معلومات عامة عن جَمْزو - قضاء الرملة
معلومات عامة عن قرية جَمْزو
قرية فلسطينية مهجرة، كانت قائمة في منطقة مرتفعة قليلاً شرقي مدينة الرملة وعلى مسافة 6 كم عنها، بارتفاع لايزيد عن 125م عن مستوى سطح البحر.
قدرت مساحة أراضي قرية جمزو بـ 9681 دونم، كانت أبنية ومنازل القرية تشغل منها ما مساحته 50 دونم من مجمل تلك المساحة.
احتلت جمزو بعد هجوم نفذه جنود من "يفتاح" وذلك في سياق المرحلة الأولى من عملية "داني" وذلك يوم 10 تموز/ يوليو 1948.
الحدود
كانت قرية جمزو تتوسط القرى والبلدات التالية:
- قرية دير أبو سلمة شمالاً.
- قرية خربة زكريا من الشمال الشرقي.
- قرية المدية شرقاً. (ألحقت بقضاء رام الله عام 1949)
- قرية خروبة من جهة الجنوب الشرقي.
- قرية عنابة جنوباً إلى الجنوب الغربي.
- قرية دانيال غرباً.
- قرية خربة الضهيرية من الشمال الغربي.
سبب التسمية
جَمْزُو بكسر أوله وسكون ثانيه وضم ثالثه في آخره واو ، هو الاسم الموروث عن الآباء والأجداد وفي الوثائق العثمانية في القرن السادس عشر كانت تلفظ بنفس الاسم جمزو ، وكلمة جمزو بالكنعانية بمعنى المكان المزروع بأشجار الجميز وكان يطلق على القرية في الفترة الرومانية اسم جمزا (Gamza) .
ونقلاً عن المؤرخ الدكتور جوني منصور"قيل إنّ اسمها منسوب إلى بطريرك من العهد البيزنطي اسمه "جمزا". وفي رواية ثانية أنّ الاسم يعود إلى الفترة الرومانية لكثرة انتشار شجر الجميز في أراضيها، علمًا أنه في فترة ما قبل النكبة لم يبقَ فيها من هذا الشجر أي واحدة. في حين أنّ الرواية الثالثة تنسب الاسم إلى العهد القديم (التوراة) لتعني بـ "كم هذا". وهذه الرواية غير واضحة الخطوط بالمرّة. ويُرجّح كثيرون أنّ تسمية القرية بهذا الاسم يعود إلى وفرة أشجار الجميز في أراضيها. وهو شجرٌ يشبه ثمره ثمار التين، ويؤكل.
كما تمّ تسميتها بـ "الأخت الصغرى للد والرملة" لكونها قريبة منهما، وكان لها علاقات اقتصادية واجتماعية معهما يوميًا.
معاصر الزيتون
كان في جمزو ثلاثة معاصر زيتون هي:
- معصرة دار عيسى.
- معصرة دار الزق.
- ومعصرة دار ذيبة.
ويسمي أهالي جمزو المعصرة بالتسمية القديمة "البّد".
المختار والمخترة
عُرِف من مخاتير القرية:
- الحاج محمود الزق
- أحمد الجمل
السكان
- قدر عدد سكان قرية جمزو عام 1922 بـ 898 نسمة.
- وفي عام 1931 بلغ عددهم 1081 نسمة.
- عام 1945 ارتفع إلى 1510 نسمة.
- عام 1948 بلغ عددهم 1752 نسمة.
- وفي عم 1998 قدر عدد اللاجئين من أبناء القرية بـ 10757 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
من عائلات قرية جمزو التي استطعنا معرفتها:
- عائلة الخطيب.
- عائلة ابراهيم.
- عائلة أبو سرية.
- عائلة الجمزاوي.
- عائلة الجمل.
- عائلة الحاج.
- عائلة الخيدي.
- عائلة الدبشة.
- عائلة الجمل.
- عائلة الدسوقي.
- عائلة الزق.
- عائلة القزعة.
- عائلة النجار.
- عائلة خليل.
- عائلة ذايبة.
- عائلة شحادة.
- عائلة شعبان.
- عائلة عساف.
- عائلة عودة.
- عائلة قزعة.
- عائلة قطيش.
- عائلة كنعان.
- عائلة يعقوب.
الحياة الاقتصادية
عمل معظم أبناء جمزو بالزراعة وخصوصاً الحبوب والحمضيات، كما اهتموا بتربية المواشي وتربية النحل. فيما عمل بعض الشباب في المدن القريبة كاللد والرملة ويافا
المساجد والمقامات
كانت في قرية جمزو مسجد وزاوية ومقام الشيخ أحمد الجمزاوي
المسجد: كان في القرية مسجد واحد، موقعه في أعلى مكان في القرية. وتألف المسجد من طابقين. الطابق السفلي فيه حواصل كانت لجنة الوقف المحلية تؤجرها وتعود مداخيلها على مصلحة المسجد وما يتطلب من مصروفات. أمّا الطابق الثاني فكان واسعًا ورحبًا.
الزاوية: وهي عبارة عن بناء مكون من غرفة واسعة في وسط القرية، واستخدمها اتباع الطريقة الصوفية المعروفة بـ "الخلوتية". وأضيف إلى اسم الطريقة في جمزو التالي: "الطريقة الخلوتية الرحمانية الجامعة" نسبة إلى اسم مؤسّسها عبد الرحمن الشريف الحسيني ولأنّها جمعت بين الطرق الصوفية الأخرى التي انتشرت في عدد من القرى والمدن الفلسطينية.وكانت تعقد في هذه الزاوية حلقات الذكر والتسبيح والمناقشات الدينية والاجتماعية. وكانت في بعض الأحيان أشبه بمدرسة تعليمية يطرح السائل سؤاله ويتلقى ردًّا من الشيخ الصوفي. وكانت الزاوية تقوم بجمع التبرعات لإرسالها إلى تكايا الخليل الخيرية. وتولى أبناء الشيخ وأحفاده من بعده خدمة هذه الزاوية إلى أنْ وقعت النكبة.
مقام الشيخ أحمد الجمزاوي: يعتبر أحد الأولياء الصالحين. ولا نملك عن حياته الكثير، سوى أنّه كان من المتصوفة يتبع الطريقة الجيلانية. وتفيدنا بعض المصادر إلى أنّه منسوب إلى حمولة الغليظ أو جحلش (هكذا كان أهالي القرية ينادون أفراد العائلة). أمّا المقام ذاته فهو عبارة عن "حويطة" أو بناء صغير تظلّـله شجرة خروب كبيرة مُعمِّرة. وموقع المقام على الطرف الشمالي الشرقي من الجزء الثاني للمقبرة على الطريق الرئيس العام الذي يربط القرية بالقرى الأخرى شرقًا وبمدينة اللد غربًا. وُيعتبر هذا المقام كغيره من المقامات المنتشرة في فلسطين مكانًا لوفاء النذور بواسطة إضاءة السرج وتقديم الذبائح والمآكل في بعض المناسبات.
المباني والمرافق الخدمية
حتى عام 1948 كان في قرية جمزو:
- مدرسة ابتدائية واحدة.
- مسجد واحد.
- مقام الشيخ أحمد الجمزاوي.
- مضافة كبيرة مجاورة للمسجد.
- ثلاث معاصر للزيتون.
- مطحنة واحدة للحبوب.
تاريخ القرية
تشير المكتشفات في أراضي جمزو أن الإنسان عاش فيها منذ عصور ما قبل التاريخ، ومارس أعمال الزراعة على أنواعها المعروفة في تلك الحقبة. ولقد عُثِر المنقبون على أدوات زراعية يعود تاريخها إلى العصر الحجري. وفي العصر الإسلامي انشئت جمزو على اراضي بلدة جمزو الكنعانية لتتابع مسيرتها العمرانية والحياتية. فبقي الاسم على ما كان. وورد اسم القرية في جداول معبد الكرنك في صعيد مصر من القرن الـ 15 قبل الميلاد. وورد أيضًا ذكرها في أسفار العهد القديم. ووقعت جمزو تحت الاحتلال الفرنجي وشهدت تحريرها على يد صلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطين. ووصف الرحالة والجغرافيين العرب والمسلمين القرية ومحيطها بأنّها شهدت انتعاشًا اقتصاديًا في القرن التّاسع عشر ساعد بعضًا من أهاليها على تطوير اقتصادهم. وتبعت القرية قضاء الرملة في الفترة الانتدابية وفقـًا للتقسيمات التي أجرتها حكومة الانتداب في نهاية الثلاثينيات من القرن العشرين.
وشارك اهال من القرية في الثورة أو الهبة الفلسطينية لعام 1929 والثورة الفلسطينية الكبرى لعام 1936 إلى جانب الثوار والمقاومين ضد الاحتلال البريطاني والمشروع الصهيوني. وشهدت القرية نفسها سلسلة من التظاهرات الاحتجاجية على ممارسات حكومة الانتداب.
المجازر في القرية
بتاريخ 9/7/1948 تقدمت قوة من لواء "يفتاح" التابع للجيش الإسرائيلي،في إطار "عملية داني" وانقسمت إلى قسمين: أحدهما توجه نحو الجنوب واحتل قرية عنابة ثم احتلت قرية جمزو، قرب مدينة الرملة. بعد ذلك بقليل طرد المهاجمون أهل القرية، وكان القتلة يطلقون النار عليهم وهم هاربون، فاستشهد منهم عشرة أشخاص.
احتلال القرية
احتلت جمزو في إطار عملية "داني" إذ تعرضت القرية للهجوم من قبل العصابات الصهيونية بعد هدنة الأيام العشر في شهر تموز 1948. إذ كانت وجهة العصابات احتلال اللد والرملة ومحيطهما. وأرادت القيادة العسكرية اليهودية تغيير الحدود بواسطة توسيع الرقعة التي تمّ منحها للدولة اليهودية وفقًا لقرار التقسيم. فقام لواءان من البالماح وعددهم تجاوز الخمسة آلاف عنصر بإحاطة القرية من الجنوب والشمال وفتح الطريق بالترحيل باتجاه الشرق. فما أنْ أتّموا احتلال قرية عنابة المجاورة حتى وصلت أخبارها إلى الأهالي فأسرعوا إلى الهرب خارج القرية، إلاّ أنّ العصابات الصهيونية لاحقتهم وأطلقت عليهم النار منعـًا لعودتهم إلى القرية. ولقد استشهد عدد من أبناء القرية أثناء الهجوم والهروب منها.
كتب المؤرخ ا. جوني منصور حول احتلالها:
الاحتلال والسقوط
وفور صدور قرار التقسيم رقم 181 انطلقت العصابات العسكرية اليهودية بتنفيذ سلسلة من الهجمات على قرى ومدن فلسطين. أمّا جمزو فقد تعرضت الى هجوم من هذه العصابات بعد هدنة الأيام العشر في شهر تموز 1948. إذ كانت وجهة العصابات احتلال اللد والرملة ومحيطهما. وأرادت القيادة العسكرية اليهودية تغيير الحدود بواسطة توسيع الرقعة التي تمّ منحها للدولة اليهودية وفقًا لقرار التقسيم. فقام لواءان من البالماح وعددهم تجاوز الخمسة آلاف عنصر بإحاطة القرية من الجنوب والشمال وفتح الطريق بالترحيل باتجاه الشرق. فما أنْ أتّموا احتلال قرية عنابة المجاورة حتى وصلت أخبارها إلى الأهالي فأسرعوا إلى الهرب خارج القرية. إلاّ أنّ العصابات لاحقتهم وأطلقت عليه النار منعـًا لعودتهم إلى القرية. ولقد استشهد عدد من أبناء القرية أثناء الهجوم والهروب منها.
وبعد أنْ سيطر اليهود على القرية أقاموا لهم مقرًّا عسكريًا فيها وسيطروا على تلّتها الاستراتيجية التي تتحكّم بالطرق المؤدية من وإلى اللد والرملة. وبهذه الطريقة، أي بعد احتلال جمزو وعدد من القرى الاخرى القريبة والسيطرة على الطرق الرئيسة انفردت العصابات باحتلال اللد والرملة وتشريد سكانها. وارتكب اليهود ابشع اشكال المذابح في اللد يشهد لها التاريخ بوحشيتها.
في حين أنّ الجيش العربي الأردني كان قد أرسل إلى تلك المناطق دورية تابعة للوائه الثالث في الحادي عشر من تموز 1948 فطردت القوة الإسرائيلية المعتدية. فتجهز الأهالي في القرى المجاورة الذين تركوا قراهم، بهدف العودة إلى جمزو إلاّ أنّ الدورية الاردنية انسحبت من القرية وعاد اليهود إلى احتلالها من جديد. وتُشير بعض الوثائق إلى أنّ القائد البريطاني المسؤول مباشرة عن الجيش الاردني بعث برسالة أمر فيها القوات العربية الاردنية بالانسحاب من المنطقة عن طريق جمزو وعنابة وبيت سيرا. فتفرّغت المنطقة لاحتلال الجيش الإسرائيلي لها في عملية عسكرية أطلق عليها اسم "عملية داني". وقام هذا الجيش بمسح معظم معالمها مباشرة منعًا لعودة سكانها اصحاب الارض الاصليين. وانتشر عدد من عائلات القرية في مدن الضفة الغربية كالخليل ومنهم من انتقل إلى عمان طلبا للعمل والرزق.
دُمّرت القرية بالكامل وأُزيلت معظم بيوتها إلاّ القليل منها استخدم مخازن للمستعمرة التي أقامتها حكومة إسرائيل بالاسم ذاته في العام 1950.
أهالي القرية اليوم
اتجه معظم أبناء القرية عقب احتلالها نحو مدن الضفة الغربية وهم اليوم في معظمهم يقيمون في الأردن وفي الضفة الغربية ويبلغ عددهم حالياً من 12- 15 ألف نسمة.
القرية اليوم
دمرت القرية بعد احتلالها بالكامل ولم يبق من منازلها إلاّ حجارة مبعثرة في أرجاء الموقع، وبعض الحيطان المتداعية.
أنشأت سلطات الاحتلال على موقعها مستعمرة جمزو عام 1950.
أما باقي الموقع فتغطيه الشجيرات البرية والنباتات الشائكة، كما تغطيه بعض اشجار الزيتون ونبات الصبار وغيرهما.
الباحث والمراجع
إعداد: عبد القادر الحمرة، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى."بلادنا فلسطين الجزء الأول- القسم الأول". دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص: 288- 425.
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء الرابع- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 506- 531- 532- 533- 534- 563.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 203- 204.
- عراف، شكري. "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2004. ص: 428.
- أبو مايلة، يوسف. "القرى المدمرة في فلسطين حتى عام 1952".الجمعية الجغرافية المصرية: القاهرة. 1998. ص: 103.
- "قرى الرملة المدمرة". وكالة وفا للأنباء والمعلومات. ب.ت. ص: 26- 27.
- صايغ، أنيس. "بلدانية فلسطين المحتلة 1948- 1967". منظمة التحرير الفلسطينية: بيروت. 1968. ص: 118.
- "Reoprt and general abstracts of the census of 1922". Compiled by J.B. Barron.O.B. E, M.C.P: 25
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 20.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 29.