معلومات عامة عن كويكات - قضاء عكا
معلومات عامة عن قرية كويكات
قرية فلسطينية مزالة، كانت قائمة على تل صخري في الطرف الشرقي لسهل عكا، شمال شرقي مدينة عكا، وعلى مسافة 9 كم عنها، بارتفاع لايزيد عن 55 م عن ستوى سطح البحر.
قُدِرَت مساحة أراضي القرية بـ 4733 دونم، شغلت أبنية ومنازل القرية مساحة 26 دونم من مجمل تلك المساحة.
احتلت كويكات على يد قوة عسكرية ضمت جنود من لوائي كرملي وشيفع وذلك في سياق عملية "دكال" يوم 10 تموز/ يوليو 1948.
الحدود
كانت كويكات تتوسط القرى والبلدات التالية:
- قرية عمقا شمالاً ومن الشمال الشرقي.
- قرية يركا شرقاً.
- قرية أبو سنان من الجنوب الشرقي.
- قرية كفر ياسيف جنوباً.
- قرية السميرية غرباً.
- وقرية الشيخ دنون من الشمال الغربي.
مصادر المياه
العين أو الحنّانة:
تقع في الطرف الجنوبي الغربي للقرية، وهي عين تعود الى حقب تاريخية قديمة . يصل عمقها الى مائة متر، كان الاهالي يستقون منها بواسطة الدلو، وبناء على طلبهم ، صنع أحد الاخصّائيين من عكا قساطل ركبها أحد أبناء القرية في العين ،وجعل لها مُحرّكاَ في أعلاه ، يُدار بواسطة الدّواب. والى جانبها بنوا خزانا للمياه ، وزوّدوه بحنفيات لتسهيل جلب الماء الى البيوت .
سبب التسمية
تقول الرواية الشفوية أن هذا الاسم (كويكات) هو الاسم الموروث عن الآباء والأجداد ، وجاء في الوثائق العثمانية مثل الدفاترا لمفصلة أن كويكات هو الاسم نفسه منذ منتصف القرن السادس عشر الميلادي أما في فترة الحروب الصليبية كان يطلق عليها اسم (Coket) .
أراضي القرية
الأراضي
كانت مساحة أراضي الكويكات قبل عام النكبة تقدر بـ 4.723 دونما منها:
65 دونما للطرق والأودية ، لم يملك الصهيونيون فيها شيئا. وتعد أراضي كويكات من أخصب الأراضي في ألمنطقة ومعظمها صالحة للزراعة لا سيما زراعة الحبوب والزيتون والبطيخ.
قُدّرتْ مساحة الأراضي المغروسة باشجار الزيتون في أواخر عهد الانتداب البريطاني نحو 500 دونم . إضافة للزراعة اهتم السكان أيضا بتربية المواشي والدّواجن وصناعة منتجات الألبان وزيت الزيتون.
النّمو السّكّاني:
بلغ عدد سكان قرية كويكات حسب الاحصاء البريطاني عام 1922 نحو 604 نسمة . وفي عام 1931 بلغ عددهم 789 نسمة ، كانوا يقيمون في 163 بيتا ، ثم ارتفع عددهم حسب إحصاء عام 1945 ليصل الى 1.050 نسمة . أما مساحة القرية فقد كانت في أواخر العهد العثماني ما يقارب ال16 دونما ، ازدادت فيما بعد لتصل الى 26 دونما وذلك نتيجة توسّع نسبة البناء فيها .
معالم القرية
الخان
يعرف( بخان كوكو) ، يقع في وسط القرية. له فناء واسع وباب كبير يغلق ليلا . أغلب الظن أن الخان أنشئ إبان الحكم العثماني لتوفير المأوى للتجار والمسافرين القادمين من أماكن بعيدة والذين كانوا ينزلون القرية قبل وصولهم مدينة عكا .
مقام القرشي /قبر القرشي :
قبر قديم يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من القرية ويعرف بقبر الشيخ أبو محمد القريشي، وهو أحد الدّعاة الذين سكنوا في القرية ، ولما مات دفن فيها . كان مزارا لأهالي القرية قبل النكبة، حيث كانوا يزورونه ويضعون على قبره اقمشة تستعمل ستائرة للزائرين/ات.
المختار والمخترة
مخاتير القرية
كان في الغالب في قرية كويكات مختاران مختار أول ومختار ثان ووظيفة المختار استحدثت في نهاية الدولة العثمانية وكان المختار ينتخب من قبل أهالي القرية أو بموافقة الحمايل وكان مختاري القرية قبل النكبة كل من :
1ـ سليم الغضبان .
2ـ خليل إبراهيم العلي .
المضافة أو الديوان
كان للقرية قديما ديوان واحد بكل حمايل وعائلات القرية وكان مقره المسجد أو غرفة صغيرة بجانب المسجد وهو المكان الذي يجتمع فيه رجالات القرية والديوان هو أيضاً لاستقبال الضيوف وابن السبيل وفي فترة الانتداب البريطاني كثرت وكبرت حمائل وعائلات القرية فأصبح لكل حامولة مضافة وبيت المختار مضافة وكان في كويكات قبل النكبة حوالي سبعة مضافات .
السكان
عدد السكان والبيوت المعمورة
على الرغم منى قلة المصادر والبحث المتواصل في الملفات والوثائق العثمانية القديمة حول عدد السكان والبيوت المعمورة لكننا لم نتوصل إلى شيء يشفي الغليل لكن كنا وجدنا وثيقة مهمة في منتصف القرن السادس عشر الميلادي والتي سنتحدث عنها لاحقاً تفيد أن عدد البيوت المعمورة هي (14) بيت واتفق المؤرخون والباحثون أن معدل عدد سكان البيت المعمور من خمسة أنفار إلى سبعة أي أن عددهم أقل من (100) نسمة وفي نهاية العهد العثماني قدر عدد السكان (300) نسمة وفي عام 1922م اثناء الإحتلال البريطاني وصل عددهم إلى (604) نسمات وفي أثناء الإنتداب البريطاني عام 1931م وصلوا إلى (789) نسمة منهم (408) ذكور و(381) أنثى ولهم (163) بيت معمور ، أما في عام النكبة 1948م فكان عددهم قد وصل إلى (1218) نسمة ولهم (251) بيت معمور ، ووفق التقديرات لعدد اللاجئين من أهالي كويكات عام 1998م كانوا (7480) نسمة أما أسماء المسجلون في وكالة الغوث أيضاً في عام 1998م كانوا (5938) نسمة واللاجئون المسجلون من قرية كويكات عام 2008م (7612) نسمة ومجموع أهالي كويكات من نفس السنة 2008م حسب التقدير هم (10113) نسمة .
عائلات القرية وعشائرها
من عائلات القرية:
سنونو ، يحيى ، حسن (العلي) ، الغضبان ، أبو قاسم ، عجمي (ايراني) ، شحادة ، نصار ، اسكندر، أبو قاسم ، البيتم ، الجشي ، برقجي ، الحيش ، درويش ، الخطيب ، اليمني ، ذياب ، عطعوط ، صنوبر ، عبد اللطيف ، عوض ، قاسم نصري ، المصالحة ، الهابط ، عبد الرازق ، السعيد ، الشولي ، عرعور ، عمقاوي ، حمادة ، مغرة ، كرم ، اسماعيل.
الاستيطان في القرية
في كانون الثاني يناير 1949 تم إنشاء كيبوتس هبونيم على أراضي القرية قرب موقعها وفي وقت لاحق أعيدت تسميته فأصبح يعرف باسم بيت هعيمك (163164) وكان سكان هذا الكيبوتس من المهاجرين اليهود الذين أتوا من إنكلترا وهنغاريا وهولندا.
الحياة الاقتصادية
الحياة الإقتصادية
أعتمد أهالي كويكات في حياتهم الإقتصادية على الزراعة بالدرجة الأولى ثم على تربية المواشي والأبقار ، وكان أهالي القرية يعتمدون على الزراعة الصيفية والشتوية بالإضافة إلى بعض المقاثي ، فمن محاصيلها الشتوية القمح والشعير والقطاني وأما المحاصيل الصيفية فأهمها الذرة البيضاء وأهتم أهلها بزراعة المقاثي البعلية مثل البندورة والبامية والخيار والبصل والبطيخ والشمام والفقوس وبالرغم من قلة العيون لري الأراضي إلا أن كمية الأمطار التي كانت تهطل سنوياً كانت تكفي المزارع وكانت الأرض منتجة وأهل القرية متعاونين وكان في القرية بيارة للحمضيات وفي القرية كثير من كروم التين والعنب والزيتون والتفاح واللوزيات ... إلخ .
تفاصيل أخرى
رحلة البحث عن جفرا...
مقتطفات من تقرير فاطمة عبد الرحمن، الجزيرة توك
2 كانون الثاني 2008
ولدت الـ"جفرا" في قرية كويكات، كانت الـ"جفرا" وحيدة أبويها فلا إخوة لها ولا أخوات، ولم تتلق التعليم، في حين كان أولاد القرية الذكور يتلقون التعليم في مدرسة كفرياسيف القريبة من القرية.
"الجفرا" لم يكن اسما بطبيعة الحال، وإنما لقب أطلقه الشاعر أحمد عبد العزيز علي الحسن (1915) عليها تشبيهاً لها بابنة الشاة الممتلئة الجسم. وقد عرف الشاعر بين أبناء القرية باسم أحمد عزيز وهو من الثوار الذين شاركوا في وقعة البروة عام 1936.
أما اسم الجفرا الحقيقي فهو رفيقة نايف نمر الحسن (1923) من عائلة الحسن وأمها شفيقة إسماعيل. كانت سمراء اللون، ذات ملامح ناعمة، وكانت أمها خياطة تهتم بابنتها الوحيدة وتحرص عليها وتعززها وتكرمها وتظهرها بأجمل حلة. وكان أحمد عزيز ابن عمها مفتول العضلات ويحترف قول العتابا والزجل، تقدم لخطبتها وتمت الموافقة وتزوجا فعلا وهي في سن الـ16 تقريبا. أما أحمد عزيز فكان في حوالي الـ20 من عمره.
وأعراسنا كانت كسائر أعراس الفلاحين في فلسطين، يعزف فيها المجوز والشبّابة والدربكة،
وكان الأهالي يرقصون الدبكة نساءً ورجالا.
لم يوفقا في زواجهما، وأرادت أمها أن يتم الطلاق وطلقت فعلا ولم يستمر زواجهما سوى
أسبوع واحد، ولم يكن الطلاق أمرا سهلا فقد قامت بالهرب، وهو قام بملاحقتها حتى استقرت
في بيت أهلها. جرت محاولات لإرجاع الجفرا لبيت زوجها إلا أنها رفضت ذلك.
بعد ذلك بفترة تزوجت الجفرا من إبن خالتها محمد إبراهيم العبد الله. وعندما قطع أحمد عزيز أي أمل في رجوع جفرا إليه شعر بمرارة شديدة لحبه الشديد لها.
وكان أهالي القرية يمرون أمام بيت الجفرا لأنه يطل على الطريق المؤدية لعين الماء، وكانت هي أيضا تخرج مع الأهالي متوجهة للعين، فكان يقول فيها شعرا كلما رآها وهي في طريقها للسقاية
من عين الماء، حاملة جرة من فخار :
جفرا يا هالرّبع نزلت على العين، جرّتها فضّة وذهب وحملتها للزين
جفرا يا هالرّبع ريتك تقبرينــي، وتدعسي على قبري يطلع ميرامية
وقد رُزقت الجفرا في فلسطين وبعد زواجها من ابن خالتها بابن اسمه سامي وبنت اسمها معلا. أما أحمد عزيز فقد استمر بالتشبيب بالجفرا في قصائده وعتاباه، وجمعها في كتاب أسماه
كتاب الجفرا، وقد لقب الشاعر نفسه بـ "راعي الجفرا"، وذكر الشاعر عز الدين المناصرة بأن الأغنية ولدت حوالي عام 1939، وأصبحت نمطا غنائيا مستقلا في الأربعينيات، وانتشرت في كافة أنحاء فلسطين ثم وصلت بعد عام 1948 إلى الأردن ولبنان وسوريا. ويقول الحاج عبد المجيد العلي في كتابه عن قرية كويكات : كان موقع أبوعلي (أحمد عزيز) في أول الصف روّاسًا على تقسيمات الشبابة، ونقتطف من بستانه جفرا ويا هالرّبع بعض المقاطع:
جفرا ويـا هالرّبـــع بتصيح يـا أعمامي
ما باخـــذ بنيّكــم لو تطحـنوا عظامي
وان كان الجيزه غصب بالشـرع الإسلامـي
لرمي حالي في البـحر للسمـك في المــيه
تمنيت حـالي أكــون ضابـط بالوظــيفة
لأعمل عليـها حـرس مع وقـف الدورية
وقعّد لــها خــدام حتى تـظل نظيفة
يظلوا يخــدموا فيها في الصبح وعشـية
(قارئ الأبيات الأخيرة يلاحظ بأن الشاعر "أحمد عزيز" يغني على لسان الجفرا التي رفضته
زوجا، ثم على لسانه وهو يصف حبه لها(.
في عام النكبة هجّرت جفرا وأهلها في رحلة طويلة وشاقة كسائر أبناء وبنات القرية الى لبنان، حيث وصل معظم لاجئي القرية إلى بيروت وأقاموا في مخيم برج البراجنة، ومنهم من لجأوا إلى مخيمات أخرى كالراشدية وعين الحلوة.
عاشت الجفرا في مخيم برج البراجنة، وعملت في الخياطة والتطريز كأمها. وقد رزقت هناك بخمسة أبناء: كامل، عاهد، خليل، صائب، مايز، منهم من ترك لبنان ليعيش في كندا وأمريكا الشمالية. توفي زوجها محمد إبراهيم العبد الله قبل ما يقارب 3 سنوات. وتوفيت هي في 10-1-2007 ودفنت في مخيم برج البراجنة في بيروت حيث كتب على قبرها "أم كامل الجفرا"
أما عبد العزيز فقد لجاً الى مخيم عين الحلوة وتوفي في عام 1987 في منطقة الناعمة، بعد انتقال حرب المخيمات إلى عين الحلوة.
توفي "راعي جفرا"، لكن جفراهُ ما تزال تلهٍم الشّعراء والزجّالين إلى يومنا هذا، وتشهد منتديات الزجل الإنترنتية محاورات يوميّة بين محترفي وهواة الزجل في موضوع الجفرا.
ولقد تطوّرت هذه الأغنية كمثيلاتها من الأغاني الشعبية الفلسطينيّة وشهدت تحوّلا كبيرا في مواضيعها لأسباب عديدة، أهمّها على الإطلاق التوازي مع تطوّر القضيّة الفلسطينيّة وتوالي ثوراتها قبل النكبة وبعدها، ولم تعد الجفرا مجرّد امراة جميلة، بل صار تمثل الأرض، المقاومة، الأمل والعودة.
الثروة الزراعية
الثروة الحيوانية
إلى جانب اعتماد أهالي كويكات على الثروة الزراعة اعتمدوا على الثروة الحيوانية في تيسير أمورهم حياتهم اليومية ، حيث كان لكل بيت من بيوت كويكات نصيب من هذه الحيوانات الداجنة خصوصاً الأبقار والمواشي والجمال والبغال والخيل والحمير ، وكانت تستعمل الأبقار والبغال للحراثة أما الطيور فكل بيوت القرية كانت تهتم بتربية الدجاج والحمام .
التعليم
المدرسة وصف الكتاب
قبل افتتاح المدرسة في القرية كان الأهالي يذهبون بأبنائهم إلى شيخ القرية من أجل العلم وكثير من كبار السن في كويكات يلمون بالقراءة والكتابة وأفتتحت المدرسة عام 1935م وفيها حتى الصف الرابع ومن يريد التعليم العالي يذهب إلى قرية كفر ياسيف لقربها من القرية وبها حتى الصف السابع ثم ينطلق إلى مدينة عكا لينهل العلم من مدارسها وللمدرسة ملعب وساحة واسعة مزروعة وكثير من أراضي المدرسة مشجرة ولها بستان ومن مدرسي المدرسة :
1ـ الاستاذ محمد سمارة .
2ـ الاستاذ نجيب الخضر .
3ـ الاستاذ محمد جوهر .
4ـ وكان أول مدرس للمدرسة الاستاذ رفعت نيازي.
شهداء من القرية
من شهداء معركة كويكات:
أحمد عبد اللطيف
حسين علي بدران
حمد محمد حسين
صالح احمد سنونو
علي محمد البيتم
محمد صالح اسكندر
محمد خليل عطعوط
أبو علي الصفدي، وكان يعمل معماريا في القرية وهو الذي بنى الجامع.
ذيب مزيان من قرية سعسع، كان ماراًً بالقرية.
احتلال القرية
احتلال القرية وتهجير سكانها
إن اليهود مع بداية عام 1948م قاموا بأكثر من هجوم على قرية كويكات وأكثرها شدة أيام 18و19/1/1948م لكن باء بالفشل وبعد هذا الهجوم وهذه المعركة بدأ أهالي كويكات بشراء السلاح والذخيرة بكل الأثمان ومعظمهم باعوا القمح والشعير والبعض باع الأغنام والأبقار وآخرون باعوا ذهب نسائهم ، وأشتروا البنادق والذخيرة حتى أصبح لكل عائلة أو كل حوش فيه من يدافع عن منطقته وطبعاً كان هذا السلاح من أجل الصمود وفعلاً صمد أهالي كويكات ، وكان أهالي كويكات شديدوا التعلق بأرضهم التي كانت تعطيهم دون حدود ، لذا لم يبخلوا بالتضحية بالدفاع عنها بكل أمكانياتهم التي بين أيديهم واستمر أهالي القرية صامدين وعندهم فصيل كامل من أهالي القرية يحارب عنها ، لكن بعد خروج جيش الانتداب البريطاني ظهرت الدبابات والمدافع حتى الطائرات مع القوات الاسرائيلية وحدث هجوم كبير على كويكات في 11/6/1948م قبل أن تبدأ الهدنة الأولى وصد أبناء القرية الهجوم ويقول المؤرخ الإسرائيلي بني موريس أن وحدات الجيش الإسرائيلي التابعة للواءي شيفع السابع وكرملي ويستشهد أيضاً موريس بقائد سرية من الكتيبة (21) شارك في الهجوم على قرية كويكات أن سريته قامت بقصف القرية بالمدافع والرشاشات الذي سبق احتلالها وصمد أهالي كويكات حتى آخر رصاصة معهم ماذا تفعل البنادق أمام المدافع والرشاشات لقد تم تدمير عدد من المنازل واستشهاد عدد من اهالي القرية وإصابة آخرون ، مما أدى إلى نزوح أهالي القرية إلى القرى المجاورة ثم نزحت هذه القرى إلى جنوب لبنان في حسرة ولوعة تاركين أعز ما يملكون الأرض وذلك بتاريخ 10/تموز/1948م تائهين في العراء لا حول لهم ولا قوة يفترشون الأرض ويلتحفون السماء إنها نكبة .
عمليّة ديكل وسقوط القرية :
احتل الجيش الإسرائيلي خلال عمليّة "ديكل" أجزاء شاسعة من الجليل الغربي والجليل الأسفل. كان هدف االعملية الأساسي الهجوم على قوات القاوقجي وضربها في قواعدها.
كانت العمليّة العسكرية ما بين التاسع والثامن عشر من تموز 1948 ، قامت بها ألوية شيفع ، كرملي وغولاني. دارت المعارك ضمن ما سُمي لاحقا بمعارك "الأيام ألعشرة التي احتُلت أثناءها مناطق واسعة من أراضي الجليل.
بدأت المرحلة الأولى من حملة " ديكيل" مابين بين 8-14 تموز، تحرك خلالها ، لواء شيفع(7) وكتيبة 21 التابعة للواء "كرميلي" شرقا، من منطقة عكا ونهريا باتّجاه منحدرات جبال الجليل الغربي. احتلت تلك القوات قرى عمقا، الكويكات، كفر ياسيف، أبو سنان، جولس والمكر، ثم اتجهت جنوبا لتحتل قرية عبلين ومدينة شفاعمرو.
التراث الشعبي في القرية
الكويكات في الأدب الشعبيّ
عهد الأدب الشعبي الفلسطيني شخصية لمرأة عهدت باسم جفرا وقيلت بها الكثير من المواويل والأغاني، ينطق حتى الاسم جفرا هواسم مستعار لفتاة فلسطينية من قرية الكويكات واسمها الأصلي رفيقة نايفة حمادة التي رفضت الزواج من ابن عمتها أحمد عزيز علي حسن، فأصبح يكنّيها بقصائده باسم "جفرا أي الظبي الصغير، وينطق أنهما تزوجا عملا ولكنهم انفصلا فيما بعد فخط عنها هذه القصائد. توفي أحمد 1987 أما رفيقة فتوفت عام 2007.
روايات أهل القرية
شهادات حيّة :
أنا أول ما بسمع كلمة كويكات قلبي بفتّح
نهيل نمر عرسان عيد من مواليد قرية كويكات (1933) وتسكن حالياً في مخيم النّيرب في سوريا. عندما سئلت عن كويكات أجابت بلهفة:
بتذكرها بالشبر من كل الجهات، من أول البلد، من أول الشارع، من عند العين وبتدخل لنص البلد ، هذا الشارع مبلّط بلاط أحمر صغير. بتذكر دكان لطفي العجمي ودكان علي العمقاوي ودكان أبو خليل الخطيب، وبأول الشارع دكان أحمد عزيز (أبو الجفرا) ابن عم أمّي وكان معروف كتير، هو اللي كان يكتب ويغني للجفرا.
مقابيله كان ديوان سليم الغضبان مختار البلد وعنده دكان جنب الديوان. كان بكويكات مختار تاني اسمه خليل إبراهيم العلي ، وهادا زوج خالتي ابن عم أمي. أنا أول ما بسمع كلمة كويكات قلبي بفتح.
قالوا الثوار اللي بسلّم البلد خاين.
يقول قاسم نصرة ( يسكن المزرعة ، مواليد الكويكات1913 ): كان في جنرال انجليزي ساكن بالمزرعة، كان عنده قصر، أجا وطلب من أهل االبلد تسلم على عاتقه ووعد انه مش راح
يصير اشي علينا، بس الشباب الثوار بالبلد قالوا اللي بسلّم خاين، دخلوا على البلد بالليل، الحرس حسّ عليهم وصار يطخ. الجيش حوّط البلد، وتركها مفتوحة من الشرق حتى تطلع
الناس، وصاروا يضربوا علينا بالمدافع. وهيك طلعت الناس قبل ما توصل اليهود البلد.
بعد ما طلعنا من كويكات، صارت النسوان ترجع على البلد حتى تجيب قمح وأكل من أرضها، الجنود قتلوا ثلاث نسوان، منهم هند يحيى اللي رجعت بالليل حتى تجيب قمح، شافها الغفر وقتلها، وفي كمان وحده ماتت اسمها قطف من دار نصرة، طخّوها بالسهل. الزّلام ما كانت تسترجي تروح، وكانوا يبعتوا نسوانهم.
خِفت على ولادي من القصف وحطّّيتهن بقلب الصندوق وغطّّيت عليهِن
حول رحيله حدثنا علي إبريق أبو حسين (1920) وزوجته فاطمة إبريق:
كنت اشتغل بمصنع الشُحّاط بعكا، إشتغلت فيه 13 سنه، وبِديَت المشاكل، وراحت عكا وراحت حيفا وراها، الناس خافت وانهزمت، وإذا بقينا بالبلاد بقتلونا ... قاطعت أم حسين جوزها وقالت: اجت الحرب علينا من ناحية نهريا، وصاروا يضربوا قنابل لتخويفنا وبطّلنا نشوف قدّامنا، ولما شفت الحرب بدها تدور... كان عندي ولدين، حسين عمره (أربع سنين) وحسن عمره (سنه ونُص)، ما خفت على حالي، خِفت على ولادي من القصف، قلت : وين أروح فيهن!! وين بَدي اخبيهن!! .. قلت لنفسي: أحُطهِن عالسِّده!! بس وان هبطت السِدّه!! قلت: أحُطهِن تحت السدّه! نفس المشكلة ممكن السدة تهبط عليهن!!.
كان في صندوق خشب، حطّيت الأولاد بقلب الصندوق وغطّيت عليهِن، قام حسين فَزّ من الصندوق وقال:
خنقتينا يمّا.
سكتت أم حسين شوي وقالت: يا ويلي شو عملوا فينا. الحمد لله على كِتبِتْ الله. ناديت على أبو حسين وقلت له إحمل أنت حسين واطلع غربي البلد دَخلك هِجّ فيه، وأنا بحمِل حسن وبَلحَقك. مشيت وشلِحت الحطة البيضة أحسن من بياض الحطة بشوفوني ويطخّوا علي، ومن كثر الضرب هجّينا من كويكات على أبوسنان .
أهالي القرية اليوم
بعد ما حل بأهالي كويكات وما أصابهم من ظلم وبطش وتطهير عرقي اصبحوا هائمين غارقين في الحيرة وأصبحوا موزعين في مخيمات لبنان وسوريا واليوم هم موزعون في الدول العربية والاوروبية والأمريكيتين وأفريقيا واستراليا من أجل لقمة العيش وعلى أمل العودة إلى قريتهم الحبيبة كويكات .
القرية اليوم
موقع قرية كويكات مغطى بنبات الصبر وبقايا اشجار من تين ولوز وزيتون وثمة بقايا بعض ما تبقى من بيوت القرية أما المقبرة فهي ظاهرة ومسيجة ، وتظهر القبور وشواهدها واضحة وكذلك مقام الشيخ القرشي وما زال قائماً وقد زرعت في أماكن كثيرة أشجار حرجية أهمها غابة الصنوبر والكينا .
الباحث والمراجع
المراجع
1- الباحث والمؤرخ عباس نمر http://www.abbasnimer.com/
2- شبكة الذاكرة الفلسطينية https://alzakera.yoo7.com/
3- موقع عرب 48 www.arab48.com
4- موقع ذاكروت https://www.zochrot.org/. Read more at: https://palqura.com/village/459/67