التعليم - إشوع / من قرى عرقوب - قضاء القدس

    كان التعليم في قرية إشوع في مطلع ثلاثينات القرن العشرين معدوماً، وكان في بعض الأحيان يقوم الشّيخ أحمد ظاهر بتدريس بعض ابناء القرية الذّكور مبادئ القراءة والكتابة، ولكن على نطاق ضيّق جداً.

   وظل حال التعليم في إشوع هكذا إلى أن قام بعض رجال القرية عام 1935 باستقدام الشّيخ مصطفى عمر برغل من قرية بيت نوبا، ليتولى عملية تدريس أبناء القرية في رواق مسجد القرية، وإمّا في غرفتي النّبي شوعة.

   كان التدريس في هذا الكُتّاب مقتصراً على تعليم مبادئ القراءة والحساب والقرآن الكريم واللّغة العربيّة، وقد وفد إلى هذا الكتاّب إضافةً لأبناء إشوع أطفال من قرية عسلين المجاورة، كانت أجرة هذا الشيخ مقداراً من القمح متفق عليه يتسلّمه الشّيخ بعد انتهاء عملية الحصاد والتذرية، وبقي هذا واقع التّعليم في القرية حتّى عام 1937.

     في العام الدراسي 1937-1938 افتتحت مدرسة حكومية في قرية إشوع، ابتدأت هذه المدرسة بمعلّم واحد يقوم بتدريس ثلاثة صفوف من الأول إلى الثّالث الابتدائي، كان ذلك المدرّس هو المرحوم الأستاذ أمين محمود عواد من قرية سلفيت قضاء نابلس ( في ذلك الزّمن كانت سلفيت قرية ،أما اليوم فقد باتت مدينة)، وبقي الأستاذ أمين مدرّساً في مدرسة القرية إلى أن تمّ احتلالها عام 1948.

    بمرور الوقت تطوّرت المدرسة وازداد عدد صفوفها إلى الصف السّابع الابتدائي (حين كان نظام التعليم 11 سنة، سبع منها ابتدائية وأربع ثانوية) وبهذا كانت مدرسة إشوع الحكومية هي الأعلى صفوفاً بين صفوف مدارس القرى المجاورة لإشوع، إذ بات أهالي تلك القرية يرسلون أبنائهم للدّراسة في مدرسة إشوع.

    وقد تطور بناء المدرسة ، حيث أقيم لها بناء خاص غربي القرية ( في وعرة الشّيخ غريب) في مكان متوسّط البعد عن قرى (عسلين، عرطوف، صرعة) وزداد عدد مدرسي هذه المدرسة أيضاً. واستمرّ واقع التعليم هذا إلى حين نشوب حرب 1948، واحتلال القرية، وقد عُرِفَتْ مدرسة القرية هذه باسم (( مدرسة إشوع الأميرية وتوابعها).

المصدر: 

كتاب "إشوع قرية فلسطينيّة"، ذيب أحمد كنعان، دائرة المكتبة الوطنيّة، 1998، ص 30-31. (متوفر نسخة إلكترونيّة في مكتبة الموسوعة الرقميّة).