معلومات عامة عن مَنْصُورة الخَيّط/ مَنْصُورة الحُولَة/ قرى المناطق المجردة من السلاح - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية مَنْصُورة الخَيّط/ مَنْصُورة الحُولَة/ قرى المناطق المجردة من السلاح
قرية فلسطينية مُهَجّرَة، أنشأت في غور الخيط على حافة تطل على نهر الأردن الذي يمر بشرقها على بعد يقل عن كيلو متر واحد وارتفاع يبلغ 190م عن مستوى سطح البحر، شرقي مدينة صفد وتبعد عنها حوالي 17 كم ، تقع منصورة الخيط في منتصف الطريق بين بحيرة طبرية. وشهدها شارعها وعلى بعد 1،5 كم عنها.
منصورة الخيط (منصورة الحولة) 200 م عن مستوى سطح البحر ، قُدِرَتْ مساحتها المبنية عام 1945 بحدود 17 دونم من مجمل مساحة أراضيها البالغة 6735 دونم.
شرد الصهاينة سكان القرية العرب ودمروها بعد هجوم على القرية من قبل واحدات الهاغاناه يوم 18 كانون الثاني / يناير 1948 هاجر من هاجر أهالي القرية، ومنهم من بقي في حين توقيع الهدنة على أرض الاحتلال توزيعها قرية منصورة الخيط وسبع قرى ضمن المنطقة المجردة من السلاح، تم تعيينها في مناطق أخرى تلك القرى بالقوة ودفعهم لـ اللجوء إلى داخل الأراضي السورية.
الحدود
كانت قرية منصورة الخيط تتوسط القرى والبلدات التالية:
- قرية قباعة شمالاً.
- قرية الويزية تحدها من الشمال الشرقي.
- أراضي الجولان السوري المحتل شرقاً.
- قرية خربة المنظار غرباً.
- وقريتي الجاعونة جنوباً وفرعم من الجنوب الغربي.
أهمية موقع القرية
تعود أهمية موقع منصورة الخيط إلى توسط موقعها الطريق بين بحيرة طبرية جنوباً وبحيرة الحولة شمالاً، كما تمر الحدود السورية-الفلسطينية شرقها وعلى بعد 1,5كم عنها، إضافةً لموقوعها على حافة تطل على نهر الأردن في غور الخيط.
سبب التسمية
منصورة الخيط، يتكون الاسم من شطرين الجزء الأول: منصورة: نسبةً إلى شيخ صالح مدفون فيها يدعى منصور، الخيط لأنها أنشأت في وادي الخيط على حافة نهر الأردن، وبذلك أصبحت تُسمى منصورة الخيط تمييزاً لها عن قرى أخرى تحمل اسم المنصورة على نهر بانياس شمال قضاء صفد وأخرى تحمل الاسم ذاته قضاء حيفا، وغيرهما من المدن، الجدير ذكره أن منصورة الخيط ايضاً تُعرف باسم منصورة الحولة لقربها من بحيرة الحولة.
معالم القرية
لم يكن في القرية إلى حين احتلالها أي مؤسسة خدمية، ولم تكن فيها أي خدمات، واقتصرت معالم منصورة الخيط على مقام الشيخ منصور المدفون في القرية.
الآثار
اشتهرت القرية بكثرة المغر والكهوف حولها، وكان في جوارها موقع أثري يعرف بالمغار، يضم بقايا منازل وقبورًا منحوتة في الصخروصهاريج ومعصرة زيتون. اشتهرت القرية بوفرة محاصيل الزيتون وبساتينها المروية.
السكان
كان في المنصورة 437 نسمة من العرب في عام 1922، وانخفض العدد إلى 367 نسمة عام 1931 وكان لهم حينها 61 منزلاً.
وكان عددهم 200 نسمة عام 1945، وبلغ هذا العدد 232 نسمة سنة 1948 وكانوا يقيمون في 61 منزلاً.
أما عدد اللاجئين من أبناء القرية بلغ عام 1998 حوالي 1425 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
عائلات القرية الوارد ذكرهم في موقع هوية:
فياض، سويدان.
الحياة الاقتصادية
اعتمد اقتصاد قرية منصورة الخيط على عائدات النشاط الزراعي وتربية الماشية، تنوعت محاصيل القرية المزروعة، وكانت الحبوب أهمها وأبرزها إذ شغلت مساحة الأراضي المزروعة حبوباً في منصورة الخيط حتى عام 1945 حوالي 5042 دونم.
الاستيطان في القرية
بنى اتحاد الكيبوتزات في شباط/ فبراير 1948 بمساعدة شبان وشابات يهود من أصول بريطانية واسترالية كيبوتز "كفار هنسي" أي قرية رئيس الدولة، نسبةً إلى حاييم وايزمن على أراضي منصورة الخيط على بُعد كيلو متر واحد من موقع القرية غرباً.
وكان فيه مسبك للمعادن ومصنع هابونيم للمواد المعدنية الخفيفة.
التعليم
لم يكن في القرية إلى حين احتلالها أي مدرسة أو مؤسسة تعليمية.
الطرق والمواصلات
كانت منصورة الخيط ترتبط بمدينة صفد بطريق يبلغ طوله 17 كم منه 13 كم معبداً و4 كم من هذه الطريق غير معبدة، أما الطرق التي كانت تربط منصورة الخيط بالقرى والبلدات المجاورة كانت طرقاً ترابية غير مُعَبَّدة.
القرية بين عامي 1948-1956
أشرنا في فقرة سابقة إلى أنه تم تهجير وترحيل أهالي القرية منها عدة مرات، وفي كل مرة كان الصهاينة يدمرون منازل القرية، أعاد أهالي القرية بناء ما دمره الصهاينة بعد عودتهم إليها، وعند عودتهم آخر مرة في تموز/ يوليو 1951، أقاموا مؤقتاً في خيام، ريثما أعادوا بناء منازلهم المدمرة.
وفي السنوات الخمس اللاحقة التي كانت القرية خلال ضمن المنطقة المنزروعة من السلاح وفقاً لما جاء في اتفاقية الهدنة 1949، لم يكن لدى أهالي القرية أي نوع من الخدمات الصحية أو التعليمية وغيرها.
عاش أهالي القرية في تلك السنوات ظروفاً صعبة، حيث أعادوا بناء منازلهم بالطين والحجارة، اقتصر اقتصاد قريتهم على ما يزرعونه من محاصيل في أراضي قريتهم.
كان يُمنع على أهالي القرية الخروج من قريتهم دون إذن أو تصريح من الشرطة "الإسرائيلية" التي كانت مرابطة على أطراف القرية خوفاً من تواصل أهالي القرية مع الجيش السوري وتزويده بتحركات القوات "الإسرائيلية" في المكان.
لم يكن هناك أي إحصائية دقيقة حول عدد سكان القرية في تلك السنوات، ولكن قُدِرَ عدد سكان المناطق المجردة من السلاح جميعهم بــ 2200 نسمة، وذلك عام 1956 ومن ضمنهم أهالي قرية منصورة الخيط الذين عادوا إليها عام 1951.
القرية والمناطق المجردة من السلاح
نظراً لتعرض القرية لهجمات ومجزرة في الشهر الأول من عام 1948، غادر بعض أهالي القرية كما هو حال سكان قريتي كراد الغنامة والبقارة المجاورتين باتجاه الأراضي السورية، ومكثوا هناك إلى أن تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة بين سورية وحكومة الاحتلال، حيث تم توقيع الاتفاقية في تموز/ يوليو 1949 وبموجب تلك الاتفاقية وقعت مجموعة أراضٍ وقرى فلسطينية ضمن منطقة مجردة من السلاح، وفق ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين ومن هذه القرى: يردا، النقيب، خان الدوير، الصَيّادة، السمرا، خربة أبو زينة، كراد الغنامة، كراد البقارة، ومنصورة الخيط.
كان الاتفاق ينص أن يعود سكان هذه القرى إلى قراهم على أن تكون خالية من أي وجود عسكري سوري أو "إسرائيلي"، وأن تكون هذه المنطقة تحت إشراف لجنة من منظمة الأمم المتحدة.
عاد أهالي تلك القرى إليها، ولكن سلطات الاحتلال لم تكن ترغب باستمرار هذه الاتفاقية، وبدأت تمارس المضايقات بحق سكان هذه المنطقة لدفعهم لتركها والرحيل عنها.
بالإضافة لترحيل بعضهم قسراً إلى قرية شعب قضاء مدينة عكا في الداخل الفلسطيني المحتل، وهناك فرضت عليهم منع تجوال استمر ثلاثة أشهر وكان ذلك في الأشهر الأولى من عام 1951، في تلك الأثناء تقدمت سورية إلى مجلس الأمن حول ترحيل سكان المناطق المجردة من السلاح قسراً من أراضيهم، الأمر الذي دفع مجلس الأمن أن يصدر قراراً يوم 18-5-1951 ، والمتضمن وجوب إعادة المواطنين العرب سكان المناطق المجردة من السلاح الذين أجبرتهم حكومة "إسرائيل" على مغادرتها، وتشرف على إعادتهم لجنة الهدنة المشتركة بطريقة تقررها اللجنة.
وعن احتلال القرية وطرد أهلها منها، يذكر الباحث "خالد بدير" في بحثه "فلسطينيو المناطق المجردة- قريتا البقارة والغنامة نموذجاً":
" عندما بدأ العدوان الثلاثي على مصر، استغلت سلطات الاحتلال انشغال العالم بهذه الحرب، وأنزلت الوحدة 101 بقيادة "إرئيل شارون" في المنطقة المجردة من السلاح، وكان ذلك يوم 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1956، ومن بينها قريتي كراد الغنامة والبقارة حيث أجبر الجنود أهالي القريتين على مغادرتها بقوة السلاح، وبعد ساعات من المقاومة من أهالي القريتين، استطاع جنود الاحتلال إجبارهم على ترك القرية، وحملوهم في شاحنات، ثم ألقوا بهم على الحدود السورية، وبعد أن انقطع أملهم بالعودة إلى قريتهم عبروا الحدود السورية، واستقروا في مناطق الجولان السوري حتى عام 1967".
وعقب احتلال الجولان في حرب 5 حزيران 1967 لجأ أهالي كراد البقارة والغنامة ومنصورة الخيط المقيميين هناك، إلى مدينة دمشق أقاموا في مخيمات الشتات الفلسطيني هناك.
تنويه:
ما جرى لقريتي كراد الغنامة وكراد البقارة وسكانهما جرى أيضاً لقرية منصورة الخيط وسكانها، لم نستطيع الوصول لرواية خاصة بحال قرية منصورة الخيط، إلا أن الروايات الشفهية التي وثقنا منها لقريتي كراد الغنامة والبقارة كانت تذكر كثيراً منصورة الخيط، هذا بالإضافة لموقعها القرية جداً منهما وبالتالي حكماً تعرضت لذات الأحداث، ولكن نرحو ممن يعرف أحداً من أبناء القرية أو لديه معلومات عنها التواصل معنا لتزويدنا بها.
احتلال القرية
كان أول هجوم تعرضت القرية له هو ذاك الذي شنته الهاغاناه عليها في 18 كانون الثاني /يناير 1948، قبل اندلاع القتال الواسع النطاق بمدة طويلة. و يلاحظ المؤرخ الصهيوني بني موريس أنها (أخليت بصورة مؤقتة في أ ثناء غارة انتقامية شنتها الهاغاناه) لكنه لم يذكر ماالذي استجر الانتقام المزعوم. وهو يهمل أيضاً ذكر عدد الإصابات التي أسفرت الغارة عنها, وتاريخ عودة السكان إلى قريتهم بعد نزوحهم المؤقت. وقد عقب تلك الغارة غارة أخرى ليل 6-7 شباط /فبراير. وذكرت صحيفة (نيورك تايمز ) أن (خمسين يهودياً قاموا في أثناء الليل بهجوم منظم على قرية منصورة الخيط بالأسلحة الأتوماتيكية، فنسفوا منزلاً تحت غطاء من إطلاق نار الأسلحة الأتوماتيكية الكثيف، وأسفر ذلك عن جرح قروي بحسب ما ذكر. وقد أكد بلاغ بريطاني رسمي، استشهدت به صحفية (فلسطين)، لكن لئن نزح نفر من سكان القرية جراء الغارتين، فالظاهر أنهم عادوا بعيد ذلك لأن سلطات الاحتلال بذلت جهداً منظماً لطردهم استمر من سنة 1949 إلى سنة 1965.
ففي تموز/يوليو 1949، وقعت حكومة الاحتلال اتفاقية الهدنة مع سورية التي وقعت القرية بموجبها ضمن المنطقة المجردة من السلاح على الحدود بين البلدين. و لذلك بات لسكانها حق الحماية بموجب الاتفاقية لا يجوز طردهم . إلا أن حكومة الاحتلال استعملت طوال الأعوام اللاحقة، عدة أساليب لترحيل القرويين عن منازلهم، إلى أن نجحت في دفعهم إلى داخل سورية وفي حال هذه القرية، وسبع قرى أخرى على الأقل داخل المنطقة المجردة من السلاح، بذرائع مختلفة، منها: ضرورات عسكرية، اقتصادية، وزراعية.
القرية اليوم
تكسو الغابات جزءاً من الموقع، وتكسو الحشائش الجزء الآخر، ولا يظهر من معالم القرية شيء للعيان. أما الأراضي المحيطة، فيزرعها سكان مستعمرة "كفار هنسي" التي بُنِيَتْ على أراضي القرية.
الباحث والمراجع
إعداد: عبد القادر الحمرة، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى."بلادنا فلسطين الجزء الأول- القسم الأول". دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص: 162.
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 31- 58- 61- 150- 169- 171- 172- 173- 253.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 371- 372.
- أبو مايلة، يوسف. "القرى المدمرة في فلسطين حتى عام 1952".الجمعية الجغرافية المصرية: القاهرة. 1998. ص: 31.
- "قرى صفد المدمرة". وكالة وفا للأنباء والمعلومات. ب.ت. ص: 78- 79.
- العباسي، مصطفى. "صفد في عهد الانتداب البريطاني 1917-1948". مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت: لبنان. ط2. 2019. ص: 212- 241.
- صايغ، أنيس. "بلدانية فلسطين المحلتة (1948-1967)". منظمة التحرير الفلسطينية- مركز الأبحاث: بيروت. 1968. ص: 193.
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 108.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 10.
- "قرية منصورة الخيط- قضاء صفد". موقع فلسطين في الذاكرة. تمت المشاهدة بتاريخ: 13- 1- 2023من خلال الرابط التالي: https://www.palestineremembered.com/Safad/Mansurat-al-Khayt/ar/index.html