معلومات عامة عن إعِبِِلّين/ عْبِِلَّيْن - قضاء حيفا
معلومات عامة عن قرية إعِبِِلّين/ عْبِِلَّيْن
قرية/ بلدة فلسطينية حالية، تقع على بعد 22كم شرقي حيفا، على ارتفاع لايزيد عن 125 م عن مستوى سطح البحر، تبلغ مساحة أراضيها 18632 دونم، تشغل أبنية ومنازل البلدة اليوم مساحة تزيد عن 95 دونم من مجمل مساحتها.
سقطت إعبلين بيد جيش الاحتلال وفق المصادر التاريخية يوم 11 آب/ أغسطس 1948، وبقي معظم أهلها فيها حتى اليوم، لتكون بذلك من القرى القليلة التي بقي فيها العرب في الداخل الفلسطيني المحتل.
الحدود
تتوسط عبلين القرى والبلدات المهجرة والحالية التالية:
- مدينة طمرة شمالاً. (قضاء عكا)
- قرية كوكب أبو الهيجا في الشمال الشرقي. (قضاء حيفا)
- قرية كفر مندا شرقاً. (قضاء الناصرة)
- مدينة شفاعمرو جنوباً. (قضاء حيفا)
- وعرة السريس غرباً. (قضاء حيفا)
سبب التسمية
يذكرها الدباغ في مؤلفه بلادنا فلسطين بتشكيلين:
إعبِِلّين (بكسر الباء واللام مع تشديد اللام) و (عْبِلَّيْن بسكون العين والياء وكسر اللام والباء مع تشديد اللام)، سمّيت القرية بأسماء مختلفة، ونسجت حولها الروايات. فمن سمّاها إعبلين لفظاً ومن سمّاها عبلين بحذف الألف. أمّا من ناحية التّسمية التّاريخيّة قيل : أنّ تسميتها تعود إلى رواية مؤداها أنّه كان بها قائدا خانها وسلّمها للعدو، واختفى فسمّوها عاب اللعين ثم حرّفت ، وفي قول آخر أن أصلها أرامي من كلمة ألين وتعني السّهل الأخضر الخصب وكثير الخضرة والماء، وفي العصر الروماني أخذت اسم زبلون أو أفلين، ومنهم من يقول بأنّها تتكوّن من كلمتين : كلمة إبل ومعناه عين ماء وكلمة بلين ومعناها عيون اثنتين، وآخرون يدعون أنّ عبلين هو اسم محرّف عن زبلون، ذلك ابّان العصر الروماني حيث عرفت باسم افلين بعد ما نهبها القائد الروماني جالوس، ثم أسماها العرب عبلين ولكنّها رفضت كل هذه التسميات لتستقر على أسمها العربي الّذي احتفظت به وهو اعبلين.
أراضي القرية
لكل قرية أراضيها الّتي تحمل أسماء مختلفة، إمّا لموقعها أو نسبة لأحد مالكيها وأصحابها أو لحدث وقع فيها. هكذا الحال في قرية عبلين، فالأسماء كثيرة نورد بعضاّ منها للفائدة والمعرفة :
- وعرة البطم لكثرة شجر البطم في هذه المنطقة الواقعة شمالي القرية.
- وادي صبيح بالقرب من جبل أبو مدوّر، وذلك نسبة لشخص يقال انّه سمي بهذا الاسم لأنّ الشمس تشرق عليه قبل أن تشرق على القرية.
- جبل الغول نسبة لرجل لقّب بهذا الاسم، ذلك انّه امتاز بضخامة جسمه وشجاعته وهو يعقوب يوسف زيدان، لمّا بنى سيادة المطران الياس شقّور مدرسة مار الياس الثّانويّة على هذا الجبل حُوّل الاسم إلى جبل النّور تيمناً بدور ورسالة المدرسة في نشر نور المعرفة والأخلاق.
- عين عافية الواقعة في الجهة الجنوبيّة من القرية لكونها مكان استراحة، وفيها عين ماء تعيد للإنسان عافيته وصحّته.
- الزقاق وهو طريق ضيّقة في الجزء القديم من القرية.
- جبل أبو مدوّر يبلغ ارتفاعه حوالي200 م عن سطح البحر.
الآثار
تكثر الآثار القديمة في القرية وحواليها، حيث عثرت بعثات التنقيب البريطانيّة زمن الانتداب على فلسطين، والبعثات الأثرية لسلطات الاحتلال بعد عام 1948 على مدافن كثيرة منقورة في الصخور، وعلى آبار لخزن المياه وبقايا مقابر وأساسات جدران، وفيها بقايا حصن وأبراج مستديرة، وما زال في القرية عدد من المباني القديمة، قسم منها مستعمل كجزء مكمّل للبيوت الحديثة الّتي اقيمت إلى جانبها وقسم منها غير مستعمل لعدم ملائمته لظروف الحياة المعاصرة.
السكان
قدر عدد سكان إعبلين في إحصائيات العام 1922 بـ 817 نسمة.
ازداد عددهم في إحصائيات عام 1931 إلى 1116 نسمة.
ازداد في العام 1945 إلى 1660 نسمة جميعهم من العرب المسلمين والمسيحيين.
في عام 1967 بلغ عدد سكّان القرية حوالي 2400 نسمة.
في عام 1990 وصل عددهم إلى 7000 نسمة.
في عام 2010 حوالي 11766 نسمة.
في عام 2014 حوالي 13000 نسمة.
في عام 2019 بلغ عدد سكان عبلين 13305 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
أسماء عائلات عبلين وبعض العائلات التي استقرت في القرية بعد نكبة عام 1948، حيث استقر في عبلين مجموعة عائلات من قرى وبلدات مهجرة، وفيما يلي أسماء جميع أسماء عائلات عبيلن المدونة والتي استطعنا معرفتها:
- عائلة أبو الهيجاء.
- عائلة أبو النيل.
- عائلة أبو العسل.
- عائلة أبو غنيمة.
- عائلة أبو شحاده.
- عائلة ابراهيم.
- عائلة إدريس.
- عائلة الياس.
- عائلة اسكندر.
- عائلة أسعد.
- عائلة أشقر.
- عائلة برجاس.
- عائلة غبريس.
- عائلة جدعون.
- عائلة غزاوي جرجوره.
- عائلة داوود (داهود).
- عائلة دحدولي.
- عائلة ميرم.
- عائلة دعيم.
- عائلة واعي.
- عائلة زهران.
- عائلة زيدان.
- عائلة حاج.
- عائلة خاطر.
- عائلة حافي.
- عائلة حبيب.
- عائلة حداد.
- عائلة حجيرات.
- عائلة خوري.
- عائلة خطيب.
- عائلة حيدر.
- عائلة حلاس.
- عائلة خليل.
- عائلة خليفة.
- عائلة حسن.
- عائلة حسنين.
- عائلة خشان.
- عائلة طه.
- عائلة طوقان.
- عائلة يعقوب.
- عائلة مارون.
- عائلة مغندف.
- عائلة مواسي.
- عائلة محسن.
- عائلة موسى.
- عائلة مسلم.
- عائلة مطر.
- عائلة مرداوي.
- عائلة مريسات.
- عائلة ناباسي.
- عائلة نجمي.
- عائلة نشاشيبي.
- عائلة نعيمه.
- عائلة سواعد.
- عائلة سكران.
- عائلة سليم.
- عائلة سلمان.
- عائلة سمنيه.
- عائلة سمره.
- عائلة عبيد.
- عائلة عوابدي.
- عائلة عواد.
- عائلة عوالي.
- عائلة عوده.
- عائلة عويد.
- عائلة عتمان.
- عائلة عزام.
- عائلة علي.
- عائلة فهدان.
- عائلة فرعوني.
- عائلة قسوم.
- عائلة ريا.
- عائلة قسيس.
- عائلة رسلان.
- عائلة شهاب.
- عائلة شوملي.
- عائلة شحاده.
- عائلة الشيخ أحمد.
- عائلة تَيَّم .
مؤلفات عن القرية
- كتاب "جذور عبلين" للأستاذ صابر احمد سكران.
- كتاب "عبلين بلدي" للباحث عماد زيدان.
- كتاب "عبلين جوهرة الجليل" للباحث جورج نجيب خليل.
الثروة الزراعية
غرس الزيتون في 1340 دونمًا ، ويعتبر أهل عبلين من أكثر مزارعي قضاء حيفا عناية بزيتونهم ، وهم أهل جد ونشاط ، ويبذلون الهمّة في زيادة مساحة أراضيهم الزيتونيّة، كذلك زراعة الحبوب في 8628 دونما.
التعليم
تأسّست أوّل مدرسة ابتدائيّة في القرية في العهد العثماني في العام 1901، ودرس فيها عدد قليل من أبناء القرية. كما تأسّست أوّل مدرسة ابتدائيّة في العهد الانتدابي في العام 1939 ،الّتي تعرف حاليا بـ مدرسة عبلين ب ، وتمّ تأسيس مدرسة ابتدائيّة أخرى للبنات في العام 1942، كان التعليم في مدرسة البنات حتّى الصّف الرّابع بينما استمرّ التعليم في مدرسة البنين حتّى نهاية الصف الثّامن، لهذا وجدت بعض البنات فرصة متابعة الدّراسة في مدرسة البنين فسرعان ما تحوّلت إلى مدرسة مختلطة في نهاية الانتداب البريطاني، في فترة كان ذلك امراً غير عادي. كان في القرية سابقاً مدرسة روسيّة أسّستها البعثة الروسيّة القيصريّة إلى فلسطين قبل الحرب العالمية الأولى، الّذين حالفهم الحظ بمتابعة الدراسة. كان ذووهم يرسلونهم إلى الكليّة العربيّة في القدس، أو إلى مؤسّسات مشابهة في حيفا والناصرة ، تمّ تأسيس مدرستين ابتدائيتيّن بعد العام 1948، وهما المدرسة (أ) والمدرسة (ج) ، وكذلك تأسيس اعداديّة إلى حين فصل صفوف منها وضمها إلى المدرستين المذكورتين قبل عامين، وكان في القرية مدرسة ثانويّة عملت من مطلع السبعينات بصفة مستقلّة حتّى إغلاقها في العام 1982 في اعقاب مبادرة الأب إلياس شقور بتأسيس مدرسة مار الياس الثانويّة للنهوض بالتعليم الثانوي في عبلين، أمّا مدرسة مار الياس الثانويّة فانطلقت في العام 1981 ـ 1982 بـ 90 طالبا و 4 معلمين ، وتطوّرت مع مرور الزمن حتّى بلغ عدد طلّابها في العام الدراسي الحالي 2007 زهاء 1300 طالبا يعلّمهم حوالي 100 معلّم في عشرات الفروع التعليميّة ، وتابع مؤسس المدرسة مشروعه التربوي فأقام مدرسة الهندسيين في العام 1994 حيث يدرس الطلاب فيها للقب الهندسي في فروع مختلفة منها الحاسوب والبناء والتصميم المعماري والتغذية وغيرها ، ومن ثم تم تأسيس مركز استكمال المعلمين في العام 1997 الّذي قدّم خدمات تعليميّة وإثراء وبرامج حديثة لمعلمي الرياضيات والإنجليزية وغيرها من مواضيع التدريس في المدارس، وجاء بعد ذلك دور مدرسة مريم بواردي الابتدائيّة الّتي تأسّست في العام 1998 ،واكتملت في العام 2006 بعد بلوغها الصف الثّامن ، كان بإمكان الطالب أن يدرس في المدرسة الابتدائيّة، ثم يتابع دراسته حتّى المرحلة الثانويّة وما بعدها ، وبمبادرة عدد المثقّفين والأكاديميّين أعلن الأب الياس شقوّر عن تأسيس أوّل جامعة عربيّة في البلاد في عام 2003 ،ذلك بالاتّفاق مع جامعة انديانابوليس في الولايات المتحدة، حيث يدرس الطالب في فروع الكيمياء والحاسوب والاتصالات، كان الأب الياس شقوّر قد اقام فور تكليفه رعاية كنيسة الروم الكاثوليك في عبلين في العام 1965 روضات للاطفال تحمل اسم قديسة القرية مريم بواردي، وكذلك مكتبة للاطفال والشبيبة، وسهرت على رعايتها ومعاونته راهبات مار يوسف الفاضلات اللّواتي لهنّ فضل كبير على أبناء القرية على مدار قرابة اربعين عاما من الخدمة الإنسانيّة والروحيّة والاجتماعيّة، وحظيت القرية بسمعة وشهرة في اطراف العالم بفضل جولات سيادة المطران الياس شقوّر، فحضر وما زال المئات من المتطوّعين من أوروبا وأمريكا واستراليا لتقديم الخدمات الإنسانيّة والاجتماعيّة ودعم المشاريع التربويّة في مؤسسات مار الياس التربويّة وهيئات ومرافق الخدمة الأخرى في القرية. ليس هذا فحسب بل أنّ اهتمام أطراف رسميّة وهيئات اهليّة محليّة وعالميّة بالقرية، وما يجري فيها قد ازداد مع السنين، وخلاصة الأمر أنّ مؤسسّات مار الياس التربويّة تستقطب زهاء 3000 طالب وموظف وعامل بشكل يومي وعلى مدار العام الدراسي، ويدرس عدد كبير من أبناء عبلين في المعاهد التعليميّة العليا في البلاد وخارجها في عدة مواضيع، من ابرزها الهندسة والطب والصيدلة والحقوق والهندسة والتعليم ، والجدير ذكره في هذا السياق أنّ المدرسة الثانويّة في مؤسسات مار الياس التربويّة قد حصدت في هذا العام عددًا كبيرا من المنح الدراسية للمتفوّقين لمتابعة دراساتهم العليا في معهد التخنيون، وأنّ عددًا كبيراً من خريجي المدرسة قد التحق بكليّات الطب التابعة لكُبريات الجامعات في البلاد، وتحظى القرية بعدد من الخدمات التربويّة والتعليميّة كمعاهد رعاية الطفولة والأولاد في ضائقة وغيرها كمعهد الحنان ومعهد الأمل ، مما تحمل من رسالة نبيلة في خدمة الإنسان والحفاظ على كرامته ومكانته وسط مجتمعه.
المساجد والمقامات
يوجد في عبلين مجموعة من المساجد القديمة والحديثة هي:
- الجامع القديم يعود تاريخه إلى أيّام حكم الشّيخ ظاهر العمر حاكم الجليل في منتصف القرن الثّامن عشر، وهو موجود في الجزء القديم من القرية وإلى جانبه عدد من المباني القديمة والعريقة.
- مسجد السّلام وهو مسجد حديث البناء يقع في مدخل البلدة.
- مسجد حي أم الشتوية أنشأ حديثاً جنوب غربي البلدة.
الكنائس
تمتاز قرية عبلين بوجود غالبية مسيحية فيها، وما زاد أهميتها الدينية المسيحية هو إقامة القديسة مريم بواردي فيها حسب بعض الروايات التي تناقلها أهل القرية، وفي عبلين مجموعة من الكنائس القديمة والحديثة هي:
- كنيسة مارجوار جيوس للروم الأرثوذكس، يقوم على خدمة رعيّتها الايكونوموس سابا حاج، تقع وسط البلدة القديمة.
- كنيسة مار جوارجيوس للروم الكاثوليك ويقوم على خدمة رعيّتها الأب ميشيل طعمه، تقع وسط البلدة القديمة.
- كنيسة العظة على الجبل والّتي شيّدها سيادة المطران شقّور في مجمّع مؤسّسات مار الياس التربويّة على جبل النور في عام 2005 (الافتتاح) بتقدمات وتبرّعات من الجماعات البوذيّة في اليابان وعدد من رجال الخير في بقاع المعمورة.
- كنيسة الإخوة المسيحيّين تأسّست هذه الكنيسة في سنة 1978. وهي كنيسة إنجيلية مرجعها الأساسي هو الكتاب المقدس.
- وأخيرًا ومع إعلان ابنة القرية مريم بواردي قديسة عالمية دشّنت يوم السبت 17-4-2015 كابيلا (كنيسة صغيرة) والقديسة الجديدة مريم يسوع المصلوب بواردي شفيعة هذه الكنيسة.
تاريخ القرية
يعود تاريخ القرية إلى العصور القديمة، هي من القرى الكنعانيّة وعثر فيها على بعض القبور المنحوتة في الحجر. توالى سكن التجمّعات البشريّة بها على مر الزّمن من الكنعانيّين والمصرييّن والعبريّين والرومان حتّى دخلت ضمن الفتح الإسلامي الّذي أعطاها طابعها وهويّتها وخضعت للسيطرة الصليبيّة حتّى حررها الأيوبيّون.
وتشير الآثار الّتي تمّ العثور عليها في القرية وضواحيها إلى وجود أشكال متعدّدة للسكن البشري (الإنساني) فيها، ويعود هذا السكن إلى عدّة قرون قبل الميلاد، ومرّت في البلاد شعوب وأقوام مختلفة على مر العصور تركوا بصماتهم الحضاريّة على مجمل مركبات الحياة في القرية، وتأثّرت القرية بعادات وتقاليد وردتها مع وصول المحتلين والجيوش والتجّار وسواهم، وكان الرحاّلة الفارسي ناصر خسرو قد زار عبلين وكتب واصفاً جولته:"ثم واصلت السّير من الدامون إلى قرية أخرى تسمى إعبلين، وبها قبر هود فزرته، وكان بفنائه شجرة خرنوب، وكان ذلك في عام 1061 هـ".
لاحقاً اهتم ظاهر العمر بقرية عبلين، حيث شهدت تطوّراً عمرانياً، منها تشييد سور لحمايتها وبعض المباني فيها، كان لسياسته العامّة وأسلوب حكمه كبير الأثر في تطور الحياة العامّة في الجليل، فأخذت عشرات العائلات بالقدوم إلى شفا عمرو وعبلين وحيفا ودير حنا وعرابة وسخنين وسواها للعيش فيها، لما نعمت به من روح المسامحة والأمان، كان نصيب عبلين من سياسة هذا الحاكم جيداً، ما سهّل في عمليّة نمو القرية وتقدّمها.
ومن الشخصيّات اللّامعة في تاريخ عبلين «عقيلة آغا الحاسي» وهو جزائري الأصل هاجر والده موسى إلى شمال مصر ثم إلى غزة ثم وصل عقيلة إلى ولاية عكا فانضمّ إلى جيش إبراهيم باشا المصري في عام 1832 عندما احتل الأخير بلاد الشام، إلّا أنّ عقيلة انضمّ فيما بعد إلى الثائرين على إبراهيم باشا، انتقل بعدها إلى شرقي الأردن حتّى انتهى الحكم المصري عن بلاد الشام، فوصل إلى مرج ابن عامر، فخدم الدولة العثمانيّة على رأس فرقة من رجال العشائر في طبريا وصفد، وقدّم خدمات الحماية للرحّالة والبحّاثة الأمريكي لينش في عام 1848، حيث صدّ هجوم جماعة من العربان قرب البحر الميّت على هذا الرحّالة، فذاع صيته في البلاد وخارجها، إلا أنّ الدولة العثمانيّة خططت للتخلّص منه خوفاً من استمرار ارتفاع مكانته، فاعتقل ونفي إلى بلغاريا. ثم عاد إلى الجليل وصالحته الدولة، وعرف عقيلة الحاسي بموقفه الشّهم والنبيل في العام 1860، عندما منع محاولات عدد من المسلمين في الجليل بالهجوم على قرى المسيحيّين استمراراً للفتنة الطائفيّة البغيضة الّتي عصفت بلبنان وسوريا في العام ذاته، فجمع عدداً من وجهاء وعقلاء المسلمين في عكا والناصرة، عمل معهم على تجنيب الجليل خاصة وفلسطين عامّة ويلات أشرس حرب كان من الممكن ان تُحدث خراباً وبالاً، مقابل هذه الخدمات الجليلة للمجتمع العربي المسيحي في الجليل أرسل نابوليون الثّالث ملك فرنسا لعقيلة الحاسي وساما ومسدّسا تعبيراً عن تقديره لموقفه وعمله النبيلين في شد أزر وحدة أبناء الشّعب الواحد من خلال حماية المسيحيّين، وتنقّل عقيلة الحاسي بين الجليل وشرقي الأردن عدّة مرّات حسب ظروف علاقاته مع الدولة العثمانيّة، وتوفي عام 1870 ودفن في عبلين بجانب اخيه صالح .
ل اعبلين أيضاً مكانة دينية مقدّسة عند طائفة المسيحيين الكاثوليك عَبَلّين لأنّ الرّاهبة مريم بواردي، الّتي اشتهرت باسم مريم من حرفيش، وُلدت فيه عام 1846، توفيت الرّاهبة في 1878 وفي 1983 أعلنها بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني مباركة، اعتماداً على الإيمان بأنّها رأت مريم العذراء.
أعلام من القرية
جودي ميرم ابو حبيب والمعروف بـ (أبو الحبايب) رجل المجتمع من عائلة مسيحية ارثوذكسية كان له مشوار في النضال الفلسطيني في حزب الجبهة مؤسس ال ميرم الفعلي وعميد العائلة، عمل على التعايش المشترك بين أبناء البلد الواحد مسيحيين ومسلمين حيث كان صاحب شعبيه كبيرة بين أبناء بلده المسلمين والمسيحيين على حد سواء ومن المؤثرين السياسيين، من أوائل تجار المواشي ومحلات الجزارة والملاحم في عبلين تحت اسم ابو الحبايب حيث افتتح هو وزوجته سوسنة يوسف ميرم أول ملحمة حديثة في عبلين توفي عام 2023
الشاعر الراحل جورج نجيب خليل
الكتاب سمعان عزيز دعيم
الأستاذ سمعان عزيز إبراهيم دعيم ( 1938-1985): هو الأخ الأكبر في عائلة مكوّنة من عشرة أنفار: سبعة إخوة وأختان.
تعلم في عبلين حتى نهاية المرحلة الابتدائية وانتقل بعدها إلى المدرسة الثانوية في الناصرة، وأكمل هناك تعليمه الثانوي.
بعد فترة قصيرة من إنهاء دراسته الثانوية أصدر كتابًا بعنوان «مع الموكب»، مجموعة مقالات وأقاصيص اجتماعية، وهو الكتاب الثاني الذي أصدره نادي الشباب الأرثوذكسي في عبلين سنة 1958 بعد إصداره لمجموعة شعريّة بعنوان «على الرّصيف» للشّاعر جورج نجيب خليل في شهر شباط من سنة 1957. وكان كتاب "مع الموكب" ثاني كتاب يصدر في البلاد باللغة العربية بعد سنة 1948.
ويذكر موقع الإنترنت الحديث الخاص بالنادي الأرثوذكسي العبلينيّ ما سجلته مجلة «الغد» وصحيفة «اليوم» حينها:
- عن مجلة ( الفجر) عدد تشرين الثاني سنة 1958 :يصدر قريبًا كتاب (مع الموكب) بقلم سمعان عزيز دعيم. وهذا هو الكتاب الثاني في سلسلة منشورات نادي الشباب الأرثوذكسي في عبلين.
- عن جريدة (اليوم) 3/12/1958 :خبر عن صدور كتاب (مع الموكب) للأستاذ سمعان عزيز دعيم.
ويعلّق على الكتاب الشاعر والأديب زهير دعيم (أخ الكاتب)، بقوله "كتاب " مع الموكب" الصادر من فرن مطبعة الحكيم في الناصرة عام 1958 عبارة عن مجموعة من قصص قصيرة هادفة وخواطر اجتماعيّة ونجاوي، يحكي فيها ويحاكي الكاتب المجتمع آنذاك وكأنه يحكيه اليوم، فجاءت معانيه ومفرداته ترفل بالجماليات وتعبّر عن الواقع المُعاش.
يقول سمعان دعيم في كتابه "... أما زلنا نعتقد ما اعتقده أفلاطون منذ ألفين وثلاثمائة سنة بأن الناس جُبلوا من طينات مختلفة، فوضع في طينة بعضهم ذهب فكانوا الأسياد، ووضع في طينة آخرين فضة فكانوا الطبقة الوسطى، والباقون وضع في طينتهم حديد فكانوا العامة؟ إن كان هذا هو السبب، فسنبقى مهزلة العصور والأجيال مدى الدهر". (سمعان عزيز دعيم، 1958، "مع الموكب").
سمعان دعيم، الأستاذ والمربّي المعروف في البلدة والمنطقة، علّم في بداية طريقه في بلدة سخنين، ثمّ تركز عمله في مدرستي عبلين، المدرسة "أ" أساسًا وبعض السنوات في المدرسة "ب". كان معلّمًا ناجحًا وأمينًا في وظيفته، محبوبًا ونشيطًا في التحضير اليومي للمدرسة، وعندما كان يُسأل: أنت صاحب خبرة كبيرة وأنت تعلـّم طلابًا صغارًا، في المرحلة الابتدائية، فهل يحتاج هذا الأمر إلى تحضير لمدة ساعات يوميًّا؟ فكان جوابه، نعم. إنّ الأمر مسألة ضمير ورسالة وأمانة، فالطلاب أمانة في "رقبة المعلم"، والضمير الحيّ يتطلب الاستعداد والتحضير الملائم. وقد ترك المربي سمعان دعيم، سيرةً طيّبة وأفاح عطرا زكيًّا من خلال تقديمه رسالة التربية والتعليم بأمانة ومن خلال أخلاقه وسلوكه في الحياة الاجتماعية، وجميع من علمهم ومن عرفوه يذكرونه بكلّ الخير.
كان سمعان يحبّ المطالعة وكان يطالع يوميًّا ولساعات طويلة، بمعدل 8 ساعات يوميًا. وقد اشترك أكثر من مرة في مسابقات إذاعية بعنوان «نجم الشهر»، التي أشرف عليها الإذاعي أبو جرير، وفاز أكثر من مرة بمرتبة «نجم الشهر» وذلك في مسابقات مقابل شيوخ وأدباء وغيرهم، على سبيل المثال في مجال كتاب «حياة محمد» للكاتب محمد حسنين هيكل، وكذلك في تاريخ الإسلام، حتى أطلق عليه مُحرّر البرنامج لقب «شيخ برنامج نجم الشّهر».
لقد كان موسوعة أدبية، يتوجه إليها كل من يطلب العلم والأدب، وبالرغم من أنه لم يدرس دراسة أكاديمية جامعية لصعوبة الظروف الاقتصادية لعائلته الفقيرة، ولاضطراره للعمل في سلك التعليم مباشرة بعد انتهاء دراسته الثانوية، ولكنه كان مرشدًا للعديد ممّن ذهبوا للتعلّم الأكاديمي الجامعي في كافّة مراحله، إذ كانوا يأتون إليه طالبين المساعدة والإرشاد، وكان الكلّ يشهد لعلمه وأخلاقه، لقد أحبّ الجميع شخصيته خفيفة الظلّ.
ولد سمعان لعائلة مسيحية تنتمي لطائفة الروم الأرثوذكس، وكان من الشباب القلائل المتديّنين في القرية، كان يذهب كلّ يوم أحد إلى الكنيسة، ومع أنه كان يقرأ الكتاب المقدّس باستمرار، لكنه شهد عن نفسه أنّ قشور التديّن عمت عينيه عن رؤية الحقّ والحقيقة الواضحة في كلمة الرّب، لقد كان لديه الكتاب المقدّس وكان يقرأ فيه، ولكنه لم يفهم قصد الله ومشورته لحياته، لم يعرف عطيّة الله ومحبّته التي في يسوع المسيح ربّنا، إذ كان لاحقًا يقول عن نفسه: «كنت أعمى روحيًا».
وفي الأربعين من عمره في يوم رأس السنة الميلادية 1.1.1979 زاره مبشّران من مدرسة عمواس لدراسة الكتاب المقدس في الناصرة، ومن خلال اهتمامه للأمور الروحيّة، تعرّف على شخص الرّبّ يسوع معرفة شخصيّة وقبله مخلصًا شخصيًا لحياته، وابتدأ يشهد عن عمل نعمة الرّبّ في حياته، وعن الخلاص الذي أعده الرّبّ لكلّ من يؤمن به لنيل الحياة الأبديّة. وهكذا بمشيئة الرّبّ تأسست كنيسة الإخوة المسيحيين في عبلين سنة 1978، وهي كنيسة إنجيلية تستند على تعاليم الكتاب المقدس، وكان هو خادمًا متطوعًا للتعليم والوعظ فيها.
أهالي القرية اليوم
هاجر بعض من أهلها إلى الشام ولبنان والأردن والداخل الفلسطيني.
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- "بلادنا فلسطين الجزء السادس-القسم الثاني"، مصطفى الدباغ، دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص: 563- 564- 565.
- "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية"، شكري عراف، مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت، 2004، ص: 401- 402.
- Reoprt and general abstracts of the census of 1922". Compiled by J.B. Barron.O.B.E, M.C.P:35
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 91.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص:12.