معلومات عامة عن آبِلْ القَمّحْ/ من القرى السبع - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية آبِلْ القَمّحْ/ من القرى السبع
قرية فلسطينية مُزالة، شمال شرقي مدينة صفد، وتبعد عنها حوالي 32 كم، وتبعد قرابة كيلومتر واحد عن الحدود اللبنانية – الفلسطينية، أنشأت آبل القمح فوق الجزء الأوسط من تل يمتد طولياً من الشمال إلى الجنوب، على ارتفاع 390م فوق سطح البحر، ويزداد ارتفاع التل في شمال القرية ليصل إلى 414 م فوق سطح البحر، وتتميز سفوح هذا التل بشدة انحدارها.
بلغت مساحة أراضي القرية حوالي 4615 دونم، كانت أبنية ومنازل القرية تشغل منها ما مساحته 13 دونم.
احتلت يوم 10 أيار/ مايو 1948 على يد الكتيبة الأولى التابعة للبلماخ وذلك في سياق عملية "يفتاح" التي احتلت بموجبها مدينة صفد وعدد كبير من قراها.
الحدود
تحدها أراضي القرى والبلدات التالية:
- قرية/ خربة المطلة شمالاً.
- الأراضي اللبنانية من الشمال الشرقي الشمال الغربي.
- قرية السنبرية شرقاً.
- قرية الزوق الفوقاني جنوباً.
- الأراضي اللبنانية غرباً.
مصادر المياه
يمر على بعد نصف كيلومتر غرب القرية وادي البريغيث (وادي الدردارة كما يطلق عليه في لبنان)، وهو أحد روافد نهر الأردن العليا، أما نهر الحاصباني الذي يعتبر أحد أهم روافد نهر الأردن، فيمر على بعد 4 كم إلى الشرق منها .
سبب التسمية
آبل كلمة سامية مشتركة، تعني المرج، وسميت بذلك لجودة القمح الذي تنتجه هذه القرية، كما أطلق عليها "آبل المياه" لوفرة المياه في السهول المحيطة بها.
البنية المعمارية
تشبه القرية في شكلها العام مثلثاً رأسه في الجنوب، وقد اتجه توسع القرية العمراني نحو الجنوب، متفقاً مع امتداد التل الذي تقع عليه القرية، وفي أواخر القرن الماضي كان في القرية 45 مسكناً، أصبح عددها في عام 1931 نحو 58 مسكناً بنيت من الحجارة والإسمنت أو الحجارة والطين، أو الإسمنت المسلح. وفي عام 1945 بلغت مساحة القرية 13 دونماً وعدد المنازل 97 منزلاً.
معالم القرية
في أواخر القرن التاسع عشر، كانت آبل القمح تقع قرب أحد الجداول, وتحيط بها أرض زراعية. وكان ثمة كنيسة في القرية وخرائب قديمة بالقرب منها. وفي الأزمنة الحديثة، كان للقرية شكل مثلث يتماشى مع ثنيات التل الذي بنيت عليه، وكانت منازلها مبنية بالحجارة والطين أوبالحجارة والإسمنت.
الآثار
آبل القمح، موقع أثري يحتوي على « تل أنقاض، قبور منقورة في الصخر، أدوات صوانية، رجام من الحجارة بين آبل وتل القاضي.. وتل الأنقاض هذا يعرف أيضا باسم ( تل أبيل، أو«المديرة، يرتفع 414 عن سطح البحر تقع البقعتان الأثريتان الآتيتين في جوار القرية:
- خربة نيحا: تقع في جنوب و آبل القمح الغربي، تحتوي على و أساسات جدران، حجارة مبعثرة، أواني فخارية، ونيحا كلمة سريانية بمعنى الهادىء والمستريح والحلم . وفي لبنان أمكنة عديدة عديدة تحمل هذا الاسم، و النيحا، أيضاً قرية على مسيرة ٢٢كليومتراً من معرة النعمان في سورية.
- تل القطعات الست: تقع في جنوب القرية، يحتوي على حظائر.
السكان
كان عدد سكان آبل القمح في إحصائيات تعود لعام 1931 حوالي 229 نسمة وكان لهم 58 منزلاً، ارتفع هذا العدد ليبلغ عام 1945 نحو 330 نسمة، ووصل عام 1948 إلى 383 نسمة جميعهم من العرب وكان لهم 97 منزلاً.
وقد قُدِرَ عدد اللاجئين من أبناء القرية عام 1998 بــ 2351 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
من عائلات القرية: قدورة ، الخطيب ، الصفدي، نبهان، الروبة، وغيرها .
الحياة الاقتصادية
لم يكن في القرية أي نوع من الخدمات، واعتمد اقتصادها على الزراعة وتربية المواشي، وأهم المزروعات فيها الحبوب وهي فقيرة في الأشجار المثمرة، ففي موسم1942/1943 لم يكن فيها سوى ستة دونمات مزروعة زيتون، وفي عامي 1944-1945، كان ما مجموعه 2535 دونماً مخصصاً للحبوب.
الاستيطان في القرية
شرّد الصهيونيون سكان القرية العرب، ودمروها في عام 1948. وأسسوا على أراضيها عام 1952 موشاف “يوفال” مقابل دان وتل القاضي، وفي عام 1952 وأقاموا في ظاهرها الجنوب الغربي قلعتهم "كفار يوفال".
احتلال القرية
في 10أيار/ مايو 1948، استولت الكتيبة الأولى التابعة للبلماح التي يقودها "إيغال آلون" في عملية "يفتاح"، على آبل القمح وهجرت سكانها.
القرية وقضية القرى السبع
القرى السبع: هي سبعة قرى عربية تشكل سلسلة من الأراضي الهضبية والجبلية الممتدة شمالي فلسطين وجنوب لبنان على شكل قوس يبدأ من قرية آبل القمح وينتهي بقرية تربيخ/ طربيخا، وتقدر مساحة جميع هذه الأراضي بـــ 74221 دونم، موزعة كالتالي:
- مساحة أراضي قرية آبل القمح: 4615 دونم.
- مساحة أراضي قرية هونين: 14224 دونم.
- مساحة أراضي قرية قَدَسْ: 14139 دونم.
- مساحة أراضي قرية المالكية: 7328 دونم.
- مساحة أراضي قرية صلحا/ صالحة: 11735 دونم.
- مساحة أراضي قرية النبي يوشع: 3617 دونم.
- مساحة أراضي قرية تربيخا/ طربيخا: 18563 دونم.
تعود قضية هذه القرى لعام 1920 عندما عقد الفرنسيون والبريطانيون معاهدة سان ريمو لترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين وسورية: جرى وضع خطوط موقتة في أواخر تشرين الأول العام 1920 ريثما يتم الاتفاق النهائي.
عندها حصلت فضيحة كبرى تمثلت باستيلاء مكتب الوكالة اليهودية الذي كانت من خلاله تجرى عمليات الاستيلاء والصفقات العقارية على منطقة مستنقعات "الحولة"، وكانت حينها إحدى الشركات الفرنسية قد التزمت تجفيف هذه المستنقعات، فاشترط هذا المكتب على الفرنسيين التنازل عن 23 قرية لبنانية واقعة ضمن منطقة النفوذ الفرنسي وضمها إلى فلسطين مقابل تجديد عقد امتياز الشركة الفرنسية في تجفيف المستنقعات، وهذا ما حصل حيث جرى ضم 23 قرية لبنانية إلى المنطقة الواقعة ضمن نفوذ الانتداب البريطاني.
- يوم 23 كانون الأول 1920 اتفق الفرنسيون والبريطانيون بموجب معاهدة باريس على مسألة تنظيم شؤون الحدود والمياه وسكك الحديد وغيرها.
- وفي أوائل حزيران عام 1921 بدأت أعمال ترسيم الحدود على الأرض من خلال اللجنة التي جرى الاتفاق على تشكيلها، ومثّل الجانب البريطاني الكولونيل "نيوكومب" ومَثَّل الجانب الفرنسي الكولونيل "بوليه".
- يوم الثالث من شباط عام 1922 وقّع الكولونيل بوليه والكولونيل نيوكومب وثيقة عرفت بالتقرير الختامي لتثبيت الحدود بين لبنان الكبير وسوريا من جهة وفلسطين من جهة أخرى. عدلت بموجبها "لجنة نيوكومب - بوليه" الحدود بإزاحة الخط المتفق عليه في اتفاقية 1920 حوالى 2 كم إلى الشمال، لتبدأ من رأس الناقورة وتسير إلى الجنوب قليلاً من قرية علما الشعب ثم تنحرف شمالاً على حساب لبنان عند حدود رميش ويارون، ويستمر الانحراف حتى شمال غرب المطلة. ثم تنحرف مجدداً على حساب لبنان فتمر بجسر البراغيث وجسر الحاصباني بدلاً من مرورها بتل القاضي وتل دان بهدف تأمين المياه لمنطقة الانتداب البريطاني.
القرى السبع بين عامي 1923- 1948
ألحقت هذه القرى بالأراضي الفلسطينية كما أشرنا، إدارياً ألحقت قرية تربيخا/ طربيخا بقضاء مدينة عكا، والقرى الست الأخرى ألحقت بقضاء مدينة صفد (آبل القمح، هونين، قدس، النبي يوشع، المالكية، وصلحا).
عايش أبناء القرى السبع جميع محطات الثورات الفلسطينية والنضال ضد الانتداب البريطاني، ولاحقاً الصراع مع العصابات الصهيونية.
ومع زيادة عمليات النشاط الاستيطاني الصهيوني، تم استيطان أجزاء من أراضي القرى وبناء مستعمرات عليها، مثل:
- مستعمرة "مسجاف" على أراضي قرية هونين عام 1945.
- مستعمرة "راموت نفتالي" على أراضي قرية النبي يوشع عام 1945 أيضاً.
وفي حالات القرى الأخرى كانت بعض المستعمرات مقامة على تخوم أراضيها مثل مستعمرة "كفار جلعادي" المتاخمة لأراضي قرية آبل القمح.
وعند بداية حرب عام 1948 قاوم أبناء هذه القرى كما أبناء الشعب الفلسطيني ضد العصابات الصهيونية، وذاقوا ما ذاقوه من قتل وتدمير وترهيب، وكان آخرها مجزرة قرية صلحا المرتكبة يوم 30 تشرين الأول 1948 التي أزهقت أرواح 105 رجل وامرأة وطفل من أبناء صلحا وأبناء القرى المجاورة الذين كانوا لاجئين فيها بعد احتلال قراهم.
القرى السبع بين عامي 1948 و 2023
على الرغم من أن السلطات اللبنانية وحتى "الإسرائيلية" تصر على أن خط الهدنة المحدد في اتفاقية الهدنة عام 1949 على أنها خط هدنة مؤثتة وليست اعترافاً من قبل أي طرف بأنها حدود دائمة، إلا أنه يتم التعامل الفعلي على هذا الأساس، فراحت سلطات الاحتلال تبين المستعمرات وتوطن المهاجرين اليهود فيها.
هذه القرى بالإضافة لمزارع شبعا لا تزال واحدة من قضايا الصراع والخلاف بين الحكومة اللبنانية والحكومة "الإسرائيلية" وعلى الرغم من مرور مئة عام على قضية هذه القرى، لم يتم حتى الآن حسم الجدل فيها، ولاتزال أصوات أبناء هذه القرى كأصوات أبناء القرى المجاور لقراهم المطالبين بالتزام سلطات الاحتلال بقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإعادتهم إلى قراهم التي هُجِروا منها، فهي في نهاية المطاف أرض عربية تم احتلالها بقوة السلاح والإرهاب والتدمير، والجدال حول فلسطينيّة أو لبنانيّة هذه القرى لا يغير من حقيقة أنها أرض عربية محتلة يتوجب على كل عربي الدفاع عنها واستعادتها.
أبناء القرى السبع والجنسية اللبنانية
عقب احتلال قراهم توجه أنباء القرى السبع نحو الأراضي اللبنانية، وتحديداً مناطق الجنوب اللبناني، في ذلك الوقت تم التعامل معهم على أنهم لاجئين فلسطينين من الناحية القانونية.
وفي عام 1960 استطاع حوالي ثلث من أبناء القرى السبع الحصول على الجنسية اللبنانية بموجب قرارات صادرة عن المحاكم اللبنانية.
ويشير مقال للكاتب "سامر الحاج علي" بعنوان: "القرى السبع والهوية اللبنانية الضائعة" أن بعض أبناء القرى السبع شمله مرسوم التجنيس رقم 5247 الصادر في حزيران عام 1994.
ويشير الكاتب في موضع آخر أن قانون التجنيس الصادر عام 2015 يشمل أبناء هذه القرى، خصوصاً أن أجداد وآباء هؤلاء مدونة أسماءهم في سجلات الإحصاء التي قامت بها سلطة الانتداب الفرنسي عامي 1921 و 1924، وبعضهم يمتلك وثائق رسمية تثبت ذلك.
عملياً: يتم التعامل مع أبناء هذه القرى باعتبارهم غير لبنانيين، وبالتالي لا يحق لهم التقدم للوظائف العامة في لبنان أو الإستفادة مثلاً من تقديمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. كما أن هؤلاء محرومون من العمل في عدد من الوظائف والمجالات كالطب والهندسة والصيدلة والمحاماة ناهيك عن الإنخراط في الأسلاك العسكرية والأمنية وعدم التملّك وغيرها.
من وجهة نظرنا يتم التعامل مع موضوع القرى السبع وأبناءها بشكل متناقض، فـ سياسياً لا يتم توفير أي فرصة للمطالبة بأحقية لبنان في ملكية هذه الأراضي وأنه يجب على حكومة الاحتلال إعادتها إلى لبنان، ومن ناحية أخرى يتم التعامل مع أبناء هذه القرى على أنهم ليسوا لبنانيين، ويتم التعامل معهم كما التعامل مع اللاجئين الفلسطينيين قانونياً.
أهالي القرية اليوم
لجأ سكان آبل القمح إلى القرى المسيحية اللبنانية المجاورة، ولا سيما قرية دير ميماس حيث حصل معظمهم لاحقاً على جوازات سفر لبنانية؛ ولا تزال تعيش في دير ميماس على سبيل المثال أسر عبدو، وكسرواني، وحرفوش، وحداد.
الباحث والمراجع
إعداد: عبد القادر الحمرة& رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى."بلادنا فلسطين الجزء الأول- القسم الأول". دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص: 158- 433.
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 30- 31- 33- 45- 141- 142- 143- 144- 145- 150- 151- 233- 246- 256.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 274- 275- 276.
- عراف، شكري. "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2004. ص: 394.
- أبو مايلة، يوسف. "القرى المدمرة في فلسطين حتى عام 1952".الجمعية الجغرافية المصرية: القاهرة. 1998. ص: 16.
- "قرى صفد المدمرة". وكالة وفا للأنباء والمعلومات. ب.ت. ص: 1-2.
- العباسي، مصطفى. "صفد في عهد الانتداب البريطاني 1917-1948". مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت: لبنان. ط2. 2019. ص: 141.
- صايغ، أنيس. "بلدانية فلسطين المحتلة 1948- 1967". منظمة التحرير الفلسطينية: بيروت. 1968. ص: 351.
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 105.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 9.
- "قرية آبل القمح- قضاء صفد". موقع فلسطين في الذاكرة. تمت المشاهدة بتاريخ: 20-9-2022 من خلال الرابط التالي: https://www.palestineremembered.com/Safad/Abil-al-Qamh/ar/index.html
- "عائلة قرية آبل القمح- صفد". موقع هوية. تمت المشاهدة بتاريخ: 20-9-2022 من خلال الرابط التالي: https://www.howiyya.com/VwFamilies6List?showmaster=vw_regions&fk_Id=909
- "القرى السبع والهوية اللبنانية الضائعة". سامر الحاج علي. موقع العهد الإخباري. تم النشر بتاريخ: 10/10/2019. تمت المشاهدة بتاريخ: 23-8-2023 من خلال الرابط التالي: https://www.alahednews.com.lb/article.php?id=11822&cid=125
- "القرى اللبنانية السبع المحتلة: القصة الكاملة من العام 1920 إلى اليوم". صبحي منذر ياغي 3\3\2007. موقع الخيام. تمت المشاهدة بتاريخ: 2-8-2023 من خلال الرابط التالي: https://khiyam.com/news/article.php?articleID=8