احتلال القرية - سلوان / حامية القدس - قضاء القدس

سلوان تحت الاحتلال

      سقطت مدينة السلام...سقطت القدس ابان النكسة ما يسمى "حرب  الأيام الستّة" في حزيران عام 1967، كما سقطت الضفة الغربيّة وشبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان السوريّة.

      كانت بلدة سلوان من أهم البلدات الّتي وضعت سلطات الاحتلال عينها عليها، فصادرت قرابة 73 ألف دونم من أراضيها الواسعة مباشرة بعد حرب 67 والّتي كان امتدادها حتّى الخان الأحمر، اضافة الى مساحات واسعة تم السيطرة عليها بعد حرب 48. وتعتبر سلطات الاحتلال حي وادي حلوة من بقايا "مدينة داوود" أما أحياء العباسيّة وحي البستان ووادي الربابة فتعتبرها  حدائق خلفية "لمدينة داوود".

      أما في القسم الشرقي الجنوبي من سلوان، وبالتحديد منطقة رأس العامود الّتي تتمتّع بموقع استراتيجي فقد بنى المستوطنون مستوطنة تتحكم بشارع القدس – أريحا القديمة، كذلك الشوارع والطرق المؤدّية إلى داخل أحياء بلدة سلوان، ولتعزيز قبضتها قامت السلطات الإسرائيليّة بإصدار أوامر هدم لعشرات المنازل في مختلف أنحاء البلدة.

عبرنة أسماء المناطق والشوارع

     عملت بلدية الاحتلال على تغيير أسماء الشوارع والمناطق لاسيما داخل البلدة القديمة من القدس وفي بعض البلدات المحيطة بها، الّتي يوجد فيها بؤر استيطانيّة لطمس الواقع وتزييف التّاريخ والحقائق ، حيث أنّ الهجمة تتركّز في سلوان على وجه الخصوص. تمّ بالفعل تغيير أسماء الشوارع والأزقّة الغربيّة في البلدة إلى العبريّة لطمس الحقائق وشرعنة الاحتلال وعبرنة المنطقة.

     فعلى سبيل المثال لا الحصر من الشوارع الّتي تمّت عبرنة أسمائها شارع وادي حلوة..."معلوت عير دافيد"، حي البستان "جان هميلخ" أي حديقة الملك، منطقة وادي حلوة "مدينة داود"، شارع التربة "شارع هعوفل"، ساحة باب المغاربة "موقف جفعاتي".

سلوان والصراع من أجل البقاء

     منذ أن كانت سلوان حاضنة القدس والدرع الجنوبي لحمايتها من الغزوات، قدّمت مئات الشهداء دفاعاً عن القدس وثراها الطهور، وعن سلوان ذاتها للإبقاء على عروبتها وصيانة أراضيها... عدا عن تقديمها آلاف الجرحى والمعتقلين والمبعدين .

     أما اليوم أمام الحملات الاستفزازيّة والاعتقالات وهدم المنازل والاعتداءات المتكرّرة من المستوطنين فإنّها تشكّل واجهة صراع حقيقي ونضال متواصل من أجل بقاءها عربيّة الأصل إسلامية العقيدة... والتجذّر في أرض الآباء والأجداد .

      فالسلطات الإسرائيليّة والمستوطنون لم يكفّوا عن السعي الدؤوب لتهويد المنطقة، ولعلّ اعلان السلطات الإسرائيليّة نيّتها هدم حي البستان وإقامة الحوض المقدّس والحدائق التوارتيّة، وتسليم أصحاب المنازل قرارات هدم إداريّة قد أشعل فتيل المواجهة مع السلطات الإسرائيليّة والمستوطنين. ولا يمرّ يوم إلّا ويُمطر السكاّن بقنابل الغاز والقنابل الصوتيّة والأعيرة المطاطيّة في المواجهات مع السكّان الّذين يدافعون عن وجودهم وحياتهم وأرضهم.

      كما لم تتوقّف الاعتداءات والاستفزازات على الأحياء والأهالي، إنّما لحقت بالأموات، بقرار اسرائيلي صادر أجزاء من مقبرة "السلاونة" اضافة الى زرع قبور وهمية في اراضي واسعة بالبلدة .

مقبرة السلاونة "باب الرحمة"

   قضت المحكمة "الإسرائيليّة العليا" بمصادرة 180 متر مربع من أراضي الجزء الجنوبي من مقبرة باب الرحمة، والّتي هي أراض وقفيّة إسلاميّة، وهدمت سلطات الاحتلال عدة قبور بعضها احتوت على رفات مواطنين، وجزء منها كان فارغا، وتسعى السلطات الاسرائيليّة من وراء ذلك لاستخدامها كمسار سياحي. كما قامت بلديّة الاحتلال بتوسيع شارع على حساب "مقابر الاطفال" الخاصّة بالسلاونة في القسم الشّرقي من مقبرة باب الرحمة.

والجدير بالذّكر أنّ مقبرة باب الرحمة تضم قبري الصحابيين الجليلين عبادة ابن الصامت وشداد ابن اوس، مما يؤكد على أهمية المقبرة الإسلاميّة.