احتلال القرية - سَلَمَة - قضاء يافا

احتلال القرية
 
كانت سلمة محاطة بعدّة  مستعمرات يهودية  وباتت عرضة للهجمات شبه المستمرّة طوال خمسة أشهر، ابتداءً من 5 يناير/كانون الأوّل 1947 أي بعد مرور أسبوع على صدور قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين. فقد ذكرت صحيفة "ذا نيويورك تايمز" أن عناصر من الهاغاناه أطلقت نيران رشاشاتها على سلمة في ذلك اليوم، وان الأسر العربيّة راحت تخلي المنطقة وتتوجّه إلى اللد والرملة.
 
وذكرت صحيفة "فلسطين" أن هجومًا من قسمين وقع في التاريخ نفسه، وأنه هدأ بعد وصول الشرطة البريطانيّة ثم استؤنف في الليل. وقد أفيد عن وقوع عمليّات قنص وعمليّات هجوميّة أخرى في اليومين اللاحقين.
 
ويذهب تاريخ الهاغاناه إلى أن قيادتها في تل أبيب قرّرت في يناير 1947، "مهاجمة قرية سلمة السيئة الصيت"، ويضيف أن "هذا الهجوم كان الأوّل على قرية عربية وقد نفّذ فجر 19 يناير، وكان مآله الفشل.
 
ويشير المؤرخ الفلسطينيّ عارف العارف إلى غارة أخرى شنّت في 28 يناير وسبقها هجوم تضليليّ انطلق من مستعمرة بيتح تكفا. وقد انطلقت الغارة الصهيونيّة من رمات غان، حيث حشد الصهاينة قوّة كبيرة تمّ تشكيلها من شرطة المستعمرات اليهوديّة ومن عصابة الإرغون. ولم يكتف المدافعون عن القرية بإرغام المهاجمين على الانسحاب فحسب، بل شنّوا أيضًا هجومًا مضادًا على بيتح تكفا، وانضم إليهم رجال من اللد والعبّاسيّة.
 
في أوائل يناير 1948، أقام سكّان القرية عدة دفاعات مرتجلة حول سلمة. وورد في صحيفة "ذا نيويورك تايمز"، بتاريخ 11 يناير، أن وحدات الجيش البريطاني استخدمت نيران المدفعيّة لإزالة أربعة حواجز حول القرية، وأوعزت إلى المختار بأن يلزم سكّان القرية بردم خندق كبير.
 
اعتقد الصهاينة أنَّ سلمة كانت ملاذًا للمقاتلين العرب غير المحليين. لكن عارف العارف يشير إلى أنّ السكّان أنفسهم نظّموا مجموعة مؤلّفة من نحو 30 رجلاً، في إثر صدور قرار الأمم المتحدة بالتقسيم في نوفمبر 1947. وقلما مر يوم بعد هذا التاريخ من دون حدوث مناوشات حول القرية.
 
استمرت الهجمات على القرية حتى النصف الثاني من إبريل، لكن ذخيرة المدافعين عن القرية ما لبثت أن نفذت وأخذ سكّانها بالرحيل خلال عمليّة "حميتس" التي هدفت إلى تطويق يافا واحتلالها. وقد احتلت وحدات من لواء "ألكسندروني" سلمة في 29 إبريل 1948، وتشتّت أهلها إلى نواحي رام الله ونابلس وغزّة وعمّان
.

المرجع

العربي الجديد