معلومات عامة عن اللطرون / بين رام الله والرملة - قضاء الرملة
معلومات عامة عن قرية اللطرون / بين رام الله والرملة
هي منطقة فلسطينيّة تشكّل نتوءًا جغرافيًا في الضفّة الغربيّة. تقع على الطريق الواصل بين القدس ويافا، حيث تبعد 25 كيلومترًا غرب القدس و14 كيلومترًا جنوب شرق الرملة، وترتفع 250 مترًا عن سطح البحر. كانت تبع قضاء الرملة قبل النكبة وتأسيس الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين التاريخيّة، وهي اليوم جزء من محافظة رام الله والبيرة، إلاّ انها تقع ضمن مناطق ج حسب اتفاق أوسلو.
تضم اللطرون عددًا من القرى المُهجَّرة وأراضٍ تابعة لها سيطر الاحتلال الصهيوني على قسم منها عام 1948، ثم أكملت السيطرة عليها عام 1967 ودمّرتها وأجبرت سكّانها على الرحيل منها تحت تهديد السلاح، إذ شهدت هذه المنطقة معركةً شرسة بين الجيشين الأردني والاحتلال الصهيوني أدّت إلى تهجير سكان قرية اللطرون التي تقع داخل منطقة اللطرون، وأصبح جزء منها لاحقًا منطقة مُحرَّمة تم الاتفاق عليها ضمن اتفاق الهدنة عام 1949 بين الجانبين وتقع بقايا هذه القرى في محافظة رام الله والبيرة حسب التقسيم الإداري للسلطة الفلسطينيّة، فيما يمتد جزء من أراضيها الزراعيّة ضمن المنطقة الحرام والتي سيطر عليها الاحتلال الصهيوني بعد احتلاله للضفة الغربيّة، وتحديدًا في كل من منطقة القدس والمنطقة الوسطى حسب التقسيمات الإداريّة للاحتلال الصهيونييّة. وهذه القرى هي:
الموقع والمساحة
هي منطقة فلسطينيّة تشكّل نتوءًا جغرافيًا في الضفّة الغربيّة. تقع على الطريق الواصل بين القدس ويافا، حيث تبعد 25 كم غرب القدس و14 كم جنوب شرق الرملة، وترتفع 250 مترًا عن سطح البحر. كانت تبع قضاء الرملة قبل النكبة وتأسيس الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين التاريخيّة، وهي اليوم جزء من محافظة رام الله والبيرة، إلاّ انها تقع ضمن مناطق ج حسب اتفاق أوسلو.
تقع اللطرون في موقع استراتيجي يتحكّم بالطرق الرئيسيّة بين الساحل الفلسطيني والقدس. وتمنح من يسيطر عليها ميزة عسكريّة واستراتيجيّة في الوصول والتحكم بالأخيرة، كما تتمتع بأراضٍ خصبة ومخزون ضخم من المياه.
تبلغ مساحة قطاع اللطرون 13307 دونمًا والذي تشكّل إثر حرب 1948، ويضم بداخله قرية اللطرون المُهجَّرة عام 1948، التي كانت تتكون من قسمين، الأول اللطرون القديمة والثاني اللطرون الجديدة والتي بُنيت عام 1940، وتقع إلى الجنوب قليلاً. ولقد تم الاتفاق بين الأردن والاحتلال الصهيوني بعد معركة اللطرون على تحديد منطقة مُحرَّمة في هذه المنطقة ضمن اتفاق الهدنة عام 1949 تبلغ مساحتها 48.5 دونمًا، والتي جرى التعديل عليها عدة مرّات حتى أخذت شكلها النهائي في 3 نيسان/ أبريل 1949.
سبب التسمية
جاءت تسمية اللطرون من قلعة بناها فرسان الداوية
الصليبيّون بالفرنسيّة (Le Toron Des Chevaliers)وقد وردت كلمة اللطرون في أدبيات المصادر الإسلاميّة تحت مُسميّات عديدة هي: النظرون، ألطرون، وأطرون
الآثار
دير اللطرون هو دير كاثوليكي يقع في قرية عمواس المُهجَّرة بمنطقة اللطرون إلى الشمال الغربي من القدس في الضفّة الغربيّة، فلسطين. تم تشييده عام 1890، وهو من المباني القليلة المُتبقيّة في القرية بعد أن دمّرتها الاحتلال الصهيوني إثر احتلالها في حرب 1967. وهو يشمل كنيسة كبيرة ومساكن للرهبان، وتقع في حديقته آثار
أقام الدير رهبان كاثوليك فرنسيّون في عام 1890، ولقد وساهم أهالي القرى الفلسطينيّة بإكماله لاحقًا. تضرّر الدير في الحرب العالميّة الأولى، لكن الرهبان رمموه في 1927. يُعتبر الدير من المباني القليلة المتبقية في قرية عمواس الفلسطينيّة التي احتلتها الاحتلال الصهيوني في عام 1967 ودمّرتها وطردت أهلها مع أهالي قريتيّ يالو وبيت نوبا، كما تعرّض للاعتداء من قبل المستوطنين الصهاينة.
يتوافد في هذه الأيّام العديد من الحجّاج والسيّاح والزوّار يوميًا إلى الكنيسة التابعة للرهبان اللاترابيين، الذين يقيمون الصلوات اليوميّة فيها بالإضافة إلى منح الجالية الأجنبيّة من دول الاتحاد السوفييتي سابقًا الحق بإقامة الصلاة الأسبوعيّة في أيام السبت. كما ويتوافدون إلى متجر الدير والذي يُباع فيه الأشغال اليدويّة الدينيّة، ومحاصيل أراضي الدير من زيت الزيتون والخلّ والنبيذ الأحمر والأبيض وأغراض أخرى تساعد في دعم الدير ورهبانه اقتصاديً
السكان
كان معظم سكان قرية اللطرون من المسيحيين قبل عام 1948. ولقد تعرّضت القرية للتطهير العرقي ولتهجير كامل أهلها عام 1948 الذين انتقلوا إلى قرية عمواس المجاورة في الضفّة الغربيّة، وظلّت منازلهم خالية حتى سنة 1967، حين احتل الجيش الالاحتلال الصهيونيي اللطرون وقام بهدم جميع المنازل تلك. لقد بلغ عدد السكان في عام 1922 حوالي 59 نسمة، وفي عام 1931 بلغ عددهم 120 نسمة وفي عام 1945 بلغ عددهم 190 نسمة، أما في عام 1948 فبلغ عددهم 220 نسمة. ويُقدَّر عدد اللاجئين من القرية في عام 1998 حوالي 1,354 لاجئ
أما بالنسبة لعدد سكان قرى منطقة اللطرون الثلاث الذين هُجِّروا من قراهم عام 1967، فقد بلغ في عام الاحتلال قرابة 4000 نسمة في عمواس، وقرابة 3000 نسمة في يالو، وقرابة 2500 نسمة في بيت نوبا
عائلات القرية وعشائرها
من عائلات القرية:
العرجا
برغش
أبو غوش
الحطابية
مصطفى
غريب
مزهر
الكنائس
كنيسة ودير اللطرون
من المرجح أن يكون اسم قرية اللطرون مستمداً من عبارة Le Toron Des Chevaliers أي "برج الفرسان" في الفرنسيّة القديمة، التي كانت تطلق على قلعة بناها الصليبيون في الموقع بين السنوات 1150-1170، ثم استولى صلاح الدين الأيوبي عليها في عام 1187.
أما في أواخر القرن التاسع عشر فكانت اللطرون قرية صغيرة مبنيّة بالطوب داخل أسوار قلعة الصليبيين. وأنشأ الرهبان اللاترابيون (Trappists) الفرنسيون ديرًا ومدرسة زراعيّة على منحدر قريب من القرية في عام 1890. وبقيت فعّالة حتى أواخر القرن العشرين.
وتشير المصادر التاريخيّة إلى أنه كان ثمة قريتان تحت اسم "اللطرون" وهي اللطرون القديمة واللطرون الجديدة. وكانت اللطرون القديمة تقع على بعد 100 متر إلى الشرق من الدير، بينما بنيت اللطرون الجديدة نحو عام 1940 على بعد 400-500 متر إلى الجنوب من الدير. وكان الرهبان اشتروا أرض اللطرون القديمة ومنازلها وبنوا لسكّانها عشرين منزلاً جديداً بدلاً منها، لكن بعيداً عن الدير بحيث يستطيع الرهبان أن ينعموا بجو هادئ يميّز هذا الدير العريق الذي يحوي حالياً 12 راهبًا من مختلف الدول في العالم.
وفي حديث مع الراهب والكاهن لويس وهبة اللبنانيّ الأصل والذي يخدم في الدير منذ منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، قال لـ"العربي الجديد" إن هنالك تناقضاً بين تصرّف اليهود الزائرين وبين تعامل الموظفين العاملين في مؤسسات الحكم الرسميّة معنا كرهبان، إذ نجد أن الزائرين يشعرون بالأمان والسلام والهدوء التام حينما يزورون الكنيسة والموقع بشكل عام، وعلى الأغلب نجد ردود فعل إيجابيّة من قبلهم حينما يزورون الموقع، ولكن عندما نحتاجهم للمساعدة في الشؤون البيروقراطيّة نجدهم منغلقين وغير آبهين لظروف حياتنا ومتطلباتها.
وحسب ما يصف الكاهن وهبة، هنالك تجاهل لمطالب الرهبان القدامى الذين يطلبون الإقامة الثابتة في البلاد من وزارة الداخليّة الإسرائيليّة، وترفض الأخيرة هذه الطلبات بحجّة كونهم رهباناً ليسوا بحاجة لإقامة ثابتة، لذلك تستمر الوزارة في تجديد الإقامة المؤقتة كل سنة، على الرغم من دفع الرهبان مخصّصات التأمين الوطنيّ شهريًا.
وأنهى وهبة "حتى رخصة قيادة السيارة، ترفض وزارة المواصلات الإسرائيليّة أن تمنحنا نفس حقوق السكّان المحليين الذين يجدّدون الرخصة كل عشر سنوات، وتجدّد لنا الرخصة كل ستة أشهر، هذه هي التحديّات التي نمر بها كرهبان مع المؤسّسة الإسرائيليّة التي تلمح لنا بشكل غير مباشر عن عدم رغبتها في وجودنا".
وعن أسلوب حياة الرهبان في الدير، يشرح الراهب جون ماري عودة "يومنا يبدأ بالصلاة في تمام الساعة الرابعة فجراً، ثم نبدأ بالعمل في الدير وأراضيه، كل على حد مقدرته. وتتوزع ساعات اليوم بين صلاة وعمل وثلاث استراحات للطعام وأحياناً للمطالعة في مكتبة الدير".
وأضاف عودة: "الراهب هنا يكرّس حياته للرهبنة وللعمل الروحانيّ والجسديّ، فالعمل دون صلاة يعتبر فارغا والعكس صحيح، لأن الجسد بحاجة للعمل واستغلال طاقته والروح بحاجة للصلاة التي تمنحنا الطاقة الروحانيّة وتدفعنا يومياً. ونؤدي فرض الصلاة سبع مرّات في اليوم معتمدين أكثر على ترانيم من سفر المزامير التي تشدّد على المدح والشكر لله".
الجدير بالذكر أن الراهب عودة ابن التاسعة والثلاثين هو من مواليد يافا، تخرّج من مدرسة تيراسنطا الثانويّة عام 1995 ودخل الدير قبل 13 عاماً، وارتسم راهباً رسمياً في أكتوبر/تشرين الأوّل 2009، بحضور العشرات من أبناء رعية كنيسة مار أنطون لللاتين في يافا، وهو أوّل راهب "لاترابي" من مواليد مدينة يافا.
كان سكّان اللطرون ما قبل نكبة عام 1948 في معظمهم من المسيحيين، ويزرعون الحبوب والفول. في عام 1945 خصصت 7 دونمات للحمضيّات والموز و6554 دونماً للحبوب و439 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكان السكّان يستمدون مياه الشرب من بئر الحلو بواسطة الأنابيب، وذلك بمساعدة دير الرهبان اللاترابيين.
التاريخ النضالي والفدائيون
لقد كانت اللطرون مسرحًا للقتال أثناء معركة اللطرون عام 1948 بين الأردن والاحتلال الصهيوني بعد أن حاول الجيش الاحتلال الصهيوني احتلالها ستّة مرّات دون جدوى. ولقد أفضت تلك المعركة إلى اتفاق الهدنة بين الجانبين الذي نص على أن تصبح اللطرون القديمة جزءاً من الضفّة الغربيّة واستُخدمت معسكرًا للجيش الأردني، بينما باتت اللطرون الجديدة جزءاً من المنطقة المُجرَّدة من السلاح، كما سمح الاتفاق للاحتلال الصهيوني استخدام طريق اللطرون.
مَعْرَكَة اللطرون أو معارك اللطرون هي سلسلة من الاشتباكات العسكرية التي حدثت على مَشَارِف مَنْطِقة اللطرون بين الجَيْش العَرَبي الأردني وجيش الدفاع الالاحتلال الصهيونيي في الفترة المُمْتَدَّة من 25 مايو وحتى 18 يوليو من عام 1948م، وذلك ضِمْن حَرب النَّكْبة سنة 1948م. وتستمدّ منطقة اللطرون اسمها من اسم الدَّيْر القَرِيب من تقاطع الشارعين الرئيسيين التاليين: الشارع الواصِل بين القُدْس ويافا، والشارع الواصل بين غزة ورام الله. وخلال الانتداب البريطاني على فلسطين، أصبح ذلك الدَّيْر قاعدة لقوات الشرطة البريطانية في فلسطين، حيث تحوَّل المبنى إلى ما يُسَمَّى قَلعَة تيغارت. وقد وَضَع قَرَار الأمم المتحدة رقم 181 منطقة اللطرون ضمن الدولة العربية المُفْتَرَضة. وفي شهر مايو 1948م، كانت المنطقة تحت سيطرة الجيش العربي، ونتيجةً لذلك، كان الجيش العربي مُسَيْطرًا على الطريق الوحيد الواصِل بين المنطقة المحتلة من القدس وبين دولة الاحتلال الصهيوني، وذلك ما أعطى اللطرون أهمية إستراتيجية في معركة القدس.
وعلى الرغم من هجوم الجيش الاحتلال الصهيونيي على اللطرون في خمس مناسبات مختلفة، إلا أنه لم يَسْتَطِع نهائيًا الاستيلاء عليها، وبَقِيَت تحت الحُكْم الأردني حتى وقوع حرب النكسة سنة 1967م، أو ما يُسَمَّى حرب الستة أيام. أفْضَت المعارك إلى انتصار حاسم للجانب الأردني، حتى أن الالاحتلال الصهيونييين قَرَّرُوا أن يَبْنُوا طريقًا جَانِبِيًّا حَوْل اللطرون لِتَسْيير حَرَكة النَّقْل بين القدس وتل أبيب، ذلك لتجنّب استخدام الطريق الرئيسي الذي يسيطر عليه الجيش الأردني وعلى أية حال، استطاع سكان القدس اليهود خلال فترة معركة القدس أن يَتَلَقَّوا الإمدادات من خلال طريق جديد سُمِّي «طريق بورما» الذي كان يمر بجانب اللطرون دون المرور بها، وكان مناسبًا للقوافِل الأمنيّة. وتَرَكَت معركة اللطرون بَصْمَتَهَا في الذاكرة الشَّعْبِيَّة الالاحتلال الصهيونيية، كما أنها أصبحت جزءًا من حكايات قِيام الدولة اليهودية. وأَدَّت الهَجَمات إلى مَقْتَل 168 جنديًّا الاحتلال الصهيونييًّا، وهناك بعض المصادر التي تَضَخِّم هذا الرقم إذ يَصِل إلى 2000. ويَحْمِل القتال في اللطرون أهمِّيَّةً رَمْزِيَّة أيضًا بسبب مشاركة بعض النَّاجِين من الهولوكوست ضمن صفوف الجيش الالاحتلال الصهيونيي.
اللطرون: معسكر اعتقال
معسكر اعتقال أقامته سلطات الانتداب البريطاني في منطقة اللطرون على طريق القدس بالقرب من دير وقرية اللطرون.
وقُسم المعسكر إلى أربعة أجنحة، وهي:
أ) معتقلون أعداء.
ب) متهمون لهم علاقة مع الأعداء.
ج) عرب من مؤيدي المفتي الحاج أمين الحسيني.
د) معتقلون يهود، معظمهم من أعضاء عصابة (ليحي) و(شتيرن).
وتمكن أعضاء من عصابة (ليحي) من حفر نفق لتهريب عدد منهم إلى خارج المعسكر. كان من الصعب الخروج من هذا المعسكر بسبب الحراسة المشددة واستخدام الأسلاك الكهربائية الشائكة، وقامت السلطات البريطانية باعتقال عدد من قادة الصهيونية في العام 1946 ومن بينهم: موشي شاريت (شرتوك)، ودافيد ريميز، وغيرهم، وبعد مداولات وتحركات سياسية ودبلوماسية صهيونية أُطلق سراحهم.
أمّا في موقع اللطرون نفسه فجرت معركة شديدة بين العصابات الصهيونية والجيش الأردني العام 1948 وتكبدت العصابات الصهيونية خسائر كبيرة وفادحة، وتم التوصل إلى اتفاق ضمن اتفاقيات الهدنة بخصوص عمل ونشاط المزارعين من الطرفين. إلا أن إسرائيل احتلت الموقع في العام 1967 خلال حرب حزيران وقامت بتحويله إلى موقع لإحياء ذكرى جنودها القتلى.
أما في الوقت الحاضِر، فتحتوي أرض المعركة على مَتْحَف عَسْكَري الاحتلال الصهيونيي تابع لسلاح المدرعات الالاحتلال الصهيونيي، وكذلك تحتوي على نُصْب تذكاري لحرب فلسطين الممتدة بين عامَيْ 1947 و1949م
لقد احتلّت قوّات الاحتلال الصهيونية اللطرون بعد سقوط الضفّة الغربيّة عام 1967، كما أُقيمت مستوطنة نفي شلوم على أراضيها سنة 1983. يقع معظم قطاع اللطرون اليوم ضمن أراضي محافظة رام الله والبيرة بعد قدوم السلطة الفلسطينيّة، إلا أن جدار الفصل يعزل المنطقة عن باقي الأراضي المجاورة بالضفّة الغربيّة.
تاريخ القرية
يعود تاريخ منطقة اللطرون إلى الفترة الرومانيّة والبيزنطيّة، حيث تنتشر آثار عديدة من تلك الحقبة في قرى هذه المنطقة، فيما يعود تاريخ قرية اللطرون نفسها إلى القرن الثاني عشر، وتحديدًا في فترة الحملات الصليبيّة، إذ بنى الصليبيّون قلعةً في الموقع سنة 1170، ثم استولى صلاح الدين الأيوبي عليها بعد معركة حطين في سنة 1187. وقد انتقل إلى قرية اللطرون مهاجرون من القرى المجاورة في القرن التاسع عشر، إذ كانت قرية صغيرة مبنيّة بالطوب داخل أسوار قلعة الصليبييّن. وقد أنشأ الرهبان اللاترابيّون الفرنسيّون دير اللطرون ومدرسة زراعيّة على منحدر في عمواس باللطرون في سنة 1890، واشتهر هذا الدير لاحقًا بما ضم من كروم العنب. وقد صُنِّفت اللطرون كمزرعة في معجم فلسطين الجغرافي المُفهرَس الذي وُضع أيام الانتداب البريطاني على فلسطين، وكانت ضمن قضاء الرملة
مَعْرَكَة اللطرون أو معارك اللطرون هي سلسلة من الاشتباكات العسكرية التي حدثت على مَشَارِف مَنْطِقة اللطرون بين الجَيْش العَرَبي الأردني وجيش الدفاع الالاحتلال الصهيونيي في الفترة المُمْتَدَّة من 25 مايو وحتى 18 يوليو من عام 1948م، وذلك ضِمْن حَرب النَّكْبة سنة 1948م. وتستمدّ منطقة اللطرون اسمها من اسم الدَّيْر القَرِيب من تقاطع الشارعين الرئيسيين التاليين: الشارع الواصِل بين القُدْس ويافا، والشارع الواصل بين غزة ورام الله. وخلال الانتداب البريطاني على فلسطين، أصبح ذلك الدَّيْر قاعدة لقوات الشرطة البريطانية في فلسطين، حيث تحوَّل المبنى إلى ما يُسَمَّى قَلعَة تيغارت. وقد وَضَع قَرَار الأمم المتحدة رقم 181 منطقة اللطرون ضمن الدولة العربية المُفْتَرَضة.[1] وفي شهر مايو 1948م، كانت المنطقة تحت سيطرة الجيش العربي، ونتيجةً لذلك، كان الجيش العربي مُسَيْطرًا على الطريق الوحيد الواصِل بين المنطقة المحتلة من القدس وبين دولة الاحتلال الصهيوني، وذلك ما أعطى اللطرون أهمية إستراتيجية في معركة القدس.
وعلى الرغم من هجوم الجيش الالاحتلال الصهيونيي على اللطرون في خمس مناسبات مختلفة، إلا أنه لم يَسْتَطِع نهائيًا الاستيلاء عليها، وبَقِيَت تحت الحُكْم الأردني حتى وقوع حرب النكسة سنة 1967م، أو ما يُسَمَّى حرب الستة أيام. أفْضَت المعارك إلى انتصار حاسم للجانب الأردني، حتى أن الالاحتلال الصهيونييين قَرَّرُوا أن يَبْنُوا طريقًا جَانِبِيًّا حَوْل اللطرون لِتَسْيير حَرَكة النَّقْل بين القدس وتل أبيب، ذلك لتجنّب استخدام الطريق الرئيسي الذي يسيطر عليه الجيش الأردني وعلى أية حال، استطاع سكان القدس اليهود خلال فترة معركة القدس أن يَتَلَقَّوا الإمدادات من خلال طريق جديد سُمِّي «طريق بورما» الذي كان يمر بجانب اللطرون دون المرور بها، وكان مناسبًا للقوافِل الأمنيّة. وتَرَكَت معركة اللطرون بَصْمَتَهَا في الذاكرة الشَّعْبِيَّة الالاحتلال الصهيونيية، كما أنها أصبحت جزءًا من حكايات قِيام الدولة اليهودية. وأَدَّت الهَجَمات إلى مَقْتَل 168 جنديًّا الاحتلال الصهيونييًّا، وهناك بعض المصادر التي تَضَخِّم هذا الرقم إذ يَصِل إلى 2000. ويَحْمِل القتال في اللطرون أهمِّيَّةً رَمْزِيَّة أيضًا بسبب مشاركة بعض النَّاجِين من الهولوكوست ضمن صفوف الجيش الالاحتلال الصهيونيي.
أما في الوقت الحاضِر، فتحتوي أرض المعركة على مَتْحَف عَسْكَري الاحتلال الصهيونيي تابع لسلاح المدرعات الالاحتلال الصهيونيي، وكذلك تحتوي على نُصْب تذكاري لحرب فلسطين الممتدة بين عامَيْ 1947 و1949م
روايات أهل القرية
يذهب الحاج محمد صالح أبو قطيش (73 عاما) إلى قرية عمواس المهجرة عام 1967، مرة على الأقل كل شهر، ليستذكر طفولته وشبابه.
يتحدث الحاج أبو قطيش في الذكرى الـ56 للنكسة، عن واقع قريته في ذلك الوقت، بالقول: "كان الأهالي مرتبكين لا يعرفون ماذا يفعلون، وفي أيّ اتجاه يسيرون، ولا سيما كبار السن، وصبية صغار يبكون طلبا للماء، ونساء يبكين، وأطفال يلجأون طلبا للحماية في حضن أمهاتهم".
ويضيف: "البيوت التي هدمتها جرافات الاحتلال كانت جميلة ومبنية من الحجر، وفيها من الجمال والترف والرخاء ما يجعلها تضاهي منازل المدن الكبرى، وإنك لتجد في كل بيت كرما مليئا بأشجار العنب، والمشمش، والزيتون، وهناك أيضا أشجار السرو وألوان أخرى من أشجار الزينة، التي تزيد هذه القرى رونقاً وجمالاً".
وعمواس، هي إحدى قرى اللطرون الثلاث التي هدمها الاحتلال خلال حرب حزيران 1967، بالإضافة إلى قريتي يالو وبيت نوبا، التي هُجر أهلها عنوة تحت قوة السلاح، حيث كانت تشتهر بعدد من المزروعات، منها: اللوز، والقطن، والعنب، والقمح، والذرة، مستفيدة من عدة عيون وتربة خصبة.
أهالي القرى الثلاث التي تبعد قرابة 28 كيلو مترا غرب القدس، أكدوا أنهم كانوا يهتمون جدا بالزراعة في أراضيهم، لكن الاحتلال عمد لعدة سنوات إلى الاحتفاظ بالأشجار، فيما شرع بهدم المنازل فوق مقتنيات ساكنيها، في اليوم التالي لنهاية "حرب الأيام الستة".
بعد عدة أشهر على انتهاء النكسة، شرع الاحتلال بإزالة أنقاض البيوت وزراعة مزيد من الأشجار بتبرعات من يهود كنديين، وأُطلق عليه اسم متنزه (أيلون- كندا)، وأقيم على أراضي قريتي عمواس ويالو، فيما حوّل بيت نوبا إلى حقول زراعية ومزارع أبقار.
يتذكر الأهالي بحسرة قراهم الثلاث التي هُدمت أمام أعين عدد منهم، ثم هُجر من بقي فيها بقوة السلاح.
تقع قرى اللطرون الفلسطينية المهجرة على بعد 14 كيلو مترا من مدينة الرملة، وهي قرى قائمة على تلال عند نقطة التقاء طريق الرملة- القدس العام، وعلى الطرق العامة المؤدية إلى غزة ورام الله.
يقول الحاج أبو قطيش: إنه "كان لوالده وعمه بيتان في قرية عمواس هدمهما الاحتلال، وكان هناك أشجار في محيط منزل والده يزيد ارتفاعها على 30 مترا وهي أشجار بألوان مختلفة تعكس منظرا جماليا"، إذ كان الأهالي يولون أشجارهم ومنازلهم عنايةً كبيرة.
من جهته، يقول الأستاذ نعيم أبو عاقلة إنه كان طفلا بعمر 12 عاما حينما وقع التهجير القسري، إذ كان متواجدا في القرية عندما اقتحم جنود الاحتلال ليل الخامس من حزيران عام 1967 جميع منازل القرية، وأخرجوا السكان عنوة، وطلبوا منهم مغادرتها.
وأشار أبو عاقلة إلى أنه منذ ذلك الوقت، ظل سكان القرى الثلاث مشتتين في المناطق القريبة، مثل: بيت لقيا، وبيت سيرا، وبيت عور الفوقا، وبيت عور التحتا، وصفا، ورام الله والبيرة، وبيتونيا، وضواحي القدس، ومنهم مَن غادر باتجاه شرق الأردن، والدول العربية والأجنبية، وما زالوا فيها إلى يومنا هذا.
وأضاف: "جمع الاحتلال أهالي القرية في بيت المختار، وشرع بهدم جميع البيوت، ولم يتبقَّ في القرية سوى شواهد القبور، ومقام معاذ بن جبل"، مشيرا إلى أن الاحتلال أبقى على الأشجار وحوّل قرية عمواس إلى متنزه اسموه "كندا بارك".
وأكد أن الأهالي حاولوا بعد أيام من تهجيرهم العودة إلى قراهم الثلاث، ولكن دوريات الاحتلال منعتهم من العودة بقوة السلاح، وأخرجت جميع المواطنين الذين كانوا يتجمعون في دير عمواس، ولم يُبقوا سوى الرهبان في الدير والكنيسة اللذين بقيا قائمين حتى اليوم.
وأوضح أبو عاقلة (68 عاما) أن الزراعة في القرية تشمل التين، والعنب، والرمان، وكان هناك كثير من الأشجار الحرجية والكبيرة التي حُوّلت إلى حديقة كبيرة فيما بعد، قبل أن يتعمد الاحتلال على مدار سنوات زراعة أشجار حرجية، لإخفاء معالم القرية وآثار التدمير.
وتبلغ مساحة المنطقة المهجرة حوالي 50 كيلومتراً مربّعاً، وتقوم إسرائيل باستغلالها عبر زراعة نسبة تفوق 40% من أراضيها، بينما تستغلّ باقي المساحة في تنشيط السياحة من خلال مشاريع مختلفة، منها المعارض الأثرية والتاريخية.
إلى جانب عمواس، تقع قرية يالو على بعد كيلو ونص الكيلو فقط، ويقول محمود عياد (85 عاما): إنه كان يقطن القرية قرابة 3 آلاف نسمة، وهو عدد مماثل لعدد سكان عمواس، وإنه كان يبلغ من العمر حينذاك 27 عاما، مشيرا إلى أنه غادر القرية سيرا على الأقدام باتجاه رام الله.
ويضيف: "عدت بعد عدة أيام إلى القرية لكن الاحتلال طردنا، فاضطررنا إلى الرجوع إلى بيتونيا، وهناك لاحقنا الاحتلال، وقام باعتقال عدد من الأهالي المغادرين من القرية، وقمت بالذهاب إلى الأردن، خشية من الاعتقال، ثم عدت مع عائلتي إلى هنا عن طريق الصليب الأحمر، الذي تدخل لإعادتنا إلى داخل فلسطين.
يستذكر عياد بيته في يالو، مؤكدا أنه كان يملك منزلا مبنيا داخل قطعة أرض مساحتها 6 دونمات، قائلا: "بيت أبي كان كبيرا ومكونا من طابقين، تحده أشجار مثمرة من مختلف الأنواع، فقد كان الأهالي يزرعون القرية بالزيتون، واللوزيات، والأشجار الحرجية، والأشجار الملونة، والتي حوّلها الاحتلال فيما بعد إلى متنزه سماه "إيلون"، ضمه إلى متنزه مقام على قرية عمواس سماه "كندا بارك".
ويضيف الحاج عياد: "كانت القرى الثلاث متقدمة جدا، حيث كان يوجد 4 مدارس في يالو، و4 أخريات في عمواس، وفي بيت نوبا كان يوجد مدرستان، بالإضافة إلى اتصال القرى الثلاث بخطوط المياه، فضلا عن توفر حافلات كانت تنقل الأهالي إلى مدن فلسطين الرئيسة.
وفا- بلال غيث كسواني
القرية اليوم
أما في الوقت الحاضِر، فتحتوي أرض المعركة على مَتْحَف عَسْكَري الاحتلال الصهيوني تابع لسلاح المدرعات الاحتلال الصهيوني، وكذلك تحتوي على نُصْب تذكاري لحرب فلسطين الممتدة بين عامَيْ 1947 و1949م
الباحث والمراجع
من المراجع:
1- كي لا ننسى / وليد الخالدى.
2- وفا- بلال غيث كسواني.