- معلومات عامة عن قرية السافرية
- الموقع والمساحة
- مصادر المياه
- سبب التسمية
- أراضي القرية
- المختار والمخترة
- الآثار
- السكان
- عائلات القرية وعشائرها
- الاستيطان في القرية
- الثروة الزراعية
- تفاصيل أخرى
- المأذون الشرعي في القرية
- الرياضة والألعاب في القرية
- التعليم
- الطرق والمواصلات
- عقود زواج وبيع ..
- التاريخ النضالي والفدائيون
- شهداء من القرية
- احتلال القرية
- أعلام من القرية
- الباحث والمراجع
خارطة المدن الفلسطينية
اشترك بالقائمة البريدية
معلومات عامة عن قرية السافرية
التاريخ النضالي والفدائيون - السافرية - قضاء يافا
السافرية في ثورة 1936-1939
في 20 نيسان/ أبريل 1936 أعلن العرب الإضراب العام مطالبين بوقف الهجرة اليهودية ومنع انتقال الأراضي لليهود وإنشاء حكومة وطنية. وكانت الأعمال العدائية بين اليهود والعرب قد بدأت من قبل، وسرعان ما اندلعت الثورة ضد سلطات الانتداب البريطاني. استمر الإضراب مدة ستة أشهر وتأججت الثورة المسلحة فشملت جميع المدن والقرى في فلسطين.23
في السافرية تشكل فصيل من الثوار يقوده محمد أبو الشيخ، ومعهم جماعة من اليمانيين وشخص يدعى موسى الأردني. جميع هؤلاء كانوا يتبعون لقائد المنطقة الوسطى المجاهد حسن سلامة، وهو من قولة في لواء اللد. قام هذا الفصيل مع ثوار اللد بعدة هجمات ضد الإنكليز، وبخاصة على القطارات المارة بين اللد ويافا مرورًا بالسافرية، حيث كانوا يتلفون خط سكة الحديد مرات عدة ابتداء من وضع الأسافين بين الفواصل ونزع أحد القضبان، وانتهاءً بوضع الألغام تحت القطارات، ولما أخذ الإنكليز يرسلون قاطرة استكشاف (تروللي) تسبق القطار كانوا يمطرونها بوابل الرصاص فتسرع وتنقلب.24
في 18 حزيران/ يونيو 1936 انتزع الثوار أحد قضبان سكة الحديد بين اللد والسافرية فانقلب قطار يحمل بضائع مؤلف من ست عربات. وقد أصيب برضوض سائقه اليهودي الآدون ليبا ومساعده العبد محمد بوادي وهو من السافرية. وأشار مراسل جريدة فلسطين الذي زار المكان إلى أن هذا الحادث هو الأول من نوعه في البلاد، وأن الخسائر فادحة، وكان الثوار قد أمطروا القطار بوابل من الرصاص. أما مراسل جريدة "الدفاع، فذكر أن قوات كبيرة من الجند حضرت إلى المكان، وأن البوليس بدأ بتفتيش قرية السافرية بحثًا عن آلات تستخدم لنزع البراغي ولا يعلم ما النتيجة.25
في 27 حزيران/ يونيو 1936 وقف قطار أمام قرية السافرية، ففتح حراسه النار على عليان البنا فأصابوه برجله، فلما هب ولداه محمد وحسني لمساعدته أطلقوا عليهما النار ونجيا بأعجوبة.26
منذ أواخر شهر تموز/ يوليو 1936 بدأت عمليات الثوار تتزايد ضد القطارات المارة بين اللد والسافرية، حيث استخدم الثوار القنابل اليدوية والألغام. ويبدو أن لدخول فوزي القاوقجي، إلى فلسطين تأثير في ذلك. في 3 أيلول/ سبتمبر 1936 خرجت عربة "تروللي" عسكرية عن الخط بين السافرية وبيت دجن بعد أن هاجمها الثوار وأمطروها وابلاً من الرصاص وقذفوها بعدة قنابل، فضاعف الحرس سرعة "التروللي"، وأخذ يطلق الرصاص من المدافع الرشاشة الموجودة فيها، ولما ابتعدت عن مكمن الثوار خرجت "التروللي" عن الخط بالنظر لسرعتها الزائدة، وأصيبت عجلاتها الأمامية بضرر بليغ، وقد حضرت إلى مكان الحادث قوة كبيرة من الجند والبوليس. 27 وقد جاء أحد أهالي السافرية إلى مقر صحيفة "الجامعة الإسلامية" في يافا، فذكر أن عربة "التروللي" العسكرية عندما مرت في قرية السافرية واصلت إطلاق النار من المدافع الرشاشة بكثرة على القرية بلا سبب، فأصاب الرصاص جدرانها ونوافذها وأزعج سكانها. 28 لم يمر سوى عدة أيام حتى شن الثوار ليلاً هجومًا شديدًا على مستعمرة ريشون ليتسيون (عيون قارة) استمر أكثر من ساعتين. 29
أخذت الأحداث تتسارع، ففي مساء 15 أيلول/ سبتمبر 1936 كانت القاطرة العسكرية تفحص الخط الحديدي بالقرب من السافرية ، فأطلق الثوار عليها الرصاص بكثرة هائلة. وقد رد الحرس بالمثل من مدافعهم الرشاشة، وبعد ربع ساعة سكت أزيز الرصاص. وفي 17 أيلول/ سبتمبر 1936 انفجر لغم تحت الخط الحديدي بين اليازور وبيت دجن عند الكيلو 8. وقد ذكرت صحيفة "الدفاع" أن الجسر الواقع عند الكيلو 8 نُسِفَ، وأن قاطرة الاستكشاف أنذرت القطار في الوقت المناسب. 30
من الجدير بالذكر أن الجسر المذكور قريب من السافرية التي تقع عند الكيلو 11 . في 16 أيلول/ سبتمبر 1936 نسف الثوار بالديناميت خزان ماء في مستعمرة ريشون ليتسيون (عيون قارة)، ثم أحرقوا ما حوله من الغرف الخشبية. وفي اليوم التالي، هاجموا مرة أخرى عيون قارة.31 ذكرت صحيفة "دافار" الصهيونية أن الثوار هاجموا مستعمرة ريشون ليتسيون في يوم الخميس 17 أيلول/ سبتمبر 1936 وليلة الجمعة.32 فلم تر سلطات الانتداب بدًا من القيام بعمل ضد أهالي قرية السافرية الذين ما انفكوا يقدمون الطعام والمأوى للثوار.
يورد المحامي حسن محمد عوض في كتابه عن السافرية القصة التالية: "انفجر اللغم الذي وضعه الثوار في منطقة بيادر السافرية في العربة التي كانت تسبق القطار(التروللي)، وكان عليها سبعة من الجنود الإنكليز المسلحين، وطارت جثثهم في الهواء عشرات الأمتار، ورأيت الحادث بنفسي من أحد كرومنا القريبة، وعدت فورًا للبلد لأجد المرحوم المختار محمد أحمد أبو زيد ينادي بأعلى صوته ويقول، موجهًا كلامه للنساء: اللي بتخاف على عرضها، وشرفها، تخرج من البلد إلى بيت دجن، وفعلًا فقد أُخليت بلدة السافرية كلها تقريبًا، وجاء الإنكليز بمصفحاتهم ومشاتهم وطائراتهم التي ظلت تحوم فوق البلد من الصبح حتى العصر، وبعد ذلك فقد قاموا بنسف عدد من البيوت، وكنا نشاهد عملية النسف فيها من بيت دجن". وفي الملاحظات ذكر أن البيوت التي نسفت كانت ثمانية منها بيت العبد أبو شمعة، بيت إبراهيم عسكر، وبيت مختار القدسة، خالد محمود القدسة، وتضرر بيت عبد الرحيم موسى عوض، بيت المختار محمد أحمد أبو زيد، وبيت محمد يعقوب يوسف أبو زيد وإخوانه.33
أما عيسى السفري في كتابه "فلسطين العربية بين الانتداب والصهيونية"، الصادر في يافا سنة 1937، فذكر أن الإنكليز نسفوا في السافرية بيتًا واحدًا.34 وذكرت صحيفة "اللواء" في عددها الصادر بتاريخ 23 أيلول/ سبتمبر 1936 أنه جرى بالأمس نسف بيوت عدّة في قرية السافرية، وذلك بعد أن حضرت قوة كبيرة من الجنود وطوقت القرية المذكورة وأجرت فيها عملية النسف.35
للبت في تاريخ وقوع هذه الحادثة وما جرى دعونا نقرأ رسالة الاحتجاج التي أرسلها أهالي السافرية إلى المندوب السامي البريطاني بواسطة قائمقام الرملة 36:
نحن سكان وأهالي قرية السافرية التابعة لقضاء يافا، نحتج بشدة على أعمال العنف التي أوقعتها السلطة بقريتنا صباح يوم الأحد الواقع في 20/9/1936، فقد حضرت للقرية قوة من الجند البريطاني تقدر بأربعمائة جندي مع مساعد اللواء المستر بولاك، وهذه القوة مزودة بكامل أسلحتها من بنادق ومدافع رشاشة وسيارات مصفحة مما أوقع الرعب في قلوب النساء والأطفال.
وفي الساعة العاشرة والنصف تجولت القوة في أنحاء القرية وجعلت تسرح فيها بلا رقيب، ثم وقع الاختيار على بيت عبد المحسن محمد شمعة لنسفه، وهو مكوّن من فرن عمومي للقرية ودار للسكن.
وفي الساعة الحادية عشرة والدقيقة العاشرة صباحًا سمعت الأبواق تنذر بإجراء عملية الهدم، فملأ الدخان ولبد جو القرية، وقد تأثرت ثمانية بيوت وأصبحت غير صالحة للسكن.
ولم تكتف السلطة بما وقع من نسف البيت المذكور وتخريب ما جاوره وإيقاع الرعب الشديد في قلوب النساء والأطفال بل فاجأتنا بأن أنذرت سكان اثنتي عشرة دارًا بلزوم نسف دورهم إذا وقع إطلاق عيارات نارية على حدود القرية، وبما أننا لا نعلم الغيب ولا نعرف الأفراد الذين يتجولون ليلاً من أي بلد كان، وليس لنا أمان على أنفسنا بمغادرة بيوتنا خوفًا من أفراد السلطة الذين يتجولون ليلًا، لهذا ليس بإمكاننا أن نأخذ على عاتقنا منع من يتجول في الليل من غير أهالي قريتنا، بل نعتقد كل الاعتقاد أن ما تلحقه السلطة بأفراد الشعب المسالم إنما يدل على الانتقام، وإذا كان الانتقام يحلو للحكومة بهدم بيوت ومساكن المسالمين العزل من السلاح فلتهدم السلطة جميع القرية، ونحن بدورنا نتخذ بدلها بيوت شعر نأوي إليها مع أولادنا بعد أن سئمنا من كل أمل في العدالة. وتفضلوا.... بقبول فائق الاحترام.
في 8 تشرين الأول/ نوفمبر ،1936 قام الثوار بحل براغ سكة الحديد وإطلاق النار على قطار محمل بالبضائع بين تل أبيب واللد. فذهبت قوة كبيرة من أفراد الجيش والبوليس إلى قرية السافرية وبعد تطويقها وتصويب المدافع الرشاشة إلى بيوتها، دخل الجند والبوليس بعض البيوت وفتشوها بدقة، ولما لم يعثروا على شيء ممنوع عادوا إلى يافا.37
وفي 11 تشرين الأول/ نوفمبر 1936 فيما كانت "تروللي" حرس الخط الحديدي بين محطتي تل أبيب واللد، أطلق الثوار عليها الرصاص بقرب السافرية فوقفت وأجاب الحرس على الرصاص بالمثل من المدافع الرشاشة، وقد دامت هذه المناوشة نصف ساعة ثم تابعت التروللي سيرها. في اليوم ذاته، هاجم الثوار سيارة عسكرية بين بيت دجن ومستعمرة ريشون ليتسيون، فلما جاءت قوة من البوليس إلى مكان الحادث وجدت عمودين من أعمدة الهواتف قد قطعا.38
في 20 تشرين الأول/ نوفمبر 1936 اضطر فوزي القاوقجي إلى مغادرة فلسطين، وذلك بسبب ضغط الجيش البريطاني الهائل ومحاصرته لقواته من كل جانب، وكان الملوك والأمراء العرب قد توجهوا بنداء إلى عرب فلسطين لوقف الإضراب العام بدءًا من صباح 12 تشرين الأول/ أكتوبر 1936، وبذلك توقفت الثورة في فلسطين. امتازت الثورة في تلك المرحلة بالتكاتف والتعاضد والوحدة بين جميع فئات الشعب والنقاء، إذ لم تشبها شائبة.39
في 26 أيلول/ سبتمبر ،1937 قُتل حاكم الجليل، أندروز، واندلعت الثورة من جديد، وعاد الثوار إلى مهاجمة القطارات وقطع خطوط الهواتف، وإطلاق الرصاص على الدوريات العسكرية. وصار تفتيش البيوت بدقة يحدث في السافرية يوميًا. في 19 تشرين الأول/ أكتوبر 1937 جرى تفتيش السافرية على إثر قطع أسلاك الهواتف، وأعلم حاكم اللواء وقائمقام الرملة اللذان حضرا إلى القرية الأهالي عن عزمهما أيجاد نقطة بوليس إضافية في السافرية، مؤلفة من خمسة أشخاص تكون نفقتهم على أهل القرية نفسها. 40
انغمس الشباب في الثورة، وحتى الصبية منهم، وفي ما يلي قصتان:
قصة الفتى هاشم مرعي
في يوم 16 تشرين الأول/ أكتوبر 1938، طوقت قوات بريطانية مغاور بيت دجن، وألقت القبض على مجموعة من الثوار العرب. من بين المعتقلين كان الفتى اليافع هاشم مرعي يوسف يونس من قرية السافرية وعمره 14 عامًا. وجهت له تهمة حيازة 55 رصاصة ذخيرة لبنادق تركية وألمانية الصنع، وقد اعترف المتهم بأنه وجدها في بيارة وكان ينوي تسليمها للشرطة. في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 1938 حكمت محكمة القدس العسكرية على هاشم بالموت شنقًا. في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 1938 صدق القائد العام للجيش البريطاني على الحكم ولكن خفضه إلى السجن المؤبد. وقد ذكر هذه الحادثة المحامي حسن محمد عوض، وقال إن عمر الفتى كان 15 عامًا، وأرسله الثوار لتعبئة 15 فشكة فارغة من جديد، نظرًا لقله الذخيرة. وقد بقي في السجن حتى أواخر عهد الانتداب، وعاش في عمّان ومات فيها.
وقصة أخرى من قصص النضال:
في 13 كانون الأول/ ديسمبر 1938، حكمت المحكمة العسكرية في القدس بالإعدام على أحمد علي جابر (عمره 36 عامًا) وحسن علي عبد الله (عمره 38 عامًا) لحيازتهما على أسلحة نارية وإطلاقهما النار على الجيش. أما ياسين يونس ياسين، فحكم عليه بالسجن المؤبد لأن عمره دون جيل 18 عامًا، وكانت قد قبضت عليهم دورية بريطانية في قرية السافرية قضاء يافا يوم السابع من كانون الأول/ ديسمبر 1938.
وفي 21 كانون الأول/ ديسمبر 1938 21صدق القائد العام للجيش البريطاني على قرار الحكم الصادر ضد المذكورين أعلاه. وفي اليوم التالي، جرى تنفيذ حكم الإعدام فيهما في سجن القدس المركزي في الساعة الثامنة والتاسعة على التوالي
دافع عن الثلاثة المحامي حنا عطا الله. في دوسية هذا المحامي ورد بخط اليد أن أحمد علي جابر مصري الجنسية، وأن حسن علي عبد الله من الحجاز، وأن ياسين من السافرية، ولكن في الاستدعاء الذي قدمه بالإنكليزية ذكر أن ثلاثتهم من السافرية. يُرجح أن المصري والحجازي عاشا في السافرية ولكن لم يدفنا فيها.
يقول المحامي حسن محمد عوض إن ياسين يونس ياسين شاب عمره 15 عامًا تقريبًا، وجد الإنكليز أثناء تطويق السافرية مسدسًا على مقربة منه، سقط من أحد الثوار عندما فاجأهم الإنكليز في ليلة مقمرة، ورغم إنكاره، فقد حكم عليه بالإعدام، ولأنه دون سن الرشد فقد استبدلت العقوبة بالأشغال الشاقة المؤبدة. ويقول ياسين نفسه إن اثنين من اليمانيين اشتبه بأن المسدس قد سقط منهما، وقعا في الأسر وشاهدهما بنفسه في معتقل صرفند، وقد حكما بالإعدام وفعلًا شنقا حتى الموت ضمن قافلة الفداء لفلسطين.
كان أهالي السافرية من المؤيدين للمفتي الحاج أمين الحسيني وضد فخري النشاشيبي. في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 1938 أرسلوا برقية إلى وزارة المستعمرات بواسطة المندوب السامي، هذا نصها:
"نحن عموم أهالي قرية السافرية نستنكر بشدة مذكرة فخري النشاشيبي المأجورة، ولا نعتبره معبرًا إلا عن نفسه فقط. نعلن في ثبات وإيمان قوي تمسكنا بزعامة سماحة المفتي الأكبر الحاج أمين الحسيني، ونعتبره الرجل الوحيد الذي يتمتع بثقة البلاد جميعها، ولا نعترف بحق المفاوضة إلا لسماحة الرئيس الجليل وصحبه الكرام أعضاء اللجنة العربية العليا.
عن أهالي قرية السافرية - مختار أول محمد أحمد علي، مختار- محمد يحيى عبد الجواد، حسن حسين راجحة، محمد مصطفى حمد، عبد الله محمد علي"
المرجع: عرب 48