معلومات عامة عن بَرّة قِيسَارّيَة - قضاء حيفا
معلومات عامة عن قرية بَرّة قِيسَارّيَة
قرية فلسطينية مُهَجَّرة، كانت قائمة فوق أرضٍ رملية مستوية غربي قرية قيسارية وجنوب غرب مدينة حيفا، وتبعد عنها 37 كم، بارتفاع لايزيد عن 25م فوق مستوى سطح البحر، وتبعد حوالي 3كم إلى الشرق من شاطئ البحر الأبيض المتوسط. أراضي القرية هي جزء من أراضي قرية قيسارية إذ كانت مبنية على أراضي قيسارية فيناحيتها الشرقية.
احتلت عقب مجزرة دامية ارتكبت في قيسارية واحتلت القريتين في سياق عملية "تنظيف السهل الساحلي" وذلك يوم 15 شباط/ فبراير 1948.
الحدود
تحدها القرى والبلدات التالية:
- قرية جسر الزرقاء شمالاً.
- قرية كفر قرع شرقاً.
- قرية عرب الضميري من الجنوب والجنوب الغربي.
- قرية قيسارية غرباً.
أهمية موقع القرية
ترجع أهمية موقع برة قيسارية لكونها القرية التي كانت تفصل قرية قيسارية عن ما يجاورها من مستعمرات كانت مبنية على أطرافها.
سبب التسمية
برة اختصاراً لكلمة برية والتي تعني باللهجة العامية الأراضي الواسعة التي ترعى فيها الماشية، ولأنها تتبع لأراضي قيسارية فعرفت باسم برة قيسارية.
العمران
كان في القرية مدرسة ابتدائية ومقبرة ومسجد والذي هدمته قوات الاحتلال بالكامل.
وان مباني القرية بني بعضها من الحجر وبعضها من الطين.
الآثار
قرية برة قيسارية موقع أثري يضم آثار جدران ، شقف فخار على سطح الأرض، قطع زجاجية ورخامية في كثبان الرمل.
عائلات القرية وعشائرها
من أبرز عائلات القرية:
المصيعي، العَيّاط، الدرنخي، الجواليل (الجالولي)، المشارقة، أبو هيكل.
الحياة الاقتصادية
كان أهل القرية يعتمدون في معيشتهم على الزراعة وتربية المواشي.
الاستيطان في القرية
أقيمت على أراضيها مغتصبة (أورعقيفا) عام 1951.
التعليم
كان يوجد مدرسة في قرية قيسارية المجاورة ، وكان الطلاب يذهبون اليها للتعلم.
الطرق والمواصلات
ترتبط البرة كما قيسارية بالقرى والبلدات المحيطة بها بعدة طرق وبلدات، وعن تلك الطرق:
أولاً: الطريق البرية
- الطرق داخل القرية جميعها ترابية غير معبدة.
- الطريق الواصلة بين برة قيسارية وقيسارية طريق ترابية غير معبدة لا يزيد طولها كيلومتر واحد، وكان أهل القرية يقصدون قيسارية سيراً على الأقدام، ومن قيسارية يستطيعون أن يستقلوا حافلة نقل الركاب وسيارات التكسي المتجهة إلى مدينة حيفا.
- الطرق التي تربط القرية بما يجاورها من قرى وبلدات ومستعمرات كانت أيضاً ترابية غير معبدة.
- الطريق العام المعبدة، ونقصد بها الطريق الواصلة بين قيسارية وحيفا، هذه الطريق تمر جنوبي برة قيسارية بمسافة لاتزيد عن 500م، كان أهل القرية ممن لا يرغبون في قصد قيسارية للذهاب في الحافلة منها، ينتظرون مرور الحافلة أو السيارات عند هذه الطريق.
- وعن القطار، كانت هناك محطتين لسكة حديد على مقربة من القرية هما: محطة زمارين، ومحطة بن يمين، تقعان في على أطراف القرية والمستعمرات آنفة الذكر، كان أهل القرية يستخدمون القطار كثيراً في تنقلهم بين القرية ومدينتي حيفا والخضيرة (مستعمرة تحولت شيئاً فشيئاً لمدينة صهيونية).
ثانياً: الطريق البحري
اعتمد أهل القرية على ميناء قيسارية البحري بشكل كبير، حيث كان أهل القرية وجيرانهم يعتمدون على ميناء قيسارية وقواربها وسفنها للانتقال إلى مدن حيفا ويافا وغزة وبيروت وغيرها، كما استخدموه لنقل وتصدير منتوجاتهم الزراعية.
ثالثاً: طريق خط سكة الحديد
كانت خط سكة الحديد التي تربط بين مدينتي يافا وحيفا، يمر على مسافة قريبة من القرية، وكانت محطتي زمارين وبن يمين لا تبعدان كثيراً عنها، وكان أهل البرة وكذلك أهل قيسارية يستخدمون القطار كوسيلة نقل بشكل كبير.
وعن وسائل النقل المستخدمة في القرية، كانت:
الباصات: كانت هناك ثلاث شكرات نقل تستثمر حافلاتها في المنطقة وهي: شركة فرعون (العربية)، شركتي الأخرتين واحدة يهودية والأخرى بريطانية.
سيارات أجرة (تكسي): كانت ملكاً لأشخاص من قيسارية، كان يعتمد على هذه التكاسي أهل قيسارية وكذلك أهل برة قيسارية.
تاريخ القرية
في عام 1882 م ، استضافت القرية 40 عائلة من البوسنة والهرسك، كانوا قد هربوا من بلادهم وطاب لهم المقام في القرية، وسكنوا مع اخوانهم الفلسطينيين ، وحل بهم ماحل بالفلسطينيين عام النكبة.
قالوا عنها
درست في الصف الأول في قيسارية
ومن بين المهجرين من منطقة قيسارية أيضا، أسرة النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد الحاج علي أحمد ( أبو علي) الذي يختتم كل مقالة له بالقول «يقيم رئيس إسرائيل الأسبق عازر وايزمن في بلدتي قيسارية فيما صرت أنا لاجئا في مخيم نابلس». أبو علي المولود في برة قيسارية عام 1938 درس في الصف الأول ابتدائي في مدرسة قيسارية التاريخية، منوها أنّه كان وأترابه من القرية يذهبون لها سيرا على الأقدام، وقد تتلمذ على يد أستاذ من ذنابة طولكرم اسمه أبو عبد الله. وقال إن نحو 15 طفلا وطفلة درسوا معه في الصّف الأوّل داخل مدرسة حجريّة مجاورة للمسجد التاريخي. لافتا إلى أن بناء برة قيسارية جاء على خلفيّة ممانعة الانتداب البريطاني بناء أي حجر في قيسارية التاريخيّة كونها منطقة أثرية. منوها أن برة قيسارية كانت تملك نحو 80 ألف دونم صادر الانتداب نصفها وسجلها على اسم المندوب السامي، وبقي النّصف الآخر مع الأهالي الّذين عملوا في الزراعة وتربية البقر والجواميس، وأن عائلتي مصيعي وعياط كانتا تمتلكان مساحات شاسعة منها وصلت حدود جسر الزرقاء ووادي الحوارث. كما أشار الى أن منازل بلدته بني بعضها من الحجر والأخرى من الطين. ورغم عراقتها كانت قيسارية التاريخية المجاورة قليلة المساحة، كما يؤكد أبو علي، موضحا أن بعض العائلات من بلدتي عنبتا وعتيل قضاء طولكرم شمال الضفة الغربية، منهم عائلة الشاعر والعنبتاوي قد افتتحت لها دكاكين مثلما فعل جده الحاج علي اليماني. كما يستذكر أن والده كان يتردد كثيرا على قيسارية وحيفا ويافا لجلب بضاعة لدكانه في برة قيسارية محملة على الجمال عبر طريق البيّارات. منوها أن ميناء قيسارية كان مرفأ صغيرا ترسو فيه قوارب صيد ( فلوكات) وبعض السفن المحمّلة بالبضائع وقد تراجعت حركتها نتيجة مد سكة الحديد قريبا من المكان.
ويشير أبو علي الى أن عدّة مطاعم ومقاه انتشرت في قيسارية التاريخيّة وامتدت بالأساس في الجهة الجنوبية للميناء. ويتابع بابتسامة «ما زالت في مخيلتي أيضا صورة النّور (الغجر) الذين قدموا من خارج فلسطين واعتادوا على إحياء حفلات بالطبل والزمر في قيسارية وكنا نهرع لمشاهدتها». ويشير إلى أن زيارته الأولى والأخيرة لقيسارية تمت عام 1990 وأنه بادر لقراءة الفاتحة على أرواح أقاربه وأهالي بلدته برة قيسارية ممن دفنوا في مقبرة موجودة حتى اليوم على ساحل البحر شمال قيسارية التاريخيّة على تلة زرعت فيها أشجار الطرفة التي تشبه الصنوبر. ويلفت إلى أن أهالي قيسارية كانوا قد خرجوا في مطلع 1948 بعد مدة وجيزة من قرار التقسيم، متطابقا بذلك مع شهادة يورام كانيوك، وأنّه رافق أطفالا ذهبوا لها وتجولوا بين بيوتها الخاوية. ويستذكر أن أهالي برة قيساريّة اضطروا للرحيل في مارس/ آذار من العام نفسه ، بعد استهداف حافلة كانت تقلّهم إلى حيفا ومقتل بعض ركابها من عائلة الزغل، حاول بعدها شباب من القرية الثأر من مستوطنة بنيامينا المجاورة.
الشيخ والبحر
ويمتلىء الشيخ أحمد علي الأحمد أبو علي غبطة وهو يرد على سؤال ويقول إنّه كان يرافق والده كل يوم جمعة لقيسارية والصلاة في مسجدها الجميل وما زال يحمل في ذاكرته صورة مدهشة للمكان: «كانت كل بلدنا تروح تصلي في ذاك المسجد الجميل قبل أن نبني مسجدا لنا في بلدتنا برة قيسارية الذي هدمه العدو الصهيوني بالكامل. كان مسجد قيسارية واسعا ويزدحم بالمصلين في صلاة الجمعة، وشبّاكه يطل على البحر، فإذا كنت تمد يدك من النافذة كنت تبللها بماء البحر. وما زلت أذكر عمليّات المد والجزر. كنا نذهب في طفولتنا للسباحة قبالة المسجد عند السّادسة صباحا في الصيف فتكون المنطقة الساحلية قليلة العمق بسبب الجزر ويبدو البحر وكأنه بركة استحمام راكدة، ورويدا رويدا يبدأ البحر بالارتفاع حتّى تصل حافة المسجد نتيجة المد ويبلغ ذلك الذروة ساعة الظهر».
القرية اليوم
- تتجمّع في إحدى ساحات مستعمرة أور عقيفا أكوام من الأنقاض والحجارة، من بقايا آخر مجموعة من المنازل (الّتي تمّ تدميرها قبيل زيارة فريق من الباحثين). ولا يزال جذع شجرة كينا، كانت مزروعة في القرية، قائماً في الموقع.
- أمّا الأراضي المحيطة بالموقع فقد امتدّت المستعمرة إليها، أو بُنيت عليها منازل السكّان الأصليين الجديدة، أو أصبحت بساتين حمضيّات.
أهالي القرية اليوم
-على الرغم من أن أكثر عائلات القرية تسكن الآن الضفة الغربية.
لكن بقي في القرية بضع عائلات (منها عائلة المختار السابق) شيّدت منازل جديدة تبعد نحو نصف كيلومتر إلى الشمال من الموقع الأساسي.
الباحث والمراجع
اعداد ابراهيم منصور& رشا السهلي، لستناداً للمراجع التالية:
- مقابلة مع الحاج احمد الحاج علي النائب في المجلس التشريعي.
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين-الجزء السابع-القسم الثاني". دار الهدى، كفر قرع.ط2. 1991. ص: 617 إلى 638.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين 1948". مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت. ط2. 2001. ص:
- عراف، شكري. "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية". مؤسسة الدراسات الفلسطينية. ط1. 2004.ص: 488-489.
- صايغ، أنيس. " بلدانية فلسطين المحتلة 1948-1967". منظمة التحرير الفلسطينية-قسم الأبحاث. بيروت. 1968. ص: 38- 183- 271-272.
- "إحصاء نفوس فلسطين 1931". وثيقة بريطانية صادرة عام 1932. القدس. ص: 95.
- "إحصاء نفوس فلسطين 1945". وثيقة بريطانية صادرة عام 1945. القدس. ص: 15.
- " التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية مقابلة مع الحاج فوزي أبو هيكل من برة قيسارية". المحاور: ركان محمود& سعيد عجاوي. تاريخ المقابلة: 6/8/2006. موقع فلسطين في الذاكرة، استرجع من الرابط:
https://youtu.be/PBB2rknJPQY - "برة قيسارية قضاء حيفا".موقع فلسطين في الذاكرة. استرجع بتاريخ: 14/2/2023 من الرابط:
https://www.palestineremembered.com/Haifa/Barrat-Qisarya/ar/index.html