمرة ومحطة تجارب زراعية وكان السكان يعتمدون في معيشتهم على الزراعة والعمل في هذه المحطات في القرية. وقد كانت قرية المنشية تعد قرية زراعية متقدمة بالنسبة لما حولها من القرى العربية في الجليل, وكانت تملك 12 بئرًا ارتوازية.

وفي سنة 1923 وسنة 1939 في أثناء الحرب العالمية الثانية صادر الانتداب البريطاني ما يقرب من عشرة آلاف دونم أقامت عليها مطارًا عسكريًا ومحطة تجارب زراعية.

وحسب ما ورد في كتاب أخاديد في الذاكرة للمرحوم محمود ابو شنب/ابو رياض" وهو من أهالي المنشية:

إن عبد الغني القوتلي (زعيم سوري وهو والد شكري القوتلي احد رؤساء الجمهورية السورية سابقًا) أهداه الباب العالي في اسطنبول 13 الف دونم من أراضي قريتكم التي تبلغ مساحتها (18 ألف دونم), كما أن أحمد باشا شمعة (سوري أيضًا) اشترى من وكيل الباب العالي ستة آلاف دونم. الأرض المتبقية من أراضي قريتكم. ولكن عبد الغني القوتلي لم يسجل الأرض باسمه لسبب ما, وربما كان قد توفي قبل أن يفعل ذلك ولسبب ما ايضًا قام احمد شمعة بتسجيل الأرض التي اشتراها على اسمه في حينه. واتضح بعد الاحتلال البريطاني لفلسطين إن عائلة الشمعة إما انها كانت مدينة لعائلة صباغ من صفد, وإما انها لم تدفع "الويركو" (ضريبة الأرض) عن الأرض, ولذلك صادرت سلطات الانتداب الأرض وعرضتها بالمزاد العلني, ولأن القسم الأكبر من الأرض التي يملكها القوتلي لم تكن مسجلة باسمه, لم تعترف بريطانيا بملكيته لها, وقامت بعرض الأرض كلها للبيع, خصوصًا وأن الشمعة لم يكن يعرف بالضبط موقع الأرض خاصته والتي اشتراها أفراد يهود لحساب الوكالة اليهودية.

ولكن هناك أمران ثابتان: الأول انه لا عائلة القوتلي ولا عائلة الشمعة كانتا تعرفان مواقع أراضيها فضلاً عن أن عائلة القوتلي لم تملك أي مستند يثبت ملكيتها للأرض غير المسجلة باسمها, ولأن حكومة الانتداب البريطاني كانت معينة بإعطاء الأرض لليهود, خصوصًا وأن الأفراد اليهود الذين اشتروا قسمًا من أراضي شمعة ما كانوا بدورهم يعرفون موقع الأرض التي اشتروها باسم الوكالة اليهودية, وانها ادعت الوكالة ملكية كل الأرض عندما اتضح لها أن الباقي لم يسجل باسم أحد, ورفعت قضية تطالب فيها ما تدعي انه حقها - ولكن السيد محمود خليل حمدو/ابو احمد يقول ان اراضي المنشية مساحتها تبلغ 16 الف دونم, اليهود تملكوا منها عن طريق عائلة الشمعة (سوريا) 4 ألف دونم, بيعت بالمزاد العلني اشتراها يهودي يدعى (يوسف ليفي), واشترى عبد الغني القوتلي (والد شكري القوتلي احد رؤساء سوريا سابقًا) 12 ألف دونم من الباب العالي زمن الأتراك. لكن محكمة العدل العليا أبطلت ادعاء القوتلي بأن الأرض ملكه لأنه لم يكن بحوزته طابو يثبت ملكيته للأرض, وكان ذلك سنة 1942 وأراضي المنشية تمتد من الجنوب حتى بساتين العجم (الآن هوم سنتر فهي من أراضي المنشية). والسيد ابو احمد حمدو استطاع استرداد حوالي (64 دونم) ومنذ سنة 1952 وهو في صراع مع المؤسسات الرسمية لاسترداد ما تبقى من أراضيه التي تبلغ 240 دونمًا والأرض التي بحوزته الآن مزروعة أشجار زيتون.

وما زال يحتفظ بخرائط لقريته وأوراق طابو أراضي عائلته وهو العربي الوحيد في فلسطين الذي ما زال يعمل وبدون ملل على استرداد أراضي العائلة, على الرغم من انه مقعد وعلى كرسي عجلات وصحته لا تسمح بذلك ولكنه ما شاء الله يتمتع بذاكرة طيبة يحسد عليها. ولم يتوانَ ولم يكل في المطالبة بحقه كما يقول وان الحق يؤخذ ولا يعطى. وقامت شركة أراضي اسرائيل (كيرين كييمت) بشراء جميع أراضي المنشية.

المرجع

مجلة أسوار العكية