معلومات عامة عن حِطِّين - قضاء طبريا
معلومات عامة عن قرية حِطِّين
قرية فلسطينية مُهَجَّرَة، تقع غرب بحيرة طبرية على السفح الشمالي لجبل حطين (قرون حطين)، تبعد عن مدينة طبرية حوالي 9 كم يتراوح بين 100- 120 م عن مستوى سطح البحر.
قدرت مساحة أراضي حطين بـ 22764 دونم كانت أبنية ومنازل القرية تشغل منها ما مساحته 70 دونم من مجمل تلك المساحة.
احتلت حطين وكذلك قريتي نمرين ولوبية المجاورتين لها خلال عملية "دكال" التي نفذتها العصابات الصهيونية قبل يومين من بدء الهدنة الثانية وذلك يوم 17 تموز/ يوليو 1948.
الحدود
كانت قرية حطين تتوسط القرى والبلدات التالية:
- خربة الوعرة السوداء شمالاً.
- قرية وادي الحمام من الشمال الشرقي.
- قرية المجدل شرقاً.
- مدينة طبرية جنوباً إلى الجنوب الشرقي.
- قرية نمرين من جهتي الغرب والجنوب الغربي.
- قرية عيلبون من الشمال الغربي.
أهمية موقع القرية
تعتبر حطّين ذات موقع استراتيجي عام حيث يمكن منها السّيطرة على سهل حطين الّذي يتصل بسهل طبريّا وسهل جنوسار من الشرق، وسهل الحمة من الجنوب، سهل طرعان ومرج الذّهب وسهل البطوف من الغرب، كل هذه تربط معها بممرات جبليّة سهّلت المواصلات وجعلت حطين مركزاً لها.
مصادر المياه
كانت أراضي حطّين تتميّز بوفرة مياهها،وتنوعت مصادر المياه فيها ما بين ينابيع وأودية وأنهار ومنها:
- المياه الجارية: يخترق أراضي حطّين وادٍ رئيسي، وهو وادي الحمام وروافده. وهو يقع على بعد أربع أكيال شمالي القرية، دعي بذلك لاشتهاره بكثرة حمامه ويمامه في العصور القديمة، ويحمل هذا الوادي المياه المنحدرة من خربة السّعد وما حولها (وهذه الخربة تقع في الجنوب الشرقي من قرية عيلبون)، وينتهي في بحيرة طبريّا في ظاهر قرية المجدل الشمالي على مسافة 6 أكيال من مدينة طبريّا، ويمر الوادي المذكور من خربة وادي الحمام بين قريتي المجدل وقرية الوعرة السوداء الّتي تحتوي على أساسات وبقايا بناء فيه أعمدة وتوجد هناك خربة إربد على بعد حوالي 4 أكيال شمال غربي طبريّة، ويمر قبل مصبه بـ 500م تقريباً بقلعة النعلة (قلعة ابن معن) الّتي كانت تسيطر على الطريق التّجارية المارة من هناك، والّتي كانت مركزاً هاماً زمن الرومان وزمن حكم فخر الدين المعني.
وروافد وادي الحمام هي: وادي اللّيمون بالقرب من القرية، ووادي خنفور- أم العمد، الّذي يبدأ من جبل المزقة ويتجه نحو الجنوب الغربي فاصلاً بين قريتي حطين ونمرين إلى الغرب، ومنها يتجه إما باتجاه مسكنة، أو باتجاه حناتون (قرية بدوية). ويمر أيضاً في وسط القرية، أودية شتوية بسيطة تجف صيفاً، مثل: وادي حربوه ووادي القنارة.
2. الينابيع والأنهار:
إنّ مياه حطين الجوفيّة وفيرة، وتوجد أهم ينابيع حطين وأغزرها في نطاق الأقدام والسفوح الجبليّة لجبل المزقّة في الشّمال وقرون حطين في الجنوب، حيث تظهر الصدوع الأرضية، مما يؤكد ارتباط تغذية الينابيع بالكتل الجبلية الكبيرة المستقبلة لكميّات عالية من الأمطار التي يترشح قسم هام منها في صخورها الكلسيّة المنفذة للمياه، ويؤكد أيضاً ارتباط ظهور الينابيع بالصدوع والانكسارات الّتي حركت الطبقات الصخريّة رفعاً وخفضاً، مما سمح للمياه الجوفيّة بالانبثاق على شكل ينابيع مياه عذبة، ظهرت حوالي قرية حطين، لاسيما في الجزء الشمالي حيث توجد مجموعة الينابيع والآبار على طول جبل المزقة وقد انتشرت هناك بساتين الخضار والفواكه، كما نقلت مياهها عبر أنابيب فخارية وقنوات مفتوحة حتّى قلعة النعلة في وادي الحمام، الّتي كانت مركزاً هاماً زمن الرومان وزمن حكم فخر الدين المعني.
من أهم ينابيع وعيون قرية حطّين:
- عين حطّين ويسميها أهالي القرية "العيون" تقع جنوب غربي القرية، بالقرب من مقام النبّي شعيب، وهي عين ماء قديمة، كانت مياهها غزيرة تنبع من سفح جبل قرون حطين، وتجري في قناة من الإسمنت طولها لايقل عن 500 م تقريباً، وعندما تصل المياه إلى وسط البلد تتفرع إلى فرعين يسيران عبر قناتين: الأولى تتجه إلى الشرق، والثانية إلى الغرب حتى تصل إلى نبع القسطل القريب من الجامع.
- نبع القسطل: يقع غربيّ القرية، وهو نبع صغير مياهه مسحوبة عبر أنابيب من العين الفوقا (عين حطّين) حتّى تصل إلى الحارة التحتا، لم يكن أهالي القرية يستخدمونه كثيراً ولكنه كان يستخدم لتزويد الجامع بالمياه ويشرب منه المارة المتنقلين بين طبريّة والناصرة وبالعكس.
- نبع أبو الفش: غربيّ القرية.
- نبع عين الصرار: شمال القرية وهو نبع غزير يستخدم لري البساتين والبيارات الواقعة شمالي القرية المزروعة باللّيمون والرمّان والمشمش والخوخ...
- بئر مدين: يقع جنوبي القرية، في خربة مدين وهو البئر التّي يُقال أن بنات النبي شعيب عليه السلام كنَّ يردنه.
- بئر إربد: يقع شرقي القرية، في خربة إربد وهو بئر قديم يعود إلى العهد الروماني، كان الحصادون والفلاحون في القرية يشربون منه.
- بئر المزقة: شمالي القرية، بالقرب من خربة المزقة، وهو بئر قديم يعود للعهد الروماني، كان عرب المواسي يستخدمونه.
سبب التسمية
تعدّدت الآراء حول سبب تسميتها، ولكن الأرجح أنّها بُنِيَتْ فوق موقع "كفار حُطيم" الكنعانيّة، ويعني "كفر الحنطة" كنايةً عن كثرة زراعة الحنطة فيها ومع مرور الوقت تحول الاسم باللغة العربية لــ حِطِّين.
الآثار
حطّين موقع أثري هام حمل طابع الفترات الزمنية الّتي مرّت عليه، وحطّين هي حُطيم الكنعانيّة الّتي عُثِرَ على بقايا أبنيتها وأدواتها في الخرب المجاورة للقرية الحديثة كــ خربتي العِيكة، ومَدْيَنْ، إلى جانب الكهوف والمُغر الّتي وجدت في محيط القرية منها: مغارة السعديّة، مغارة الست سكينة، مُغر وادي الحمام.
كما كان للقرية خصوصيّة دينيّة لدى أهالي المنطقة عموماً ،إذ كان بها عدة مقامات: كمقام النّبي شعيب، مقام الست زهراء، مقام العجمي.
أما في العهد الإسلامي بُنيَّ مسجد حطّين المعروف بالجامع العمري، وقيل أنّ الخليفة عمر بن الخطاب أمر ببنائه بعد الفتح الإسلامي لفلسطين، وبعد معركة حطّين عام 1187 أمر القائد صلاح الدّين الأيوبي بإعادة ترميمه وتوسيعه.
كما كان في القرية أربع خانات بُنيت في العهد العثماني، إذ كانت القرية حينها محطة للتجّار والقوافل التجاريّة المتجهة من سورية إلى مصر وبالعكس.
معاصر الزيتون
ازهرت صناعة زيت الزيتون في حطين حيث كان في القرية أربع معاصر تقليديّة وخامسة آلية لزيت الزيتون، كانت تستخدم سابقاً خانات لخدمة القوافل التجاريّة المارة بحطّين، وهذه أسماء مالكي تلك المعاصر:
- معصرة لأسرة الربايحة.
- معصرة لأسرة العزازمة.
- معصرة لأسرة الشبايطة.
- معصرة لأسرة السّعدية.
- المعصرة الآلية كانت لمختار القرية أحمد قاسم رباح.
السكان
- قدر عدد سكان حطين عام 1922 بـ 889 نسمة.
- ارتفع عددهم في إحصائيات عام 1931 إلى 931 نسمة كانوا جمعهم من العرب وكان لهم حتى تاريخه 190 منزلاً.
- في عام 1945 بلغ عدد سكان حطين 1190 نسمة.
- وفي عام 1948وصل عددهم إلى 1380 نسمة ولهم 281 منزلاً.
- قدر عدد اللاجئين من أبناء حطين عام 1998 بـ 8477 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
من عائلات القرية:
السعدية، العزازمة، الشبايطة، الدحابرة، الربايحة، الشعابنة، الإمام، القيم، الحوراني، البدوي، الخطيب، الدقة، أبو سويد، الشريف، النابلسي، العباسي، العوض.
مؤلفات عن القرية
"قرية حطّين ريحانة صلاح الدّين"، فادي سلايمة و مجدي السعدي، تجمع العودة الفلسطيني واجب، دار صفحات للدراسات والنشر: دمشق، 2011.
الحياة الاقتصادية
يتصل سهل حطّين بسهل طبريّة في موقع استراتيجي امتاز بخصوبة تربته وكثرة الينابيع وعيون المياه، الأمر الّذي ساعد على تطور وازدهار النشاط الزراعي وتربية قطعان الماشية، كما عمل أهالي القرية في بعض الأعمال التجارية وبعض الصناعات والحِرَفْ اليدويّة، وازدهرت في حطين صناعة مشتقات الحليب، صناعة المحاريث الزراعيّة، صناعات النسيج والقش والكلس.
المهن والحرف والصناعة في القرية
قامت في حطّين بعض الصناعات التقليديّة المرتكزة على المواد الأوليّة الموجودة فيها، ومن حاصلات زراعية وحيوانيّة وغيرها، ومن هذه الصناعات:
- صناعة زيت الزيتون: كان في حطين أربع معاصر تقليديّة وواحدة آلية لزيت الزيتون، كانت تستخدم سابقاً خانات لخدمة القوافل التجاريّة المارة بحطّين، وهذه أسماء مالكي تلك المعاصر:
- معصرة لأسرة الربايحة.
- معصرة لأسرة العزازمة.
- معصرة لأسرة الشبايطة.
- معصرة لأسرة السّعدية.
- المعصرة الآلية كانت لمختار القرية أحمد قاسم رباح.
- صناعة الحليب ومشتقّاته، حيث كان يتم بيع الفائض عن حاجات الاستهلاك المحلي في المدن والبلدات المجاورة.
- صناعات غذائية متنوعة، حيث كان في حطّين عدة معاصر للتين والعنب وهذه المعاصر قديمة تعود للعصر الروماني.
- صناعة الكلس (الشيد): أقيم غربي القرية معمل بدائي لصناعة الكلس، وكان يملكه كل من أحمد ومحمد السّعدي.
- صناعة القش والنسيج.
- صناعة المحاريث، كان في حطّين ثلاث صانعي محاريث، وهم: حسن عطا السّعدي، سليمان قدورة (شعبان)، يونس النّجار (من قرية فراضية قضاء صفد كان مقيم ويعمل في حطّين).
احتلال القرية
صمدت حطّين في وجه المضايقات الصهيونيّة الّتي استمرّت عدّة أشهر بعد سقوط مدينة طبريّة، وقبيل سقوط مدينة الناصرة بعدة أيام أطبقت العصابات الصهيوينيّة حصاراً على قرية حطّين من ثلاث جهات وأبقوا على جهة واحدة لتكون المنفذ الوحيد أمام أهالي القرية للهرب، وترك القرية بعد قصف عنيف تعرضت له القرية لثلاث أيام متواصلة، في تلك الأثناء سقطت مدينة النّاصرة بيد الصهاينة في سياق عملية "ديغل"، تلقت على إثرها قوّات جيش الإنقاذ العربيّة المتحصّنة في حطّين أمراً بالانسحاب السرّي من أماكن تحصنها. وعندما علم أهالي القرية بالأمر عقدوا اجتماعاً قرروا فيه أن يستمر أهالي القرية بالدفاع عنها حتى آخر لحظة في حين يتم خروج النّساء والأطفال والشيوخ من القرية ولو بشكل مؤقت خوفاً من وقوع مذبحة مفاجئة خصوصاً وأن النّاس كانت لاتزال تحت تأثير ما جرى في دير ياسين، شيئاً فشيئاً خلت القرية من أهلها الآمالين بالعودة القريبة، لكن الواقع أن القرية سقطت بعد أيام قليلة، واحتلها الصهاينة يوم 17 تموز/ يوليو 1948
القرية اليوم
تسربت بعض أراضي القرية لقائم مقام مدينة طبريّة وهو رجل لبناني، قام ببيع هذه الأراضي لشركة أملاك يهوديّة بنت عليها مستعمرة "ميتسباه" عام 1908، ثم مستعمرة "كفار حطيم" بجوارها عام 1936، وفي عام 1949 بنت السلطات الإسرائيليّة مستعمرتي "أربيل" و "أحوزات نفتالي"، وعام 1950 مستعمرة "كفار زيتيم"، وباقي الموقع مهجور وتغطيه أشجار الكينا، والصبّار والتوت بعد أن دمّرت العصابات الصهيونيّة منازل القرية ومعالمها العربيّة والّتي لم يبقَ منها سوى المسجد العمري ومقام النّبي شعيب.
أهالي القرية اليوم
انقسم أبناء القرية بعد احتلال قريتهم لفريقين فمنهم من لجأ لقرى الداخل المحتل مثل: سخنين، كفر كنا، عليبون، دير حنا، عرابة، أم الفحم وشفاعمرو ويقيمون فيها حتّى اليوم. والفريق الآخر وصل إلى مخيمات الشتات في سورية ولبنان
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- "بلادنا فلسطين الجزء السادس-القسم الثاني"، مصطفى الدباغ، دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص: 390- 391- 392- 393- 394- 395- 396- 397- 398- 399- 400- 401- 402- 403- 404.
- "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية"، شكري عراف، مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت، 2004، ص: 432.
- أنيس صايغ. (1968). "بلدانية فلسطين المحتلة 1948-1967". بيروت: منظمة التحرير الفلسطينية- مركز الأبحاث، ص:253.
- وليد الخالدي، كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها اسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، 1997، ص: 387- 388.
- "قرية حطين ريحانة صلاح الدين"، فادي سلايمة& مجدي السعدي، تجمع العودة الفلسطيني واجب& دار صفحات للدراسات والنشر: دمشق، 2011، جميع صفحات الكتاب.
- Reoprt and general abstracts of the census of 1922". Compiled by J.B. Barron.O.B.E, M.C.P:40
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 82.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص:12.