معلومات عامة عن سلواد - قضاء رام الله
معلومات عامة عن قرية سلواد
يعود اسم سلواد حسب بعض المؤرخين إلى كلمتين "لسان “و"وادي" وتعني “لسان الوادي “حيث أنها محاطة بالجبال فتظهر القرية لسان وسط الجبال. ويدعى أخرون أنها تأتي من كلمات "سال “و"واد" والتي تعني وادي جار.
وتتخذ سلواد في مخططها العام شكلاً دائرياً في الجهة الشمالية ومستطيلاً في الجهة الجنوبية، وتبدو البيوت مكتظة في القسم الشمالي ومبعثرة في القسم الجنوبي. وسلواد موقع أثري يحتوي على مدافن منقورة في الصخر جنوبي وغربي البلدة بالإضافة إلى معصرة مرصوفة بالفسيفساء. ويحيط بالبلدة العديد من عيون الماء، أهمها عين الصرارة وبركة عيون الحرامية في الشمال، وعين العباسة وعين العريضة في الشرق.
وتحيط الأراضي الزراعية بسلواد من جميع جهاتها، وتنتشر فيها بساتين الأشجار المثمرة من عنب وتين وزيتون ولوز وغيرها علاوة على زراعة الحبوب والخضروات في الأراضي المنبسطة أو المنخفضة. وتعتمد الزراعة على مياه الأمطار باستثناء بعض بساتين الخضار والفواكه التي تروى بمياه العيون.
العمران
تتألف سلواد من بيوت مبنية من الحجر والاسمنت والطوب، وتتخذ في مخططها العام شكلاً دائرياً في الجهة الشمالية ومستطيلاً في الجهة الجنوبية, وتبدو البيوت مكتظة في القسم الشمالي ومبعثرة في القسم الجنوبي. وقد توسعت البلدة عبر مراحل نموها العمراني منذ أواخر الانتداب. فازدادت مساحتها من 72 دونماً عام 1945 إلى أكثر من 300 دونم عام 1980. ويضم وسطها التجاري المحلات التجارية والمساجد والمدارس والمرافق الأخرى. وفيها مسجدان جميلان وأربع مدارس للبنين والبنات إحداها ثانوية للبنين، وهي مدارس حكومية أو تابعة لوكالة غوث اللاجئين. وسلواد موقع أثري يحتوي على مدافن منقورة في الصخر جنوبي وغربي البلدة بالإضافة إلى معصرة فطع أرض مرصوفة بالفسيفساء. ويشرب الأهالي من مياه الأمطار وعيون الماء التي أهمها عين الصرارة وبركة عيون الحرمية في الشمال، وعين العباسة وعين العريضة في الشرق.
المرجع
مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج8، ق2، بيروت 1974.
السكان
ويقدر عدد سكان سلواد حاليا بـ15000 نسمة، يقيمون على مساحة 1850 دونما، بينما يملك أهل سلواد 25000 دونم خارج وداخل حدود البلدية، حيث كانت مساحتها العمرانية 72 دونما عام 1945م، وتملك سلواد 18880 دونما في عام 1945م منها 880 للطريق والوديان.
عائلات القرية وعشائرها
يعود اسم سلواد حسب بعض المؤرخين إلى كلمتين "لسان “و"وادي" وتعني “لسان الوادي “حيث أنها محاطة بالجبال فتظهر القرية لسان وسط الجبال. ويدعى أخرون أنها تأتي من كلمات "سال “و"واد" والتي تعني وادي جار.
وتتخذ سلواد في مخططها العام شكلاً دائرياً في الجهة الشمالية ومستطيلاً في الجهة الجنوبية، وتبدو البيوت مكتظة في القسم الشمالي ومبعثرة في القسم الجنوبي. وسلواد موقع أثري يحتوي على مدافن منقورة في الصخر جنوبي وغربي البلدة بالإضافة إلى معصرة مرصوفة بالفسيفساء. ويحيط بالبلدة العديد من عيون الماء، أهمها عين الصرارة وبركة عيون الحرامية في الشمال، وعين العباسة وعين العريضة في الشرق.
وتحيط الأراضي الزراعية بسلواد من جميع جهاتها، وتنتشر فيها بساتين الأشجار المثمرة من عنب وتين وزيتون ولوز وغيرها علاوة على زراعة الحبوب والخضروات في الأراضي المنبسطة أو المنخفضة. وتعتمد الزراعة على مياه الأمطار باستثناء بعض بساتين الخضار والفواكه التي تروى بمياه العيون.
تفاصيل أخرى
صفحة من تاريخ سلواد: سلواد في الطليعة دوماً
لم يمضِ إلّا أياما معدودة على إندلاع شرارة ثورة ١٩٣٦-١٩٣٩ وبدء الإضراب ، حتى سارع أهالي بلدة سلواد إلى عقد إجتماع حاشد في مطلع شهر أيار عام ١٩٣٦م ، ناقشوا فيه ما يجب عليهم فعله إزاء الأحداث والتطورات التي تشهدها البلاد ، فقرروا المشاركة في الإضراب الكبير ، وقاموا بإعداد عريضة إحتجاج ترفع للمندوب السامي ، إعترضوا فيها وأدانوا تعديات اليهود وبينوا المخاطر التي تتهدد البلاد نتيجة إستمرار الهجرة اليهودية ، وفيها أعلنوا تأييدهم للقرارات التي أجمع عليها الشعب الفلسطيني بكافة فئاته ، والتي تتمثل في : منع الهجرة اليهودية وبيع الأراضي وإنشاء حكومة وطنية دستورية ، ونزع سلاح اليهود ، والعفو عن السجناء . وتم لهذا الغرض تشكيل وفد من ثلاثين مواطناً ، قاموا بحمل عريضة الإحتجاج وتسليمها لقائد الشرطة في مخفر عيون الحرامية ، كما تم في الإجتماع جمع التبرعات لمساعدة المنكوبين ، وتم التأكيد على إلتزام البلدة وسكانها بما فيها مدرسة سلواد الأميرية بالإضراب العام وقرارات اللجان القومية .
الباحث: عمر موسى مشعل
التاريخ النضالي والفدائيون
لم يمضِ إلّا أياما معدودة على إندلاع شرارة ثورة ١٩٣٦-١٩٣٩ وبدء الإضراب ، حتى سارع أهالي بلدة سلواد إلى عقد إجتماع حاشد في مطلع شهر أيار عام ١٩٣٦م ، ناقشوا فيه ما يجب عليهم فعله إزاء الأحداث والتطورات التي تشهدها البلاد ، فقرروا المشاركة في الإضراب الكبير ، وقاموا بإعداد عريضة إحتجاج ترفع للمندوب السامي ، إعترضوا فيها وأدانوا تعديات اليهود وبينوا المخاطر التي تتهدد البلاد نتيجة إستمرار الهجرة اليهودية ، وفيها أعلنوا تأييدهم للقرارات التي أجمع عليها الشعب الفلسطيني بكافة فئاته ، والتي تتمثل في : منع الهجرة اليهودية وبيع الأراضي وإنشاء حكومة وطنية دستورية ، ونزع سلاح اليهود ، والعفو عن السجناء . وتم لهذا الغرض تشكيل وفد من ثلاثين مواطناً ، قاموا بحمل عريضة الإحتجاج وتسليمها لقائد الشرطة في مخفر عيون الحرامية ، كما تم في الإجتماع جمع التبرعات لمساعدة المنكوبين ، وتم التأكيد على إلتزام البلدة وسكانها بما فيها مدرسة سلواد الأميرية بالإضراب العام وقرارات اللجان القومية .
المرجع
عمر موسى مشعل
مشروع خزنة الأحمد للتوثيق والتراث
تاريخ القرية
جادل المؤرخون في أصل اسم سلواد. وقد جادل البعض في أنها مشتقة من كلمتي lisan و wad ، أي "لسان الوادي" ، حيث أن المدينة محاطة بالجبال من جميع الجهات ، بينما تظهر المدينة كلسان وسط الجبال. يدعي آخرون أن "سلواد" تأتي من كلمتي sal و wad التي تعني "وادي جار
شهداء من القرية
- المناضل السلوادي محمد عبدالقادر عبدالغني ، وكان أحد مقاتلي حرب ١٩٤٨ ، شارك في معارك الدفاع عن القدس ، وأبرزها معركة القسطل التي أستشهد فيها إلى جانب الشهيد القائد عبدالقادر الحسيني ، وذلك بعد أن أبلى فيها بلاء حسنا وأظهر شجاعة فائقة ، ولم يكن وقتها قد تجاوز الرابعة والعشرين من عمره ، وقد أحضر جثمانه الطاهر من القسطل ودفن في مقبرة شهداء سلواد ، وهو ثالث الشهداء الذين دفنوا فيها
- الشهيد انس حمّاد
- الشهيد انس حمّاد
- الشهيد محمد عياد
- الشهيد عروه حمّاد
- الشهيد نبيل قدوره حمّاد
- الشهيد عابد حامد
- الشهيد جهاد بيدرو
- الشهيد عابد حامد
- الشهيد زياد حامد
- عروه حمّاد
- انس بسام حمّاد
- الشهيدة مهديه حمّاد
- محمد شحادة محمد حامد
- الشهيد محمد عبد الرحمن عياد
- الشهيد البطل عبدالمجيد حسين حامد
- الشهيد : سعد صالح سعد عبدالهادي
صلة أهل سلواد بحيفا قديمة ، ترجع إلى العهد العثماني ، ولكن هذه الصلة تعززت في عهد الإنتداب البريطاني ، فقد إزداد تدفق السلاودة إلى حيفا بشكل ملفت للنظر ، ليعيش فيها عدد كبير من العائلات والأفراد قُدّر ببضع مئات ، والذين لم يقف بهم الأمر عند حد ّالمشاركة في مظاهر الحياة الإقتصادية وأنشطتها المختلفة، بل تعداه إلى التفاعل والمشاركة في مختلف ميادين الحياة الإجتماعية والثقافية والسياسية ، فأقبل الشباب على الإنخراط في الجمعيات الثقافية والخيرية والجمعيات الإسلامية ، وفي النوادي الرياضية والفرق الكشفية، والمؤسسات العمالية ، والمدارس الليلية ، والخلايا السرية ، بالإضافة إلى الأنشطة الإقتصادية ، وإلتحاق الأبناء بالمدارس الحكومية والخاصة ورياض الأطفال .
وكان سعد صالح من أبرز النشطاء الذين كانت لهم مساهماتهم وحضورهم الفاعل ، فقد إنضم إلى إحدى الفرق الكشفية ،وإنتسب إلى جمعية العمال العربية الفلسطينية ، وكان عضوا بارزا في جمعية الإعتصام ، والتي إهتمت بالنواحي الثقافية والإجتماعية ، وقامت بإحياء المناسبات الدينية والوطنية ، وإنتظم في الجمعيات السرية والتي كان تهدف إلى مقاومة الفساد والإنحلال الأخلاقي، بالإضافة إلى أهدافها الوطنية في مقاومة الإحتلال والصهيونية ، وكان إنضمامه إلى الفرق الكشفية يحمل نوعا من التمويه للقيام بأعمال التدريب على السلاح والإستعداد للمواجهة التي كانت تلقي بظلالها ومقدماتها منذ منتصف الأربعينيات من القرن الماضي ، وفي هذه الأثناء كان سعد يعد العدة ويمضي في طريقه الذي إختطه لنفسه ، وليزداد شعوره بعظم المسؤولية والتضحيات المقبلة ، خاصة بعد صدور قرار التقسيم في أواخر عام ١٩٤٧م ، في هذه الأجواء إمتشق سعد سلاحه وإنخرط في المقاومة المسلحة للدفاع عن حيفا ، فكان من نشطاء حامية حيفا والتي تشكلت من حوالي خمسمائة عنصر، وكان معه عدد لا بأس به من أبناء بلدته سلواد ، وتتسارع الأحداث والتطورات في آذار ١٩٤٨، ويستشهد قائد حامية حيفا محمد الحنيطي ، وتشتد الأمور وتسوء الأوضاع في حيفا ويضيق الخناق عليها وعلى المقاومين فيها ، فالسلاح والعتاد قليل والنظام مختل والقيادة الجديدة لم تكن بمستوى الحدث والصراع، والمؤامرة كبيرة ، وأعداد كبيرة من الأهالي تبرح المكان ، ولكن سعدا يصمد في مواقعه ويتمترس في ثكناته ويستبسل في معركة الدفاع عن حيفا ، ولسان حاله يقول : نموت واقفين ولن نركع ،إما نصر أو إستشهاد ،ويقع سعد شهيدا مضرجا بدمائه ، وذلك في شهر نيسان من عام ١٩٤٨، وينقل جثمانه من حيفا إلى سلواد ،فتكون له جنازة مهيبة شارك فيها جماهير غفيرة ، وليوارى الثرى في بقعة أضحت بعد ذلك مقبرة للشهداء ، فإلى جنات الخلد أيها المجاهد الكبير والبطل الشجاع .
عرف سعد بأخلاقه وصدقه وشجاعته وحربه على النفاق والبخل ، وكان على علاقة قوية بالمجاهد القائد محمد عبدالعزيز أبو رية ،وسنورد بعض التفاصيل حول ذلك في مقام آخر إن شاء الله .
روايات أهل القرية
سلواد حكايات الأجداد وعشق الجدات
بقلم: زياد الجيوسي
سلواد لم تتوقف عن الهمس لي بحكاياتها وعبق تراثها وتاريخها وحكايات ابطالها وأسودها طوال فترة التجوال الذي لم نتوقف عنه منذ الصباح المبكر، وها نحن وقد تحركت برفقة مضيفيني الاستاذ عبد الرؤوف عياد والشيخ عبد الكريم عياد باتجاه البلدة القديمة التراثية للمرة الثانية، حيث جرى ترتيب الجولة على مرتين بينهما زيارة لجمعية سلواد الخيرية، وإن كان الوقت قد تسارع فعدت الى رام الله في المساء والكثير من مناطق سلواد لم نصلها كما قال لي العزيز عبد الرؤوف، ووعدته بزيارة أخرى لاحقا إن شاء الله كي نكمل تجوالنا في رحاب سلواد، وما أن بدأنا التجوال وبدأت الأبنية التراثية تهمس لي بحكايات الأجداد وقصص عشق الجدات، حتى تذكرت بعض مما همسته الشاعرة رفعة يونس منسقة جولتي من البعيد حيث حرمت من سلواد منذ هزيمة 1967م، حين قالت بقصيدتها "في حضرة الدار" من ديوانها "مغناة الليلك": " بين الجدران التي صفعتْ سطوة الرّيحِ/ داليةٌ خبأتْ في خاصرةِ الليل/ في جنبات العتمة ..حجّة وحدتِها/ ونزيفَ الصّمتِ على جرحها/ وأطلّتْ على صفحة القلبِ ..مشرقةً/ في كاملِ ...كاملِ دهشتها/".
صعدنا لأعلى التلة المعروفة راس علي بالسيارة لنبدأ جولتنا من عند مدرسة بنات سلواد الثانوية والتي شهدت طفولة شاعرتنا رفعة يونس، فالتقطت عدستي بعض من اللقطات من الخارج للمدرسة فهي كما باقي المدارس مغلقة بسبب الجائحة العالمية، والتقطت لقطة لشجرة الصنوبر المحاذية للبوابة والتي حدثتني عنها الشاعرة ولكنها اصبحت باسقة وشامخة عبر 53 عام في ظل الغياب، وبجوار المدرسة المسجد الشمالي وهو قديم ولكنه ليس تراثي في عمر البناء للمسجد القديم في الخلف، بينما اسفل الساحة الأمامية للمسجد مصلى النساء في مبنى تراثي وعلى ما يظهر انه كان المسجد مع البناء الخلفي قبل حصول التوسعة وتتم عملية البناء في الساحة، ومن هناك كنا نتحرك للبلدة التراثية مارين بحوش وعلية أبو عدس وهو من أثرياء البلدة، وواضح أن العلية بنيت في مرحلة لاحقة عن البناء للحوش التراثي، حتى وصلنا منطقة الصفاة في البلدة التراثية والتي قامت البلدية برصفها بالطوب كي تتناسب مع طبيعة الأبنية، فتركنا السيارة وبدأنا جولة على الأقدام كي نتنشق عبق الدروب، مارين بمجموعة من البيوت التراثية والتي كانت تشكل قلب سلواد التراثية ومنها حوش دار عيد وبيت الشيخ خليل عياد وهذه البيوت التراثية والمتقاربة بالشكل والتصميم كما كل بيوت العقود المتصالبة تقريبا تكون بوابتها قوسية من الأعلى وفي الغالب تكون النافذة مرتفعة وطولية الشكل بقوس على اعلاها، والغاية كانت من رفع النوافذ حتى لا ينكشف من بداخل البيت لعيون المتلصصين، وأيضا من زاوية أمنية لحماية البيت من اللصوص، وفي نظام الأحواش تكون مجموعة من البيوت متلاصقة وذات طبقتين تحيط بساحة مشتركة وبوابة للدخول، وغالبا ما يكون سكان الحوش اقارب أو من اسرة واحدة، وكل بناء منها مكون من القبو وعادة كان يستخدم لايواء الماشية التي يستفيدون منها يوميا من حليبها ومشتقاته، أو مخزن لحفظ المواد التموينية فهو عادة بارد بحكم سماكة الجدار وعزله، ومن ثم يصعدون على درجات حجرية للمصطبة وفي بعض البيوت تكون مساحة لحفظ المواد التموينية، والمسطبة تعلوها أو بجوارها حسب التصميم للبيت وهي مكان الاقامة والنوم، وفي الجدران فجوات لترتيب الفراش بعد النوم وأخرى لحفظ الأطعمة وطاقات لحفظ بعض المسائل الأخرى وفجوة لحفظ برودة الماء بالجرار الفخارية، ولذا كانت النوافذ لهذا القسم العلوي من البيت للتهوية، ومن هذه النماذج التي ما زالت قائمة حوش آل الهندي ومازال قسم منه مسكونا، والقسم المسكون مكون من طابقين ويتم الصعود للدور العلوي بسلم حجري ملتف حيث استأذن مضيفي عبد الرؤوف ودخلنا لساحته الصغيرة وتأملت تصميمه والتقطت بعض اللقطات له.
والجدير بالذكر ما تفضل به الأخ عبد الرحمن صالح حامد "أبو صالح" خلال الجولة الصباحية التي رافقنا بها، أنه وخلال فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين وحين كانت سلواد بأبطالها شوكة في عيون المحتل البريطاني وشاركت بشراسة في ثورة 1936، أن البريطانيين لم يكونوا يذكروا اسم سلواد إطلاقا ويكتفون بتسمية المنطقة بإسم "عيون الحرامية" في وسائل اعلامهم حتى يعطوا صفة اللصوص "الحرامية" على الثوار وخاصة ان العديد من الضباط الانجليز جرى اغتيالهم على أيادي ثوار سلواد وأبطالها، وفي لوحة شهداء سلواد في قاعة البلدية أحصيت 15 شهيدا من عام 1917 حتى عام 1948، وأولهم الشهيد هاشم عبد الله مسعود حماد والذي استشهد في سلواد عام 1917، ومنهم الشهيدة عزيزة أحمد عياد والتي استشهدت في حيفا عام 1937، فتأكدت أن سلواد لبؤة أنجبت الأسود واللبؤات، ومنذ الاحتلال الصهيوني عام 1967 بقيت سلواد شوكة في خاصرة الاحتلال وقدمت عشرات الشهداء والأسرى والأبطال المتميزين ببطولاتهم وقد احصيت على لوحة الشرف في قاعة البلدية 46 شهيدا وشهيدة من عام 1967 واولهم الشهيد سليمان عبد الرحيم حماد حتى عام 2016 حيث الشهيد إياد زكريا جمعة حامد، وسلواد التي تمكنت سابقا كما روى أبو صالح من الوقوف بقوة ضد محاولة انشاء مستوطنة "عامونا" على أراضيها حتى افشلت المشروع الاستيطاني، هي نفسها التي خرجت حين اغلق الاحتلال مدخل سلواد بالأتربة والمكعبات الاسمنية بكاملها واعادت فتح الطريق خلال نصف ساعة رغما عن الاحتلال، والجميل أن كل هذه المسائل موثقة رسميا وليست مجرد استعراض للبطولات
واصلنا المسير على الاقدام في البلدة التراثية فشاهدت علية دار أبو الشايب/ دار عطية، وهي جميلة البنيان بالحجر المدقوق والنوافذ الطولية الجميلة بجوار الأبواب مع ملاحظة أن الأقواس فوق النوافذ والأبواب منقوشة بجمالية متميزة، ويحيطها شرفة مطلة محاطة بالسياج المعدني والصعود اليها عبر درج حجري، وعلى اعلى البوابة حجر منقوش عليه آية شريفة لكن بدون تأريخ عام البناء كما المعتاد، بينما الطابق الأسفل بني على النظام التقليدي في العقود وأضيف فوقه عوارض معدنية لتكون قاعدة لبناء العلية وامتداد الشرفة، ومن الطريف ما كانت قد روته لي الشاعرة رفعة يونس أن هذه العلية كان تحتها دكان لشخص من نابلس من عائلة الخراز، وكان يبيع فيها كل ما يتعلق باحتياجات الخياطة والحرير المستخدم بتطريز الأثواب التراثية الفلسطينية، وأن عقد قران والدها على والدتها السيدة قادرية "قدرية" تم في هذه العلية حين كان والدها يبلغ من العمر 20 عام ووالدتها قدرية 13 عام، وحسب ما سمعت شاعرتنا من المرحومة أمها انها لما دخلت الديوان للحفل كان هناك عشرين صينية من القش عليها كل احتياجات العروس والنساء يحملنها على رؤوسهن مع الرقص التراثي احتفاء بالعروس، وروت لي أن جدها رهن ارض له عام 1947م مقابل 150 دينار لتغطية كل مصاريف حفل زفاف ابنه بنفس العام، وهذا كان يعتبر مبلغا ضخما بتلك الفترة ولكن الجد أراد التفاخر بزفاف ابنه أمام أهل سلواد، وبعدها مررنا بمسجد التوتة نسبة لشجرة التوت بجواره وهو مسجد صغير بني بنظام العقود وأقدم مسجد كان في البلدة، ولكنه الآن متروك ومغلق ولا يستخدم وكانت الساحة أمامه مركز تجمع لأهل البلدة، حتى وصلنا الى مبنى تراثي وهو الديوان السابق لآل عياد وهذا الديوان تأسس عام 1710م بالفترة العثمانية ويحمل روح الابنية العثمانية على نمط العقود المتصالبة، حيث كانت بالأسفل بوابات قوسية كبيرة تسمح بدخول الخيالة على جيادهم لربطها بالاسطبل الذي يكون في الطابق الأرضي، وهذه البوابات أغلقت لاحقا ربما لكسب المساحة باستخدام المبنى لمناسبات العائلة، وكان يتم الصعود للمبنى الأعلى بأدراج حجرية ملتفة للصعود، والنوافذ علوية للطابق العلوي وهي طولية مع أقواس ولكن بمساحات ضيقة للحماية، ومساحة خلف المبنى تستخدم للسكن وغيره مع أسوار مرتفعة، فهذا المبنى قائم على نظام قريب من بيوتات شيوخ العشائر وقصور الحكام مع اختلاف المساحات.
كان الوقت يداهمنا فقد اقترب المساء ولا بد من عودتي الى بيت شقيقي في رام الله لأشد الرحال بعدها الى وكني في قريتي جيوس، ولكن كان لا بد من كسب الوقت في زيارة عدة أمكنة فمررنا ببيت تراثي ويعتبر من اقدم بيوت سلواد حسبما افادني الشيخ عبد الكريم عياد وهو يعود الى دار عبد الرحمن أبو مسعود/ حماد، وهو بيت جميل تراثي بني بطريقة جميلة وله سلم حجري على طرف البيت يصعد لسطحه، مكون من طابقين مع عناية خاصة بالباب والنوافذ والأقواس التي تعلوها ودق الحجارة، لنكمل المسير حتى دوار الشهيد عبد القادر حماد والمعروف بإسم بدران وقد قامت البلدية بتخليد ذكرى الشهيد من خلال تسمية هذا الميدان بإسمه مع نصب تذكاري، لنكمل الطريق لأطراف منطقة الحبايل حيث مررنا بمجموعة من البيوت التراثية متروك بعضها والبعض ما زال مأهولا بالسكان، وهذا ما سيكون ضمن الحلقة الخامسة من جولتي الجميلة في سلواد لبؤة الجبال.
صباح جميل فيه نسمات طيبة من الهواء خففت من قيظ الأيام الثلاثة السابقة التي قضيتها في مدينة طولكرم، حيث كانت درجات الحرارة مع رطوبة خانقة، أحتسي قهوتي الصباحية وأنا استعد لوداع طولكرم والعودة لبلدتي الصغيرة جيوس مستذكرا رحلتي وتجوالي في لبؤة الجبال سلواد، مع شدو فيروز: "يا غريب الديار، نسيم الجنوب، ضلّ فيك المزار، غداة الهبوب، أنت من بلادنا يا نسيم، يا عبيراً يقطع المدى، حاملاً هموم أرض يهيم، أهلها في الأرض شُرَّدَا".
فأهمس: وستبقى يا وطني الجمال والسناء والبهاء رغما عن الاحتلال وعاديات الزمان، فصباحك أجمل سلواد وصباحكم أجمل أحبة وقراء..
أعلام من القرية
شخصيات من سلواد
- مفيد عبد القادر ، مؤسسة الأرض المقدسة
- قدورة فارس الزعيم السياسي لحركة فتح
- خالد مشعل زعيم حماس
- الأسير إبراهيم حامد
- إبراهيم خليل عياد
- فتح الله السلوادي
- فاطمة ريما
- خليل عياد
- من أعلام سلوادمصباح عبدالعزيز عبدالقادر صبح
نلتقي بكم اليوم مع شخصية جمعت من الصفات أجملها ومن مكارم الأخلاق أفضلها ومن الخصال أسماها ؛ ذلكم هو الحاج مصباح صبح "أبو عصام" ، صاحب الرأي البصير والعقل المنير ، هو علم من الأعلام لا يَفيهِ حقَّه ذوي الأقلام ، رجل عصامي في نشأته ، واثق الخطى في مسيرته ، واسع الأفق والإطلاع في ثقافته ، مرجع في خبرته وتجاربه وعمله .
ولد صاحبنا في مدينة حيفا عام ١٩٤١م ، وهو أصغر إخوانه سنّاً ، والده هو الحاج عبدالعزيز عبدالقادر صبح من مواليد سلواد عام ١٨٨٧م ، خدم في الجيش العثماني ، ووصل إلى رتبة شاويش ، قاتل في جبهات مختلفة خلال الحرب الأولى ، والدته هي سارة حسن عيسى هيجر . في مطلع العشرينيات من القرن الماضي انتقلت عائلته إلى حيفا طلباً للرزق ، حيث اعتنت العائلة بتربية الأبقار بهدف انتاج الحليب وتوزيعه ، فكان ذلك مصدر رزقها ، سكنت العائلة على سفوح الكرمل المشرفة على البحر ، وما زال العم أبو عصام يكتنز في ذاكرته كثيراً من تفاصيل الحياة مشاهدها اليومية رغم أنه لم يكن قد تجاوز السادسة من عمره حين سقطت حيفا وعادت العائلة إلى منزلها في سلواد .
أما أخوانه فهم عبدالمجيد"أبو داود" رحمه الله ، والحاج عزّت "أبو خالد" رحمه الله ، وضيف الله " أبو عادل" رحمه الله ، وصبح "أبو عبدالعزيز" رحمه الله .
درس الحاج مصباح " أبو عصام" في مدرسة سلواد الأميرية ، وتنقل بين مقرّاتها الثلاثة (علية الحيطان ، ومدرسة الراس ، والمباني الجديدة على الشارع الرئيس ،والتي تشغلها الآن مدرسة ذكور سلواد الأساسية ) ، كان أعلى صف قد أنهاه هو الصف السابع ، ذلك أنه خرج من المدرسة في نهاية الفصل الأول حين كان في الصف الثامن ، وذلك استعداداً للسفر إلى الكويت ، والتي سبقه إليها إخوته ، فكانت تلك رغبته ، فالتحق بأحد المعاهد التعليمية في مدينة رام الله وأنهى فيه دورة في الطباعة والمحاسبة ، تمهيداً للسفر إلى الكويت ، وحتى يكون حظه مناسباً في تسلّم وظيفة أو عمل ، وبالفعل وقبل أن يكمل السادسة عشرة من عمره وتحديداً في ١٩٥٧/١/٢٥حلّقت به طائرة الخطوط الجوية الكويتية ذات المحركين ، من مطار القدس الدولي/ قلنديا ليصل الكويت بعد ساعات أربع .
وفي بداية الأمر عمل ، ولمدة قصيرة ، في مصنع للمرطبات كأمين مستودع ، ليلتحق بعد عدّة أشهر بوزارة الأشغال ، التي عمل فيها في مجال الطباعة والتحرير ، وبقي في وظيفته تلك حتى عام ١٩٦١م ، إذ انتقل إلى وزارة المالية وتقلّد عملاً في نفس مجاله ، كانت طبيعة عمله في وزارة المالية تتطلب منه قدراً من المعرفة والإلمام باللغة الإنجليزية ، فالتحق بالمعهد التابع للمجلس الثقافي البريطاني ، وعكف فيه ما يقارب الخمس سنوات يتعلّم اللغة الإنجليزية وفق الأساليب الحديثة ، مع التركيز على دراسة الأدب الإنجليزي من خلال روايات شكسبير وأرنست همنجواي ، وعلى أيدي مدرسين إنجليز ، لينال عدد من الشهادات المعتمدة والمصدقة من جامعة كامبريج .
وفي نفس الوقت كان الحاج مصباح يحرص على الإرتقاء بنفسه وعقله ، فأولى القراءة والمطالعة قدراً كبيراً من الإهتمام ، فانكب على مطالعة الصحف والمجلات والروايات ، فقد كان شغوفاً بالمعرفة والثقافة ، فقرأ لتوفيق الحكيم وإحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ وغيرهم كثير ، وكان لديه اهتمام بالتصوير ، فتعلّم مبادىء التصوير على يد المصور السلوادي عبالرحمن عبالرزاق سياغة ، وحرص على امتلاك الأدوات والمعدات الخاصة بالتصوير والتحميض ، وكان يقوم بتحميض وطباعة الصور بنفسه ، وفي هذا المجال أنهى دورة في التصوير الضوئي عام ١٩٧٤، كما عكف على الدراسة النظرية والعملية للمكانيكا بجهود ذاتية .
تمتع العم "أبو عصام" بروح طموحة وعزيمة قوية ، ففي عام ١٩٧٤م ، وكان حينها قد بلغ الثالثة والثلاثين من العمر ، قرّر أن يعود إلى مقاعد الدراسة ، ليلتحق بنظام خاص ، عُرف بنظام الأربع سنوات ، حيث على الطالب اجتياز الصفوف الأربعة : الخامس والسادس والسابع والثامن في سنة واحدة ، وهذا ما كان ، وبعدها انتظم في الدراسة المسائية وأنهى الصف الأول الثانوي حاصلاً على المرتبة الأولى على سبع شعب دراسية ، لينهي بعدها الصف الثانوي حاصلاً على المرتبة الثالثة ، ثم الصف الثالث الثانوي حاصلاً على المرتبة الأولى . وفي عام عام ١٩٧٩ أخذ يحضر نفسه للحصول على شهادة الثانوية العامة ، وبينما هو في طور الإستعداد لتقديم الإمتحانات مرض أخيه عبد المجيد وتوفي ، كما أصيب أبو عصام بمغص كلوي ، مما أثر على أدائه في الإمتحانات ، ولكنه نجح وحصل على معدّل ٧٥٪ ، وانتسب بعدها لجامعة بيروت العربية ، ولكنه لم يكمل ، إذ أن عائلته كانت كبيرة ومسؤولياتة كثيرة فاكتفى بما حصل عليه من تعليم مدرسي ، ولكنه واصل بجهوده الإستزادة من معين العلم والمعرفة والثقافة ومازال .
بقي على رأس عمله في وزارة المالية موظفاً وكاتباً للحسابات ومسؤولاً تحضير الشيكات الخاصة بمبعوثي الدولة للخارج ، بالإضافة عمله في فتح الإعتمادات المستندية ، وكان قد حضر دورات عدّة في هذا المجال ، بقي في عمله حتى عام ١٩٩٠م ، ليغادر الكويت مع أسرته إلى أمريكا ، إذ يعيش الآن في ولاية انديانا ويشرف على إدارة متجره الخاص بالمنتجات والأطعمة العربية ، وللعم "أبو عصام" نشاط اجتماعي ملحوظ بين الجالية العربية والإسلامية ، كما أنّه عضو في مجلس إدارة مسجد هايلاند ، وهو المسؤول المالي فيه منذ أن تمّ افتتاحه عام ٢٠٠١م وحتى يومنا هذا ، وأخيراً وليس آخراً فإننا نرجو أن نكون قد وُفِّقنا في إعطاء هذه اللمحة المختصرة عن سيرة العم الحاج مصباح صبح ، وأن نكون قد أوفَيْناه بعض حقه داعين له بالصحة والعافية وطول العمر . - الحاج محمد فرج عزام (محمد أبو فرج)
ولد في حدود عام ١٩١٤م ، تعلم القراءة والكتابة في الكتّاب على يد الشيخ مصطفى بن الشيخ سعيد ، وكان لوالده فضل في تحفيظه سور القرآن الكريم ، وفي ١٩٢٢م كان من أوائل الملتحقين بمدرسة سلواد الأميرية ، غرس فيه والده فرج حب الدين ، فواظب على صلاته وتعلق قلبه بالقرآن الكريم منذ صغره ، وكان مطيعا لوالديه يحرص على إرضائهما والأخذ بتوجيهاتهما ، ومن وصايا والده التي ظلّ يرددها :"إياك وأعراض الناس وأموالهم" ، نشأ في أسرة تولي الزراعة والعناية بالأرض إهتمامها إلى جانب تربية الماشية والأغنام ، وكان ذلك مصدر رزقها ، في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي هاجر إلى الكويت وعمل في وزارة الكهرباء ، وكان فيها حريصاً على تطوير ثقافته الدينية في الفقه والقرآن والتفسير ، فانضم إلى حلقات العلم في المساجد وواظب على حضور الدروس فيها ، وتواصل مع دور القرآن ومعاهد العلم الدينية بالكويت ، فنهل من معينها وإستفاد من علمائها ، كان حريصاً على تلاوة القرآن وعلى قرا ءة الأوراد والأذكار بشكل يومي ومنتظم ، كما حفظ كثيراً من أجزاء القرآن الكريم ، بالإضافة إلى حفظه كثير من المتون.
عُرف الحاج محمد بورعه وتقواه ، وعُرف بزهده وكرمه وطيبة نفسه ، كان يتمثل القرآن والسنة في أخلاقه وسلوكه ، يُكثرُ من الإنفاق على المحتاجين والمعسرين ، كما كان مرجعاً في الإصلاح والتوفيق بين الناس في خلافاتهم ، كان حكيما مسموع الكلمة ، يقصده الناس في النصح والرأي ، كان له مكانة وشأناً في عائلته وبين أبناء بلده ، فقد حاز على إحترام تقدير كل من عرفه وتعامل معه . - الحاج موسى عبدالمجيد أحمد العبد مشعل حامد
مسيرة حياة حافلة بين سلواد وحيفا وعمان ١٩١٣-١٩٧٦
ولد في سلواد عام ١٩١٣ ، عانى مع أسرته ظروف الحرب العظمى والتهجير مطلع عام ١٩١٨ مع بدء معركة العاصور ، إذ غادرت أسرته مع عشرات الأسر البلدة إلى مناطق اكثر امنا بعيدا عن مسرح العمليات العسكرية في المنطقة الشمالية الشرقية من رام الله ، فوصلوا إلى منطقة الناصرة ، وهناك فجع الطفل بوفاة أمه في قرية إكسال ، وبانتهاء العمليات العسكرية ، وهزيمة الأتراك عادت الأسرة إلى سلواد ، فعاش حرمان الأم وتجرع قسوة الحياة خاصة انه فقد اباه بعد سنتين من إنتهاء الحرب ، فأصبح يتيم الأم والأب ، فعاش في كنف خالته سارة التي أحاطته بالرعاية والحنان .
وعندما بلغ عمره أحد عشر عاما توجه، برفقة إبن عمه توفيق يوسف أحمد العبد مشعل، إلى حيفا مشياً على الأقدام ، حيث بدأ مشوار العمل في هذه السن المبكرة ، ولعل الظروف القاسية التي عايشها قد جعلته جادا ومتزنا في حياته ، فحياة المدينة وأجوائها الجديدة وصخبها لم تُغْرِ الصبي الصغير ، فأقبل على العمل بجد ونشاط متحليا بالأخلاق محافظا على صلاته ،فعمل سنوات في محل لبيع الخضار يملكه شخص من عائلة "كسّاب" ،وبعد أن إشتد عوده ودخل مرحلة الشباب إمتلك بسطة لبيع الخضار . وفي عام ١٩٣٣ تزوج فتاة من منطقة نابلس كانت أسرتها تعيش في حيفا ، وإستأجر سكناً في وادي النسناس ، في بناية تملكها أسرة الشاعر الشعبي نوح إبراهيم ، التي كانت تسكن الطابق العلوي . وبعد فترة قليلة من الزمن أصبح يمتلك "مخمراً" للموز مع شخص من عائلة "مِسْتو" ، وفي نهاية الثلاثينيات إمتلك محلا لبيع الخضار في عمارة الدير في ساحة الحناطير ،وكان محلا كبيرا له ثلاثة أبواب، وهذا مكنه من تحسين أوضاعه المادية والمعيشية ، فعاشت أسرته حياة ميسورة ، وما هي إلا سنوات قليلة حتى إشترى أرضا في بلدته سلواد وشرع في بناء بيت كبير أكتمل بناؤه عام ١٩٤٤.
وفي حيفا رزق بأربعة من الأبناء : عبدالرحمن ١٩٣٧، فاطمة ١٩٤١، عبدالكريم ١٩٤٣ ، حسن ١٩٤٥، وكان عبدالرحمن قد دخل روضة للأطفال ، ودرس في حيفا الصفين الأول والثاني في مدرسة البرج الإسلامية . ومنذ عام ١٩٤٥ عاشت الأسرة مابين حيفا وسلواد ، ومع تطور الأحداث بدءا من عام ١٩٤٧ إستقر وضع الأسرة في البلدة، أما هو فقد بقي في حيفا حتى اللحظات الأخيرة من سقوطها ، فأقفل باب محلّه ، وكان قد دفع الأجرة مقدماً لثلاثة شهور ، وترك النقد المعدني تحت الميزان ، ووضع المفتاح في جيبه ، وغادر المدينة صوب بلدته سلواد ، دون أن يفقد الأمل بالرجوع إليها يوماً . وفي عام ١٩٥٠ توجه إلى عمان حيث إفتتح محلا تجاريا في سوق الخضار في منطقة سقف السيل قريبا من سبيل الحوريات وبقي يعمل هناك حتى بداية الستينيات ، ليرجع إلى بلدته ويفتتح فيها محلا لبيع الخضار في منطقة الصفاة ليبقى فيه حتى وفاته في صباح يوم ٢٠-٧ عام ١٩٧٦م ، ودفن في المقبرة الجنوبية في ضريح خالته سارة كما أوصى تعبيراً عن حبّه ووفائه لها .
رحمك الله يا والدي رحمة واسعة وأسكنك الفردوس الأعلى .
الباحث: عمر موسى مشعل
الباحث والمراجع
المرجع
مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج8، ق2، بيروت 1974.
موقع المعرفة https://www.marefa.org
الباحث: عمر موسى مشعل