التعليم - السافرية - قضاء يافا

السافرية مركز العلماء

كانت البلدة مسكونة في العهد الروماني، وتابعة لمقاطعة اللد. فلما فتحها العرب سكنوا فيها. في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز توفي فيها الفقيه والمحدث هانئ بن كلثوم بن عبد الله بن شريك بن صمصم الكندي، ويقال الكناني الفلسطيني. يروى أنه عرضت علية إمرة فلسطين بعربها وعجمها، فامتنع لورعه فلا عجب أن لقب بالعابد الزاهد.2 وينسب إلى السافرية أبو الحسن حميد بن عياش السافري وهو من أصحاب الحديث في القرن الثالث الهجري وقد وصف بأنه صدوق.3

في العهد العثماني كان في السافرية كُتّاب يتعلم الصبية فيه القراءة والكتابة والقرآن الكريم. وقد بقي هذا الكتّاب مرحلة أولية تسبق الانتقال إلى المكتب وهو اسم المدرسة الابتدائية التي افتتحتها الدولة العثمانية في القرية. في سنة 1327 هجرية/ 1909 ميلادية كان يدير هذا المكتب الشيخ سعيد أفندي الخليل، كما يشير إلى ذلك أحد سجلات المحكمة الشرعية في يافا. 13

يبدو أن الكُتّاب كان في جامع القرية. يقول المختار هاشم راجحة: "أول من بدأ من المعلمين في السافرية شكيب الشرابي وكان معلمًا في المسجد (الجامع) وطعامه على حساب أهل البلد دوريًا بواسطة ناطور البلد..."، وكان الشرابي أفنديًا وليس شيخًا معممًا.. ومن بعده جاء محمد العنابي من عنابة اللد.. إلى أن جاء الإنكليز .14

في سنة 1920 استجاب القائمقام لطلب أهالي السافرية بافتتاح مدرسة رسمية للبنين في القرية. بدأت بمعلم واحد، ثم أخذت تتقدم حتى أصبحت سنة 1926 للصف الرابع الابتدائي في أربع غرف تتوسطها غرفة للمعلمين.15 في العام الدراسي 1945-1946 أصبحت ابتدائية كاملة حتى الصف السابع. بلغ عدد تلاميذ المدرسة في تلك السنة 348 طالبًا، يعلمهم 8 معلمين وتدفع القرية رواتب اثنين منهم، وللمدرسة مكتبة تضم عشرات الكتب، وأرض زراعية يستفاد منها في تعليم الزراعة العملية.16

من الذين أداروا هذه المدرسة كان الأستاذ أنيس مكي من قرية الجورة، وكان آخرهم الأستاذ عبد الجبار أحمد شهاب من عنبتا، الذي بقي في القرية حتى عام النكبة ورافق أهل القرية عند نزوحهم، وهو خريج كلية خضوري.

ومن الأساتذة الذين درسوا في هذه المدرسة نذكر:

1. أسعد عمرو من الخليل نائبًا للمدير

2. حازم اللبابيدي من غزة

3. جمال عنبتاوي من عنبتا

4. سعيد النجمي من يازور

5. فوزي طهبوب من الخليل

6. عبد الغفور أبو حاشية من سلمة17

في عام 1946 تأسست في السافرية مدرسة للبنات. بلغ عدد طالباتها 45 طالبة تعلمهن معلمة واحدة.18

كان الذين يريدون إكمال دراستهم يذهبون إلى اللد والرملة. من الجدير بالذكر أن ثلث رجال القرية كانوا يلمون بالقراءة والكتابة وهي نسبة عالية في تلك الأيام.19