التعليم - الفَالُوجَة /الفَالُوجَا - قضاء غزة

كانت الفالوجة منارة علم في المنطقة المجاورة لها، وفيها كانت أول مدرسة ثانوية في قرى قضاء غزة، حيث كان فيها مدرستان حكوميتان:

أولاً:مدرسة الذكور

    تأسست عام 1919 كانت مخصصة لتعليم التلاميذ الذكور، هذه المدرسة كان فيها خمسة عشر غرفة صفية مزودة بمرافق من حمامات وساحة وملعب وغيرها، كانت مدرسة الفالوجة وجهة لدراسة أبناء القرى والقبائل المجاورة للقرية، خصوصاً وأنها تحولت عام 1941 إلى مدرسة ابتدائية كاملة يدرس فيها التلاميذ حتى الصف السابع الابتدائي، وفي العام الدراسي 1947-1948 أحدث فيها الصف الأول الثانوي لتكون بذلك المدرسة الثانوية الوحيدة في قضاء غزة، كان عدد طلاب تلك المدرسة في ذلك العام الدراسي 522 تلميذاً يعلمهم 13 مدرس تدفع القرية عمالة خمسة منهم. 

    المدير من أبناء الفالوجة هو الأستاذ محمد حنوني، نائبه أحمد فرح عقيلان، من المدرسين محمد زيدان، محمد جدوع، جميعهم من الفالوجة.

    المدير قبل النكبة كان الأستاذ جرير القدوة والد ناصر القدوة ممثل منظمة التحرير في الأمم المتحدة وهو من مدينة خان يونس.

    وللمدرسة أرض زراعية تبرع الحاج المرحوم سعيد الشوا وأولاده بقسم كبير منها، في تلك الأرض كان يتم تدريب التلاميذ على بعض الأعمال الزراعية.

    ومن مرافقات المدرسة أيضاً منزل داخل المدرسة كان يتسع ل حوالي 25 تلميذاً، كان هذا المنزل مخصصاً لتلاميذ المدرسة من أبناء البلدات المجاورة الذين يقصدون مدرسة الفالوجة للدراسة فيها، يدفع أهل أولئك التلاميذ مبالغ مالية لقاء إقامتهم في هذا المنزل الذي بني عام 1942، وفي العام الدراسي 1946-1947 قدرت نفقات التلميذ الواحد ب28 جنيه فلسطيني لقاء نفقات الطعام والمسكن والخدمات الأخرى.

    كما كان للمدرسة مكتبة بلغ عدد كتبها 750 كتاباً، وفي إحصائيات المجلس البلدي، قُدِر مبلغ إنفاق المجلس البلدي على مدرسة الذكور في العام الدراسي 1946-1947  بــ 2632 جنيه فلسطيني.

ثانياً: مدرسة البنات

    افتتحت عام 1940 على حساب المجلس المحلي، وفي عام 1943 باتت مدرسة حكومية.

    أعلى صف دراسي فيها هو الخامس الابتدائي، تبعد عن مدرسة الذكور حوالي 250م فقط.

    قُدِرَ عدد طالبات المدرسة في العام الدراسي 1946-1947 ب 83 تلميذة تدرسهنَّ ثلاث مدرسات تدفع القرية عمالة واحدة منهن، وقد بلغ حجم إنفاق المجلس البلدي على هذه المدرسة في العام المذكور  124 جنيه فلسطيني.

    مديرة المدرسة حتى عام 1948 هي زوجة مدير مدرسة الذكور الآنسة أم ناصر القدوة الأخت الكبرى للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

الجدير ذكره أن أبناء الفالوجة عرفوا بحبهم للعلم والتحصيل الدراسي، فكثيراً ما تابع أبناء القرية تحصيلهم العلمي في مدينة المجدل ثم مدينة غزة أو القدس أو نابلس، ومنهم تابع تحصيله الجامعي في العواصم العربية كدمشق وبيروت والقاهرة، ولم يقتصر الأمر على أبناء القرية الذكور، بل هناك عدة عائلات أرسلت بناتها لمتابعة تحصيلهم الدراسي في المجدل وغزة والقدس بعد أن يكملوا الصف الخامس الابتدائي في مدرسة القرية.