القرية اليوم - المنشية/ حي من يافا ولا يعتبر قرية - قضاء يافا

 

المنشية اليوم

بناء على قانون أملاك الغائبين، تمت مصادرة جميع بيوت وأراضي المنشية والتي بلغت حوالي 2,400 دونم، الى ملكية الدولة للتصرف بها. وكونها تقع في مكان استراتيجي يربط تل أبيب بمدينة يافا، قررت الحكومة الإسرائيلية عام 1963، إعادة بناء المنشية وتحويلها الى مركز تجاري، مقاهي، فنادق، الى جانب آلاف الوحدات السكنية والحدائق العامة التي تخدم سكان تل أبيب والمناطق المجاورة وتستقطب السائحين اليها، ولهذا الهدف أقيمت لجنة حكومية-بلدية خاصة باسم "احوزات هحوف" والتي أعلنت عن مناقصة دولية لتخطيط وبناء الحي من جديد.

كما هو الحال اليوم في مدينة يافا، يعكس "مشروع المنشية" الذي تبنته مدينة تل أبيب والحكومة الإسرائيلية، سيرورة هدم هذا الحي، التي بدأت منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا وتشريع الهدم وتغيير معالم المكان من خلال تعريفه كمشروع "تخطيط" أو "تطوير" على مدار كل تلك السنين.

"بالأول موت وهلأ تعذيب..."

 ممنوع نبني وممنوع نشتري بيوت شهادة افتخار ترك :

"المنشية اليوم هدّوها وعملوها طاييلت (كلمة بالعبرية معناها متنزه)، هدّوا البيوت ورموهم بالبحر. هدّوا بيوت أمي وستي. بعد سنين رجعت أشوف شو صار بالمنشيّة، ما ضل أشي...أنا لليوم معي كواشين وأوراق الدور اللي كانت باسم ستّي وأمي.

خالي خليل اللمداني، كان اله بيارتين بيازور، اخذوهم وقلعوا البرتقال كله ورحّلوه على غزة. خالي إبراهيم، كان عند قهوة اسمها قهوة الحج ابراهيم اللمداني، وقهوة ريانه وين الجامع الكبير، وقهوة بالميناء. كل عائلتي كانت ملاكين ومتعلمين.

بس اليوم عنا مشكله اكبر من اللي فاتت. وهي انه بدهم يهدوا قسم من بيتنا اللي إحنا ساكنين فيه اليوم. الدولة ما رضيت تعطينا رخص عشان نبني لأنه ما بدهم انه العرب يبنوا ويتوسعوا، إحنا بنينا غرفة صغيرة واليوم في امر هدم الها. وقّفنا محامي بس ما في نتيجة بعد. لليوم لاحقينا، صارت الدولة مهدمة حوالي 100 دار بالعجمي، وكلهم لناس فقرا. ما بدهم عربي لا بيافا ولا بغير يافا، شو نعمل؟؟ ممنوع نبني وممنوع نشتري بيوت!!...عيشتنا كانت صعبة وإحنا بالمنشية واليوم أصعب... بالأول موت وهلأ تعذيب.