الآثار - الشيوخ - قضاء الخليل

تنتشر في منطقة الشيوخ الخرب الأثرية الكثيرة، فقد وجد بعض السكان القطع النقدية القديمة ‏‏(الأنتيكا) غالية الثمن، وكانت سببًا في ‏ثرائهم وشراء المعدات وإنشاء المشاريع الاستثمارية.

‏أوّل منطقة وجدت فيها القطع النقدية الثمينة رجم رحمة في الشيوخ، وقد روى الحاج فتحي إسماعيل ‏الحلايقة للباحث د. إدريس ‏جرادات بتاريخ 13/7/2015م أن إذاعة لندن نشرت خبرًا في حينه بوجود ‏أغلى قطع أثرية عند كادوا في بيت لحم والقدس، والتي ‏حصل عليها من تجار الآثار في منطقة رجم ‏رحمة، وذكر أن المنطقة كانت عبارة عن بنك، وشاهد بعينه أوعية فخارية بكميات ‏هائلة وقطعًا نقدية ‏ذهبية.

وقد عمل معظم سكان منطقتي الشيوخ وبيت فجار في الحفر والتنقيب عن الآثار، فكشفت عمليات الحفر ‏عن الصخر الصالح للبناء ‏بألوانه المختلفة.‏

قصر خليفة

‏يقع قصر خليفة على بعد حوالي 3 كيلو مترات إلى الجنوب من قرية الشيوخ، وعلى بعد 700م إلى الشرق ‏من موقع خربة راس ‏الطويل (إحدى المدن التي تعود بتاريخها إلى العصر الحديدي الثاني والفترات ‏الكلاسيكية). ‏

تبلغ مساحة القصر حسب الترسيم البريطاني حوالي ثمانية دونمات، وهو ‏بذلك يعتبر من المعالم الأثرية الكبيرة نسبيًّا. ‏ويتمتع الموقع بإطلالة خلاّبة على الجهات الأربع، وتحيط به ‏أشجار العنب والزيتون ما يجعله في موقع يشرف على مشهد يمتد على ‏مدى البصر.‏

‏ذكر الموقع أوّل مرة في مسح غرب فلسطين (1870-1877م) على أنه برج متهدم. وفي المسوحات اللاحقة ‏سنة 1936م ظهر باسم ‏قصر خليفة، إلاّ أنّ التنقيبات التي أجراها سنة 1996م طاقم الآثار في الضفة ‏الغربية تحت إشراف السيد عبد العزيز الرجوب ألقت ‏الضوء على طبيعة الموقع ومكوناته الأساسية، حيث ‏يحتوي على آثار استيطان بشري تعود بتاريخها إلى الفترتين الرومانية ‏والبيزنطية.‏

وكشفت التنقيبات عن وجود قصر محصن مربع الشكل تبلغ مساحته 64 مترًا مربعًا، وله ساحة خارجية ‏أبعادها 30 ‏x‏ 30 مترًا، ‏وألحق بالقصر مبنًى له مدخل رئيس (بوابة).‏

القيصرية: موقع أثري في الشيوخ ينسب لأحد قياصرة الروم كان قد سكنه قبل الإسلام، ومعالم السجن في القيصرية ‏واضحة، وتتصل بنفق ‏تحت الأرض، وبها معصرة للزيتون وحجر دائري كبير.‏ ‏ويروى أنّ المسلمين دخلوها في الفتح الإسلامي، وأنّ صلاح الدين الأيوبي دخلها وطهر المنطقة من ‏رجس الصليبيين، وهزمهم ‏في معقلهم في القيصرية. (مقابلة من الحاج محمد موسى أبو عيد العيايدة – ‏الشيوخ).‏ ‏ ‏

ساحة البلد: المضافة والفندق المجّاني وملتقى أهل البلدة

‏ تقع بجانب مقام الشيخ إبراهيم الهدمي، وكانت مكان التقاء أبناء القرية وحل المشاكل والتوفيق بين ‏الناس ورأب الصدع بينهم، ‏وكانت تعتبر فندق القرية المجاني للضيوف والزوار، وكانت تصنع الطعام ‏كل ليلة عشيرة من عشائر الشيوخ وتقدمه فيها للناس، ‏وكذلك كانت مكان الحفلات والمناسبات وجلسات ‏السمر والمناقشات العلمية. وفي الثلاثينيات من القرن العشرين ـ بعد تقسيم أراضي ‏الوقف في العروب ـ ‏انقسمت الساحة إلى عدة ساحات كل واحدة منها تخصّ عشيرة. (من المختار شحدة عبد الحي الحلايقة).‏ ‏‏ ويرى الباحث عدنان عويضات من الشيوخ أنّ ساحة بلدة الشيوخ الكائنة بجانب مسجد الهدمي بناء ‏روماني كان مضافة عامة لأهل ‏الشيوخ لأكثر من 250 عامًا.

‏وفي رمضان كان الرجال يجتمعون فيها للإفطار الجماعي، وكان كل واحد منهم يحضر معه طبق ‏طعام من بيته. وكان من أهمّ ‏أكلاتهم الشائعة في تلك الايام : الرقاق (بالبندورة، واللبن والسماق)، ‏والعدس، وسلطة البندورة أو قشور البندورة، والفت باللبن , ‏والمفتول , والجريشة ومريسة اللبن البلدي... ‏وغيرها من الأكلات الشعبية بسيطة المكونات والتحضير. وكانت الحلوى القطين ‏والزبيب، والمشروب ‏الماء وبعض العصائر البسيطة كـ (قمر الدين). وكانت الإضاءة بالسراج، والفراش من بساط منسوج من ‏شَعْر ‏الأغنام. وكانوا يعدون مائدة الإفطار بروح المحبة والألفة والأخوة، يفطرون ويصلون جماعة، ‏ويسهرون ويتسامرون، ويتبادلون ‏القصص والفوازير ويمزحون ويضحكون، ويلعبون ألعابًا شعبية مثل : ‏النّقدة، والسيجة، واقلب يا صاج. وبعد صلاة التراويح منهم ‏من كان يعود إلى بيته، ومنهم من يبيت في ‏الساحة. وتمضي الأجيال ويبقى رمضان.‏

 زاوية مقام الأربعين

مسجد يعود إلى العهد العمري، ويقع إلى الغرب من مقام الهدمي، سمي بالأربعين نسبة إلى استشهاد ‏أربعين مجاهدًا من المسلمين ‏في أثناء الفتح الإسلامي للقيصرية، حيث استشهدوا في خندق محفور تحت ‏الأرض، ثم تحولت إلى دار لتحفيظ القرآن الكريم.

خربة الزعفران

‏تقع في ظاهر القرية الشرقي، وترتفع 923 مترًا عن سطح البحر، وبها أساسات، وبجوارها أقام ‏اليهود على الأرض التي ‏اغتصبوها من الأهالي مغتصبة "أسفير" . (مصطفى مراد الدباغ، بلادنا ‏فلسطين… ص 170).‏

المدرسة العمرية

‏تم تأسيسها عام 1919م في غرفة قرب مسجد الأربعين كمدرسة دينية يتعلم فيها كلا الجنسين وفي ‏عهد الانتداب درس فيها الشيخ عبد ‏الغفار زلوم، وكان الطالب فيها يختم ربع ياسين من القرآن الكريم، ‏ويتخرج بزفّة من أهل القرية، وأوّل طالب تخرج فيها هو حامد ‏سليم الحلايقة. (مجلة الهدمي شهر آذار ‏‏1996، ص 14).

القنطرة

‏بنى شيخ القرية في أواخر العهد التركي، أحمد عيد الحلايقة، من ماله الخاص هذا المكان فوق ‏الشارع العام وسكنه، وكان سكان ‏القرية يمرون من تحته، ولكنها تساقطت في عام 1980م وهدمت، ‏ولم يبق منها إلاّ القسم الجنوبي من الطريق.‏