تاريخ القرية - القبيبة / قبيبة ابن شاهين - قضاء الرملة

يعود أصل ونشأة القرية إلى عهد الأتراك وبالتحديد إلى بداية القرن التاسع عشر ، إذ جاء شخص يدعى ( شاهين ) مع إحدى حملات الجيش المصري في عهد محمد علي ، وقد كان شاهين ضابطاً في الجيش ، فمر الجيش في تلك المنطقة ونزل فيها فترة من الوقت للاستراحة وقد أعجب شاهين بتلك المنطقة وطلب من قائد الحملة الاستقرار في تلك المنطقة وقد كان قائد الحملة " إبراهيم " باشا ابن محمد علي فأعطى شاهين مسئولية الالتزام الضريبة على الأراضي بما يسمى " ضريبة الويركو " نظير خدماته في الجيش وقد تعرف شاهين من خلال عمله على متصرف وحاكم يافا في ذلك الوقت وهو محمود أبو نبوت وتزوج من يافا وقوي روابط الصداقة مع حاكم يافا ثم انتقل إلى منطقة النبي روبين وقد وفر لهم المواد الغذائية التي يحتاجون إليها مقابل أن يكونوا تحت تصرفه وينفذون أوامره ومنها أنتقل إلى القرية وكان فيها عدد من البدو وبعض الفلاحين الأصليين وقام شاهين بدفع ضريبة الويركو عن أرض القرية عن الفلاحين وقام بتسجيل الأرض باسمه وهنا اصبح يمتلك أراضي شاسعة تقدر بـ  44 ألف دونم .
 
وخلف شاهين أبناؤه من بعده وهم " محمود - محمد - أحمد " الذين أخذوا على عاتقهم الحفاظ على كل هذه الأملاك التي تركها لهم والدهم ، وفعلاً تولى محمود شاهين وهو أكبرهم مسؤولية إدارة كل شئ في القرية فأصبح هو حاكم القرية لذلك أخذ يدعو الناس للسكن في القرية وفعلاً بدأ الناس يتوافدون إلى القرية من جميع المناطق البعيدة والقريبة ، فقد جاء للقرية من يبنا - زرنوقا - يافا - الرملة - واد حنين - صرفند - حمامة - المجدل " وحتى أن أتى للقرية وافدون من مصر وقد استقروا في القرية .
 
 
 
القبيبة قبل سنة 1948 :
 
كانت القرية مبنية على مرتفع رسوبي في السهل الساحلي الأوسط . وكانت وصلة تربطها بالطريق العام الساحلي الممتد إلى الغرب منها ، والمفضي إلى غزة والرملة وغيرهما من المدن . في أواخر القرن التاسع عشر ، وصفت القبيبة بأنها قرية مبنية بالطوب على مرتفع من الأرض ، ومن حولها بساتين مزروعة ومسيجة بالصبار . في أيام الأنتداب ، كانت المنازل مبنية بالطوب أو بالحجارة ، ومتقاربة بعضها من بعض ، وكانت المنازل الحديثة ، التي بنيت عشية الحرب ، متباعدة أكثر . وكان في القبيبة سوق صغيرة ومسجد ومدرسة ابتدائية . وكان للمدرسة ، التي أنشئت في سنة 1929 ، ملحق زراعي مساحته 12 دونماً ، يتعلم التلامذة فيه أصول الزراعة العلمية ، وكان يؤمها 344 تلميذاً في العام الدراسي 1945/1946 . وكان سكان القرية كلهم من المسلمين . في سنة 1945 ، توطن نحو 900 بدوي في جوار القرية . وكانت الزراعة أهم موارد رزق سكانها ، الذين كانوا يزرعون الفاكهة ، ولا سيما الحمضيات والخضروات والحبوب . في 1944/1945 ، كان ما مجموعه 4639 دونماً مخصصاً للحمضيات والموز ، و 2972 دونماً للحبوب ، و 1143 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين . وكانت مياه الري تستمد من آبار أرتوازية ، ومن نهر روبين .

البدء بتملك الأرض وبناء المساكن الحديثة :-

 وخلال عدة سنوات جاءت الفرصة لعرب السطرية أن يقوموا بإقامة بيوت حجرية لهم بعد أن قام مختار القرية بتوزيع الأراضي عليهم والأمر الذي دفع المختار للقيام بهذا العمل أن أحد تجار الأراضي اتفق مع الإنجليز أن يعطيهم منطقة ( تلة النبي قنده ) بدون أن يعلم أهل القرية بذلك لأن التلة تعتبر موقع استراتيجي للقرية والقرى المجاورة فإحدى نساء القرية وهي ( الحاجة تحفه ) سمعت مايدور بين التاجر والإنجليز فإخبرتن أهل القرية ومختارها في ذلك الوق وهو الشيخ أمبن عبدالقادر شاهين فجمع أهل القرية وأخذهم وذهب بهم إلى تلك المنطقة وأخذ يقول في الناس أن هذه الأرض أرض وقف لأهل القرية فقط ولايجوز أن تباع وتشترى أو يستغلها الأجانب المستعمرين لذلك هذا الأمر دفعه الى أن يقوم يتقسيم هذه الأراضي على عرب السطرية بحيث أعطى لكل عائلة قدر معين من المساحة في الأرض ويقال أنه كان يقيس لهم بواسطة أقدامه ويقول لهم أنتم لكم هذه المساحة خذوها وعمروها أي ابنوا بيوت حجرية وهذه كانت فرصة جيدة لعرب السطرية للإستقرار في منطقة وعدم التنقل والترحال وعندما جاء الإنجليز ليسيطروا على التلة وقف في وجوههم المختار وأهل القرية معا" وقال لهم أن هذه الأرض وقفية لأهل القرية فقط ولايجوز أن يستغلها أفراد معنيين من خارج القرية أو أجانب أغراب فهذه الأرض قد أصبح لها أصحاب وسكنها أهل القرية وهنا غضب منه الإنجليز غضبا" شديدا" وتركوا القرية وانصرفوا .

 وايضا" هناك عرب النجوية الذين توافدوا الى القرية من الجنوب حيث سكنوا مع عرب السطرية واندمجوا معهم واصبحوا عائلة واحدة وعرب شيوخ العيد ايضا" أتوا من الجنوب وال محارب .