السكان - سلوان / حامية القدس - قضاء القدس

     تقوم بلدة سلوان على سلسلة منحدرات تفصل بينها عدة أودية أهمها وادي حلوة، وادي الربابة، وادي ياصول، ومن أحيائها حي البستان، بئر أيوب، عين اللّوزة، بطن الهوى، الحارة الوسطى، رأس العامود، صويلح، الشيّاح، الفاروق، والثوري- وهو من أكبر الأحياء التّابعة لمنطقة سلوان التاريخيّة يبلغ عدد سكانه قرابة 15 ألف نسمة وهو يقع في الناحية الجنوبيّة الغربيّة لبلدة سلوان، وقسم كبير من حي الثورى تم احتلاله عام 1948.

وسميت سلوان بحامية القدس لانّ حدودها تشكل قوسا يمتد من الناحية الشرقيّة الجنوبيّة حتّى الجنوبيّة الغربيّة


سكان وأهالي بلدة سلوان

    تتميّز سلوان بأنّها مجتمع عشائري في إطار عائلي ونسيج متماسك، يتكوّن من عدّة حمائل: الروايضة والذيابية والمهربشية والنجادة والصيامية والعباسيّة والقراعين والمحاريق والعليوات.

الأهمية الدينية لبلدة سلوان:

    تتمتّع بلدة سلوان بسمة دينيّة مميّزة.. ففيها عين سلوان وبئر أيوب، وقد روي الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم انّه قال: "ان الله اختار من المدائن أربعاً مكة وهي البلد الحرام...والمدينة وهي النخلة المنورة... وبيت المقدس وهي الزيتونة... ودمشق وهي التين. واختار من العيون أربعاً ففي سورة الرحمن يقول "فيهما عينان تجريان..وفيهما عينان نضاختان" أما اللّتان تجريان فهما عين سلوان وعين بيسان، واما نضاختان فهما زمزم وعين عكا". وقال خالد بن معدان أن عيني زمزم وسلوان من عيون الجنة.

    كما تقول كتب السيرة أن الملائكة قد حفرت بئر ايوب إكراما لنبي الله أيوب.. وطول البئر ثمانون ذراعا... وعرضه أربعة أذرع .. وهو مبني بحجارة عظيمة لا يمكن للإنسان أن يحملها أو ينقلها، ويقول الله تعالى " أركض برجلك هذا مغتسل  بارد وشراب"،  لنبي الله أيوب حتّى يشفي من مرضه... فنبع الماء من هذا البئر. هذه المكانة الدينيّة لم يوليها الفلسطينيّون والعرب الاهتمام الكبير." (1)
     اشتهرت بلدة سلوان حتّى الخمسينيّات من القرن الماضي بالزّراعة لخصوبة أراضيها الواسعة ووفرة المياه والينابيع... وكانت البلدة تعتبر واحدة من أهم السلال الغذائيّة للمدينة المقدّسة، ومن أشهر المحاصيل الحبوب، القمح، الشعير، البقوليات، الخضراوات... ومن الأمثلة الشعبيّة التراثيّة الّتي يعتزّ بها السلاونة- للدلالة على شهرة بلدتهم بالزراعة " جاي تبيع السلق على أهل سلوان." وهو مرادف للمثل الشعبي " جاي تبيع المي بحارة السقايين ! ".. وأشجار الزيتون والتين الّتي كان يغطى مساحات واسعة من الأراضي والرمان ودوالي العنب، غير أنّه مع التزايد السكّاني والتوسع العمراني تقلّصت الى حد بعيد عن البساتين والأراضي المزروعة.

(1) الأنس الجليل بين القدس والخليل الجزء الثاني