الثروة الزراعية - الجديدة/ الجديد، جديدة المكر - قضاء عكا

الزراعة وكروم الزيتون

وهكذا غرس الفلاحون الأرض بالشجرتين المباركتين التين والزيتون التي تزينان القرية,مع إبقاء مساحة من الأرض يزرع فيها الحبوب كالقمح ,والعدس, الشعير,الحمص,الفول, الدخان, والكر سنة, السمسم,الذرة البيضاء..وغيرها من الحبوب التي تلزمهم لغذائهم وعلف لدوابهم.

أحيانا يطحنون القمح لاستحضار الخبز على حجر الرحى في البيت أو يطحنون القمح في مطاحن بعيده عن القرية وعند مجرى الأنهار لتشتغل الطاحونة بقوة الماء أحيانا أخرى.

ومن هذه المطاحن مطحنة في ثرية النهر قرب مستشفى الحكومة في نهاريا.

وكل فلاح كان يهتم بخزن حاجته من القمح والزيت حسب المثل"القمح والزيت عماد البيت "والفقراء من الفلاحين كانوا يزرعون الذرة البيضاء ويطحنونها لصنع خبز "الكراديش" وهي عبارة عن طحين ذرة يعجن بالماء والملح,ويخبز على الردف(قطع من الفخار)أو الطابون أو التنور.والردف هي عبارة عن قطع فخاريه مكسورة بأشكال مختلفة تحمى وينضج عليها "الكراديش" وتظهر على الرغيف أشكال الردف التي حمي عليها.

ولما زادت المساحة المزروعة بأشجار الزيتون وزاد المحصول رأى أصحاب الأرض من الافنديه والفلاحين الذين أصبحوا أصحاب الأرض,إن يقيموا معاصر لاستخراج الزيت ,فأقيمت في القرية أربع معاصر مما يدل على كثرة كروم الزيتون.

أصحاب  هذه المعاصر هم:

محمود الحاج,حنا مخول,بشارة انطون,عبد الهادي عرابي رحمهم  الله أجمعين.

وكثرة المعاصر أدت إلى أن يقيم المرحوم الياس حبيب مغزلا ً بدائيا ً لغزل خيطان الليف وعمل قفف (القفه عبارة عن خيطان غليظة من ليف تغرز بواسطة  نول خاص, دائرية الشكل , ولها ما يشبه الجيب لتحشى بالزيتون المهروس وتوضع في كيس لإخراج الزيت) وتوضع فوق بعضها تحت مكبس يديره عمال المعصرة أما حجر هرس الزيتون والذي تديره الدواب فكان يقتطع من صخرة الصوان في أرض"جولس" القريبة من القرية ,وهناك من يختص بضاعة هذا الحجر ,ويوم إحضاره للقرية يوم عرس.تجتمع شباب القرية "قبضايات",يدخلون خشبة سميكة في مركز الحجر المثقوب ,قسم من الشباب يمسك بالعصا من جهة وقسم يمسك بالجهة الأخرى ويبدأون  يدحرجونه إلى المعصرة وسط الأهازيج الحماسية. وكانت المعصرة تفتح برخصة من الحاكم في ذلك الوقت(من قبل السيد صبحي المحامي ابن المرحوم محمود الحاج ويملك هذه الشهادة ).ويعد زيت زيتون" الجديدة" من أطيب وأزكى زيوت الجليل الغربي ,ولدى مختار القرية شهادة بذلك.

ويوم قطف حب الزيتون في القرية يشبه " يوم عرس" فيه تمتلئ كروم الزيتون بالناس من جميع الأعمار.الرجال تسقط الحب بالعصي,والنسوة والأولاد يلتقطونه.ويضعونه في أكياس تحملها الدواب إلى المعصرة.كذلك يكون هذا اليوم باب رزق للباعة.يأتي بائعو التين والحلوى إلى كروم الزيتون يقايضون بضاعتهم بحب الزيتون الأخضر.