الاستيطان في القرية - بيت إكسا - قضاء القدس

تجسّدت في بيت إكسا شتىّ أنواع الاستيطان منذ بداية الاستعمار الصهيوني للبلاد، ونفصّلها بـ:

  1. المستعمرات:  تعُاني بيت إكسا من المستعمرات المقامة على أراضيها منذ عام 1950، إذ سرقت مستعمرة مفسير تتسيون عشرات الدونمات من أراضيها التي احتلُت عام 1948 ولم تعُاد إلى الإدارة الأردنية بموجب اتفاقية الهدنة.   ومستعمرة راموت (أقُيمت عام 1972) وصادرت ما يقارب 1530 دونماً من   أراضي القرية، في الجهة الشرقية تحديداً على منطقة تسّمى "أنصارات"، ويفصل الآن وادٍ بين القرية والمستعمرة المقامة على أراضيها.  وحي هار صموئيل (أقُيم عام 1996) وهو جزء من مستعمرة جفعات زئيف (عام 1977) الذي صادر من القرية حواليّ 15 دونماً في منطقة تسُمّى حوض طبيّش.  وصادرة القوة الصهيونية عام 2010 خمسين دونماً لصالح القطار السريع من القدس إلى تل أبيب، الذي أعُلن عنه أول مرة عام  2008.
  2. جدار الضم والتوسع: يحُيط جدارُ الضمّ والتوسع قريةَ بيت إكسا بطريقةٍ مختلفةٍ عن إحاطته ببقية قرى شمال غرب القدس، سنشرحها في السّطور التالية. بالنسبة لقرى شمال غرب القدس فإنّ الجدار يفصلها عن بقية الأراضي والمستعمرات التي تقع ضمن نفوذ الاحتلال، أي أن الجدار يمتد حائلاً بين تلك القرى الفلسطينية الواقعة ضمن مناطق السّلطة من جهة، وبين المسّتعمرات ضمن  نفوّذ الاحتلا ل من جهة ثانية. هكذامثلاً في بيت سوريك يفصل الجدارُ القريةَ عن مستعمرة هار أدار. أما في بيت إكسا، فإنّ الجدار لا يفصلها عن مستعمرة مفسيرت تسيون أو مستعمرة راموت القريبتين، وإنما يفصلها فعلياً عن امتدادها الجغرافيّ مع قرى شمال غرب القدس، أي يفصلها عن المناطق التابعة للسلطة الفلسطينية سواء مناطق ب أو ج . لذلك عندما تنوي زيارة بيت إكسا قادماً من قرية بدو، وعلى الرغم من أن المنطقتين تتبعان لمناطق السّلطة، إلا أنّ حاجزاً عسكرياً سيعُيق دخولك إلى القرية. يرتبط هذا الحاجز بمسار طويل للجدار يمتدعلى طول 9 كم، ومزوّد بأدوات إلكترونيةّ، وهو فعلياً يفصل بيت إكسا عن كل محيطها الفلسطيني في قرى شمال غرب القدس. أما من الجهة الثانية، فإنّ بيت إكسا "مفتوحة" على المناطق الواقعة تحت نفوذ الاحتلال المباشر، حيث لا يوجد فاصل فيزيائي واضح بين القرية وبين المستعمرات القريبة منها. أما سبب هذا الاختلاف، فيبدو أن حكومة الاحتلال قررت إبقاء القرية على الجانب المحتل من الجدار بسبب تمددها إلى منطقة قريبة من مستعمرة راموت وشارع 1 وبسبب وجود أراض استولى عليها الصهاينة في تلك المنطقة، والرغبة في إبقائها على الجهة المحتلة من الجدار. لا يعني ذلك الوضع المعقد أنهّ يمكن لابن بيت إكسا بكل سهولة الوصول إلى مركز مدينة القدس، إذعلى الرغم من عدم وجود جدار يفصله عنها، إلا أن الطريق لا تخلو من دوريات شرطة الاحتلال، ومن كاميرات المراقبة التي ترصد أي حركة.
  3. الحاجز العسكري: بدأ الاحتلال منذ عام 2008 في نصب حواجز مؤقتة على مشارف القرية، لحين تثبيت  حاجز بيت اكسا على مدخل القرية الشمالي بشكل دائم منذ عام 2010 ، عازلاً  إياّها عن محيطها وامتدادها الطبيعي في القدس وباقي قرى شمال غربها. ليس ذلك فحسب، بل كذلك عازلاً إياها عن محيطها المصطنع والمفروض عليها بعد الجدار،  في منطقة رام ﷲ. ووجود الحاجز -شديد الرقابة والتدقيق- يعني تعطيل حياة الناس اليومية، من خلال إجبارهم على المرور يومياً عبر إجراءات التفتيش والتدقيق على الحاجز عند خروجهم إلى أعمالهم أومدارسهم وجامعاتهم وعودتهم منها. يترافق هذا التفتيش بأوقات انتظار طويلة قد تصل إلى الساعة، بسبب تعمد الجنود ترك الناس ينتظرون إمعاناً في الإذلال وضمن سياسات التهجير.

كما يغلق الاحتلال أحياناً هذا الحاجز بشكل كامل، وبمنع دخول وخروج الناس منه كما حدث عام 2018 إذاحتجزت قوّات الاحتلال حافلات القرية والمركبات القادمة إليها ومنعتها من العبور.