تفاصيل أخرى - سلوان / حامية القدس - قضاء القدس


 يعتقدُ المؤرخون أنّ سلوان كانت النواة الأولى التي بُنيت عليها القدس إبّان العصر البرونزي المُبكّر قبل نحو خمسة آلاف سنة، وبالتحديد في مُنحدر وادي حلوة ومنطقة العين وبركة سلوان. كانت عيونُ سلوان مصدر المياه الوحيد لمدينة القدس، وما كان من المُمكن إقامة تجمّع حضري في القدس بدونها، لذا فقد شقّ اليبوسيون أنفاقاً لجرّ المياه منها إلى داخل حصنهم، وظلّت هذه الأنفاقُ تُستعمل بعدهم زمناً طويلاً. لقد أظهرت الحفريّاتُ أنّ سلوان ظلّت مأهولةً بالسُكان بشكل مُستمر تقريباً مُنذ الألفيّة الرابعة قبل الميلاد، كما تُشكّل آثار الحُصون وأنظمة المياه المُعقّدة شواهدَ تدلُّ على وجود مدينةٍ كبيرةٍ على ذلك المكان بحلول القرن الثامن عشر قبل الميلاد، أي قبلَ وصول العبرانيين بسبعة قرون. تذكرُ الروايات أنّ حصن يبوس استعصى على الملك داود، ولم يتمكّن من فتحه إلا عندما اكتشف فتحة النفق الذي يجرّ مياه العين إلى داخل الحصن، فنَفِذَ جُنده منه إلى داخل الحصن وتمكنّوا من الاستيلاء عليه، وكان ذلك في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، بيد أنّ هذه الرواية غيرُ مقبولةٍ عند مُعظم المُؤرّخين. وفي أوائل القرن السابع قبل الميلاد أمر حزقيا ملك يهوذا بشقّ نفقٍ يُعرف اليوم بنفق حزقيا (أو نفق سلوان) استعداداً لحصارٍ وشيكٍ كانت ستتعرّض له المدينةُ على أيدي الأشوريين، وذلك بهدفِ منع الجيوش المُحاصِرة من الوصول إلى مياه النبع، وبذلك تكوّنت بركة سلوان نتيجةَ تجمّع المياه القادمة من النبع عبرَ النفق. وقد عُثر داخل هذا النفق على نقش سلوان عام 1880، الموجودُ اليومَ في متحف إسطنبول الأثري. كما أُنشئت مدينة موتى على أرض سلوان في ذلك العهد، ويُعتقد أنّها كانت موضع دفنٍ لكبار المسؤولين في مملكة يهوذا. وفي عام 587/586 ق.م احتلّ الملكُ البابلي نبوخذ نصّر الثاني مدينة القدس ودمّرها في ما عُرف بالسبي البابلي.

المرجع: حمزة عبد الكريم صيام