معلومات عامة عن مخماس - قضاء القدس
معلومات عامة عن قرية مخماس
تقع مخماس على بعد 8 كم شمال شرق مدينة القدس، وتعُدّ من كبرى قرى محافظة القدس من حيث المساحة، إذ تصل مساحتها إلى أكثر من 13 ألف دونم، وتمتد أراضيها لتصل حدود محافظة أريحا شرقاً، وأقرب قرية لها جبع من جهة الغرب، وتحدهّا من الشمال والشرق أراضي قرية دير دبوان. ويعود أصلا لقرية في التاريخ البعيد إلى العصر الرومانيّ.
الموقع والمساحة
تقع مخماس على بعد 8 كم شمال شرق مدينة القدس، وتعُدّ من كبرى قرى محافظة القدس من حيثالمساحة، إذ تصل مساحتها إلى أكثر من 13 ألف دونم وتمتد أراضيها لتصل حدود محافظة أريحا شرقاً،وأقرب قرية لها جبع من جهة الغرب، وتحدهّا من الشمال والشرق أراضي قرية دير دبوان. ويعود أصلالقرية في التاريخ البعيد إلى العصر الرومانيّ.
وفقاً لاتفاقية أوسلو، تصُنفّ اليوم أغلب أراضي مخماس، حوالي 12770 دونماً على أنها منطقة (ج)، فيماتصُن ف البقية كمنطقة (ب) والتي تقُدرّ بحوالي 872 دونماً
الحدود
تحدها القرى والبلدات التّالي
الشمال الغربي:برقة
الغرب: كفر عقب
الجنوب الغربي: جبع
سبب التسمية
يحمل معنى اسم "مخماس" تأويلين:
1- يرجّح أنّ معناها تل القمر.قد تكون لذلك علاقة بوقوعهاعلى الطريق ما بين القدس وأريحا -المسمّاة بمدينة القمر
2-التأويل الثاني يرُجع اسمها إلى الجذر السامي"كَمَس" -أي خبأّ-، أي أن معنى مخماس "المخبأ"، أو مكان الاختباء.
الآثار
في القرية عدة معالم أثريةّ-تاريخيةّ ودينيةّ، ومعالم طبيعيةّ:
من معالم القرية الطبيعية البارزة وادي الصوانيت الذي ي ّ في القرية، ويبدأ من السفوح الشرقيةّ لجبالالقدس ورام ﷲ، ويمتدّ على مسافة 20 كم في قرية مخماس، حتى يصل إلى عين الفوّار ويندمج معوادي فارة، ثم يصب في وادي القلط، ليصل ختاماً إلى نهر الأردن. وعلى طول هذه المسافة تظهر علىجانبيّ الواد "تجاويف وكهوف وعليّات وخرائب وآبار وجدران، وأنقاض قلاع كانت عامرة في أوقات زمنيةسابقة". وفي وادي الصوانيت بين أراضي جبع ومخماس تقع مغارة الجاية (الجي).
ويشكّل الوادي مسارَ مشي ونزهةً ملائمةً للباحثين عن المشاهد الطبيعية، وعن آثار الحقبة الرومانية فيفلسطين. ويعتبر فصل الربيع أفضل الفصول للمشي في هذا المسار.
السكان
التركيبة السكّانية
تعتبر مخماس من قرى القدس ذات الكثافة السكّانية المنخفضة نسبياً، إذ كان يعيش فيها عام 1931، 404نسمة لهم 80 بيتاً . وفي عام 1961 ارتفع العدد وبلغ 774 نسمة. أما اليوم فيبلغ عدد سكّان القرية حوالي1400 شخص، يضُاف إليهم ما يقارب 3000 نسمة يعيشون خارج فلسطين . يعيش السوادُ الأعظم منأهالي القرية في الولايات الأميركية المتحدة، إذ تأثروا بموجات الهجرة الاقتصادية إلى هناك في ستيّنات وسبعينات القرن الماضي، شأنهم كشأن الكثير من قرى القدس وفلسطين عامة.
عائلات القرية وعشائرها
يتألف سكّان القرية من 6 حمائل، هم: كنعان، أبو صيام، أبو عوّداة، وأبو علي (المتفرعّة إلى عائلتيّ حسينومهناّ)، الحاج، ومخمّن.
الخرب في القرية
ومن معالم القرية التاريخية-الأثرية الخرب، منها خربة الحيّ الواقعة شرقيّ القرية، وبجانبها خربة الدوّارة.
وتحتوي الخربتان على مُغر. بالإضافة إلى تل مريم ويقع في الظاهر الجنوبي الغربي من القرية، وينُسب إلىمريم العذراء، إذ يرُوى أن مريم العذراء مرتّ من هناك. ويقول العلماء الذين نقّبوا الواد، وعين الصوانيت،ومغارة الجاية (الجي)، وصوامع الرهبان (العلياّت) إنّ أهمّ الحُقب التاريخية وأغناها في مخماس الحقبة الرومانية والبيزنطية.
الاستيطان في القرية
لم تسلم مخماس من اعتداءات جيش وإدارة الاحتلال ومصادرة الأراضي، إذ صودرت من أراضيها 28 دونماً لصالح بناء مستعمرة "شاعر بنيامين" (التي يقع أغلبهاعلى أراضي قرية جبع، وأنُشئت عام 1998). كما صادرت مستعمرة نيفي إيرز (أنشئت عام 1999) ما يقارب160 دونماً من أراضيها.
وشُقّت الطريق الالتفافية رقم 60 على أجزاء من أراضي القرية ، والطريق الالتفافي رقم 457، بهدف ربطالمستع ات المقامة على أراضيها بالمستع ات الأخرى. وأغُلق المدخل الشمالي للقرية لفصلها عنالطريق الالتفافي.
ومن أجل إقامة قاعدة عسكرية تتبع لفرقة حرس الحدود في الشرطة الإسرائيلية، صودرت 258 دونماً منأراضي مخماس الشرقية
ولم تتوقّف الدوافع الاستيطانية عند هذا الحدّ، إذ تجري في السنوات العشر الأخيرة مصادرات لأراضيالقرية، ستخدم توسّع المستع ات مستقبلياً، وحسب تقديرات المجلس تصل مساحة الأراضي التي صودرتفي السنوات الأخيرة إلى أكثر من ألفي دونم.
الحياة الاجتماعية
اعتمد النشاطُ الزراعي في مخماس -كغالبية القرى المجاورة لها- على الزراعة المطريةّ (البعليةّ)، وتركّزت على زراعة الزيتون، والشّعير، والكرسنة، والقمح الذي كثرت زراعته للاعتماديةّ الغذائيةّ عليه.
وللحصول على الماء اعتمد أهل القرية على حفر الآبار وبنائها، ولذلك ضمّت القرية عدداً من الآبار التيمثلّت إحدى مكوّنات الحياة الاجتماعيةّ للقرية، إذ كانت تجتمع عندها النساء لجلب الماء للبيوت، وغالباً ماارتبطت تسمية الآبار بأسماء العائلات (الحمائل) التي حفرتها، لا العائلات المالكة للأرض التي تضمّ البئر.
واجتماعياًّ تحُافظ القرية على طابعٍ ريفيّ، وأغلب ساكنيها من أهالي القرية نفسها. ويظهر هذا الطابعكذلك في مشهد كبار السن في البلد، يجلسون في وسط البلد حيث توجد البلدة القديمة أو "جذر البلد"،بالقرب من الجامع تحت شجرة التوت المشهورة بالقرية، والمعروفة بـ"التوتة"، يحتسون القهوة، وهومشهد أصبح نادراً اليوم وشبه غائب من قرى فلسطين، بفعل بعض مظاهر "التمدنّ" والتحاق أهالي القرىبالوظائف.
التعليم
على صعيد التعليم، تأسّست في مخماس بعد نكبة عام 1948 مدرستَان، إحداهما للبنين والأخرى للبنات، وكانت المدرسة عبارة عن غرفة واحدة، وكان موقعها وسط القرية، ومن أراد استكمال تعليمه كان يلجأللمدرسة الموجودة في قرية دير دبوان قرب مخماس.
اليوم، توجد في القرية مدرستان تابعتان لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، مدرسة للذكور وأخرى للإناث،تدرسّان حتى ال حلة الثانوية، ويعتبر عدد الطلاب منخفضاً نسبياً بسبب هجرة أغلب أهالي القرية وقلةّ عددساكنيها، إذ لا يتجاوز العدد في مدرسة الذكور الـ90 طالباً، ولا يتجاوز العدد في مدرسة الإناث الـ180طالبة، وبسبب قلة الأعداد دمجوا الذكور والإناث من الصف الأول حتى الرابع في مدرسة واحدة.
المساجد والمقامات
في القرية عدة مساجد ومقام
1- مقام الدْوير، وهو مقام وليّ صالح له مسجد، في طرف القريةالشرقي، وهو مرتبط في الذاكرة الشعبيةّ بالأولياء الصالحين والكرامات. ويجري الآن تنفيذ مشروع ترميم المقام، وإنشاء حديقة حوله بإشراف مؤسسة الروزانا لتطوير التراث المعماري.
2- الجامع الرئيسي فيهم جامع الزعبي في وسط البلد وقبالته مقهى القرية الأشهر الملاصق لشجرة التوت المعروفة بالقرية.
3- ب جامع السلطان إبراهيم المميّز بقبتّه المكسوّة بفسيفساء فيروزيةّ اللون، ويقُال إنّ بناءه يعود إلى العهد التركي.
4- جامع الدبور وجامع آخر قيد البناء لآل صيام.
وللباحثين عن المشاهد الطبيعية، وعن آثار الحقبة الرومانية فيفلسطين. ويعتبر فصل الربيع أفضل الفصول للمشي في هذا المسار.
التاريخ النضالي والفدائيون
من الشخصيات النضالية التي برزت من القرية، يحيى عليان كنعان، أحد مناضلي الجهاد المقدسّ وقائد عسكري في الثورة الكبرى عام 1936، المتوفى أواخر التسعينيات. وفهمي كنعان الذي رافق عبد القادرالحسيني وأصُيب في معركة القسطل في نكبة عام 1948، ونقله الإنجليز إلى مستشفى في نابلس، وتذكر الرواية الشفوية أنهم كادوا أن يسمّموه بحقنة (إبرة)، إلا أنه نجا منها.
لم تشارك مخماس في معارك أو أحداث في النكبة عام 1948، إلا أنها استقبلت وفوداً من اللاجئين منالقرى التي هجّرت العصابات الصهيونية أهلها، مثل قريتي لفتا والحديثة، وحسب الرواية الشفوية، فإنّ مسناًّ من القرية يدعى الحاج علي، منحَ كرمَ تين للاجئين من قرية دير ياسين ليعملوا فيه ويأكلوا منه.
احتلُتّ مخماس في النكسة عام 1967، ومكث أهلها في المُغَر المحيطة بالقرية عدة أيام، ومنها: مغارة الهوتة، عراك الوعر، ومنطقة السهم شرقيّ مخماس. ووقتها، استشهدت إثر القصف سيدة من اللاجئينودفُنت في مقبرة القرية. ومما روُي شفوياً من تلك الفترة، أن سيدة كانت تفر من مخماس بطفليها، حين خارت قواها ولم تعد تستطيع إكمال المسير نحوالمغر، فتركت صغيرتها على جانب الطريق وأكملت طريقها، وبعد وقت من وصولها إلى المغر، حيث اجتمعأ هل القرية، دخل عليهم رجل منهم ومعه الرضيعة، وقد وجدها في طريقه إلى المكان، سائلاً الناس عمن يعرف لها أهلاً، وبالفعل أعادها إلى والدتها الآوية إلى المغارة .
وفي الانتفاضتين الأولى عام 1987 والثانية عام 2000 تركّزت مساهمة مخماس على الجانب المالي، إذقدمّ أهلها مساعدات لأسر الأسرى والشهداء ودعماً للمخيمات، كون أغلب عائلات القرية بوضع اقتصادي جيدّ، خاصة مع الدخل المالي لهم من أبنائهم المغتربين.
تاريخ القرية
عُرفت القرية منذ العهد الروماني، ويرُجّح أنها تعود تاريخياً إلى العصر الكنعاني.