المختار والمخترة - السافرية - قضاء يافا

 

 قد دلت سجلات محكمة يافا الشرعية الممتدة في الفترة منذ 1885-1946 على ما يلي:

1- ثبات تناقل المخترة لدى أبناء العوائل نفسها على النحو التالي:

أ- عائلة أبو زيد (فخذ عبد الواحد) وهم: الشيخ أحمد علي عبد الواحد أبو زيد، فالشيخ عبد الواحد عبد الهادي محمود عبد الواحد، ثم الشيخ يعقوب يوسف عبد الواحد فالشيخ محمد بن أحمد علي أبو زيد.

ب- عائلة راجحة: أحمد خليل، فالشيخ حسن حسين ذياب راجحة، ثم الأستاذ هاشم حسن حسين راجحة.

ج- عائلة عوض السالم وهم: الشيخ محمد علي بن علي عوض بن عوض، فالشيخ موسى حسين عوض، ثم الشيخ عبد الرحيم موسى حسين عوض وآخرهم عطية رشيد يعقوب عوض.

د- كان الشيخ أحمد مصطفى أحمد مزهر أول مخاتير حمولة القدسة، فعقبه المختارفارس مرعي عبد الجواد سليمان القدسة، ثم محمد يحيى عبد الجواد سليمان القدسة.

2- تصنيف المخاتير إداريا:

         كان لوجود مثل هذه الشخصيات الاعتبارية أهمية في إدارة شؤون القرية، وحل المشكلات فيها سواء على الصعيد الداخلي للقرية أو خارجها، إذ كان من المعيب اللجوء إلى المحاكم لحل المشكلات التي قد تنشأ في القرية، ولذا كانت لمثل تلك الشخصيات أدورا هامة وبارزة في الصلح والتحكيم إلى جانب أدوارهم في تمثيل القرية وإدارة شؤونها، ومثال ذلك إشرافهم على جمع تبرعات القرية المالية والعينية التي كانت تقدم لصالح المنكوبين والمعوزين من أبناء شعبهم الفلسطيني كما دلت عليه أخبار الصحف الفلسطينية، حيث أناب عن القرية ممثلا عنها محمد أحمد علي أبو زيد مختار القرية الأول، وكذلك توليهم و إنابتهم الوكالات العامة المطلقة من قبل أبناء القرية؛ "ففي عام 1329 هـ، وكلت حفيظة بنت محمد القعد المعرفة الذات بتعريف الشيخ محمد علي بن علي عوض بن عوض وعبد العزيز نوفل وأنابت منابها الشيخ حسن بن حسين ذياب راجحة بوكالة عامة مطلقة لدى محكمة قضاء يافا". 

  3-   الصراع على القيادة:

  و مما يجدر ذكره أنه لم يحدث صراع أجيال بين القيادات القديمة ولا الجديدة، إذ استمرت مشاركة القيادات القديمة مستفيدة من الجيل المتعلم، ولقد جاء تصنيف المخاتير في قرية السافرية تبعا للمهام والأدوار التي أوكلت لهم ما بين مختار أول و مختار ثان، فكما دلت عليه الحجج والأختام الموجودة في العديد من الوثائق، و كذلك ما أشارت إليه أختام إيصالات الضرائب المتحصلة و شهادات الميلاد وأخبار الصحف أن الشيخ أحمد علي عبد الواحد أبو زيد المختار الأول لقرية السافرية، وعقبه ابنه محمد أحمد علي أبو زيد منذ عشرينيات القرن العشرين حتى عام نكبة 48، والمختار الثاني بالتناوب ما بين كل من؛ فارس مرعي عبد الجواد سليمان القدسة و عبد الرحيم موسى عوض السالم و حسن حسين ذياب راجحة و يعقوب حسن سعد وعطية رشيد عوض السالم ومحمد يحيى عبد الجواد القدسة. 

4.  تشكيل مجلس قروي للقرية:

        لقد تبين من خلال ما جاء موثقا بالعديد من وثائق المحاكم الشرعية إبان الحكم العثماني أن السافرية كان يمثلها مختاري واختيارية القرية حسب ما جاء في الوثيقتين المؤرختين عام 1331 هـ؛ والأشخاص كل من؛ علي بن عثمان بن عزام و يعقوب بن يوسف عبد الواحد أبو زيد (مختاري القرية)،ومحمد علي بن علي عوض بن عوض ويعقوب بن يوسف عبد الواحد أبو زيد وذياب بن عيسى صالح مصلح (اختيارية القرية)، ولاحقا فقد شكلت الزيادة في الكثافة السكانية لقرية السافرية أحد أهم العوامل التي ساهمت بتشكيل مجلس قروي ممتد لما قبله منذ مطلع العشرينيات وذلك لاستيعاب كبرى العائلات وإعطائها دورا للمشاركة في صنع القرار وقيادة القرية، ولقد ضم المجلس أربعة مخاتير وستة عشرعضوا وبواقع أربعة أشخاص عن كل حمولة يذكر منهم؛ علي إبراهيم، ومحمد سعيد عبد الهادي، و يعقوب سعد، والشيخ رشيد، ويعقوب علي، وعبد الله أحمد، ومحمود عبد الهادي، ومحمد مصطفى أحمد، وعبد العزيز نوفل، ومصطفى سليمان حسين عبد الواحد.

    أشارت العديد من عناوين الصحف إلى الدور الفاعل لمجلس القرية على مستوى القطاع الغربي للمنطقة الوسطى، فبالإضافة إلى توليه مهمة قيادة القرية ورعاية شؤونها الداخلية قام عدد منه يذكر منهم ؛ الشيخ محمد أحمد علي أبو زيد ومحمد مصطفى أبو زيد وإبراهيم علي أبو جازية بتمثيل القرية على الصعيد الخارجي في العديد من المحافل والاجتماعات والمؤتمرات التي كانت على مستوى المنطقة، كما أنه تم تعيين الشيخ محمد أحمد علي أبو زيد – رئيس مجلس السافرية القروي - عضوا في لجنة إصلاح ذات البين التي تم تعيينها من قبل اللجنة العليا و التي مثلها 15 وجيها على مستوى المنطقة.

 

 المرجع

  فادي عسكر: "قرية السافرية نجمة الصباح (التاريخ، الأرض، النضال، الإنسان)"، عمان، مؤسسة التراث العربي، 2022، ص70.