معلومات عامة عن الحَمّة/الحَمّة السورية/ قرى المناطق المجردة من السلاح - قضاء طبريا
معلومات عامة عن قرية الحَمّة/الحَمّة السورية/ قرى المناطق المجردة من السلاح
قرية فلسطينية مهجرة، تمتد أراضيها على شريط ضيق من الأرض في وادي اليرموك وترتفع المنحدرات إلى الشمال والجنوب منها، جنوب شرقي مدينة طبرية وعلى مسافة 22 كم عنها، بانخفاض يصل إلى 150م عن مستوى سطح البحر كونها تقع في بداية منطقة الأغوار الشمالية.
قُدِرَتْ مساحة أراضي قرية الحمة بــ 1692 دونم.
تتميز الحمة بموقع جغرافي استراتيجي هام، جعل احتلالها يتأخر عن باقي قرى طبرية التي احتلت خلال حرب 48، فعلياً تم احتلال قرية الحمة من قبل سطات الاحتلال بشكل نهائي يوم 5 حزيران/ يونيو 1967.
الحدود
تتوسط قرية الحمة البلدات والقرى التالية:
- الأراضي السورية شمالاً.
- الأراضي الأردنية وتحديداً قرية أم قيس من الشرق والجنوب الشرقي.
- بلدة سمخ الفلسطينية غرباً.
- وقرية السمرا الفلسطينية من الشمال الغربي.
أهمية موقع القرية
للقرية موقع استرايجي وجغرافي هام ومميز، جعل منها مطمعاً للصهاينة الذين حاولوا بشتى الوسائل منذ بداية مشروعهم الاستيطاني في فلسطين شراء أراضيها ولكنهم فشلوا، وهذه بعض المؤشرات على أهمية قرية الحمة وموقعها الجغرافي:
- موقعها على الضفة الشمالية لنهر اليرموك.
- وقوعها عند نقطة التقاء الحدود الفلسطينية مع الحدود السورية والأردنية.
- كانت الحمة أيضاً محطة من محطات خط سكة حديد درعا- سمخ.
- قربها من مدينة طبريا ومدينة القنيطرة السورية التي تبعد عنها 65 كم فقط.
- أراضيها متاخمة لهضبة الجولان المحتلة إذ تصل بها عند مرتفعات الحافة الجنوبية الغربية منها.
- انخفاضها عن مستزى سطح البحر حوالي 150 م الأمر الذي جعل من مناخها معتدل إلى حار، ناهيك عن طبيعة مياهها الأمرين الذين عززا خصوبة تربها، وصلاحيتها للزراعة.
- ينابيع المياه الحارة الغنية بالأملاح المعدنية والكبريتية الهامة، الأمر الذي جعل منها وجهة لمن يرغب بالعلاج بواسطة تلك المياه، ومن أبرز تلك الينابيع: المقى، البلسم، والريح.
- من أبرز الأملاح المعدنية في ينابيع الحمة: كربونات الكالسيوم، كبريتات الكالسيوم، كلوريد وفوسفات الصوديوم، كلوريد البوتاسيوم، كلوريد السيلكون، أملاح الحديد والألمنيوم، كما يُعتقد أن إشعاعات الراديوم تنبعث نت مياه الحمة ومصدرها اليورانيوم.
- عقب احتلالها قام الصهاينة ببناء منتجع سياحي فوق أراضيها مستغلين موقعها الجغرافي الطبيعي المميز.
الجغرافيا الطبيعية في القرية
تمتاز قرية الحمة بطبيعتها الجغرافية الرائعة فموقعها المنخفض حوالي 150 م عن مستوى سطح البحر جعلها منطقة ذات مناخ معتدل شتاءً حار صيفاً، أضف لذلك وفرة المياه الطبيعية في أراضيها، والمتمثلة في ثلاثة ينابيع مياه هي:
نبع المقلى ويعرف أيضاً باسم حمام الشيخ، نبع الريح، ونبع البلسم أو الجرب هذه الينابيه الثلاثة تقع على ضفة نهر اليرموك اليمنى وتحديداً بين محطة سكة الحديد وضفة نهر اليرموك عند ملتقى الحدود السورية والفلسطينية بشرقي الأردن.
تمتاز هذه الينابيع بطبيعة مياهها الكبريتية وارتفاع درجة حراراتها بشكل عام، ووفقاً لعدة مصادر تبلغ درجة حرارة هذه الينابيع وفق التالي:
- نبع المقلى: درجة حرارة مياهه تصل إلى 47 درجة مئوية.
- نبع الريح: درجة حرارة مياهه 35.8 درجة مئوية.
- نبع البلسم: درجة حرارة مياهه 39.4 درجة مئوية.
الجدير ذكره أن مياه هذه الينابيع توصف للحالات العلاجية، وحتى اليوم يقصدها الفلسطينيون والسوريون من سكان الجولان السوري ومن مختلف مدن فلسطين للاستحمام بهذه المياه العلاجية.
وبالطبع حديثنا عن هذه الينابيع العلاجية، لا ينفي الطبيعة المتميزة للقرية وأراضيها التي تمتاز بخصوبة تربتها وتنوع أشجار ونباتاتها الطبيعية التي تزين أراضيها المحتلة.
مصادر المياه
تميزت أراضي الحمة بوفرة ينابيع المياه فيها، وتمتد مياه البرك شمال القرية التي تملأها مياه ينابيع الحمة الحارة، وأهمها ثلاثة: المقى، الريح والبلسم.
تحتوي هذه الينابيع على نسبة كبيرة من الكبريت ونسبة أقل من الأملاح، وتبلغ حرارتها على التوالي 47 و38 و39.4 درجة مئوية، ويبلغ متوسط تصريف كل نبع من تلك الينابيع أقل من متر مكعب في الثانية.
كانت هذه الينابيع من أهم موارد القرية المائية التي استخدمها أهالي القرية في الشرب و الاستخدام المنزلي وغيره.
سبب التسمية
الحَمَّة: بفتح الحاء مع تشديد وفتح الميم، وتعني باللغة العربية الفصحى عين مياه تتدفق منها مياه حارة معدنية وتوجد ينابيع وعيون مياه في عدة دول عربية تحمل الاسم ذاته.
تعرف القرية أيضاً باسم قرية الحمة السورية، ولقب السورية هذا يرجع للفترة الممتدة ما بين عامي 1951 و1967 والتي كانت قوات الجيش السوري متحصنة في أراضي القرية.
معالم القرية
كان في القرية حتى عام 1967 عدداً من المباني الدينية والخدمية، هي:
- مسجد واحد.
- محطة على خط سكة حديد درعا سمخ.
- منتجع سياحي كان يملك امتيازه رجل أعمال لبناني.
- عدة محال تجارية.
- حمامات أثرية قديمة تعرف باسم الحمامات الرومانية.
الآثار
الحمة قرية قديمة تعود الآثار التي ووجدت فيها إلى العهد الروماني، وقد كانت من أعمال مقاطعة "أم قيس"، عرفت باسم "أماتا Emmatha"، وقد ذكرها المؤرخ والجغرافي الروماني (استرابو) الذي عاصر يوليوس قيصر، كما ذكرها مؤرخون يونانيون في مؤلفاتهم.
ومن المعالم الأثرية الموجودة في القرية وتحمل طابع أزمنة قديمة مختلفة:
- تل أنقاض أبنية قديمة.
- بقايا مسروح روماني قديم.
- مباني قديمة.
- أعمدة وقواعدة أعمدة حجرية.
- تيجان أعمدة.
- مزار.
- معبد قديمة أرضه مرصوفة بالفيسفساء.
بالإضافة لهذه الآثار الموجودة في موقع القرية، يوجد في محيط القرية خرب قديمة ربما كانت أيضاً قرى مأهولة في زمن ما، ومن هذه الخرب: خربة الدوير، خربة أبو كبير، خربة أبو النمل.
السكان
قُدر عدد سكان الحمة عام 1931 بــ 171 نسمة، وكانوا جميعهم من العرب المسلمين ولهم حتى تاريخه 46 منزلاً.
ارتفع عدد سكان الحمة في منتصف الأربعينيات (إحصاء عام 1945) إلى 290 نسمة، وقد سجل عام النكبة 336 نسمة وكان عدد منازل القرية آنذاك 90 منزلاً.
قُدِرَ عدد اللاجئين من أبناء قرية الحمة عام 1998 بــ 2066 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
من أسماء عائلات القرية نقلاً عن وثائق تتعلق بإحصائيات سكان القرية نقلها المهندس نايف ترعاني:
- عائلة الرحيل.
- عائلة فلاحة.
- عائلة غوري.
- عائلة ابراهيم.
- عائلة الموسى.
- عائلة المطلق.
- عائلة المؤمن.
- عائلة السالم.
- عائلة الأحمد.
- عائلة دبيسي.
- عائلة العوض.
- عائلة المفلح.
- عائلة الناجي.
- عائلة محلان.
- عائلة الشحادة.
- عائلة قويدر.
- عائلة المسلم.
- عائلة أبو دريزي.
- عائلة حمد.
- عائلة معلا.
- عائلة الخلف.
- عائلة الصالح.
- عائلة إدريس.
- عائلة شتيان.
- عائلة الناصر.
- عائلة السمري.
- عائلة الحسن.
- عائلة الحسين.
- عائلة عقيل.
- عائلة شريتح.
- عائلة الجمعة.
- عائلة العطا.
- عائلة الناصر.
- عائلة مصبح.
- عائلة المرعي.
- عائلة العيد.
- عائلة القاسم.
- عائلة السعيد.
- عائلة العقلة.
- عائلة السبروجي.
الحياة الاقتصادية
كحال أي قرية فلسطينية اعتمد اقتصاد أبناء قرية الحمة على عائدات العمل الزراعي بالدرجة الأولى، ومن ثم اعتمد على عائدات تربية الماشية خصوصاً وأن أراضي القرية كانت مراعي مناسبة لقطعان كبيرة من المواشي، طبعاً بالإضافة لعائدات العمل التجاري الذي كان يستند لموقع القرية عند مفترق الحدود الفلسطينية- السورية- الأردنية، كما عمل بعض رجال وشبان القرية في أعمال ومهن مختلفة سواءً داخل القرية أو في البلدات المجاورة.
الخرب في القرية
توجد على أراضي الحمة ثلاث خرب قديمة، تقع في ناحيتها الغربية على مجرى نهر اليرموك، وهي:
- خربة الدوير: تحتوي على: تل أنقاض، أساسات، جدران قلعة مدمرة كانت مبنية من الحجر البازلتي الأسود، قطع فخارة، أدوات صوانية.
- في هذه الخربة وقعت معركة بين الثوار والقوات البريطانية وذلك يوم 29 نيسان 1939 استمرت هذه المعركة خمس ساعات، خسر فيها الأعداء العديد من القتلى وقد تمكن الثوار من الانسحاب عبر الحدود السورية دون أن تقع بينهم إصابات.
- خربة أبو كبير: تقع غربي خربة الدوير وكان فيها أساسات مبنية بحجارة ضخمة وشظايا صوان.
- خربة أبو النمل: كانت تقع غربي خربة أبو كبير، وتعرف أيضاً باسم خربة أبو نار، وتحتوي على: تل أنقاض صغير، جدران من الدبش، آثار طريق قديم يمتد من الشرق إلى الغرب.
الثروة الزراعية
في موقع وطبيعة مناخ قرية الحمة كان لابدَّ أن يزدهر النشاط الزراعي حيث توفرت عوامل خصوبة التربة التي كانت تروى بالمياه الكبريتية والغنية بالمعادن والمواد التي تجعل تربة أراضي القرية مرتفعة الخصوبة، بالإضافة للمناخ المعتدل شتاءً والحار صيفاً جعلت من الأراضي الصالحة للزراعة تقدر بــ 1105 دونم من أصل 1692 دونم مساحة مجمل أراضي القرية، وقد توزعت المساحة الصالحة للزراعة كالتالي:
- 6 دونم فقط: مزروعة بأشجار الزيتون.
- 1099 دونم: خصصت لزراعة الحبوب والمحاصيل المروية المتنوعة.
ومن محاصيل القرية:
- الحبوب: قمح، شعير،...إلخ
- الخضراوات: الخيار، البندورة، الفقوس، الكوسا، الباذنجان،....إلخ.
- الأشجار المثمرة: الزيتون، الرمان، التين،...وغيرها
كما تغطي الأشجار الحراجية والبناتات البرية مساحات شاسعة من أراضي القرية، لايمكن حصر نوع من أنواع هذه الأشجار أو النباتات حيث ينبت أصناف متنوعة منها خصوصاً في أرض خصبة مثل أراضي الحمة.
المساجد والمقامات
كان في قرية الحمة مسجد واحد مساحته كبيرة نسبياً، له أعمدة رخامية وسبيل مياه في فنائه الأمامي.
الطرق والمواصلات
كانت الحمة ترتبط بالقرى والبلدات المجاورة بعدة طرق معبدة، خصوصاً وأنها في نقطة مثلث حدودي، كما وترتبط بمدينة طبرية بطريق معبد أيضاً.
أضف لهذه الطرق خط سكة الحديد الحجازية التي كانت تربط مدينتي درعا وحيفا مروراً بمحطة الحمة وسمخ المعروفتين.
القرية والمناطق المجردة من السلاح
تم توقيع الاتفاقية في تموز/ يوليو 1949 وبموجب تلك الاتفاقية وقعت مجموعة أراضٍ وقرى فلسطينية ضمن منطقة مجردة من السلاح.
وفق ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين ومن هذه القرى: يردا، منصورة الخيط، خربة أبو زينة، كراد الغنامة، كراد البقارة، وخان الدوير قضاء صفد، وقرى: النقيب، السمرا الحمة قضاء طبرية.
كان الاتفاق ينص أن يعود سكان هذه القرى إلى قراهم على أن تكون خالية من أي وجود عسكري من كلا الطرفين السوري أو الإسرائيلي، وأن تكون هذه المنطقة تحت إشراف لجنة من منظمة الأمم المتحدة.
عاد أهالي تلك القرى إليها، ولكن سلطات الاحتلال لم تكن ترغب باستمرار هذه الاتفاقية، وبدأت تمارس المضايقات بحق سكان هذه المنطقة لدفعهم لتركها والرحيل عنها.
مع بداية عام 1951 قامت سلطات الاحتلال بترحيل مجموعة من سكان القرى المجردة قسراً إلى قرية شعب قضاء مدينة عكا في الداخل الفلسطيني المحتل، وهناك فرضت عليهم منع تجوال استمر ثلاثة أشهر وكان ذلك مطلع العام 1951، في تلك الأثناء تقدمت سورية إلى مجلس الأمن حول ترحيل سكان المناطق المجردة من السلاح قسراً من أراضيهم، الأمر الذي دفع مجلس الأمن أن يصدر قراراً يوم 18-5-1951، والمتضمن وجوب إعادة المواطنين العرب سكان المناطق المجردة من السلاح الذين أجبرتهم حكومة "إسرائيل" على مغادرتها، وتشرف على إعادتهم لجنة الهدنة المشتركة بطريقة تقررها اللجنة.
القرية بين عامي 1948-1956
كانت الحمة وقريتي السمرا والنقيب من قرى قضاء طبرية الذين وقعوا ضمن المنطقة المجردة من السلاح، استناداً لاتفاقية الهدنة الموقعة بين الحكومة السورية وحكومة الاحتلال، وعلى الرغم من أبناء الحمة لم يغادروا قريتهم خلال الحرب إلا أنه كان يتم التعامل معهم كسكان باقي القرى المجردة، فكانوا يستفيدون من خدمات الأنروا الصحية والتعليمية، فدرس أبناء الحمة في المدرسة التي أنشأتها وكالة الأنروا في المنطقة المجاورة للقرية وكان يدرس فيها أبناء قريتي النقيب والسمرا، وكذلك الخدمات الصحية.
أما عن الحياة اليومية فقد مارس أهل القرية ذات الأنشطة الاقتصادية التي كانوا يمارسونها قبل النكبة ولكن مع ظروف صعبة إلى حد ما، من ناحية حرية حركتهم وانتقالهم بين القرية والقرى المجاورة.
لم تكن حياة سكان القرية بين عامي 1949 و1951 هادئة فقد مارس الصهاينة أشكال عدة من المضايقات الأمنية لدفع سكان القرية على الرحيل عنها، ولأن هذه الطريقة لم تنجح كما هو حال باقي القرى المجردة من السلاح، قامت سلطة الاحتلال بترحيلهم بقوة السلاح إما نحو الأراضي السورية والأردنية وإما إلى حامية قرية شعب قضاء عكا، وعلى الرغم من صدور القرار /93/ عام 1951 عن مجلس الأمن والقاضي بإعادة سكان المنطقة المجردة من السلاح إلى قراهم التي هجروا منها لكن سكان قرية الحمة لم تتم إعادتهم، ولكن بقيت قوات الجيش السوري متحصنة في أراضي القرية حتى عام 1967.
القرية بين عامي 1956-1967
بقيت قرية الحمة خالية من السكان ومنازلها قائمة لم تدمر بين عام 1951 وحتى عام 1967، وعندما شنت سلطات الاحتلال حرب الخامس من حزيران/ يونيو 1967 كانت الحمة واحدة من القرى العربية التي احتلت على خلفية تلك الحرب.
احتلال القرية
مع بداية حرب عام 1948 تحصنات القوات السورية في أراضي قرية الحمة، وعلى الرغم من كثرة المعارك التي كانت تجري في محيط القرية والقرى المجاورة، إلا أن أهل القرية لم يغادروها، وقد التجأ بعض سكان قرى السمرا، النقيب وسمخ إلى قرية الحمة واستقروا فيها حتى تموز/ يوليو 1949 عندما تم توقيع اتفاقية الهدنة بين سورية وحكومة الاحتلال حيث وقعت الحمة ضمن أراضي المنطقة المجردة من السلاح، وبقيوا فيها حتى عام 1951 عندما قام سلطات الاحتلال بطرد سكان الحمة باتجاه الأراضي السورية والأردنية ومنهم من قامت بترحيلهم إلى قرية شعب قضاء عكا، بعد هذه الحادثة تحصنت قوات الجيش السوري في أراضي الحمة حتى الخامس من حزيران 1967 حيث احتلت الحمة على خلفية هذه الحرب بشكل نهائي.
ينابيع الحمة وامتياز المنتجع
على الرغم من أن العرب والفلسطينيين كانوا يقصدون ينابيع الحمة لأغراض علاجية وسياحية منذ زمن بعيد، إلا أنه في ثلاثينيات القرن الماضي وتحديداً عام 1936 تمكن رجل أعمال لبناني من بلدة المختارة في جبل الشوف اللبناني، هو المرحوم "سليمان ناصيف" تمكن من الحصول على امتياز استثمار والاستفادة من ينابيع مياه الحمة الأمر الذي أثار امتعاض الصهاينة، خصوصاً وأن ناصيف قام بترميم الحمامت الرومانية المقامة على هذه الينابيع، وشق الشوارع وغرس الأشجار، حاول الصهاينة بطرق مختلفة انتزاع هذا الامتياز من ناصيف لكنهم فشلوا.
كانت مدة الامتياز بين عامي 1936 و 2029، وعلى الرغم من احتلال القرية واستعادتها عدة مرات إلا أن الصهاينة لم يتمكنوا من السطيرة على هذه الينابيع حتى حرب الخامس من حزيران عام 1967.
الحمامات الرومانية الأثرية
فيما يلي ما ذكره المؤرخ مصطفى الدباغ عن هذه الحمامات:
" ينابيع الحمة، تقع بين محطة "الحمة" الواقعة على سكة حديد حيفا- درعا، وضفة اليرموك اليمنى، على ملتقى الحدود بين سورية وفلسطين وشرقي الأردن على بعد 22 كم جنوب شرقي بلدة طبرية، وتبعد حوالي 135 كم عن دمشق ومثل ذلك عن عمان والقدس، كما تبعد 35 كم عن مدينة إربد الأردنية.
أنشأ الرومان على هذه الينابيع حمامات، وماني ومدرجات وساحات تحيط بها أعمدة مزخرفة مازالت آثارها باقية إلى يومنا هذا.
وقد ذكرها القلقشندي بقوله: "وهي عين تنبع ماء شديد الحرارة يكاد يسلق البيضة، يقصدها المترددون للاستشفاء والاغتسال بها.
مياه الينابيع الثلاثة كبريتية جداً، ومياهها تحتوي على قوة الإشعاع وتتألف من ثلاث ينابيع حارة، تعطي يومياً ما يقارب 15 مليون لتر من الماء المعدني الذي يحوي معدن الراديوم المشع، وردرجات الحرارة في هذه الينابيع الثلاث هي: 35.8 درجة مئوية، 39.4 درجة مئوية، و 47 درجة مئوية.
ومن حيث خاصيتها العلاجية، فتوصف مياه هذه الينابيع لعلاج الأمراض الجلدية، والعصبية وغيرها.
وفي الحمة ينبوع مياه للشرب يحتوي على كمية من البيكاربونات تجعله قريباً من مياه "فيشي" المعدنية.
وفي جزء آخر من موسوعته يذكر هذه الحمامات باسم حمامات طبرية ومما ذكره عنها:
عرفها الكنعانيون، فأسسوا عليها مدينتهم "حَمَّات" بمعنى ينابيع حارَّة، وفي العهد الروماني ذكرت باسم "Ammathus".
ذكرها المقدسي في أحسن التقاسيم، بقوله: "بطبرية عين مياه تغلي تعم أكثر حمامات البلد، وقد شقّ إلى كل حمام منها نهر، فبخاره يحمي البيوت فلا يحتاج إلى وقيد، وفي البيت الأو ماء بارد يمزج مقدار ما يتطهرون به ومطاهرهم من ذلك الماء".
أهالي القرية اليوم
منذ أن تم طرد سكان قرية الحمة توجه بعضهم نحو الأراضي السورية والأردنية ويقيمون في مخيمات الشتات فيها حتى يومنا هذا، بالإضافة لمجموعة من أبناء القرية الذي تم ترحيلهم إلى قرية شعب عام 1951 ولايزالون يقيمون في مدن وبلدات الداخل الفلسطيني المحتل حتى يومنا هذا.
القرية اليوم
الحمة واحدة من القرى الفلسطينية والسورية التي احتلت على خلفية حرب 67 ولايسمح لأبناءها العودة للقرية أو العيش فيها، وعلى الرغم من قرارات منظمة الأمم المتحدة المتعلقة بالأراضي المحتلة عام 1967 وقبل ذلك قرار مجلس الأمن /93/ الذي ذكرناه في فقرة سابقة، إلا أنها وكعادتها حكومة الاحتلال تضرب بتلك القرارات عرض الحائط كعادتها.
قانونياً وسياسياً جميع قرارات الأمم المتحدة تصب في بوتقة واحدة وهي ضرورة إعادة سكان قرية الحمة وكذلك سكان قرى المنطقة المجردة من السلاح إلى قرتهم وبأسرع وقت.
عقب احتلال قرية الحمة دمرت سلطات الحتلال معظم منازلها، واليوم لم يبقَ من معالمها ومبانيها سوى:
- مسجد القرية.
- خمسة منازل مبنية من الحجارة البازلتية السوداء.
- الحمامات الرومانية
- بقايا المنتجع السياحي الذي أسسه المرحوم "سليمان ناصيف".
وعن واقع القرية الحالي، فقد حولها الصهاينة لمنطقة سياحية فيها منتجع صحي، وعدة فنادق واستراحات، ويطلقون علها تسمية "حمات جدير/ غدير".
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى."بلادنا فلسطين الجزء الأول- القسم الأول". دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص: 19- 43- 70- 71- 72- 182- 251.
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 261- 266- 268- 289- 338- 353- 354- 355- 356- 367- 381- 382- 383- 384- 385- 386- 387- 455.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 390- 391- 392.
- عراف، شكري. "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2004. ص: 480.
- "قرى طبريا المدمرة". وكالة وفا للأنباء والمعلومات. ب.ت. ص: 4- 5.
- صايغ، أنيس. "بلدانية فلسطين المحتلة 1948- 1967". منظمة التحرير الفلسطينية: بيروت. 1968. ص: 137.
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 82.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 12.
- "قرية الحمة- قضاء طبرية". موقع فلسطين في الذاكرة. تمت المشاهدة بتاريخ: 14-9-2023 من خلال الرابط التالي: https://www.palestineremembered.com/Tiberias/al-Hamma/ar/index.html
- " الحمة (1)". الترعاني، نايف مصطفى. موقع فيسبوك. تمت المشاهدة بتاريخ: 13-9- 2023، من خلال الرابط التالي: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0LbSaU398sM5rVFJXEsFdnzB3BbFLbdYscr9e612TA2uopyvc5trb6GeJEH1C5M7Hl&id=606759883&mibextid=Nif5oz
- "الحمة قرية فلسطينية تاريخية وعيون ساخنة تتدفق منها مياه كبريتية وذكريات رومانية". عواودة، وديع. صحيفة القدس العربي. تم نشر المقال بتاريخ: 3 أبريل 2021، تمت المشاهدة بتاريخ: 13-9-2023 من خلال الرابط التالي: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0LbSaU398sM5rVFJXEsFdnzB3BbFLbdYscr9e612TA2uopyvc5trb6GeJEH1C5M7Hl&id=606759883&mibextid=Nif5oz