معلومات عامة عن النبي روبين / الرملة - قضاء الرملة
معلومات عامة عن قرية النبي روبين / الرملة
في فلسطين قريتان اسمهما النبي روبين وكل واحدة منهما فيها مقام يطلق عليه اسم النبي روبين ، القرية الأولى تقع على الحدود الشمالية لفلسطين بالقرب من لبنان وهي ضمن قضاء عكا والثانية قرية النبي روبين قضاء الرملة وتقع في السهل الساحلي الأوسط وشاطئها البحر الأبيض المتوسط والتي نحن بصددها اليوم في هذه الحلقة .
الموقع والمساحة
الموقع
كانت تقع قرية النبي روبين في أقصى الغرب من قضاء الرملة وهي على بعد (14) كيلومتراً عن مدينة الرملة وتبعد (14) كيلومتراً عن مدينة يافا عروس البحر .
ونشأت القرية على أرض رملية في السهل الساحلي على الطرف الجنوبي لنهر روبين وترتفع عن سطح البحر حوالي (20) متراً وكان لها طريق شبه معبدة إلى مدينتي الرملة ويافا بالإضافة إلى دروب (طرق) صغيرة وصعبة مع القرى المجاورة
الحدود
المساحة والحدود
لقرية النبي روبين أراضٍ شاسعة كانت مساحتها قبل النكبة (002 و31) دونم ، فهي القرية الثانية من حيث مساحة الأراضي في قضاء الرملة بعد بلدة يبنا والتي كانت مساحة أراضيها (59554) دونماً ومعظم أراضي النبي روبين كثبان رملية .
ويحدها من الشمال عيون قارة (ريشون ليتزيون) ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب يبنا ومن الجنوب الشرقي أراضي قرية صرفند الخراب ومن الشرق عدد من المستوطنات منها بيت حنان وبيت عوفيد وتناعيم .
أهمية موقع القرية
مكانة القرية
وقرية النبي روبين أخذت شهرتها منذ القدم حيث كانت القرية مركزاً تجارياً قبل الحروب الصليبية وكان في القرية أسواق للخيل والأسلحة واستمرت الأسواق مشهورة ويقبل عليها التجار من الشام ومن مصر حتى بداية الحروب الصليبية خفت وشبه انتهت الأسواق فيها ، وبعد الحروب الصليبية بدأ ظهور موسم النبي روبين في القرية أبان الأيوبيين والمماليك مروراً بالعثمانيين حتى عام النكبة 1948م وهناك أقوال تفيد أن المقام بني على أرض أقيم عليها معبد كنعاني ، وأن الموسم بإحتفالاته يعود تاريخهُ إلى الكنعانيين وفي فترة الحكم العثماني بدأ أهالي مدن اللد والرملة ويافا والقرى المحيطة بهما يحيون موسم النبي روبين ويستمروا بالمكوث فيه شهري آب وأيلول من كل عام حيث تنصب الخيام والمعرشات ويزورون مقام النبي روبين ويؤدون الصلاة وتأتي إلى الموسم كل الفرق الصوفية تقريباً ويقيموا الموالد وحلقات الذكر وكانت إدارة الوقف تؤمن الأكل والمشرب ، وفي الحلقة الثانية سنتحدث عن الموسم بتوسع .
قرية النبي روبين الطيب أهلها قرية عريقة صاحبة تاريخ وتراث مثلها مثل المدن والقرى الفلسطينية ، لكن جاء الاحتلال البريطاني ليصبح فيما بعد الانتداب البريطاني ، ليبني مشروع وعد بلفور لإقامة دولة اسرائيل على أرض فلسطين واحتلت قرية النبي روبين مع ما أحتل من فلسطين عام 1948م .
مصادر المياه
نهر روبين : عرفه الكنعانيون باسم ( نهر بعل ) وكلمة بعل كلمة عربية كنعانية بمعنى (رب أو سيد ) وعرف الكنعانيون قديماً باسم نهر بعل ومعناه إله الخصب عندهم . وحرف اليونان اسم نهر بعل إلى نهر بيلوس ونهر روبين لا يزيد مجراه الدائم الى ثلاثة كيلومترات ونصف وكنت تجد في موسم النبي روبين القوارب الصغيرة منتشرة في النهر .
وتتجمع مياه نهر روبين في أيام الشتاء من عدة أودية وسيول من الأمطار في فصل الشتاء وقسم من فصل الربيع وأهم الأودية التي ترفد النهر وادي الصرار الذي هو امتداد من جبال القدس في بيت جالا والولجة ثم بيت حنينا وقلونية والقسطل وعكور وعرتوف ثم من بيت سوريك حتى يصل عرتوف وتجتمع هذه الأودية بوادي الصرار ثم يأتي وادي جليا المخِزن قطره المغار ليتحد مع وادي الصرار مروراً بقرى بشيت ويبنا وزرنوقا والقبيبة وعند دخول أراضي قرية النبي روبين في منطقة تل السلطان يطلق عليه نهر النبي روبين وأحياناً نهر وادي روبين الصرار ويقال أن طول هذه الأودية من بدايتها إلى مصب البحر الأبيض المتوسط يصل إلى أكثر من (75) كيلومتر كلها ذات جريان سيلي باستثناء السبعة كيلومترات الأخيرة ومع نهاية الربيع تتوقف الأودية ويبقى النهر الصغير داخل حدود قرية النبي روبين وطوله ثلاثة كيلومترات ونصف ويتميز حوض نهر روبين بعد عام 1945م بالتجمعات السكانية المختلفة ويعمل السكان بالزراعة وتربية الحيوانات وتربية كثير من أنواع الطيور .
العيون وآبار الماء
عيون الماء في القرية
1ـ عين المالحة وهي غزيرة المياه وتستمر طوال الصيف .
2ـ عين الوعيجي .
3ـ عين المينا ( وفي النبي روبين كان ميناء صغير في أقصى الجنوب الغربي للقرية).
4ـ عين المواصي الحلوة .
5ـ آبار المقام والمياه فيها شبه دائمة .
6ـ بعد زراعة بيارات البرتقال أصبح لكل بيارة بئر ارتوازي ومياه هذه الآبار عذبة وأصبحت تقريباً آبار البيارات مخصصة للشرب .
سبب التسمية
التسمية
تقول الرواية الشفوية أن هذا الاسم (النبي روبين) هو الاسم الموروث عن الآباء والأجداد وأخذت القرية هذا الاسم لوجود مقام النبي روبين في القرية .
العمران
عدد البيوت المعمورة والسكان
كان عدد البيوت المعمورة في قرية النبي روبين عام 1871م (44) بيتاً معموراً وقدرت البيوت المعمورة في القرية عام النكبة 1948م (333) بيتاً وبلغ عدد سكان القرية عام 1948م (1667) نسمة ووفقا لتقدير وكالة الغوث الدولية عام 2008م وصلوا إلى (13667) نسمة
المختار والمخترة
المخاتير
كانت وظيفة المختار موجودة في قرية النبي روبين منذ آواخر العهد العثماني وكان في الغالب مختاران ، مختار أول ومختار ثاني ، ولقد تسلمت عدة شخصيات المخترة من عائلات مختلفة ، وكانت مهمة المختار في قرية النبي روبين لها اعتبارها وكان مركز المختار مهماً وله احترامه وتقديره والمختار ومهامه كثيرة منها الرسمية والشعبية وكان بيت المختار مجمعاً وملتقى لرجالات البلدة وبيته مركز إصلاح في حل المشاكل إن حصلت ، ومن مخاتير النبي روبين:
1ـ الشيخ محمد مشعل .
2ـ الشيح أبو مسمح الزيودي .
3ـ الشيخ محمد السواركه .
4ـ الشيخ مبارك حسن أبو ستيتان.
المضافات
كان في قرية النبي روبين عدد من الدواوين أو المقاعد ويطلق عليها في القرية غالباً أسم مضافة وهذه المضافات غالباً يجتمع فيها أصحابها تحت شجرة السدرة القريبة من مقام النبي روبين وشجرة السدرة هي شجرة دوم ضخمة وتظلل مساحة كبيرة من الأرض ومن ساحات المقام وكان يستظل بها أصحاب الدواوين وخصوصاً في الصيف والأيام الحارة هذا وكان بيت المختار مضافة وقبل عام النكبة 1948م أصبح لكل حمولة وعشيرة ديوان تقريبا وبعض العشائر لها أكثر من ديوان .
الآثار
مقام النبي روبين والمسجد
1ـ مقام النبي روبين من المقامات القديمة في فلسطين وهو مكان مأنوس يقصد للزيارة وله موسم ديني منذ الفترة الأيوبية والمماليك حيث عُمر ووسع هذا المقام وله ساحات واسعة .
2ـ المسجد : مع زيادة أهمية الموسم في قرية النبي روبين وأكثر المهتمين به هم أهالي يافا والرملة واللد والمجدل وغزة وقراهما وكثرة الزوار واكتسب شهرة كبيرة عندهم وظل الموسم يزدهر في الحقبة العثمانية أخذ متولي الوقف الشيخ عبد المجيد التاجي وهو من أعيان مدينة الرملة الموافقة من هيئة الوقف لتوسيع مقام النبي روبين وتم بناء مسجد واسع ملاصق للمقام وبه الخدمات وله ساحات واسعة منها ما هو مبلط وبني للمسجد مئذنة عالية وذلك في بداية عام 1890م وبه الأئمة والمؤذن والسدنة وفي الموسم كان المسجد عامر بمسؤولي الوعظ والإرشاد من كل أنحاء الوطن .
وفي أيام الموسم كانت الأوقاف ترسل المؤذنين الأجمل صوتاً منهم الشيخ عبد الله حبوب من مؤذني مسجد الرملة الكبير وكان هذا في عام 1910م وفي فترة الإنتداب البريطاني كان مسجد النبي روبين في فترة الموسم عامراً بالمشايخ والعلماء.
عائلات القرية وعشائرها
الحمايل والعائلات والأسر
هذه أسماء العشاير والحمايل والعائلات والأسر التي استطعنا جمعها من الكتب والرواية الشفوية ونأمل أننا جئنا على غالبيتها ونعتذر لمن لم نذكر عشيرته أو حمولته أو عائلته أو عربه ، أما ما أستطعنا جمعه فهم :
عرب السواركة ، وعرب الموالحة وعرب أبو سويرح ، وبني عامر وآل شتيه وآل أبو ربيع وآل سالم أبو عدوان وآل الأشهب وآل أبو شعله وآل أبو رخية ، استيتان والمصاروة والقلاعية والوخامة أو الوخامين وآل الرميلات ورجب المغربي والمغاربة ومصلح والرواغ والشماس والكرادسي والزعيبي وأبو خوصة وأبو رجل وأبو طافش وقطيفات وأبو مخدة، أبو قنيص وأبو جراد والأشهب وأبو الحن وأبو شعله وأبو خيط وأبو ربيع وأبو عدوان وقرمان والبلبيسي ، والقشالين ودرويش وأبو كاش وأبو جليلة والدباس والصليبي ولهلوب والشعافي والعقرب وأبو غنايم والغداوين والعر والهقي والشيخ شحادة ، واسماعيل والصبار والحلوة وأبو عطا وداود والنجره وأبو مسامح وأبو سردانه والزيود ولا ننسى أن في قرية النبي روبين أسر سكنت في القرية بعد أن استأجرت أرض من الأوقاف وأصبح يطلق عليهم بأسماء المدينة أو القرية التي قدموا منها أو بأسمهم الأصلي منهم اللداوي والرملاوي والنبالي واليازوري واليبناوي ... إلخ .
الحياة الاقتصادية
الوضع الاقتصادي
اعتمد أهالي قرية النبي روبين في حياتهم المعيشية الأولى على الزراعة ومن ثم تربية الأغنام والأبقار والخيول بالإضافة إلى العمل في أيام موسم النبي روبين .
الثروة الزراعية
الزراعة
كانت الزراعة لها شهرتها في أراضي النبي روبين خصوصا على ضفتي النهر لكن الزراعة كانت صعبة لكثرة الرمال ومع ذلك فقد تعود أهل القرية على الزراعة وخصوصاً القمح والشعير والكرسنه والعدس والسمسم والحمص والفول والبطيخ والشمام وزادت مساحة هذه الأراضي عن خمسة آلاف دونم ، وقد زرع الأهالي الأرض بالأشجار المثمرة وخصوصاً التين وهي من أقدم المزروعات في القرية ثم بيارات الحمضيات التي زرعت وكان مجموعه عام 1945م (683) دونماً وزرعت أشجار الفاكهة والعنب والصبر بكميات وفيرة ، وفي عام 1946م نجحت بيارات الموز في أراضي القرية وحول ضفتي نهر روبين زرعت البساتين المروية وكان يصدر إنتاجها إلى مدينتي يافا والرملة وأيضاً من الأشجار المشهورة حول ضفتي النهر التين والعنب والفواكه واللوزيات وزرع الزيتون بالإضافة إلى الأشجار الكبيرة مثل الكينيا والزنزلخت والجميز والخروب والصنوبر والزعرور والدوم والعليق ... إلخ .
وكان ناتج هذه الزراعة من الحبوب والحمضيات والبساتين تكفي حاجة القرية ويزيد على ذلك وكانوا يسوقون منتجاتهم إلى أسواق يافا والرملة وبعد عام 1945م كثير من أهالي مدينة اللد والقرى المجاورة استأجروا من الأوقاف أراضي زراعية ومنها على نهر روبين لذلك أصبحت قرية النبي روبين من القرى التي اشتهرت بزراعة الخضروات والبيارات .
الثروة الحيوانية
تعتبر تربية المواشي مثل الأغنام والأبقار والجمال والبغال والخيل والحمير في القرية من اهم المصادر الإقتصادية في حياة أهل القرية ولا يخلو بيت في النبي روبين إلا وبه المواشي حيث اعتمد عليها السكان في تيسير وتسيير أمور حياتهم اليومية ، وقد استفاد السكان من تربية الأغنام والأبقار من لحومها وحليبها وألبانها وجلودها وصوفها وكانت الأبقار تستعمل في الحراثة ، أما البغال والخيل والحمير استعملت للحراثة وكوسائط نقل وخصوصاً في أيام الموسم ، ولا يخلو بيت من تربية الطيور خصوصاً الدجاج ثم أشتهرت بتربية البط والحبش والأرانب .
التعليم
مشايخ وعلماء القرية
1ـ الشيخ كامل أفندي السوافيري واعظ قضاء الرملة والمنطقة .
2ـ الشيخ حسين أفندي حسونة واعظ قضاء يافا والمنطقة .
3ـ الشيخ سعيد أفندي عبد الله واعظ قضاء طولكرم .
4ـ الشيخ محمد أفندي البسطامي واعظ قضاء نابلس .
5ـ الشيخ اسماعيل أفندي الريماوي مدرس جامع يافا الكبير .
6ـ الشيخ سعيد أفندي اليعقوبي من المجدل من علماء الأزهر الشريف.
7ـ الشح الهلالي محمد من وعاظ الرملة .
8ـ الشيخ فهمي أفندي الأغا واعظ من منطقة خان يونس .
9ـ الشيخ شعبان أفندي صبح واعظ منطقة حيفا .
10ـ علماء أصحاب الطرق الصوفية وكثير من العلماء الأجلاء وكانت مواعظهم ودروسهم في المسجد والمقاهي والأسواق .
صف الكُتاب
كان التعليم في قرية النبي روبين قديماً يطلق عليه صف الكُتاب وكثير ممن قدم إلى زيارة مقام النبي روبين وهم من العلماء والصالحين والدراويش والصوفية ومن هؤلاء من كان يعلم أبناء القرية لهذا نجد أن كثير من كبار السن في القرية استطاعوا قراءة القرآن والكتابة وكان المقام مكان التعليم لطلاب أهل البلد .
المدرسة
مدرسة النبي روبين افتتحت في عام 1946م على حساب إدارة المعارف وكان عدد طلابها في 1/1/1948م (56) طالباً يعلمهم معلم واحد .
احتلال القرية
تشير القرائن الاستدلالية إلى أن القرية احتُلت في المرحلة الثانية من عملية براك. ويذكر المؤرخ "الإسرائيلي" بِني موريس أن سكانها طُردوا في 1 حزيران/يونيو 1948، قبل ثلاثة أيام من إجبار سكان يبنة المجاورة على مغادرة منازلهم. وكانت عمليات الطرد هذه تنسق مع ممارسات لواء غفعاتي بقيادة شمعون أفيدان، ومع خطة دالت التي وضعتها الهاغان
أعلام من القرية
مشايخ وعلماء القرية
1ـ الشيخ كامل أفندي السوافيري واعظ قضاء الرملة والمنطقة .
2ـ الشيخ حسين أفندي حسونة واعظ قضاء يافا والمنطقة .
3ـ الشيخ سعيد أفندي عبد الله واعظ قضاء طولكرم .
4ـ الشيخ محمد أفندي البسطامي واعظ قضاء نابلس .
5ـ الشيخ اسماعيل أفندي الريماوي مدرس جامع يافا الكبير .
6ـ الشيخ سعيد أفندي اليعقوبي من المجدل من علماء الأزهر الشريف.
7ـ الشح الهلالي محمد من وعاظ الرملة .
8ـ الشيخ فهمي أفندي الأغا واعظ من منطقة خان يونس .
9ـ الشيخ شعبان أفندي صبح واعظ منطقة حيفا .
10ـ علماء أصحاب الطرق الصوفية وكثير من العلماء الأجلاء وكانت مواعظهم ودروسهم في المسجد والمقاهي والأسواق .
القرية اليوم
ينتصب مقام النبي روبين وسط الشجيرات والنباتات البرية، وفي ركن من أركانه تظهر مئذنة لها ثلاثة مداخل مقنطرة العقد. ولا تزال بضعة مقامات صغرى، مبنية بحجارة كبيرة، قائمة أيضاً. وثمة بالقرب من المقام بنية أسمنتية، قائمة بذاتها، وقوامها غرفة واحدة على شكل صندوق.
الباحث والمراجع
المرجع
الباحث عباس نمر
http://www.abbasnimer.com/%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A-%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A%D9%86/
وليد الخالدي، كي لا ننسى