أعلام من القرية - إعِبِِلّين/ عْبِِلَّيْن - قضاء حيفا

جودي ميرم ابو حبيب  والمعروف بـ (أبو الحبايب) رجل المجتمع من عائلة مسيحية ارثوذكسية كان له مشوار في النضال الفلسطيني في حزب الجبهة مؤسس ال ميرم الفعلي وعميد العائلة، عمل على التعايش المشترك بين أبناء البلد الواحد مسيحيين ومسلمين حيث كان صاحب شعبيه كبيرة بين أبناء بلده المسلمين والمسيحيين على حد سواء ومن المؤثرين السياسيين، من أوائل تجار المواشي ومحلات الجزارة والملاحم في عبلين تحت اسم ابو الحبايب حيث افتتح هو وزوجته سوسنة يوسف ميرم أول ملحمة حديثة في عبلين توفي عام 2023 



الشاعر الراحل جورج نجيب خليل 

الكتاب سمعان عزيز دعيم

الأستاذ سمعان عزيز إبراهيم دعيم ( 1938-1985): هو الأخ الأكبر في عائلة مكوّنة من عشرة أنفار: سبعة إخوة وأختان. 

تعلم في عبلين حتى نهاية المرحلة الابتدائية وانتقل بعدها إلى المدرسة الثانوية في الناصرة، وأكمل هناك تعليمه الثانوي. 

بعد فترة قصيرة من إنهاء دراسته الثانوية أصدر كتابًا بعنوان «مع الموكب»، مجموعة مقالات وأقاصيص اجتماعية، وهو الكتاب الثاني الذي أصدره نادي الشباب الأرثوذكسي في عبلين سنة 1958 بعد إصداره لمجموعة شعريّة بعنوان «على الرّصيف» للشّاعر جورج نجيب خليل في شهر شباط من سنة 1957. وكان كتاب "مع الموكب" ثاني كتاب يصدر في البلاد باللغة العربية بعد سنة 1948.

ويذكر موقع الإنترنت الحديث الخاص بالنادي الأرثوذكسي العبلينيّ ما سجلته مجلة «الغد» وصحيفة «اليوم» حينها:

  1. عن مجلة ( الفجر) عدد تشرين الثاني سنة 1958 :يصدر قريبًا كتاب (مع الموكب) بقلم سمعان عزيز دعيم. وهذا هو الكتاب الثاني في سلسلة منشورات نادي الشباب الأرثوذكسي في عبلين.
  2. عن جريدة (اليوم) 3/12/1958 :خبر عن صدور كتاب (مع الموكب) للأستاذ سمعان عزيز دعيم.

ويعلّق على الكتاب الشاعر والأديب زهير دعيم (أخ الكاتب)، بقوله "كتاب " مع الموكب" الصادر من فرن مطبعة الحكيم في الناصرة عام 1958 عبارة عن مجموعة من قصص قصيرة هادفة وخواطر اجتماعيّة ونجاوي، يحكي فيها ويحاكي الكاتب المجتمع آنذاك وكأنه يحكيه اليوم، فجاءت معانيه ومفرداته ترفل بالجماليات وتعبّر عن الواقع المُعاش.

يقول سمعان دعيم في كتابه "... أما زلنا نعتقد ما اعتقده أفلاطون منذ ألفين وثلاثمائة سنة بأن الناس جُبلوا من طينات مختلفة، فوضع في طينة بعضهم ذهب فكانوا الأسياد، ووضع في طينة آخرين فضة فكانوا الطبقة الوسطى، والباقون وضع في طينتهم حديد فكانوا العامة؟ إن كان هذا هو السبب، فسنبقى مهزلة العصور والأجيال مدى الدهر". (سمعان عزيز دعيم، 1958، "مع الموكب").

سمعان دعيم، الأستاذ والمربّي المعروف في البلدة والمنطقة، علّم في بداية طريقه في بلدة سخنين، ثمّ تركز عمله في مدرستي عبلين، المدرسة "أ" أساسًا وبعض السنوات في المدرسة "ب". كان معلّمًا ناجحًا وأمينًا في وظيفته، محبوبًا ونشيطًا في التحضير اليومي للمدرسة، وعندما كان يُسأل: أنت صاحب خبرة كبيرة وأنت تعلـّم طلابًا صغارًا، في المرحلة الابتدائية، فهل يحتاج هذا الأمر إلى تحضير لمدة ساعات يوميًّا؟ فكان جوابه، نعم. إنّ الأمر مسألة ضمير ورسالة وأمانة، فالطلاب أمانة في "رقبة المعلم"، والضمير الحيّ يتطلب الاستعداد والتحضير الملائم. وقد ترك المربي سمعان دعيم، سيرةً طيّبة وأفاح عطرا زكيًّا من خلال تقديمه رسالة التربية والتعليم بأمانة ومن خلال أخلاقه وسلوكه في الحياة الاجتماعية، وجميع من علمهم ومن عرفوه يذكرونه بكلّ الخير.

كان سمعان يحبّ المطالعة وكان يطالع يوميًّا ولساعات طويلة، بمعدل 8 ساعات يوميًا. وقد اشترك أكثر من مرة في مسابقات إذاعية بعنوان «نجم الشهر»، التي أشرف عليها الإذاعي أبو جرير، وفاز أكثر من مرة بمرتبة «نجم الشهر» وذلك في مسابقات مقابل شيوخ وأدباء وغيرهم، على سبيل المثال في مجال كتاب «حياة محمد» للكاتب محمد حسنين هيكل، وكذلك في تاريخ الإسلام، حتى أطلق عليه مُحرّر البرنامج لقب «شيخ برنامج نجم الشّهر».

 لقد كان موسوعة أدبية، يتوجه إليها كل من يطلب العلم والأدب، وبالرغم من أنه لم يدرس دراسة أكاديمية جامعية لصعوبة الظروف الاقتصادية لعائلته الفقيرة، ولاضطراره للعمل في سلك التعليم مباشرة بعد انتهاء دراسته الثانوية، ولكنه كان مرشدًا للعديد ممّن ذهبوا للتعلّم الأكاديمي الجامعي في كافّة مراحله، إذ كانوا يأتون إليه طالبين المساعدة والإرشاد، وكان الكلّ يشهد لعلمه وأخلاقه، لقد أحبّ الجميع شخصيته خفيفة الظلّ. 

ولد سمعان لعائلة مسيحية تنتمي لطائفة الروم الأرثوذكس، وكان من الشباب القلائل المتديّنين في القرية، كان يذهب كلّ يوم أحد إلى الكنيسة، ومع أنه كان يقرأ الكتاب المقدّس باستمرار، لكنه شهد عن نفسه أنّ قشور التديّن عمت عينيه عن رؤية الحقّ والحقيقة الواضحة في كلمة الرّب، لقد كان لديه الكتاب المقدّس وكان يقرأ فيه، ولكنه لم يفهم قصد الله ومشورته لحياته، لم يعرف عطيّة الله ومحبّته التي في يسوع المسيح ربّنا، إذ كان لاحقًا يقول عن نفسه: «كنت أعمى روحيًا».

وفي الأربعين من عمره في يوم رأس السنة الميلادية 1.1.1979 زاره مبشّران من مدرسة عمواس لدراسة الكتاب المقدس في الناصرة، ومن خلال اهتمامه للأمور الروحيّة، تعرّف على شخص الرّبّ يسوع معرفة شخصيّة وقبله مخلصًا شخصيًا لحياته، وابتدأ يشهد عن عمل نعمة الرّبّ في حياته، وعن الخلاص الذي أعده الرّبّ لكلّ من يؤمن به لنيل الحياة الأبديّة. وهكذا بمشيئة الرّبّ تأسست كنيسة الإخوة المسيحيين في عبلين سنة 1978، وهي كنيسة إنجيلية تستند على تعاليم الكتاب المقدس، وكان هو خادمًا متطوعًا للتعليم والوعظ فيها.