التعليم - إعِبِِلّين/ عْبِِلَّيْن - قضاء حيفا

      تأسّست أوّل مدرسة ابتدائيّة في القرية في العهد العثماني في العام 1901، ودرس فيها عدد قليل من أبناء القرية. كما تأسّست أوّل مدرسة ابتدائيّة في العهد الانتدابي في العام 1939 ،الّتي تعرف حاليا بـ مدرسة عبلين ب ، وتمّ تأسيس مدرسة ابتدائيّة أخرى للبنات في العام 1942، كان التعليم في مدرسة البنات حتّى الصّف الرّابع بينما استمرّ التعليم في مدرسة البنين حتّى نهاية الصف الثّامن، لهذا وجدت بعض البنات فرصة متابعة الدّراسة في مدرسة البنين فسرعان ما تحوّلت إلى مدرسة مختلطة في نهاية الانتداب البريطاني، في فترة كان ذلك امراً غير عادي. كان في القرية سابقاً مدرسة روسيّة أسّستها البعثة الروسيّة القيصريّة إلى فلسطين قبل الحرب العالمية الأولى، الّذين حالفهم الحظ بمتابعة الدراسة. كان ذووهم يرسلونهم إلى الكليّة العربيّة في القدس، أو إلى مؤسّسات مشابهة في حيفا والناصرة ، تمّ تأسيس مدرستين ابتدائيتيّن بعد العام 1948، وهما المدرسة (أ) والمدرسة (ج) ، وكذلك تأسيس اعداديّة إلى حين فصل صفوف منها وضمها إلى المدرستين المذكورتين قبل عامين، وكان في القرية مدرسة ثانويّة عملت من مطلع السبعينات بصفة مستقلّة حتّى إغلاقها في العام 1982 في اعقاب مبادرة الأب إلياس شقور بتأسيس مدرسة مار الياس الثانويّة للنهوض بالتعليم الثانوي في عبلين، أمّا مدرسة مار الياس الثانويّة فانطلقت في العام 1981 ـ 1982 بـ 90 طالبا و 4 معلمين ، وتطوّرت مع مرور الزمن حتّى بلغ عدد طلّابها في العام الدراسي الحالي 2007 زهاء 1300 طالبا يعلّمهم حوالي 100 معلّم في عشرات الفروع التعليميّة ، وتابع مؤسس المدرسة مشروعه التربوي فأقام مدرسة الهندسيين في العام 1994 حيث يدرس الطلاب فيها للقب الهندسي في فروع مختلفة منها الحاسوب والبناء والتصميم المعماري والتغذية وغيرها ، ومن ثم تم تأسيس مركز استكمال المعلمين في العام 1997 الّذي قدّم خدمات تعليميّة وإثراء وبرامج حديثة لمعلمي الرياضيات والإنجليزية وغيرها من مواضيع التدريس في المدارس، وجاء بعد ذلك دور مدرسة مريم بواردي الابتدائيّة الّتي تأسّست في العام 1998 ،واكتملت في العام 2006 بعد بلوغها الصف الثّامن ، كان بإمكان الطالب أن يدرس في المدرسة الابتدائيّة، ثم يتابع دراسته حتّى المرحلة الثانويّة وما بعدها ، وبمبادرة عدد المثقّفين والأكاديميّين أعلن الأب الياس شقوّر عن تأسيس أوّل جامعة عربيّة في البلاد في عام 2003 ،ذلك بالاتّفاق مع جامعة انديانابوليس في الولايات المتحدة، حيث يدرس الطالب في فروع الكيمياء والحاسوب والاتصالات، كان الأب الياس شقوّر قد اقام فور تكليفه رعاية كنيسة الروم الكاثوليك في عبلين في العام 1965 روضات للاطفال تحمل اسم قديسة القرية مريم بواردي، وكذلك مكتبة للاطفال والشبيبة، وسهرت على رعايتها ومعاونته راهبات مار يوسف الفاضلات اللّواتي لهنّ فضل كبير على أبناء القرية على مدار قرابة اربعين عاما من الخدمة الإنسانيّة والروحيّة والاجتماعيّة، وحظيت القرية بسمعة وشهرة في اطراف العالم بفضل جولات سيادة المطران الياس شقوّر،  فحضر وما زال المئات من المتطوّعين من أوروبا وأمريكا واستراليا لتقديم الخدمات الإنسانيّة والاجتماعيّة ودعم المشاريع التربويّة في مؤسسات مار الياس التربويّة وهيئات ومرافق الخدمة الأخرى في القرية. ليس هذا فحسب بل أنّ اهتمام أطراف رسميّة وهيئات اهليّة محليّة وعالميّة بالقرية، وما يجري فيها قد ازداد مع السنين، وخلاصة الأمر أنّ مؤسسّات مار الياس التربويّة تستقطب زهاء 3000 طالب وموظف وعامل بشكل يومي وعلى مدار العام الدراسي، ويدرس عدد كبير من أبناء عبلين في المعاهد التعليميّة العليا في البلاد وخارجها في عدة مواضيع، من ابرزها الهندسة والطب والصيدلة والحقوق والهندسة والتعليم ، والجدير ذكره في هذا السياق أنّ المدرسة الثانويّة في مؤسسات مار الياس التربويّة قد حصدت في هذا العام عددًا كبيرا من المنح الدراسية للمتفوّقين لمتابعة دراساتهم العليا في معهد التخنيون، وأنّ عددًا كبيراً من خريجي المدرسة قد التحق بكليّات الطب التابعة لكُبريات الجامعات في البلاد، وتحظى القرية بعدد من الخدمات التربويّة والتعليميّة كمعاهد رعاية الطفولة والأولاد في ضائقة وغيرها كمعهد الحنان ومعهد الأمل ، مما تحمل من رسالة نبيلة في خدمة الإنسان والحفاظ على كرامته ومكانته وسط مجتمعه.