معلومات عامة عن قَدَّيتا - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية قَدَّيتا
قرية فلسطينية مُهَجَّرة، كانت تتربع على قمة أحد جبال الجليل الأعلى شمال غربي مدينة صفد، وعلى بعد 7 كم عنها، بارتفاع يصل إلى 750 م عن مستوى سطح البحر، ويقع ىجبل صفد على بعد 2 كم في جنوبها الشرقي.
تبلغ مساحة أراضيها 2442 دونم، منها 30 دونم بُنِيَتْ عليها منازل القرية.
احتلت يوم 11 أيار/ مايو 1948 على يد وحدات الكتيبة الأولى للبلماخ/ القوة الضاربة في سياق عملية "يفتاح".
الحدود
كانت قرية قديتا تتوسط القرى والبلدات التالية:
سبب التسمية
كلمة قديتا بفتح أوله وكسر ثانيه مع التشديد وياء وتاء وألف، لعل الاسم كما يذكر المؤرخ مصطفى الدباغ، لعله تحريف عن "قَدِّيشا" السريانية والتي تعني مقدس.
البنية المعمارية
وُصِفَتْ منازل القرية في مدونات بعض الرحالة أواخر القرن التاسع عشر حيث كتبوا: "أنها كانت قرية مبنية بالحجارة و الطين و كانت البساتين و شجر التين تغطي أجزاء من المنحدر الذي بنيت منازل القرية عليه، وكان سكان القرية يعيشون في (عشر دور/ منازل)، ومن الجائز أن تكون دار أوداران على الأقل من هذه الدور مؤلفة من مجموعة من الغرف هي في الحقيقة مساكن لأسر تربط بينها مجموعة من روابط النسب ويجمعها الإقامة في منزل كبير يتوسطه فناء مشترك .
في الأزمنة الحديثة تمددت قديتا في اتجاهي الشمال الغربي و الجنوبي الشرقي، وفاقاً لشكل المنحدر المبنية عليه و كانت منازلها المبنية بالحجارة، متجمعة بعضها قرب بعض، وبلغ عدد منازلها عام 1931 حوالي 32 منزلاً، ليصل عشية النكبة عام 1948 إلى 52 منزلاً.
معالم القرية
لم يكن في القرية أي مبانٍ خدمية أو إدارية.
الآثار
توجد في جوار القرية خربتان تحملان طابع عصور قديمة، تدل أن موقع القرية كان مأهولاً منذ زمن بعيد، وهاتان الخربتان هما:
- خربة رَبيِّص: كانت تقع شمال غربي القرية، وكان فيها: بعضاً من أساسات جدرانٍ قديمة، أكوام حجارة، قطع فخارية.
- خربة القيُّومة: تحتوي على بقايا مبانٍ، عمود، صهاريج منقورة في الصخر، مدافن ومعصرة.
السكان
تذكر بعض المصادر التاريخية أن عدد سكان القرية في القرن التاسع حوالي 200 نسمة، لكن زلزالاً ضرب القرية عام 1833 ألحق أضراراً جسيمة بالقرية، وانخفض عدد سكان القرية عام 1922 إلى 110 نسمة، ارتفع هذا العدد عام 1931 إلى 170 نسمة وكانوا يقيمون حتى ذلك العام في 32 منزلاً.
ارتفع العدد عام 1945 إلى 240 نسمة، وفي عام 1948 إلى 278 نسمة وكان جميع أهالي القرية من العرب ولهم حتى تاريخه 52 منزلاً.
قُدِرَ عدد اللاجئين من أبناء القرية عام 1998 بـــ 1710 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
لم نستطع الوصول لأسماء عائلات القرية، نرجو ممن تتوفر لديه هذه المعلومة التواصل معنا وتزويدنا بهذه المعلومة.
الحياة الاقتصادية
اعتمد اقتصاد القرية على الزراعة بالدرجة الأولى، وكان هنالك ما مجموعه 1602 دونم من أراضي القرية مستثمراً في الزراعة، وُزِعَتْ هذه المساحة مابين:
- 150 دونم للبساتين المروية.
- 77 دونم غُرِسَ عليه أشجار الزيتون.
- 1452 دونماً زُرِعَ بالحبوب.
وتذكر الموسوعة الفلسطينية أنه تنوعت في قرية قديتا المحاصيل والأشجار المزروعة، كأشجار التين والرومان وكروم العنب وغيرها، وقد تركزت زراعة تلك الأشجار المثمرة شمال وشمال غربي القرية.
بالإضافة إلى الاهتمام بتربية رؤوس الماشية كالأغنام والماعز والأبقار، التي ساعد مردودها أهالي القرية في توفير موارد زرقهم.
تاريخ القرية
يذكر المؤرخ مصطفى الدباغ في موسوعته "بلادنا فلسطين" على لسان الرحالة "إدوارد روبنسون" الذي مرَّ بالقرية في القرن التاسع عشر، ما كتبه عن القرية: "تكثر بجوار قديتا كروم العنب والتين وقد أوقع بها الزلزال ضرراً كبيراً (زلزال 1837) ورأينا طيطبا على مسافة نحو ساعة يميننا.
نحن الآن في أرضٍ حجارتها بركانية سوداء كالتي حول بحيرة طبرية، وصلنا إلى سهلٍ فسيح مرتفع، بموازاة قديتا، أو أعلى قليلاً.
كانت الحجارة البركانية تتكاثر كلما تقدمنا، حتى لم نعد نرَ سواها، وعدا أنها كانت تغطي وجه الأرض، فقد ظهرت وكأنها الصخور مركبة منها.
شاهدنا وسط السهل كوماً من الحجارة السوداء، وحمماً تحيط بفرجة كبيرة كانت سابقاً ولا ريب فوهة بركان، والفوهة حوض بيضوي الشكل، غارق في السهل باتجاه الجنوب الغربي فالجنوب والشمال فالشمال الغربي، طوله يتراوح بين 300 و400 قدم، وعرضه نحو 120 قدماً تقريباً، جوانبه كالرفوف، ولكنها منحدرة ووعرة، ويتضح للناظر على أنها مركبة من الحمم، وبالقرب من الطرف الشمالي الغربي فسحة عرضها بضعة أقدام، انحدارها يتدرج من أسفلها إلى أعلاها، مخلفاً فتحة أو باباً في جدار الفوهة. والحوض غالباً ما يكون مملوءاً بالماء فيكوّن بركة، أما الآن فهو جاف تقريباً لايوجد فيه غير الوحل، وكل ما حوله آثار تدل على سابق هيجانه، وهذا ظاهر من طبقة الحمم وكوم الحجارة البركانية الكثيرة، وهذه البركة تُسمّى بركة الجش، وهو اسم القرية التي بعدها.
احتلال القرية
لا توجد معلومات تفصيلية عن كيفية احتلال قرية قديتا هل تعرضت لهجوم مباشر أم لا، ولكن وفقاً لتقرير لـ الاستخبارات "الإسرائيلية" الذي يستند إليه "بني موريس" فإن قديتا في غالب الظن وحسب موقعها، في سياق عملية "يفتاح" التي احتلت فيها مدينة صفد وما جاورها من قرى، ويؤكد أنه بحلول يوم 11 أيار/ مايو 1948 كانت قرية قديتا قد خلت من سكانها على خلفية احتلال مدينة صفد في اليوم السابق، فدخلت وحدات الكتيبة الأولى للبلماخ/ القوة الضاربة ودمرت منازلها.
القرية اليوم
دُمِرَتْ القرية عقب احتلالها بالكامل، واليوم لم يبقَ منها سوى بضعة قبور في المقبرة، وأنقاض حجرية متناثرة من بقايا المنازل العربية المدمرة، وتغطي النباتات البرية والأشواك، وبعضاً من أشجار التين والزيتون التي لم تقطع عقب احتلال القرية جميعها تغطي أنقاض القرية، فيما يستغل سكان مستعمرتي "سفسوفاه" و"دلتون" المقامتين على أراضي قريتي صفصاف ودلاتة العربيتين يستغلون أراضي القرية في الزراعة ورعي المواشي.
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى."بلادنا فلسطين الجزء الأول- القسم الأول". دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص: 162.
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 31- 186- 196- 197- 206- 207- 108- 273.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 351- 352.
- أبو مايلة، يوسف. "القرى المدمرة في فلسطين حتى عام 1952".الجمعية الجغرافية المصرية: القاهرة. 1998. ص: 28.
- "قرى صفد المدمرة". وكالة وفا للأنباء والمعلومات. ب.ت. ص: 64- 65.
- العباسي، مصطفى. "صفد في عهد الانتداب البريطاني 1917-1948". مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت: لبنان. ط2. 2019. ص: 148- 265.
- "Reoprt and general abstracts of the census of 1922". Compiled by J.B.Barron.O.B.E, M.C.P: 44.
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 109.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 10.
- "قرية قديتا- قضاء صفد". موقع فلسطين في الذاكرة. تمت المشاهدة بتاريخ: 14-7-2023.